المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا ينبغي أن نكون ؛ أو لانكون ...



أبو بكر يوسف لعويسي
19-Nov-2016, 04:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى يوم الدين .
أما بعد :
لقد كثر التشكي والتضجر من أحوال الكثير من السلفيين ، وأصبحنا نسمع لوم العلماء والمشايخ على هذه الحال ، كما تسمع التضجر والتألم الشديد من آخرين على الواقع المزري والمؤسف الذي آلت إليه أحوال كثير من السلفيين من خصومات وتفرق وعداوة ، ويرجعون أسباب ذلك إلى بعض العلماء والمشايخ ، فيستنكرون ذلك أشد الإنكار ، ونسوا أو تناسوا أنفسهم وكأنهم أبرياء من هذه الأسباب التي أوصلت السلفيين إلى هذه الحال ، فتراهم إذا اجتمعوا أو كتبوا يلقون اللوم على غيرهم ويبرءون أنفسهم ..
وفي الحقيقة أن بعضا منهم هو السبب بسبب الشبهات التي يلقيها على أتباعه ، والتأويلات الفاسدة ، والجهل بمنهج السلف وقواعد التعامل في الاختلاف ، والقضايا
المصيرية ، والمسائل المنهجية ، وقواعد الجرح والتعديل ، والبعض الآخر منهم يجعل الخلاف كله واحدا مذموما، كما أن الحق واحد محمود ، وهذا غير صحيح وهو من الشبه التي يلقونهما على السذج من الأتباع ، والبعض الآخر جعل منهج السلف هو الثوب الذي يلبسه مفصلا على هواه وحظوظ نفسه ومصالحها يعيش بين الأوهام ، ويتغذي بالشبهات ، ويتعشى بالشهوات ، وأي جسم غذي بذلك فهو أولى أن يحذر منه .
ولقد كان السلف يقولون :" احذروا من الناس صنفين" صاحب هوى قد فتنه هواه، وصاحب دنيا أعمته دنياه".
فما أكثر هذين الصنفين في زماننا ، فها هي الأهواء تثمر الأدواء بالشبهات والفتن ، وهاهي الدنيا تفتح علينا بمضلات الشهوات والمحن والإحن .
والدواء لهذين المرضين يكون بفقه الصبر واليقين على ما فقهه العلماء الربانيين كما قال تعالى:{ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }[السجدة: 24]. فبالصبر تترك الشهوات ، وباليقين تدفع الشبهات " (1).
نعم بهما فقط أي : بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين ، وهكذا كان أئمة الهدى من السلف الصالح لم يدخلوا في شيء من الأهواء ، بل تراهم يدفعونها باليقين مما عرفوا من منهج الحق ، وسبيل المؤمنين صابرين محتسبين على الغربة التي يعيشونها أما الشهوات فهم أبعد النّاس عنها فكذلك كانوا والله..وكذلك ينبغي أن نكون ..
فهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : ما فرحت بشيء في الإسلام أشد فرحا بأن قلبي لم يدخله شيء من هذه الأهواء.(2).
الله أكبر ، الله أكبر ، هنيئا لك يا صاحب رسول الله ، تفرح – وحق لك - ذلك لأن قلبك لم يدخله شيء من هذه الأهواء ، لكن لو رأيت زماننا هذا وكيف أحاطت بنا الأهواء كإحاطة السوار بالمعصم ؟
وكيف اشرأبتها القلوب من بني جلدتنا الذين يتكلمون بلسان السلف ، ويهدون بغير هديهم .
وكيف وقعت الفتن وقع القطر من السماء ؟ ولم يكد ينجو منها إلى من - رحم الله وعصم - وقليل ما هم – من النزاع من القبائل الذين يصلحون ما ألقاه أهل الفتن بالشبهات ..
فإن زمننا هذا زمن العجائب والغرائب ، من قوم تزينوا بلباس السنة ، وأظهروا القول بمنهج السلف ، ولكن حقيقتهم أنهم أعداء ألداء لبعضهم لبعض ، وكل ذلك بسبب وقعوهم في الشبهات وبعضهم غرق في الشهوات ..فافتقدوا إلى اليقين الذي يدفعون به الشبهات، والصبر الذي يتركون به الشهوات .
والعجيب الغريب أنهم يقولون نحن سلفيون ، ولكن بعضهم إذا رآك متمسكا بسنة استنكر عليك تمسكك بالسنة وعضك عليها بالنواجذ ، واستنكر عليك عملك بآثار السلف الصالح ، ورماك بالتشدد والغلو ، أو بالإرجاء والبدعة ، وربما كذبك وهو الكذوب ، وهو الغالي في الإفراط والتفريط - فإلى الله المشتكى – ورحم الله - مجدد هذا العصر العلامة المحدث الألباني فكثيرا ما كان يردد : رمتني بدائها وانسلت ردا على بعض من وصفت لك من هؤلاء.
قال أبو العالية – رحمه الله - : "تعلموا الإسلام، فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الإسلام يمينا وشمالا، وعليكم بسنة نبيكم والذي كان عليه أصحابه، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء " (3) . ما أعظم هذا التوجيه لو فقهه السلفيون ؟!
ولقد أنكر عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- على الرجل الذي قال له : الحمد لله الذي جعل هوانا على هواكم، فقال له ابن عباس : " الهوى كله ضلالة " (4).
نعم الهوى كله ضلالة كما بينه نبينا صلى الله عليه وسلم فلم يترك لذي قول مقال في قوله : (( وكل بدعة ضلالة ))مسلم (867). أي كل الأهواء ضلالة ، فالبدعة لا تكون إلا عن هوى .
كما قَالَ وَكِيعٌ: مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ كَمَا جَاءَ فَهُوَ صَاحِبُ سُنَّةٍ , وَمَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ لِيُقَوِّيَ هَوَاهُ فَهُوَ صَاحِبُ بِدْعَةٍ.
اللهم إلا ما كان من الهوى على السنة وفي حب النبي صلى الله عليه وسلم والسنة ، فإنه هدى ، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم كما قالت الصديقة بنت الصديق أمنا عائشة رضي الله نعها وعن أبيها وعن باقي الصحابة ((وَاللهِ، مَا أَرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ لَكَ فِي هَوَاكَ)) رواه البخاري ( 4788) مسلم (1464).
ومثله قول عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)) .
قال الحافظ ابن رجب : تصحيح هذا الحديث بعيد جدا من وجوه، ويبدو أن الحديث ضعيف فانظر كتابه (جامع العلوم والحكم) (2/ 394). وقال الشيخ الألباني إسناده ضعيف ظلال السنة في تخريج كتاب السنة (1/12) .
وقوله - رحمه الله - إسناده ضعيف مما يلفت إلى أن المتن صحيح ويعضده فيما في القرآن الكريم من الآيات في ذلك كقوله تعالى :{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (65)النساء .
وفي آل عمران :{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (31).
وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ))البخاري (16-21..) ومسلم (43).وغير هذا .

هكذا كانوا بين فرحٍ لأنه لم يخالط قلبه شيئا من الأهواء ، وبين ناصح لاتباع منهج السلف ، وبين محذر من هذه الأهواء لأنه كلها مضلة وضلالة ، وهي من أعظم أسباب العداوة والبغضاء بين المؤمنين . فهكذا ينبغي أن نكون ...
لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((إن مما أخشى عليكم بعدي بطونكم وفروجكم ، ومضلات الأهواء)) (5).
أنظر- يا رعاك الله - إلى ما خشيه ، البطون والفروج وهي أبواب الشهوات ، ومضلات الأهواء أبواب الشبهات ، فمنبع الشر كله من هذين البابين، وهذا ما كان السلف يحذرون منه ، فهكذا ينبغي أن نكون على منهجهم أو لا نكون ..
فهل فقه السلفيون تلك الآثار وهذا التخوف منه صلى الله عليه وسلم فاعتصموا بالسنة على خلاف أهوائهم وحظوظ أنفسهم ، أم الواقع المؤلم ينبأ عن أزمة أخلاقية شديدة وكبيرة نفّرت كثيرا من النّاس من هذا المنهج المبارك ..وهذه الدعوة الطيبة .
فهل فقه بعض السلفيين هذا ، وهل سَلِموا أو سلمت قلوبهم من هذه الأهواء فكانوا كما أرادهم الله أن يكونوا على منهج وسبيل المؤمنين من سلفهم الصالح ، كما رأينا آنفا ( وتلك قطر من بحر فيما نقلت عنهم ) أم هي الأهواء والأدواء والشهوات والشبهات حلت بديارنا واشرأبتها قلوبنا فتفرقنا ، وتمزقنا من بعد ما كنّا يدا واحدة على مضلات الأهواء وسدا منيعا للبدع والمحدثات ..متعاونين على كسر باب الشهوات ..
لقد ساءت الأفعال والأقوال ، وتغيرت الأحوال وكاد الكثير منّا يتنكر لنفسه بسبب ما نرى ونسمع من الشبه والشهوات ، والخصومات ، والمجادلات العقيمة والتي تصب كلها أو أغلبها في التعصب للنفس أو الشيخ أو الجماعة .
كلنا أو أغلبنا أصبح يشتكي من هذه الحال ، يشتكي من التفرق والتمزق ، والعداوات ، وهذه الخصومات التي لا نجد لها سببا مقنعا في بعض الأحيان إلا الانتصار للنفس والشيخ والجماعة والطائفية مما كنا نعيبه على الحزبيين وأهل الأهواء والبدع .
كلنا يبكي ولكن من سرق المصحف ؟؟؟ وكلنا يبكي ويشكي من هذه الحال ولكن من خالف وحرف ؟؟
وعظ مالك بن دينار عظةً تقاطرت عليها دموع أصحابه، ثم افتقد مصحفه! فنظر إليهم وكلهم من أثر كلامه لا يملك عينه! وقال ويحكم! كلكم يبكي فمن سرق المصحف؟؟ انتهى كلامه .(6).
نعم كلكم يلوم فمن الملوم؟ وكلكم يبكي فمن الباكي ومن المتباكي ؟ وكلكم يتهم فمن المتهم ، وكلكم يحب السنة ويهوى فمن صاحب الهوى ؟
عرفنا الداء وأنهكتنا الأدواء ، عرفنا المرض ولكن لم نستشف الدواء ، عرفنا الأهواء، وتركنا الاهتداء ، لم نتعالج بهدي وسمت العلماء الذين بحت أصواتهم في التحذير من تلك الأهواء ومضلات الفتن ، والدعوة إلى أصلاح ذات البين ، نعيش الضجر والملل ، فأين الخلال ، وأين الاستجابة لله وللرسل ؟؟
هل قرأ أولئك السلفيون العابسون المقطبون المعادون - دون مبرر لذلك- في وجوه أخوانهم نصوص وفصوص الأخوة ، والحب والبغض في الله ؟ نعم ربما سمعوا عنها أو قرءوها ، ولكن أين هم منها وأين هي من واقعهم ؟!!!!!!!!!!!
هل فقه أولئك السلفيون الذين تعصبوا وتحزبوا وغلوا وأفرطوا في أهواء نفوسهم وحظوظها والجماعة وحدودها، التي كانت سببا في كثير من العداوات والخصومات مثل هذا الحديث ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عن معاوية بن أبي سفيان قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فذكر: ((إن أهل الكتاب قبلكم تفرقوا على اثنتين وسبعين فرقة في الأهواء، ألا وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة في الأهواء، كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة، ألا وإنه يخرج في أمتي قوم يهوون هوى يتجارى بهم ذلك الهوى كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يدع منه عرقا ولا مفصلا إلا دخله)) (7).
هل قرأ أولئك السلفيون الذين ابتعدوا عن هدي نبينا صلى الله عليه وسلم في السلام وآدابه وأحكامه ، والتحية والبشاشة وطلاقة الوجه ، ولين الجانب ، والابتسامة .. فلا تكاد ترى أحدا منهم إذا قابلك أو مررت بجنابه .. يسلم عليك ويفاتحك بالتحية ، لا أظن ذلك وإذا وجد فيهم من قرأها فإنما هي خاصة لطائفته أو حزبه أو معارفه وللأسف الشديد ، (8) مما هو معلوم أنه من علامات الساعة ((تسليم الخاصة ..))
آه ؛ ثم آه ؛ ثم آه ، من ظواهر سلبية مقيتة يتألم منها القلب من كمد ، ويندى لها الجبين من بغضاء وحسد ، هل هذه هي حقا أخلاق السلف الصالح . معاذ الله ، وحاشاهم أن يكونوا كذلك ..
ومن أعجب وأغرب ما تلاحظه أن ترى وتسمع بعضا منهم من الأحداث والأتباع يتكلم عن السلفية ، وحب السلفيين ، وتوقير العلماء والمشايخ ، وحب العلماء والرجوع للعلماء ، ولكن تراه يخالفهم ، ويجالس أهل الأهواء والحزبيين ، والفساق ، يهش ويبش في وجوههم وينبسط إليهم ، لا دعوة لهم ، ولكن طبع تطبع عليه ، وخلق تربى عليه ، وإذا لقي أخاه عامله وكأنه يهودي أو نصراني ، أو عدو قتل أحد أقاربه ..
وصنف آخر غلو في الشهوات بالشبهات فجرهم الشيطان إلى دخول الأسواق والاتجار في ملابس النساء المحرمة ، ولم يستح البعض منهم حتى أصبح من كبار التجار في الملابس الداخلية لهن يستورد بالأطنان من لباس الكافرات من موضة وكل جديد يسوقه في نساء المؤمنين ..
وصنف آخر لا يتورع أن يعمل في أي عمل ولا يتورع أن يتاجر في أي تجارة المهم الدرهم والدينار ، والمهم الدنيا ؛ وقد فتحت عليه فخاف أن تذهب عنه ، او تفوته ، فتجده يتعذر بعذر أقبح من ذنب قائلا ؛ لم نجد ما نعمل ، أو نتاجر فيه ، أو النّاس كلهم اليوم هكذا ؛ أو ماذا نفعل وقد أغلقت أبواب الحلال ، ونسي أو تناسى أن أبواب الحلال أكثر من أبواب الحرام وأن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين .وأنه من يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب .
وبعضهم كان فقيرا فأغناه الله فترك ما تحصل عليه من فتاة العلم ، أو بعض المعلومات عن السنة ومنهج السلف ، فأصبح مثله مثل أي عامي ، بل ربما بعض العوام في تصرفاتهم أفضل منه بكثير في صدقهم وعفتهم وتعاملهم ، وهكذا عينات كثيرة في المجتمع متنوعة كل نوع منها له فهمه لهذا الدين ، وهذا المنهج كما يحب هو تماما كحال أهل الفرق كل منهم له فهمه لهذا الدين وفكره في تحديد طريقة تدينه .
فكثير من مجالس هؤلاء لغو ولهو ، غيبة وقدح ، جرح وإسقاط بغير حق ولا مبرر شرعي ، تسمع وترى الخصومات والجدال بغير علم ، وتعصب كل طائفة لفهمها
وآرائها ، وتقويل العلماء ما لم يقولوا ، وتأويل الأدلة ولي أعناقها ، والعناد والاستنكار بغير علم ..
أما في المناسبات والأعراس فيكاد الشخص أن يصدم لما يرى ويسمع من أخلاق بعض السلفيين وللأسف الشديد ...
وكذلكم الكذب فقد استشرى في بعضهم حتى عند بعض من يحسب على المشيخة والدعوة ، بشهادة العلماء الكبار الذين حذروا ونادوا بأعلى أصواتهم أنهم يكذبون عليهم ، كالشيخ الفوزان ، والشيخ ربيع ، وقبلهم الشيخ الألباني والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين وغيرهم – رحم الله- الأموات وحفظ لنا الأحياء منهم.
وغير ذلك من الأحوال التي عليها كثير من السلفيين ، مما هو ظاهر للعيان مستنكر عند الكثير ..
إلى متى هذه الأخلاق الرذيلة ؟؟ إلى متى وأنتم تُضحكون النّاس من هذا المنهج البارك ؟؟
إلى متى وأنتم تنفرون النّاس من هذه الدعوة الطيبة المباركة ، كم شاب أنقذتموه من الأهواء والبدع والمحدثات ؟؟ وكم من رجل أرشدتموه إلى منهج السلف الصالح فتاب وأناب من البدع والأهواء ؟؟
ألم يحن الوقت لنراجع أنفسنا ونحملها على التوحيد الذي يوحدنا ، ونحملها على أمر الله ، على مراد الله ، ومراد رسوله من سنته ، ونحاول أن نترك كل ما يسيء إلى هذه الدعوة المباركة والمنهج القويم من ولاء وبراء ، وحب وبغض ، ونتعاون على البر والتقوى فيما بيننا ، وأن نحقق التحاب والتوادد ، والتعاطف ، ومعنى التناصر ، والولاية ، وأن لا ننسى الابتسامة ، وطلاقة الوجه وبشاشته ، وإلقاء السلام الذي يجلب لنا المحبة ، وأن نكون عند حسن ظن بعضنا وظنّ النّاس بنا ، وأن نقدم هذه الدعوة المباركة للناس طيبة نقية ، بالعلم والحلم ، واللطف والألف ، وأن نصبر على مضض بعضنا البعض ، ونتواصى بالحق والصبر ، وأن نتيقن أن طريق الخلاص في الإخلاص والسمع والطاعة لمن ولاهم الله أمرنا ، وهكذا ينبغي أن نكون أو لا نكون ...
اللهم بصرنا بعيوبنا وطهر قلوبنا من الزيغ واتباع المتشابه ووقنا للعمل بمحكم كتباك وسنة نبيك على مرادك ومنهج نبيك وما كان عليه أصحابه من سبيل المؤمنين.

------------
الهوامش :
1 - انظر ((اقتضاء الصراط المستقيم)) (1/ 118 - 123) باختصار وتصرف، ((إعلام الموقعين)) (1/ 68، 136)، ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب الحنبلي (2/ 397).
(2) أصول الاعتقاد (1/ 147/227) وذم الكلام (ص.188) والحجة للأصبهاني (1/ 304).
(3)((الاستقامة)) لابن تيمية (1/ 253 - 254)، وانظر ((اقتضاء الصراط المستقيم )) لابن تيمية (1/ 97).
(4) كتاب ((الشريعة)) للآجري (1/ 444)، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/ 130).
(5)كتاب ((السنة)) لابن أبي عاصم (1/ 12)، وقال الألباني: إسناده صحيح.
(6) جاء في عيون الأخبار (2/320) لابن قتيبة :
تكلّم الحسن يوما حتى أبكى من حوله فقال: عجيج كعجيج النساء ولا عزم، وخدعة كخدعة إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون.(والعَجَّاجُ) الصَّيّاحُ مِن كلِّ ذِي صَوْتٍ).
( 7) كتاب ((السنة)) لابن أبي عاصم (1/ 7)، وصححه الألباني.
(8) أما من لا يعرفهم من السلفيين ممن مظهرهم هو مظهرهم ، وسمتهم هو سمتهم ، ويتكلمون بلغتهم ، ويهدون فيما يظهرون بهديهم فهم عندهم مجاهيل ينبغي أن يوضعوا في خانة الأعداء حتى ترتفع عنهم الجهالة بمعرف أو صديق أو تزكية .

عبد السلام الجزائري
22-Nov-2016, 12:05 AM
بارك الله فيك شيخنا الفاضل و جزاك الله عنا كل خير
نسال الله العافية في الدنيا و الاخرة

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
10-Feb-2017, 04:34 PM
نفع الله بك شيخنا الفاضل
للتحميل ملف بديف

أبو يوسف عبدالله الصبحي
11-Feb-2017, 02:40 PM
بارك الله فيك شيخنا الفاضل و جزاك الله عنا كل خير
نسال الله العافية في الدنيا و الاخرة