المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حِكمٌ وعِظاتٌ



أم محمد محمود المصرية
07-Dec-2016, 08:40 PM
قال عديُّ بن زيدٍ:

وَعَاذِلةٍ هَبَّتْ بِلَيْلٍ تَلُومُنِي * فَلَمَّا غَلَتْ فِي اللَّوْمِ قُلْتُ لَهَا اقْصِدِي
أَعَاذِلُ إِنَّ اللَّوْمَ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ * عَلَيَّ ثِنًى مِنْ غَيِّكِ المُتَرَدِّدِ
أَعَاذِلُ إِنَّ الجَهْلَ مِنْ لَذَّةِ الفَتَى * وَإِنَّ المَنَايَا لِلرِّجَالِ بِمَرْصَدِ

أَعَاذِلُ مَا أَدْنَى الرَّشَادَ مِنَ الفَتَى * وَأَبْعَدَه مِنْهُ إِذَا لَمْ يُسَدَّدِ
أَعَاذِلُ مَنْ تُكْتَبْ لَهُ النَّارُ يَلْقَهَا * كِفَاحًا وَمَنْ يُكْتَبْ لَهُ الفَوْزُ يَسْعَدِ
أَعَاذِلُ مَا يُدْرِيكِ أَنَّ مَنِيَّتِي * إِلَى سَاعَةٍ فِي اليَوْمِ أَوْ فِي ضُحَى غَدِ
أَعَاذِلُ مَنْ لَا يَزجُرِ النَّفْسَ خَالِيًا * عَنِ الغَيِّ لَا يَرْشُدْ لِقَوْلِ المُفَنِّدِ
كَفَى زَاجِرًا لِلْمَرْءِ أَيَّامُ دَهْرِهِ * تَرُوحُ لَهُ بِالوَاعِظَاتِ وَتَغْتَدِي
فَنَفْسَكَ فَاحْفَظْهَا عَنِ الغَيِّ وَالرَّدَى * مَتَى تُغْوِهَا يَغْوَ الَّذِي بِكَ يَقْتَدِي
وَإِنْ كَانَتِ النَّعْمَاءُ عِنْدَكَ لِامْرِئٍ * فَمِثْلًا بِهَا فَاجْزِ المُطَالِبَ وَازْدَدِ
عَنِ المَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * فَإِنَّ القَرِينَ بِالمُقَارَنِ يَقْتَدِي
سَتُدْرِكُ مِنْ ذِي الفُحْشِ حَقَّكَ كُلَّهُ * بِحِلْمِكَ فِي رِفْقٍ وَلَمَّا تَشَدَّدِ
إِذَا مَا رَأَيْتَ الشَّرَّ يَبْعَثُ أَهْلَهُ * وَقَامَ جُنَاةُ الغَيِّ لِلْغَيِّ فَاقْعُدِ
وَظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَةً * عَلَى النَّفْسِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّدِ
[«جمهرة أشعار العرب» لأبي زيد القرشي (ظ£ظ©ظ،)]

أم محمد محمود المصرية
23-Apr-2023, 10:12 PM
حقارة الدنيا وسرعة فنائها


قال أبو الحسن التهامي:

حُكْمُ المَنِيَّةِ فِي البَرِيَّةِ جَارِ * مَا هَذِهِ الدُّنْيَا بِدَارِ قَرَارِ

بَيْنَا يُرَى الإِنْسَانُ فِيهَا مُخْبِرًا * حَتَّى يُرَى خَبَرًا مِنَ الأَخْبَارِ


طُبِعَتْ عَلَى كَدَرٍ وَأَنْتَ تُرِيدُهَا * صَفْوًا مِنَ الأَقْذَارِ وَالأَكْدَارِ

وَمُكَلِّفُ الأَيَّامِ ضِدَّ طِبَاعِهَا * مُتَطَلِّبٌ فِي المَاءِ جَذْوَةَ نَارِ


وَإِذَا رَجَوْتَ المُسْتَحِيلَ فَإِنَّمَا * تَبْنِي الرَّجَاءَ عَلَى شَفِيرٍ هَارِ

فَالعَيْشُ نَوْمٌ وَالمَنِيَّةُ يَقْظَةٌ * وَالمَرْءُ بَيْنَهُمَا خَيَالٌ سَارِ

فَاقْضُوا مَآرِبَكُمْ عِجَالًا إِنَّمَا * أَعْمَارُكُم سَفَرٌ مِنَ الأَسْفَارِ

وَتَرَاكَضُوا خَيْلَ الشَّبَابِ وَبَادِرُوا * أَنْ تُسْتَرَدَّ فَإِنَّهُنَّ عَوَارِ




[«جواهر الأدب» للهاشمي (444)]

أم محمد محمود المصرية
23-Apr-2023, 10:15 PM
مكارم الأخلاق


قال حافظ إبراهيم رحمه الله مبيِّنًا قيمةَ الأخلاق:

إِنِّي لَتُطْرِبُنِي الخِلَالُ كَرِيمَةً * طَرَبَ الغَرِيبِ بِأَوْبَةٍ وَتَلَاقِ

وَيَهُزُّنِي ذِكْرُ المُرُوءَةِ وَالنَّدَى * بَيْنَ الشَّمَائِلِ هَزَّةَ المُشْتَاقِ

مَا البَابِلِيَّةُ فِي صَفَاءِ مِزَاجِهَا * وَالشُّرْبُ بَيْنَ تَنَافُسٍ وَسِبَاقِ


وَالشَّمْسُ تَبْدُو فِي الكُؤُوسِ وَتَخْتَفِي * وَالبَدْرُ يُشْرِقُ مِنْ جَبِينِ السَّاقِي

بِأَلَذَّ مِنْ خُلُقٍ كَرِيمٍ طَاهِرٍ * قَدْ مَازَجَتْهُ سَلَامَةُ الأَذْوَاقِ

فَإِذَا رُزِقْتَ خَلِيقَةً مَحْمُودَةً * فَقَدِ اصْطَفَاكَ مُقَسِّمُ الأَرْزَاقِ

فَالنَّاسُ هَذَا حَظُّهُ مَالٌ، وَذَا * عِلْمٌ وَذَاكَ مَكَارِمُ الأَخْلَاقِ

وَالمَالُ إِنْ لَمْ تَدَّخِرْهُ مُحَصَّنًا * بِالعِلْمِ كَانَ نِهَايَةَ الإِمْلَاقِ

وَالعِلْمُ إِنْ لَمْ تَكْتَنِفْهُ شَمَائِلٌ * تُعْلِيهِ كَانَ مَطِيَّةَ الإِخْفَاقِ

لَا تَحْسَبَنَّ العِلْمَ يَنْفَعُ وَحْدَهُ * مَا لَمْ يُتَوَّجْ رَبُّهُ بِخَلَاقِ

الأُمُّ مَدْرَسَةٌ إِذَا أَعْدَدْتَهَا * أَعْدَدْتَ شَعْبًا طَيِّبَ الأَعْرَاقِ




[«جواهر الأدب» للهاشمي (354]

أم محمد محمود المصرية
23-Apr-2023, 10:19 PM
أبياتٌ وَعْظية


ذكر الإمام ابن كثيرٍ أنَّ الواعظ أبا عثمان المنتخب ابن أبي محمَّدٍ الواسطيَّ ـ وكان من كبار الصالحين ـ أنشد نور الدين محمود زنكي أبياتًا يعظه فيها، ومن جملة ما قال:

مَثِّلْ وُقُوفَكَ أَيُّهَا المَغْرُورُ * يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّمَاءُ تَمُورُ


إِنْ قِيلَ: نُورَ الدِّينِ رُحْتَ مُسَلِّمًا * فَاحْذَرْ بِأَنْ تَبْقَى وَمَا لَكَ نُورُ

مَاذَا تَقُولُ إِذَا نُقِلْتَ إِلَى البِلَى * فَرْدًا وَجَاءَكَ مُنْكَرٌ وَنَكِيرُ

مَاذَا تَقُولُ إِذَا وَقَفْتَ بِمَوْقِفٍ * فَرْدًا ذَلِيلًا وَالحِسَابُ عَسِيرُ

وَتَعَلَّقَتْ فِيكَ الخُصُومُ وَأَنْتَ فِي * يَوْمِ الحِسَابِ مُسَلْسَلٌ مَجْرُورُ

وَوَدِدْتَ أَنَّكَ مَا وَلِيتَ وِلَايَةً * يَوْمًا وَلَا قَالَ الأَنَامُ: أَمِيرُ

أَرَضِيتَ أَنْ تَحْيَا وَقَلْبُكَ دَارِسٌ * عَافِي الخَرَابِ وَجِسْمُكَ المَعْمُورُ

مَهِّدْ لِنَفْسِكَ حُجَّةً تَنْجُو بِهَا * يَوْمَ المَعَادِ وَيَوْمَ تَبْدُو العُورُ


فلمَّا سمع نور الدين هذه الأبياتَ بكى بكاءً شديدًا.


[«البداية والنهاية» لابن كثير (12/ 282)]