المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قمع الخسيس المتشبه بإبليس الراد للنصوص بالمقايس



عزالدين بن سالم أبوزخار
28-Jan-2017, 01:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاةُ والسلام على إمامِ المتقين، وعلى آله وصحبِه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فالذين يردون نصوص الكتاب والسنة بعقولهم الفاسدة وأرائهم الكاسدة حالهم كحال بإبليس.
قال الله تعالى: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} [سورة الأعراف:12] .
جاء عن الحسن في قوله: { خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } قال: قاس إبليس، وهو أول من قاس.
أخرجه الدارمي في ((المسند)) وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) والهروي في ((ذم الكلام وأهله)) وابن عبد البر في ((الجامع)).
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)): إسناده صحيح.
قال ابن سيرين رحمه الله: (أول من قاس إبليس، وما عُبِدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس).
أخرجه الدارمي في ((المسند)) وابن أبي شيبة في ((المصنف)) والبيهقي في ((المدخل)) وابن جرير في ((تفسيره)) وأبو إسماعيل الهروي في ((ذم الكلام وأهله)) والخطيب في ((الفقيه والمتفقه)) وابن عبد البر في ((الجامع)) وأبو عروبة الحراني في ((الأوئل)) وابن حزم في ((الإحكام في أصول الأحكام)) وقال الحافظ المفسر ابن كثير في ((تفسيره)): إسناد صحيح.
قال أبو الحسين محمد بن أحمد الملطي رحمه الله في ((التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع)): ((لما قص الله عز وجل شأن آدم وأمره للملائكة بالسجود لآدم ونبهنا على جملة الخبر وقصة إبليس وكيف استكبر لما سبق فيه من الشقاء وكيف قاس فقال: {أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ})) اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في ((مجموع الفتاوى)): ((وإبليس هو أول من عادى الله وطغى في خلقه وأمره وعارض النص بالقياس . ولهذا يقول بعض السلف: أول من قاس إبليس . فإن الله أمره بالسجود لآدم فاعترض على هذا الأمر بأني خير منه وامتنع من السجود)) اهـ.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: ((الصواعق المنزلة)): ((إن معارضة الوحي بالعقل ميراث عن الشيخ أبي مرة، فهو أول من عارض السمع بالعقل وقدّمه عليه، فإن الله لما أمره بالسجود لآدم عارض أمره بقياس عقلي.
ثم قال:
والقياس إذا صادم النص وقابله كان قياساً باطلاً، ويسمى قياساً إبليسياً)) اهـ.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الجمعة 29 ربيع الأخر سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 27 يناير سنة 2017 ف