المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب و الطوائف للعلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله



أبو يوسف عبدالله الصبحي
10-Apr-2017, 01:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


خاتمة كتاب منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال
والكتب والطوائف للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي
حفظه الله تعالى

لقد تبين للقارىء المنصف :

- 1 - أن ما يدعى من وجوب الموازنة بين المثالب والمحاسن في نقد الأشخاص و الكتب والجماعات دعوى لا دليل عليها من الكتاب والسنة , وهو منهج غريب محدث .

- 2 - و أن السلف لا يرون هذا الوجوب المدعى .

- 3 - و أنه يجب التحذير من البدع وأهلها باتفاق المسلمين , وأنه يجوز بل يجب ذكر بدعهم والتحذير والتنفير منها .

- 4 - و أنه يجوز - بل يجب - جرح الرواة والشهود اذا كان فيهم جرح يسقط شهادتهم أو روايتهم أو يضعفها .

- 5 - و قد نقل ابن عبد البر عن الامام مالك و أصحابه أنه لا يجوز الاجارات في شيء من كتب أهل الاهواء و البدع , وتفسخ الاجارة فيها , وأن علماء قرطبة منهم أحرقوا كتبا من كتب أهل البدع .

- 6 - و نقل ابن مفلح عن ابن قدامة و غيره أن السلف كانوا ينهون عن مجالسة أهل البدع والنظر في كتبهم .

- 7 - نقل ابن القيم عن الامام أحمد أنه سئل عن كتاب فيه أشياء رديئة , فأمر بحرقه أو خرقه .

- 8 - وأن ابن القيم يرى وجوب إتلاف كتب البدع والكذب وإعدامها , وأنها أولى بذلك من إتلاف آلات اللهو والمعازف وإتلاف آنية الخمر , لأن ضررها أعظم من ضرر هذه الأمور المذكورة .

- 9 - نقل الذهبى رحمه الله تعالى عن أبي زرعة عندما سئل عن الحارث المحاسبي وكتبه , فحذر السائل منها وذمها .....
واعتبر التأليف فى ذلك من البدع , وتعليق الذهبى على ذلك .

- 10 - وأن كتب الإمام ابن تيمية معظمها فى الرد على أهل البدع , وفيها نقد مر لأهل الأهواء ولكتبهم ولطوائفهم , وليس فيها موازنات , وأن ما يذكره فى أندر من النادر ليس إنطلاقا من قناعته بوجوب الموازنات المزعومة .

- 11 - وأن السلف قد ألفوا كتبا فى الجرح والتعديل , وكتبا فى الجرح خاصة , وهى كثيرة , ولم يذهب أحد منهم إلى وجوب ولا استحباب الموازنات , بل يرون وجوب الجرح ليس إلا .

- 12 - وأنهم ألفوا كتبا فى بيان السنن , ودحض البدع , والتحذير من أهلها , ولم يلتزموا هذه الموازنات , بل عملهم على نقيض ما يدعى منها .

-13 - وأن كل ذلك قائم على مراعاة المصلحة للأمة , والنصح لها , ويلزم فى ذلك الإخلاص لله وحده .

-14 - و أن الرد عل أهل البدع والتحذير منهم جهاد فى سبيل الله .

-15 - و لقد تبين للعاقل من الواقع , ودلالة التاريخ : أن فى منهج السلف سدا منيعا وحماية عظيمة للمسلمين من غوائل أهل الأهواء والبدع ومكايدهم .

-16 - و أن التساهل معهم فتح ويفتح الطريق أمامهم , لإفساد عقائد المسلمين , وخصوصا شبابهم , ويفتح باب الفتن على مصراعيه , لإيجاد صراعات بين شباب السنة والتوحيد , تضر بالإسلام وبهم , ولا يستفيد منها ويسر بها إلا أهل الأهواء الحاقدون .

-17 - وأن على الشباب السلفى أن يكون يقظا لما يحاك ضده وضد عقيدته ومنهجه , فلا يليق به أن ينساق وراء الشعارات الطنانة , ولا وراء العواطف العمياء , التي تؤدي إلى تضييع أعظم نعمة وأعظم أمانة فى عنقه , وهى الثبات على منهج أهل الحديث والسنة , وحمايته من غوائل خصومه ومكايدهم وألاعيبهم , التي ظهرت أثارها على كثير من الأساتذة وطلاب العلم والمثقفين , الذين كان ينتظر منهم تربية الأجيال على منهج السلف الصالح , وتثبيتهم عليه , والإعتزاز برفع لوائه .

ومن المناسب هنا أن أتحف شباب السنة والتوحيد بهذه الأقوال الأتية لبعض أئمة الإسلام :

-1 - قال ابن القيم رحمه الله فى سياق كلامه على بعض المتكلمين المعطلين لصفات الله : " فما أعظم المصيبة بهذا وأمثاله على الإيمان ! وما أشد الجناية به على السنة والقرآن ! وما أحب جهاده بالقلب واليد واللسان الى الرحمان ! وما أثقل أجر ذلك الجهاد في الميزان والجهاد بالحجة واللسان مقدم على الجهاد بالسيف والسنان , ولهذا أمر به تعالى فى السور المكية حيث لا جهاد باليد , إنذارا وتعذيرا , فقال تعالى : (( فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا )) .

فالجهاد بالعلم والحجة جهاد أنبيائه ورسله وخاصته من عباده المخصوصين بالهداية والتوفيق والإنفاق , ومن مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو, مات على شعبة من النفاق , وكفى بالعبد عمى وخذلانا أن يرى عساكر الإيمان وجنود السنة والقرآن وقد لبسوا للحرب لأمته , وأعدوا له عدته , وأخدوا مصافهم , ووقفوا مواقفهم , وقد حمي الوطيس , ودارت رحى الحرب , واشتد القتال , وتنادت الأقران : النزال ! النزال ! وهو فى الملجأ والمغارات والمدخل , مع الخوالف كمين , وإذا ساعد القدر وعزم على الخروج , قعد فوق التل مع الناظرين , ينظر لمن الدائرة ليكون إليهم من المتحيزين , ثم يأتيهم وهو يقسم بالله جهد أيمانه أني كنت معكم وكنت أتمنى أن تكونوا أنتم الغالبين " .

- 2 - وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : " المتبع للسنة كالقابض على الجمر , وهو اليوم عندى أفضل من الضرب بالسيوف فى سبيل الله "


-3 - قال الفضيل بن عياض :" الأرواح جنود مجندة , فما تعارف منها ائتلف , وما تناكر منها اختلف , ولا يمكن أن يكون صاحب السنة يمالىء صاحب بدعة , إلا من نفاق " .

- 4 - وقال الإمام يحي بن يحي النيسابوري :" الذب عن السنة أفضل من الجهاد " .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

وليد ابو اسلام الفاضيلي
08-Jun-2017, 03:14 AM
جزاك الله خيرا ،وحفظ الكه شيخنا ربيع