المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهمية تكرار مسائل العقيدة



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
23-Jun-2010, 11:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية تكرار مسائل العقيدة .
يقول الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرح العقيدة الوسطية في فصل الإيمان بالرؤية الله عز وجل
يقول الشيخ حفظه الله تعالى وطال في عمره.
وهذه المسائل عظيمة جداً، وهي مسألة الرؤية، ومسألة الإيمان بالقرآن،ومسالة الصفات، وهذه كلها ينبعث معها العمل، لأن من أيقن بأن القرآن كلام الله العظيم الجليل لابد له من عمل بعد ذلك ؛ لأن الإيمان هو قول و عمل ، وكل ركن من أركان الإيمان يبعث على العمل ،فليست اعتقادات لاهوتية مجردة ،يعني
لا عمل معها ،واعتقادات عقلية ،كذلك الإيمان بالرؤية ليس اعتقاداً لا عمل معه ؛
فأن اعتقاد أهل السنة والجماعة هو مبعث للعمل ؛ لهذا الإيمان إذا كان في مرتبة الاعتقاد؛ فأنه يبعث مباشرة على العمل والمقال الصالح.
فإذاً ثَمَّ تلازم بين أركان الإيمان الثلاثة : القول والعمل والاعتقاد ؛فإن الاعتقاد إذا وُجد لزم منه صواب العمل وصحة العمل، العمل ولزم منه صحة وصواب القول؛ ولهذا لا يظنن أن أهل السنة حين يبحثون هذه المسائل يبحثونها بحثاً لاهوتياً مجرداً أو فلسفياً أو عقلياً ،وإنما يبحثونها لأن فيها التسليم لنصوص الكتاب السنة ،فإذا أيقنت أن القرآن كلامه فما ثم إذاً إتباع القرآن والاستجابة لما جاء في الكتاب ،وإذا أيقنت بأن المؤمنين يرون ربهم عز وجل يوم القيامة،وأن المنافقين والكفار لا يرونه، وأن من دخل الجنة رأى ربه عز وجل هذا أعلى النعيم ،حض ذلك على حسن العمل وعلى تصفية القلب من كون غير الله عز وجل فيه؛ لأن أعظم ما يصاب به العباد من جهة أن يكون في قلوبهم غير الله عز وجل ،فإذا كان في القلب حب الدنيا،وحب الملذات، وحب الشهوات،وحب الجاه،وحب الشهرة،وحب المال،خرج لتوحيد،وأصيب العبد من مقاتله، أما إذا كان المرء يوطن نفسه ويجاهد على أن يكون الله عز وجل في قلبه،وليس في قلبه إلا ربه تبارك وتعالى؛ فأنه حاز في ذلك قصب السبق؛ولهذا جاء في الأثر (ما وسعتني أرضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن ) لأن الله عز وجل خص ابن آدم أن قلبه يمكن أن يكون عالماً بالله عز وجل على قدر ما يحتمله القلب؛ والقلب يسع الإيمان بالله عز وجل الكامل ،والله عز وجل آثار أسمائه وصفاته جميعها عجزت عنها السموات والأرض؛ لهذا بعضها في السموات وبعضها في الأرض،وبعضها في الملائكة ،وبعضها في الناس .....ولكن قلب المؤمن يدرك ذلك ويعلم آثار أسماء الله عز وجل وصفاته .وهذا باب واسع من آثار العقيدة الصحيحة ،وقد لا يدركه طالب العلم أول ما يبدأ في دارسة العقيدة،ولكن متى يبدأ يحس بذلك ويدركه وخاصة آثار الأسماء والصفات ، وآثار الاعتقاد في القلب حيث يشعر بعظم هذه العقيدة متى ما ألِفَها ،وهذا الإِلْف يكونبكثرة الترداد عليها لأنه في أول طلب العلم يسعى لتصور الاعتقاد من حيث هو،وفهم أدلته واستيعابه ثم إذا صار الاعتقاد نظر في الأدلة وأقوال المخالفين .........إلى آخره.
ثم إذا ارتقى في العلم وصار ثابتاً ولا يحتاج إلى مجاهدة؛ فانه يحس بأنه ينتقل إلي أثر هذا الاعتقاد ، وليس بمجاهدة وإنما يوجد هذا في قلبه ،ولكن هذا بعد مجاهدة النفس بالاستمرار على تعلم العقيدة لهذا بعض الناس يقول :إن بعض طلبة العلم وبعض المشايخ مثلاً يكثرون من تكرار العقيدة،فإلى متى يستمرون في تكارها ؟
وهذا له أجوبه متعددة من جهة واقع الناس وحاجتهم إلى الاعتقاد لصحة القلوب ،لكن له جهة أخرى يُغفل عنها ،وهي جهة حاجة المعلم إلى هذا للاعتقاد ،المعلم الذي يُعلم إذا كرر هذا الاعتقاد وبين أدلته وفصله؛ بهذا التكرير يكون على حال من الثبات ومن القرب مما يرغب فيه، والقرب من الله عز وجل وحسن الظن به عز وجل والاعتقاد والعلم به عز وجل مالا يمكن أن يكون عليه لو ترك.
فإذًا تكرير الاعتقاد مصلحته للسامع، ومصلحته للمعلم وللمتعلم، وكلٌ يأخذ منه بدرجته، ويتأثر بمقامه.
من ص 194 الى 197

أبو الوليد خالد الصبحي
16-Nov-2014, 09:31 AM
جزاك الله خيرا

أبو يوسف عبدالله الصبحي
18-Nov-2014, 01:06 PM
جزاك الله خيراً