المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انواع الغيبة و شروطها لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
01-Nov-2017, 10:17 PM
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

من أنواع الغيبة .. لشيخ الإسلام ابن تيمية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى : 28/236-238]:
فمن الناس : من يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه وعشائره ، مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون ، أو فيه بعض ما يقولون . لكن يرى أنه لو أنكر عليهم لقطع المجلس ، واستثقله أهل المجلس ، ونفروا عنه ، فيرى موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة ، وقد يغضبون فيغضب لغضبهم فيخوض معهم .
ومنهم : من يخرج الغيبة في قوالب شتى ، تارة في قالب ديانة وصلاح فيقول : ليس لي عادة أن أذكر أحداً إلا بخير ، ولا أحب الغيبة ولا الكذب ، وإنما أخبركم بأحواله . ويقول : إنه مسكين ، أو رجل جيد ، ولكن فيه كيت وكيت . وربما يقول : دعونا منه ، الله يغفر لنا وله ، وإنما قصده استنقاصه وهضم لجنابه ، ويخرجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة ، يخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقاً ، وقد رأينا منهم ألواناً كثيرة من هذا وأشباهه .
ومنهم : من يرفع غيره رياء فيرفع نفسه . فيقول : لو دعوت البارحة في صلاتي لفلان ، لما بلغني عنه كيت وكيت ، ليرفع نفسه ويضعه عند من يعتقده ، أو يقول : فلان بليد الذهن قليل الفهم وقصده مدح نفسه ، وإثبات معرفته ، وأنه أفضل منه .
ومنهم : من يحمله الحسد على الغيبة فيجمع بين أمرين قبيحين : الغيبة والحسد ، وإذا أثنى عليه شخص أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه في قالب دين وصلاح ، أو في قالب حسد وفجور وقدح ، ليسقط ذلك عنه .
ومنهم : من يخرج الغيبة في قالب تمسخر ولعب ، ليضحك غيره باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به ، ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب ، فيقول تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت ؟ ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت ؟ وكيف فعل كيت وكيت ، فيخرج اسمه في معرض تعجبه .
ومنهم : من يخرج الاغتمام ، فيقول مسكين فلان ، غمّني ما جرى له وما تم له ، فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف ، وقلبه منطو على التشفي به ، ولو قدر لزاد على ما به ، وربما يذكره عند أعدائه ليتشفوا به ، وهذا وغيره من أعظم أمراض القلوب والمخادعات لله ولخلقه .
ومنهم : من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر ، فيظهر في هذا الباب أشياء من زخارف القول ، وقصده غير ما أظهر . والله المستعان

——

[ شروط الغيبة ]
قال ابن تيمية كما في المجموع ( ٥/ ١١٢ ) :
*ثم القائل في ذلك بعلم لا بد له من حسن النية فلو تكلم بحق لقصد العلو في الأرض أو الفساد كان بمنزلة الذي يقاتل حمية ورياء*.
وإن تكلم لأجل الله تعالى مخلصا له الدين كان من المجاهدين في سبيل الله من ورثة الأنبياء خلفاء الرسل، وليس هذا الباب مخالفا لقوله " الغيبة ذكرك أخاك بما يكره " *فإن الأخ هو المؤمن وأخا المؤمن إن كان صادقا في إيمانه لم يكره ما قلته من هذا الحق الذي يحبه الله ورسوله* وإن كان فيه شهادة عليه وعلى ذويه، بل عليه أن يقوم بالقسط ويكون شاهدا لله ولو على نفسه أو والديه أو أقربيه، ومتى كره هذا الحق كان ناقصا في إيمانه، ينقص من أخوته بقدر ما نقص من إيمانه، فلم يعتبر كراهته من الجهة التي نقص منها إيمانه إذ كراهته لما يحبه الله ورسوله توجب تقديم محبة الله ورسوله كما قال تعالى (والله ورسوله أحق أن يرضوه) . اه



منقول للفائدة