المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سكوت السلف عن الكلام في ولاة الأمر وإن كانوا حزبيين وفسقة لما في ذلك من المفاسد العظيمة



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
11-Nov-2017, 12:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

أتحف إخواني في شبكة سحاب السلفية بجواب لشيخنا الوالد الشيخ عبيد بن عبد الله بن سليمان الجابري بارك الله في عمره وعلمه , استللته من بين أجوبة الشيخ من اللقاءات المغربية التي كانت يوم الأحد 28 شوال 1433 من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم , وقد إشتمل جواب الشيخ على فوائد ودرر علمية ونصائح وتوجيهات سلفية , فجزاه الله خيرا على ما يبذله من وقته وعلمه لأبنائه وإخوانه .

السائل : هل يجوز الكلام على المنابر فيمن كانوا بالأمس على منهج الإخوان أو الصوفية أو الشيعة وأصبحوا ولاة أمر في قطر من الأقطار ؟

الشيخ :
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد : فأذكر بادئ ذي بدء جوابا على هذا السؤال قوله صلى الله عليه وسلم : << من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية وليخل به وليأخذ بيده فإن قبلها قبلها وإن ردها كان قد أدى ما عليه >> فقوله : << من أراد أن ينصح لذي سلطان >> عام سواء كان السلطان هو سلطان قطره أو سلطانا لقطر آخر , وسواء كان ذو السلطان هو الحاكم الإمام العام في القطر أو من ينوب عنه من رؤساء المصالح التي جعلها ولي الأمر نائبة عنه في تصريف شؤون البلاد .
وسواء كان هذا في قطره أو في غيره , وقد بلغني _ أوقفني بعضهم على قول لبعض المتقدمين _ أنهم كانوا يسبون ولاة بعيدين .
لكن هذا أولا : على فرض صحته , فإنه لم يكن على المنابر , بل هو في مجالس .
وثانيا : هذا القول الذي نسب إلى اؤلئك العلماء المتقدمين , لا ينتشر , وإن انتشر فانتشاره بطيء جدا , فقد يقول الرجل كلمة ولا تصل من هو في قطره إلا بعد أشهر , فكيف بالأقطار الأخرى , تحتاج إلى سنين .
وثالثا أو رابعا : سرعة الإتصال في هذا الزمن , فالرجل يقول كلمة تنتشر في دقائق شرقا وغربا وجنوبا وشمالا , في جميع أنحاء العالم عن طريق الشبكة الإنترنيت .
وثمة أمر آخر : وهو أن هذا تنتج عنه مفسدة كبيرة , وهي ذات أوجه :
أحدها : فيما بين الحكام أنفسهم , فإنه إذا سب ولي أمر من عالم أو منتسب للعلم في بلد فإن حاكم ذلك البلد ربما وجد في نفسه شيئا على حاكم بلد ذلكم الساب .
وثانيها : أنه يثير حساسيات وأحقاد وعنصريات بين الأقطار , فما من قطر من أقطار العالم الإسلامي اليوم وغيره , إلا فيها من السفهاء ما لا يحصى , فهؤلاء السفهاء لن يسكتوا , سيتكلمون في ولي أمر ذلكم الساب , أو الشاهر للأخطاء على المنابر, وبهذا يتبين أن هذا العمل غير سائغ ومخالف للسنة الصحيحة .
السائل : بغض النظر يا شيخ عن انتماء هذا السلطان .
الشيخ: نعم هو ما دام أصبح ولي أمر نعم أبدا لا يتكلم فيه , فنحن نعرف حكاما على منهج الإخوان ونعرف حكاما متفسخين ممسوخين من كل قيمة , نمسك عن هذا درءا للمفاسد , ولكن من أمر الهوى على نفسه قولا وفعلا , ما أكثر ما ينطق بالبدع والمحدثات ولا يدرء المفاسد فولا يوازن بين المصالح والمفاسد .
السائل : وهل ولاة الأمور تقتصر على الملك والسلطان ورئيس الجمهورية أو من هو دونهم ؟
الشيخ : لا كل من ولي أمرا ذكرته , يعني سواء الحاكم العام أو نوابه , والحاكم العام سواء سمي ملكا أو أميرا أو رئيس جمهورية أو رئيس دولة أو حاكم عام أو رئيس وزراء في بعض الدول ليس لها رئيس جمهورية , رئيس وزراء .
السائل : جزاكم الله خيرا وبارك فيكم .

الصوتية في المرفقات

أبو خالد الوليد خالد الصبحي
11-Nov-2017, 12:49 PM
سؤال أجاب عنه فضيلة الشيخ زيد بن هادي المدخلي رحمه الله



السؤال :
فضيلة الشيخ, هل تجب طاعة ولي الأمر إذا كان يناصر المبتدعة, وهل الكلام فيه يعتبر غيبة ؟


الجواب:
طاعة ولي الأمر قيدها الرسول صلى الله عليه وسلم في المعروف , وأما الكلام فيه بما هو فيه فهذا من طريقة أهل البدع لا من طريقة أهل السنة والجماعة , لأن التشهير بولي الأمر بما فيه وعقد الجلسات لمثل هذا الصنيع لا ينتج عنها صلاح ولا إصلاح , و إنما ينتج عنها الشر المستطير و الاختلاف بين الناس والبغض للولاة , فتضطرب الأمور وتحل النقم محل النعم , فالحذر الحذر من ذلك فإنه تصرف سيء لا يجوز أبدا ولكن الدعاء لهم والنصيحة لمن يقدر على أداء النصيحة و بذلها هو الذي ينفع ويفيد , ومن لم يقدر على إيصال النصيحة بنفسه فليتصل بمن يقدر أن يوصل النصيحة السرية بالمعروف هذا هو الذي ينبغي أن يكون .

و أما الخوض في شأن حكام المسلمين و سياستهم فهو من الخطأ المحض الذي يجب تركه , لأنه من صفات أهل البدع لا من صفات أهل السنة و الجماعة .

فأما أهل السنة والجماعة فإنهم يدعون للحكام المسلمين و إن جاروا و فسقوا , ولا يدعون عليهم , و يظهرون محاسنهم و لا يظهرون مساوئهم و هذا معلوم قاله علماء السلف ويقول به أتباعهم اليوم , وما ذلك إلا لأنه يترتب على إظهار المساوئ وعقد المجالس لغيبتهم من السوء و المكروه و الفرقة و الفوضى ما يعلمه الكثير من طلاب العلم , وعلى كل حال فإن النصوص في هذا الشأن حاسمة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم (( اسمع و أطع و إن ضرب ظهرك وأخذ مالك)).
فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصبر على ما قد يجري من الحكام المسلمين على رعاياهم وحذر من الخروج لما فيه من الشر على الخاص و العام.

هذه طريقة السلف ومنهجهم ومنهج أتباعهم , أما عقد الجلسات في الخوض في أعراض الحكام أو العلماء أو غيرهم من فئات الناس , ولو وقعوا فيما وقعوا فيه فهذا لا يجوز , ولا يلزم مما ذكر عدم التحذير من أهل البدع و الداعين إليها و الناشرين لها والكلام فيهم بما يبعد الناس عنهم و يحذر الناس منهم , فرق بين هذا وهذا فإن التحذير من أهل البدع و الداعين إليها من ضروب الجهاد في سبيل الله , ومن باب النفع العام للمسلمين و ليس من باب الغيبة و البهتان المذمومين فليعلم .



المصدر
العقد المنضد الجديد
الجزء الأول ص ـ 89 ـ