المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [نصيحة] انتشر بين كثير من الشباب التعصب لبعض العلماء لأشخاصهم ..العلامة مقبل بن هادي الوادعي «رحمه الله»



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
11-Nov-2017, 09:09 PM
سُئل الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي «رحمه الله» (http://www.muqbel.net/fatwa.php?fatwa_id=250)

نص السؤال:
انتشر بين كثير من الشباب التعصب لبعض العلماء لأشخاصهم فأصبح يتمسك بقول العالم بغير دليل ولا برهان ,ومن هنا نشأت فتنة بين كثير من الشباب أبعدتهم عن طلب العلم الشرعي فماهي نصيحتك لهؤلاء وأمثالهم ؟

نص الإجابة:
نصيحتي أننا نحب علماءنا حباً شرعياً ، ولا نقلدهم ، ولا نتعصب لهم : " اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ " .
ولم يوجد في عصر الصحابة بكرياً ولا عمرياً بمعنى أنه يأخذ بجميع أقوال أبي بكر ويتعصب له ، أو بأقوال عمر ويتعصب له ، ولا عثماني إذا قالوا عثماني بمعنى أنه يحب عثمان وأنه أفضل من علي ، وليس معناه أنه يقلده في كل شيء ، وهكذا على إثر ذلك الزمن لأن أناس يرى أحقية علي بالخلافة أو أنه يحب علياً حباً زائداً .

فالمهم لم يوجد هذا زمن الصحابة رضوان الله عليهم ، فنحن كما قلنا أهل السنة نحب علماءنا حباً شرعياً ، ولا نرضى لأحدٍ أن يتنقصهم ، لكن ما نقلدهم ، التقليد حرام : " وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ " .

والله سبحانه وتعالى يقول : " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا " ، ونحن في هذه البلد بلد التوحيد ، وبلد السنة فما ينبغي أن نسن للناس سنة سيئة ، وأن نتعصب لفلانٍ ولا فلان ، لكن نقرأ كتبهم ، ونستفيد من أفهامهم وجزاهم الله عن الإسلام خيراً ، ما كان فلان يرضى أن تتعصب له ، ولا كان أيضاً فلان يرضى أن تتعصب له . والله المستعان .

----------------------
من شريط (http://www.muqbel.net/files/fatwa/muqbel-fatwa250.mp3) ( الأجوبة العلمية على الأسئلة الوصابية ) (http://www.muqbel.net/files/fatwa/muqbel-fatwa250.mp3)

أبو الوليد خالد الصبحي
12-Nov-2017, 12:18 PM
جزاك الله خيرا

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
12-Nov-2017, 09:26 PM
وإياك اخي الفاضل
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سئل العلامة الفقيه صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله :
س \ : البعض من النـاس هداهـم الله يقدِّسون الرجال، ويتعصبون لآرائهم، فما نصيحتكم لهؤلاء ؟ .
جـ / الواجب اتباع الحق مع من كان ، لا اتّباع الرجال المخالفين للحق
قال الإمام أحمد رحمه الله : (( عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، يذهبون إلى رأي سفيان )) ، والله تعالى يقول : ] فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (( يوشك أن تنـزل عليكم حجارة من السماء، أقول : قال الله، وتقولون : قال أبو بكر وعمر ))
فإذا كان هذا التحذير والوعيد في اتباع أفضل الناس بعد الأنبياء من غير دليل، فكيف باتباع من هو (( لا في العير ولا في النفير ))، ممن لا يُعرف بعلم ولا فضل، إلا أنه يجيد شقشقة الكلام ؟ !!
س \\ : صنف من الناس يتعصب لمذهب من المذاهب، أو عالم من العلماء، وصنف آخر يرمي بذلك عرض الحائط، ويتغافل عن توجيه العلماء والأئمة؛ فما هو توجيهكم في ذلك ؟
جـ / نعم، هذان على طرفي نقيض :
منهم : من يغلو في التقليد حتى يتعصب لآراء الرجال وإن خالفت الدليل .
وهذا مذموم، وقد يؤول للكفر والعياذ بالله .
والطرف الثاني : الذي يرفض أقوال العلماء جملة، ولا يستفيد منها، وإن كانت موافقة للكتاب والسنة .
وهذا تفريط .
الأول مُفْرِط وهذا مُفَرِّط .
فأقوال العلماء فيها خير، لا سيما فقه السلف، فقه الصحابة والتابعين،
والأئمة الأربعة، والفقهاء الذين شهدت لهم الأمة بالفقه
في الدين؛ يستفاد من
أقوالهم وينتفع بها، لكن لا تؤخذ على أنها قضية مُسَلَّمَة،
بل إذا عرفنا أن القول مخالف للدليل فإننا مأمورون أن نأخذ الدليل .
أما إذا كان هذا القول لا يخالف الدليل من الكتاب والسنة؛ فلا بأس أن نأخذ به ونقبله، وليس هذا من باب التعصب، وإنما من باب الانتفاع بفقه السلف الصالح، والاستفادة منه والاستضاءة به، فهو السبيل إلى معرفة معاني كتاب الله وسنة رسوله .
وهذا هو القول الحق الوسط : نأخذ من أقوال العلماء والفقهاء ما وافق الدليل من كتاب وسنة، ونترك ما خالف الدليل، ونعتذر للعلماء في خطئهم ونعرف قدرهم ولا نتنقصّهم، قال :(( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد ))
والخطأ مغفور إذا كان ممن تتوفر فيهم شروط الاجتهاد .
أما الجاهل أو المبتدئ في طلب العلم؛ فهذا ليس له اجتهاد، ولا يجوز له أن يجتهد، وهو آثم باجتهاده أخطأ أو أصاب؛ لأنه فعل ما ليس له فعله .
الأجوبة المفيدة عن أسئلة المنهجية الجديدة

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
12-Nov-2017, 09:28 PM
التحذير من التعصب للأشخاص .. ومن اتحاذ بعض العلماء رموزاً .. يُوالى ويُعادى عليهم


قال العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - :
" وإنه من المؤسف - في وقتنا الحاضر - أن بعض الشباب اتخذ من بعض العلماء رموزاً يقتدي بهم، ويوالي من والاهم، ويعادي من عاداهم، ولو كان الذي عاداهم بحق، والذي والاهم بغير حق!!


وصاروا يتنازعون فيما بينهم: ما تقول في فلان؟ ما تقول في فلان؟!
لماذا؟! أقول: فلان هذا يخطأ ويصيب، إن أخطأ وهو مجتهد؛ فخطأه مغفور، وإن أصاب؛ فله أجران، أما أن أوالي من والاه وأعادي من عاداه مهما كان الأمر؛ فهذا لا يجوز.

لذلك أدعو أبنائي الشباب أن لا يجعلوا هذا أكبر همهم، وأن لا يرفعوا بذلك رأساً، وأن يكون قصدهم الحق من أي جهة أتى.
استمع إلى قول الله عز وجل: {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء}، احتجوا بحجتين: الأولى: {وجدنا عليها آباءنا}، والثانية: والله أمرنا بها}، فقال الله عز وجل: {قل إن الله لا يأمر بالفحشاء}، وسكت عن الحجة الأولى، لماذا؟ لأن الحجة الثانية باطلة فأبطلها الله، والحجة الأولى صحيحة فسكت الله عنها وأقرها، مع أنها جاءت من المشركين.

واستمع أيضاً إلى ما صح عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه أتاه حبر من أحبار اليهود، وقال: يا محمد؛ إنا نجد أن الله يجعل السماء على إصبع، والأرضين على إصبع... وذكر بقية الحديث. فضحك النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى بدت نواجذه أو أنيابه تصديقاً لقول الحبر، ثم قرآ: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}. فهنا هل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنكر الحق؛ لأن قائله غير مُحِق؟ لا، بل أقره، مع أنه يهودي.

أبلغ من ذلك: أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - استحفظ أبا هريرة - رضي الله عنه - على صدقة الفطر، يعني قال: احرسها، وفي ليلة من الليالي أتى شخص على صورة إنسان، فأخذ الطعام، فأمسكه أبو هريرة، وقال: لأرفعنك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فادعى أنه فقير وأنه ذو عيال، فرَقَّ له أبو هريرة وأطلقه، ثم أتى النبيَّ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فقال له: ما فعل أسيرك البارحة؟ قال: يا رسول الله؛ ادعى أنه فقير وذو عيال، فأطلقته. فقال إنه كذبك وسيعود. كذبك: يعني أخبرك بالكذب. فقال: فعلمت أنه سيعود لقول النبي - صلى الله عليه - : وسيعود. عاد في الليلة الثانية، وأخذ من الطعام، وادعى أنه ذو عيال وأنه فقير، فأطلقه؛ لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لما قال سيعود؛ لم يقل فاحبسه أو امسكه. ثم أتى أبو هريرة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره الخبر، فقال: كذبك وسيعود. فعاد في الليلة الثالثة، فأمسكه أبو هريرة، وقال: لابد أن أرفعك إلى رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فقال له هذا الشخص: ألا أدلك على آية من كتاب الله، إذا قرأتها؛ لم يزل عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح؟ فأطلقه. فأتى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فأخبره، فقال: صدقك وهو كذوب. معنى صدقك: يعني أخبرك بالصدق. ثم قال: أتدري مَن تخاطب منذ ثلاث ليالٍ؟ قال: لا أدري يا رسول الله. قال: ذاك شيطان.
فانظر كيف قَبِلَ النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الحقَّ من الشيطان.
فالمقصود الحق، ويُعرف الرجال بالحق، وليس الحق يُعرف بالرجال، إذاً كيف نتفرق وتختلف القلوب من أجل الخصومة في شخص من العلماء؟ هذا يقول أنه محق وأنه على صواب، والثاني يقول بالعكس!! هذا غلط، ليس من هدي الخلفاء الراشدين ولا الصحابة أيضاً.
الواجب قبول الحق من أي أحد قال به، ورَدَّ الباطل من أي أحد قال به.
ثم لا يجوز أبداً أن نجعل الولاء والبراء مقيداً بأشخاص؛ لأنهم غير معصومين، يخطئون ويصيبون، فلنتفق ولنَدَعْ هؤلاء الأشخاص، ولنسأل اللهَ لهم الهداية إن كانوا أحياءً، والمغفرة إن كانوا قد اجنهدوا فخالفوا الحق، وأمرهم إلى الله عز وجل، أما أن نفرق جمعنا، ونشتت شملنا، ونلقي العداوة بيننا، من أجل الانتصار لهذا الشخص أو لهذا؛ فهذا غلط محض وضرر كبير.
لذلك أدعو إخواني المسلمين في كل مكان إلى الإتفاق وعدم الإختلاف، وأن لا يجعلوا من الأشخاص رموزاً يوالون عليها ويعادون عليها؛ فإن هذا من الغلط، وما ضرَّ المسلمين سابقاً ولاحقاً إلا هذا: التعصب للأشخاص".
انتهى.