المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [صوتية وتفريغها] صوتي ومفرغ : كيف يتعامل طالب العلم مع اختلاف العلماء في جرح أو تعديل شخصٍ معين ؟



أبوبكر بن يوسف الشريف
27-Nov-2017, 01:18 PM
💥ننصح بالقراءة والاستماع


📞 السؤال :
✏ كيف يتعامل طالب العلم مع اختلاف العلماء في جرح أو تعديل شخصٍ معين ؟

📝 الإجابة مفرغة :
✏ هذا الاختلاف - بارك الله فيك - الذي يقع بين بعض أهل العلم في جرح أو تعديل شخصٍ، إن كان الذي جرح معه البيِّنة والبُرهان ومعه الدليل على ذلك، وجب قبول هذا الجرح والقول به؛ فالعبرة بالدليل والبرهان !

✏فمن معه زيادة علم، وجب المصير إلى قوله. وإن اجتمع على التعديل عشرات! وانفرد بالجرح واحدٌ وقد بيَّن السبب؛ وجب قبول قوله. أمَّا ما أُحدث من وجوب الإجماع أو الاتِّفاق على التعديل أو التجريح، فهذا - بارك الله فيكم - ليس على طريقة أهل العلم ولا على سَنَنِهم قديمًا وحديثًا. ليس على طريقتهم ولا على سَنَنِهم.

✏فكيف يتعامل طالب العلم ؟
يتعامل طالب العلم بأن يأخذ بالدَّليل الذي أظهر البيِّنة، وجب القول بقوله، ولا يجوز العدول عنه.

✏واضح هذا بارك الله فيكم ؟
لأن هذا الكلام قد كثر، واليوم سئلت هذا السؤال وأنا في الكلية. قلت: العبرة بالدليل. فمن أظهر البيِّنة والبرهان وجب قبول قوله.
ثم لابدّ أن تعلموا - وقد ذكرنا هذا في شرح الضوابط - مسألة بيان الجرح ليس شرطًا، إنَّما قد يُحتاج إليه في مثل هذه المقامات، ودعت الحاجة إلى البيان. والناظر في كلام أهل العلم في كتب التراجم والسير وغيرها، سيجد كثيرًا من تجريحات الأئمة غير مُسبَّبة، ولا مفسرة، صحيح؟
لكن الذي جرّح هؤلاء أو تكلم فيهم من غير بيان، واستجمع في ذلك الشروط من الديانة والأمانة والورع وعدم الكلام بهوى ولا عصبية ولا غير ذلك، تكلم فيهم دِيانَةً...

✏ولك أن تقرأ - على سبيل المثال - كتاب عبد الهادي: (بحر الدم فيمن تكلم فيهم الإمام أحمد بمدحٍ أو ذم). ستجد العشرات بل المئات ممن جرَّحهم أحمد - رحمه الله - غير مُسبَّبِين - يعني غير مُعَلَّلِي السبب أو مُفَسَّري الجرح.

✏الشاهد - بارك الله فيك - متى يُلجأ إلى تفصيل السبب؟ إذا دعت الحاجة. ومن ذلك: أن يتعارض جرحٌ مع تعديل، هنا يقوم المُقْتَضي ببيان السبب.
أما إذا رجل لم يُعدِّله أحد، وإنَّما جرَّحهُ عارفٌ بأساب الجرح، عالمٌ بمراتبه ويعرف أسبابه وغير ذلك، فوجب قبول قوله.
أما أن ترد... الآن بعضهم يقول: هات السبب وهات الدليل ويُرجِّحُ بين الأقوال... كمثل من يسأل.

✏يعني يريد أن يدخل بين مقالات العلماء، ويُرجِّح: "هذا صواب وهذا خطأ. لا أقبل إلا بالدليل، أنا لا أقلِّد أحدًا". يرفعون هذه الشعارات، أليس كذلك؟

✏ولو سألته : ما معنى الظهار ؟
▫-ما أعرف !
ما معنى الإيلاء؟
▫-ما أعرف !
كيفية زكاة المواشي؟
▫-ما أعرف !
كيفية زكاة النقدين ؟ لعلّه لا يعرف !

✏ثم يُرجِّح في المسائل الدقيقة: "هذا مصيب، وهذا مخطئ، أنا لا أقلِّد".
وإذا في مسائل الحج والعمرة، يستفتي: "أنا فعلت، ماذا أفعل؟"
-عليك دم. يمشي مباشرةً يشتري الكوبون ليذبح الدم. يقول بفتوى من يفتيه من أهل العلم، وقد يفتيه من أهل الجهل كمان [كذلك]. يأخذ بقوله ويمشي.

✏فالشاهد - بارك الله فيكم - هذه المسائل يجب أن يُرجع فيها إلى من؟ إلى أهل العلم. وثق تمامًا أنَّ مشائخ السنة وعلماء السنة - وأتكلم عن هذا الوقت وفيمن سبق كذلك - لا يتكلمون ولا يُجرِّحون بهوىً - فيمن أعرف منهم - إنَّما يتكلمون دِيانَةً، ولا يتكلمون في الشخص إلا بعد أن استجمعوا فيه ما يوجب الكلام. هذا واحد.

✏ثانيًا : هم يجعلون نصب أعينهم ﴿سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾[الزخرف: 19]. هم يعرفون الحجَّة التي يلقون الله - جل وعلا - بها وتبرأ بها الذمَّة أمام الله؛ فلا يراقبون الخلق، يراقبون الخالق - جل وعز. ثق هذا، ثق في مشائخك وعلماء السنَّة أنهم لا يتكلمون بجهلٍ وهوى. إنَّما يتكلمون في هذا الباب على سبيل وعلى وجه الدِّيَانة والأمانة، نصيحةً لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامَّتهم. لا تظن أن أحدًا منهم يتكلم هكذا، ما عنده بينة ولا حجّة.
هو يعلم أنَّه سيُحشر وسيُسأَل ولابدَّ أن يجيب، وأن يعيد للسؤال جوابًا بين يديه - جلَّ وعلا. نعم.


للاستماع 📲والتحميل
https://a.top4top.net/m_696nz4iu0.mp3


أسأل الله أن ينفع بها الجميع

ابوحمزة السكيكدي الجزائري
30-Nov-2017, 10:53 PM
الله يحفظ مشايخنا و يدحر اهل البدع