(هل يلزم منهم بيان مواقفهم من المخالفين)

[أبو هنيدة ياسين الطارفي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم وبارك ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــ السؤال : ـــــــــــــــــــــ

ــ من عرفوا بالدعوة وعرفهم العلماء وعرفهم الشباب السلفي هل يلزم منهم بيان مواقفهم من المخالفين وخاصة في هذه الأزمان(من ردوا عليهم العلماء أمثال عبد المالك الرمضاني و إبراهيم الرحيلي و العيد شريفي ..)
وإذا بدرت منهم مواقف السكوت و الإسكات وعدم الوضوح ، هل يعتبر أنه مخالف ويرد عليه ويلزمه البيان؟ وما موقفنا نحن منه ؟
أفيدونا مأجورين إن شاء الله .....

[أبو بكر يوسف لعويسي]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حياك الباري أخي وأجزل لك المثوبة ..
أولا : كان المفروض أن ترسل سؤالك إلى العلماء ،فأن لست منهم ، ولكن لمّا قرأت سؤالك كأني لمست منه أنه موجه لي ومقصود للإختبار؛ مع أن مواقفي ثابته واضحة فأنا مع العلماء ، ومن ورائهم ، وهذه بعض ردودي على المذكورين ، وأذكر جيدا أنّي لمّا زرت الشيخ ربيعا والشيخ محمدا بن هادي المدخليين حفظهما العلي المتعالي سبحانه قالا لي عندي منصرفي كلاما شفويا وقد حملاني رسالة وهي : أن أبلغ سلامهما لبعض المشايخ وأن أخبرهم بأن عبد المالك رمضاني تغير وقلب رداءه للسلفيين ، ففلت ما أوصاني به بعد رجوعي ، وقد لزم من أخبرتهم الصمت مستغربا ذلك الخبر .. ولم ينطق ببنة شفا .

ثانيا : المنهج السلفي أوضح المناهج وأنقاها وأصفاها كيف لا وهو الدين الذي لا يرضى الله بغيره ولن يقبل غيره ، وهو الفهم الذي رضيه ورضي عن أصحابه ..

ثالثا: من عرفوا بالدعوة وعرفهم العلماء وعرفهم الشباب السلفي وهم مع العلماء ولم يظهر منهم ما يناقض ذلك فلا يلزم منهم أن يتكلموا في كل من خالف المنهج السلفي وطريقة العلماء ؛ لأن كلمة العلماء هي كلمتهم ، وبيان العلماء هو بيانهم ، وهم مع العلماء ومن ورائهم ولا يتقدمون بين أيديهم ، فما داموا كذلك فليس من شرط بقائهم على المنهج أن يتكلموا في كل من تكلم فيه ، اللهم إلا إذا دعت الحاجة الملحة وحصل اللبس بسكوتهم ، وقد سئلوا ففي هذه الحالة لابد أن يظهروا موقفهم من المخالفين وان يتكلموا بالعلم والعدل والورع وأن يظهروا الحق الذي يعتقدوه ، أما وهم على طريقة العلماء ومع العلماء والقرائن تدل على ذلك ، ولم يظهر منهم ما يوحي بأنهم تغيروا فلا يلزم .

رابعا : ومن هذا المنطلق : يقال إذا رأينا أحدا من هؤلاء الدعاة الذين وصفت - وإن كنت لم تسم أحدا منهم - حتى نعرف هل هو ساكت أو تكلم – فلا ننسب إليه قولا مادام يلزم الصمت ، لكن نحمل أمره على ما يظهره من موافقة للحق ؛ لأننا أمرنا أن نحكم على الظاهر ونكل السرائر إلى الله وفي ذلك روى البخاري حديث عمر رضي الله عنه وبوب عليه النووي باب إجراء أحكام النّاس على الظاهر ..

خامسا : إذا لم يظهر من أولئك الدعاة ما يبين أنهم تغيروا ، وأن القرائن تدل أنهم لم يبدلوا ، بل ظهر لنا أنهم ثابتون على ما عهدناهم فهؤلاء نحسن الظن بهم ونحمل أمرهم على أنهم مازالوا مع العلماء ومن وراء العلماء لا يتقدمون بين أيديهم .

سادسا: أما إذا اشتهر عنهم انهم في العلن ساكتون ، وفي الخفاء مخالفون يظهرون الضجر والاستنكار وينالون من العلماء ويطعنوان في أهل السنة ففي هذه الحالة لابد من مطالبتهم بالبيان وإظهار موقفهم من المخالفين . والله أعلى وأعلم .