المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعليق على شرح السنة للبربهاري للشيخ الفوزان



أبو يوسف عبدالله الصبحي
29-Jun-2010, 02:45 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين, قال الإمام أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري في كتابه شرح السنة:

[الشرح]
بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
هذا الكتاب مؤلفه البربهاري واسمه الحسن بن علي بن خلف البربهاري نسبة إلى بربهار وهو نوع من الأدوية لعله كان يشتغل بها أو يبيعها ونُسب إليها وهو من كبار الحنابلة. أخذ عمن أخذ عن الإمام أحمد مثل المروزي وغيره, تبحر في العلم أخذ العقيدة وأخذ الفقه وأخذ العلم عن كبار الأئمة.
وقوله شرح السنَّة المراد بالسنَّة هنا الطريقة, طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ليس المراد بها المصطلح عند المحدثين إنه ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير وإنما المراد أعم من ذلك وهو طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وطريقة أصحابه وطريقة السلف الصالح. أنه هو السنَّة المأثورة سواء في الاعتقاد أو في العبادة أو في الفقه أو في الآداب والأخلاق. كل هذا يسمى بالسنَّة من حيث العموم.
ومعنى شرح أي بيان, ليس معناه أنه يشرح كتاب معين أو يفسر كتابا معينا وإنما معناه أنه يوضِّح الطريقة, طريقة السنَّة هذا معنى شرح السنَّة. كانوا في الأول يسمون كتب العقيدة يسمونها السنَّة مثل هذا الكتاب, السنَّة للإمام أحمد, السنة لابن عبد الله, السنة للأشرم, أصول السنة أو شرح أصول السنة للالكائي يسمون العقيدة بالسنَّة ويسمونها الإيمان ففي بعض الكتب؛ كتاب الإيمان وهذا كما هو موجود في صحيح البخاري ومسلم, يعقدون كتابا يسمونه كتاب الإيمان يريدون فيه ما يختص بالعقيدة إيمانا بالله وما يتبع ذلك إيمانا بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره, فيسمونها الإيمان وقد يسمونها الشريعة كما في كتاب الشريعة للإمام الأجري الشافعي ولا مُشاحة في الأسماء إذا عُلم المراد, إذا عُلم فليس هذا من الاختلاف وإنما هذا من الاصطلاح وكل اصطلاح له وجه فلا اختلاف بينهم في ذلك, وإن اختلفت الألفاظ فالمعنى واحد. وقد يسمى التوحيد مثل التوحيد لابن خزيمة. كتب التوحيد معروفة تسمى العقيدة وهو ما يعتقده القلب, ما يعتقده القلب ويدين به ويجزم به. هذه أسماء كلها لا اختلاف بينها أسماء متعددة لشيء واحد وهي من المترادفات. أما من ينكر الآن يقول العقيدة والتوحيد هذا اصطلاحا ما عليه دليل وكانوا يسمون كذا, هذا تشكيك هذا من باب التشكيك يريدون أن يجتثوا هذه العقيدة فجاءوا بهذا الكلام يقولون هذا ما هو موجود في القرآن وما هو موجود في السنَّة. التوحيد العقيدة هذه معاني ما جاء في القرآن والسنَّة لكنهم يريدون أن يشككوا في العقيدة من أجل أن لا يميز بين الفرق الضالة والفرق المستقيمة, هذا الذي غاضهم ومن أجل أن لا يُرد على أهل الباطل, هذا قصدهم هذا قصد المتعلمين منهم أما الهمج والرعاع الذين يأخذون من المزابل, من مزابل الأفكار فهم يرددون هذه الأقوال كما كُتب في بعض الصحف وبعض المؤلفات. هي ما هي مؤلفات نسميها مزابل لكن هم سموها مؤلفات فلا يجوز الالتفات لهذه التشكيكات وهذه الأمور. وهذا الشيء درجت عليه الأمة واهتموا به تمييزا بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال لهم قصد في هذا هم يريدون أن يدمجوا الناس ولا يكون هناك فارق بين ملحد وزنديق ومستقيم ومبتدع تحت مضلة اسم الإسلام يقولون: لأجل يتوحد المسلمون. المسلمون ما يتوحدون إلا على عقيدة صحيحة التي جمعت الصحابة وكانوا متفرقين ﴿...كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ﴾[1] (http://www.sahab.net/forums/#_ftn1) وش· (http://www.sahab.net/forums/#_ftn2) اللي جمع بين الصحابة من الفُرقة والتناحر إلا هذه العقيدة التي هي معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله؟! فلا يجمع الناس إلا العقيدة الصحيحة وأما أن يكونوا مختلفين في اعتقادهم فلن يجتمعوا أبدا.
نعم الاختلاف في الفقه في المسائل الفقهية نعم, هذا ما يؤثِّر ولا يحدث فُرقة ولا عداوة يعني هذا اجتهاد سائغ لكن الاختلاف في العقيدة هذا غير سائغ ولا يجتمع عليه المختلفون أبدا, لا يجتمع المختلفون في العقيدة مهما حاول من حاول لأنه يريد أن يجمع بين المتضادات ولا يمكن الجمع بين المتضادات أبدا والمتناقضات. فإذا كانوا يريدون وحدة للمسلمين فعليهم أن يصححوا العقيدة أولا -العقيدة التي كان الرسل من أولهم إلى آخرهم يهتمون بها ويبدءون بها- عليهم أن يوحدوها أولا فإذا وحدوا العقيدة اتحدت الأمة إن كانوا جادين وصادقين. لكن هم يسخرون من الذي يتكلم في العقيدة ويدعو إلى العقيدة, يسخرون منه يقولون هذا يكفِّر الناس هذا يريد أن يفرق المسلمين يريد أن كذا إلى آخر ما يقولون. فنقول لهم يالله اجمعوا المسلمون على ما تقولون لن تستطيعوا أبدا, أما لو توحدت العقيدة لاجتمعوا بسهولة ﴿هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ 2 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn3)
﴿وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ 3 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn4) فلن يجمع الناس إلا العقيدة الصحيحة التي جاءت بها الرسل من أولهم إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾4 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn5)
﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾5 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn6)
في الآية الأخرى ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾6 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn7).

هذه عبادة الله ما يتوحدون إلا على عبادة رب واحد وهو الله سبحانه وتعالى لأنه هو الرب الحق وغيره باطل﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾7 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn8).
فهذا هو المجال لتوحيد المسلمين إن كانوا صادقين. يصححوا العقيدة وينفوا عنها الزيف والدخيل كما جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم ثم إن المسلمين يتحدون عليها وهذا الذي أراده السلف كالبربهاري وغيره من تأليف هذه الرسائل وهذه الكتب في بيان العقيدة الصحيحة. لمَّا حدثت الفتن والافتراقات والضلالات كتبوا هذه العقائد يشرحون بها السنَّة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والقرون المفضلة التي من لزمها نجا ومن حاد عنها هلك التي قال فيها صلى الله عليه وسلم:" تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها" والله -جل وعلا- يقول ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ﴾ 8 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn9).
هذا هو مناط اجتماع الكلمة وتوحيد الكلمة أما أن يُقال نجتمع على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا على ما اختلفنا فيه فهذا من المحال إذا كان الاختلاف في العقيدة أما لو كان الاختلاف في الفقه والمسائل الفقهية فهذا ربما مع أن الواجب إتباع الدليل حتى في مسائل الفقه الواجب إتباع الدليل ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ 9 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn10), لكن الاختلاف الفقهي الذي له احتمال ووجه هذا لا يُحدث التفرق بين المسلمين ولذلك أهل السنَّة فيهم الحنفي وفيهم المالكي وفيهم الشافعي وفيهم الحنبلي ولم يختلفوا ولله الحمد لم يتفرقوا لأن هذه اجتهادات فقهية لها وجوه لها احتمالات من الأدلة خلاف العقيدة, عقيدتهم واحدة الحنابلة والمالكية والشافعية والحنفية عقيدتهم وحدة, وإن كان في أتباعهم من خالفهم في العقيدة هذا يوجد في الحنابلة ويوجد في الحنفية ويوجد في الشافعية ويوجد في المالكية من خالف الأئمة في عقيدتهم إنما ينتسب إليهم في الفقه فقط أما في العقيدة فهو مخالف لهم, فهؤلاء لا يعتبرون أتباع للأئمة لأنهم اتبعوهم في شيء وخالفوهم في شيء أهم منه فلا نعتبرهم من أتباع الأئمة وهم يخالفونهم في العقيدة.
هذا هو الذي حدا بالعلماء كالبربهاري وغيره إلى رسم الطريقة الصحيحة المأخوذة من كتاب الله وسنَّة رسوله وهدي السلف من أجل أن المسلمين يسيرون عليها وهذا من النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم. أما لو كان الأمر خفيا ولم يُبين ولم تُؤلف هذه المؤلفات لضل كثير من الناس لكن هذه المؤلفات ولله الحمد هذه نعمة من الله -عز وجل- وحجة من الله على خلقه يحيى من حيَّ عن بينة ويهلك من هلك عن بينة نعم
[المتن]
الحمد لله الذي هدانا للإسلام ومنَّ علينا به وأخرجنا في خير أمة
[الشرح]
نعم هذا لخطبة الكتاب عملا بالسنَّة يبدأ بالحمد لله ببسم الله هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحمد الله ويثني عليه في كتاباته ومخاطباته وهكذا كان السلف الصالح وأهل العلم يبدءون كتبهم ببسم الله الرحمان الرحيم إقتداءً بالكتاب العزيز وبالحمد لله رب العالمين إقتداءً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان إذا أراد أن يخطب أو يتكلم أو ينبه على شيء يحمد الله ويثني عليه ثم يبين ما يريد بيانه عليه الصلاة والسلام. فالمؤلف كغيره نهج هذا المنهج وهو البداء بالحمد لله.
الحمد لله أي جميع المحامد لله -عز وجل- والحمد هو المدح والثناء على الممدوح هذا هو الحمد. فالله -جل وعلا- يُحمد لذاته ويُحمد لأسمائه وصفاته ويُحمد سبحانه على نعمه الظاهرة والباطنة. فله جميع أنواع الحمد لأن جميع النعم منه سبحانه. وأما غيره فيُحمد على قدر ما يسدي من الجميل, ولكن الحمد المطلق الكامل الشامل هو لله -عز وجل- فلا يجوز لك أن تقول الحمد لفلان الحمد كذا للاستغراق في فلان هذا لا يجوز لا يجوز إلا لله ﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ ﴾10 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn11)
﴿الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ﴾ 11 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn12)
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾12 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn13)
كما في القرآن أما أن تقول أشكر فلان أو أحمد فلان على كذا وكذا يعني تخصص الشيء الذي من أجله حمدته أو شكرته فلا بأس. أما أنك تقول الحمد لفلان فهذا لا يجوز إلا في حق الله سبحانه وتعالى. والله -جل وعلا- هذا اسم من أسماءه. الله ومعناه المألوه المعبود لأن الألوهية معناها العبودية وهو اسم لا يطلق إلا على الله فلا أحد تسمى بالله أبدا حتى الجبابرة والكفرة والملاحدة ما منهم أحد تسمى بالله سما نفسه الله. فرعون قال أنا ربكم الأعلى ما قال أنا الله قال أنا ربكم الأعلى فهذا اسم خاص بالله -عز وجل- ورب العالمين: مالك, الرب معناه المالك المتصرف, والعالمين جمع عالم وهو جميع المخلوقات كلها الله -جل وعلا- ربها وخالقها ومدبرها ومعبودها وإلهها نعم
[المتن]
الحمد لله الذي هدانا للإسلام
[الشرح]
الذي هدانا للإسلام هذا أكبر نعمة ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً﴾13 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn14)فبالإسلام تمت النعمة على المسلمين والله -جل وعلا- يقول ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ ﴾14 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn15)
فضل الله هو الإسلام والرحمة هي القرآن فليفرحوا بالإسلام وبالقرآن. نعم وهذا فيه اعتراف لأن الفضل لله في هدايتك للإسلام إرشادك إليه وتثبيتك عليه هذا فضل من الله لا بحولك ولا بقوتك وإنما هو توفيق من الله سبحانه وتعالى فهو الذي هدى. ولهذا يقول أهل الجنة إذا دخلوا الجنة يوم القيامة ﴿الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ﴾15 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn16)نعم.
[المتن]
الحمد لله الذي هدانا للإسلام ومنَّ علينا به
[الشرح]
ومنَّ علينا به فالإسلام مِنَّة من الله سبحانه وتعالى وإلا فالله لا يجب عليه شيء لأحد وإنما هو يتفضل على عباده بالإسلام, بالنعم, بالعافية, بالأرزاق, هذا تفضّل منه سبحانه وتعالى نعم.
[المتن]
ومنَّ علينا به وأخرجنا في خير أمَّة
[الشرح]
أخرجنا في خير أمة أخذا من قوله تعالى ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ 16 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn17)
كنتم: هذا خطاب للمسلمين, خير أمَّة والأمَّة المراد بها الجماعة, خير أمَّة أُخرجت للناس شوف قال للناس فخير هذه الأمة لا يقتصر عليها وإنما يتعدى للناس بالدعوة والجهاد والتعليم والإرشاد. لا يكفي أن الإنسان يتعلم ويعمل في نفسه ويترك الآخرين بل لابد أن ينشر الدعوة وينشر العلم, ينشر الخير ويدعو إلى الله, يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويكون عضوا عاملا في مجتمع المسلمين. نعم أُخرجت للناس ما أُخرجوا لأنفسهم فقط إنما أخرجهم الله للناس نعم.
[المتن]
وأخرجنا في خير أمَّة فنسأله التوفيق لما يحب ويرضى
[الشرح]
نعم الإنسان يسأل الله الثبات ولو كان يعرف الحق ويعمل به ويعتقده فلا يأمن أن يزيغ وأن يفتن. تأتي فتن وتجتاحه ويضل عن سبيل الله ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:" يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك", الخليل عليه الصلاة والسلام يقول في دعاءه ﴿.....وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ .... ﴾17 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn18) خاف على نفسه. وهكذا كل ما قوي إيمان الإنسان بالله يخاف ولا يأمن من الفتن ولا يزكي نفسه بل يسأل الله الثبات وحسن الخاتمة, دائما وأبدا يخاف من سوء الخاتمة, يخاف من الفتن, يخاف من الزيغ, من الضلال, من دعاة السوء نعم.
[المتن]
فنسأله التوفيق لما يحب ويرضى والحفظ مما يكره ويسخط.
[الشرح]
نعم يوفقنا لما يحبه ويرضاه من الأعمال والأقوال والاعتقادات ويجنبنا ما يسخطه من الأقوال والأعمال والاعتقادات فهو الموفق سبحانه وتعالى وهو الهادي وهو الدَّال وهو المرشد نعم.
[المتن]
اعلم أن الإسلام هو السنة
[الشرح]
اعلم: هذه كلمة للاهتمام اعلم, معنى اعلم أي تعلم, كيف تعرف أن الإسلام هو السنَّة؟ إذا تعلمت هذا الشيء. اعلم كلمة يؤتى بها للاهتمام لما بعدها كما قال الله تعالى ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ﴾18 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn19)
يعني تعلَّم معنى لا إله إلا الله واعمل به ﴿ اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾19 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn20)
فتأتي كلمة اعلم أو اعلموا للاهتمام لما بعدها نعم.
[المتن]
اعلم أن الإسلام هو السنَّة
[الشرح]
الإسلام هو السنَّة والسنَّة هي الإسلام يعني الطريقة. الإسلام هي الطريقة التي جاء بها الرسل عليهم الصلاة والسلام. فكل الرسل جاءوا بالإسلام, فكل نبي دعا إلى الله وجاء بشريعة من عند الله فهو الإسلام. فالإسلام عبادة الله -عز وجل- في كل وقت بما شرعه. وقد شرع الله للأنبياء شرائع إلى آجال ثم ينسخها فإذا نُسخت يكون العمل بالناسخ هو الإسلام, إلى أن نُسخت بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم و-جل وعلا- يقول ﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ * يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ 20 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn21)
فالإسلام هو ما جاءت به الرسل من الدعوة والعمل في كل وقت بحسبه إلى أن جاءت بِعثة محمد صلى الله عليه وسلم. فصار الإسلام هو ما جاء به دون غيره. فمن بقي على الأديان السابقة ولم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم فليس بمسلم. لم ينْقَد لله -عز وجل- ويطيع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم لأن ما كان عليه قد انتهى ونُسخ والبقاء على المنسوخ ليس دينا لله -عز وجل- إنما العمل بالناسخ هو الدين نعم.
[المتن]
اعلم أن الإسلام هو السنّّة والسنَّة هي الإسلام
[الشرح]
لا فرق بينهم نعم, يعني الطريقة إذا فسرنا السنَّة بالطريقة فلا فرق بينها وبين الإسلام نعم.
[المتن]
ولا يقوم أحدهما إلا بالآخر
[الشرح]
لا يقوم الإسلام إلا بالسنَّة ولا تقوم السنَّة إلا بالإسلام فالذي يدَّعي الإسلام ولا يعمل بالسنَّة يعني طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم هذا ليس بمسلم والذي يعلم السنَّة ولا يسلم لله ليس بمسلم وإن عرف السنَّة فلا بد من الجمع بينهما نعم.
[المتن]
فمن السنة لزوم الجماعة
[الشرح]
نعم ما دام الأمر كذلك وأن الإسلام هو السنَّة والسنَّة هي الإسلام فالسنَّة أنواع, بدأ بالتفصيل, أولا أجمل ثم بدأ بالتفصيل. فمن السنَّة لزوم الجماعة, جماعة المسلمين الذين على الحق, أما الجماعات التي ليست على الحق هذه لا تسمى جماعة. كل جماعة اجتمعت على ضلالة أو على منهج مخالف للإسلام أو على طريقة مخالفة للإسلام فلا تسمى جماعة. الجماعة المرادة هنا هم أهل الحق وليس مِن لازم ذلك أن يكونوا كثيرين, بل لو كان واحدا على الحق فإنه يسمى بالجماعة. فالجماعة هي لزوم الحق قلَّ أهله أو كثروا, تلزم الحق, هذا هو الجماعة ولا تخالف الجماعة التي على الحق بل تكون معهم على الحق فمن فارق الجماعة سيأتي بيانه نعم.
[المتن]
فمن السنة لزوم الجماعة
[الشرح]
لزوم, لزوم الجماعة: يعني عدم الخروج عنها والاختلاف عنها نعم.
[المتن]
و من رغب غير الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه
[الشرح]
هذا حديث, هذا نص حديث "من فارق الجماعة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه", هذا وعيد شديد فإن كانت المفراقة في العقيدة فهذا كفر, وإن كانت المفراقة دون ذلك فهي ضلال. فالمفارقة لا خير فيها إما أن تكون كفرا وإما أن تكون دون ذلك. فلا خير في مفارقة الجماعة وفي الحديث "عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة". ولما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان بما يحصل من الفتن والتفرق, قال له حذيفة: ما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: أن تلزم جماعة المسلمين وإمام المسلمين. فالجماعة لا تكون إلا بأمرين, تنبهوا لا تكون الجماعة إلا بأمرين:
الأمر الأول: أن يكون منهجها الكتاب والسنَّة ليس منهجها مذهب فلان أو قول فلان. لا الكتاب والسنَّة.
الأمر الثاني: أن يكون لها إمام, إمام مسلم يقودها وترجع إليه. ما يمكن تجتمع جماعة بدون إمام لابد من إمام يكون مرجع لها. ولهذا قال لحذيفة: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قال: إن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: تعتزل تلك الفرق فلا تكون إلا مع جماعة المسلمين ولا تكن مع جماعات غير جماعات المسلمين بل تبقى وحدك إلى أن يأتيك الموت وأنت على ذلك.
هذا فيه أنه لا يكون الإنسان مع الجماعات المخالفة لمنهج الحق يقول هذه جماعة أنا بصير معهم. لا, لا يكونون جماعة إلا بشرطين: أن يكون منهجهم الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح وأن يكون لهم إمام مسلم يقودهم ويرجعون إليه. لا جماعة إلا بإمام ولا إمام إلا بسمع وطاعة. هذا منهج المسلمين وهذا هو السنَّة التي يشرحها رحمه الله نعم.
وفي هذا نهي عن الشذوذات في الآراء والمخالفات أن الإنسان يلزم الجماعة ما داموا أنهم ليسوا على ضلال يلزمهم نعم.
[المتن]
و من رغب غير الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه
[الشرح]
خلع ربقة الإسلام من عنقه, كان من عادة العرب إنهم يجمعون مثلا الأغنام أو أولاد الأغنام ويضعون لها رباط في رقابها لأجل ما تتفرق وتضيع ويأكلها الذئب, يرعون وفي رقابها أربطة وهذه الأربطة تكون متصلة بحبل واحد يجمعها من أجل المحافظة عليها. شبَّه النبي صلى الله عليه وسلم لزوم الجماعة بهذا الأمر. فإن الجماعة هي الرباط الواقي من المهالك كالرباط الذي يكون في رقاب الأغنام يحفظها من الذئب ومن الضياع نعم.
[المتن]
و من رغب غير الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وكان ضالا مضلا .
[الشرح]
كان ضالا مضلا: ضالا عن الطريق, مضلا لغيره. ضالا في نفسه ومضلا لمن اقتدى به واتبعه نعم ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً ﴾21 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn22).
الواجب على المسلم أن يتبع سبيل المؤمنين ولا يخالفهم ولا يشذ عنهم نعم.
[المتن]
والأساس الذي تُبنى عليه الجماعة هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
[الشرح]
نعم الجماعة من هم؟ من هم الجماعة الذين هذا شأنهم؟ هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن جاء بعدهم من التابعين وأتباع التابعين والقرون المفضلة. هؤلاء هم الجماعة ومن اقتدى بهم من المتأخرين, هؤلاء هم الجماعة الذي يلزم المسلم أن يكون معهم ولو ناله ما يناله من الأذى ومن التهديد ومن التعيير ومن التهجين. يصبر على هذا وإلا فإنه سيكون هدفا للمغرضين ودعاة السوء ودعاة الضلال, لكن يصبر على هذا, يتحمل مادام أنه على حق فلا ينحرف عن الحق, يصبر على ما أصابه نعم.
[المتن]
والأساس الذي تُبنى عليه الجماعة هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
[الشرح]
قال تعالى ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ﴾22 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn23).
قال تعالى لما ذكر المهاجرين والأنصار في سورة الحشر قال ﴿وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾23 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn24).
فالمتأخر يقتدي بالمتقدم من أهل الحق وأهل الخير ولو كان بينه وبينهم زمان طويل, يلزم ما كانوا عليه مهما كلفه ذلك مهما كلفه الثمن فهو يصبر نعم.
[المتن]
والأساس الذي تُبنى عليه الجماعة هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رحمهم الله أجمعين
[الشرح]
نعم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار لأنهم هم الذين صحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم وجاهدوا معه ونصروه وتحمَّلوا الدين ورووه لنا ونقلوه لنا, فهم الواسطة بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الذين يسبون الصحابة أو يتنقصونهم يريدون أن يهدموا الإسلام, لكن جاءوا بهذه الحيلة, هم لا يريدون الإسلام ولجئوا إلى هذه الحيلة بأن يسبوا الصحابة لأنهم هم الواسطة الذين نقلوا هذا الدين, فإذا تكلموا في الصحابة وأسقطوا قيمتهم ماذا يبقى حينئذ مَن الواسطة بيننا وبين الرسول صلى الله عليه وسلم؟ هذا قصدهم, الذين يسبون الصحابة هذا قصدهم: قطع الصلة بالسابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار حتى تضل الأمة. هذا قصدهم وإلا ما الذي حملهم على سب الصحابة؟ هل بينهم وبين الصحابة مشاحنة في مال؟ هل الصحابة آذوهم وبينهم وبينهم قرون متطاولة إلا بغض القلوب الذي حملهم على هذا, بغض القلوب لأن الصحابة هم الذين حملوا هذا الدين, فهم يريدون أن يقطعوا الصلة بين الرسول وبين أمته. يقطعون الواسطة بين الرسول وبين أمته حتى يخفق هذا الدين, هذا قصدهم نعم.
[المتن]
هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رحمهم الله أجمعين وهم أهل السنة والجماعة
[الشرح]
وهم أهل السنَّة والجماعة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والذين جاؤوا من بعدهم والذين اتبعوهم بإحسان, هم أهل السنَّة أي الطريقة الصحيحة, السنَّة التي يشرحها الآن وهم الجماعة الحقيقية. أما اجتماع غيرهم على أمور باطلة, هؤلاء لا يسمون جماعة وإن كانوا عددا كثيرا فليسوا جماعة ﴿....تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ ... ﴾24 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn25)وهم ليسوا جماعة. الجماعة من كانوا على الحق, فهؤلاء هم الجماعة. يمكن يقول لك أنا أصير مع الحزب الفلاني هم جماعة انتم تقولون الزموا الجماعة هذا هم الجماعة نقول لهم من قال لهم أنو هدول الجماعة؟ الجماعة من كانوا على الحق من كانوا على السنَّة هؤلاء هم الجماعة نعم.
[المتن]
وهم أهل السنة والجماعة فمن لم يأخذ عنهم فقد ضل وابتدع
[الشرح]
من لم يأخذ عنهم, من لم يأخذ دينه عنهم, لأنهم هم الواسطة هم الذين حملوا هذا الدين. من الذي روى الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ بل من الذي نقل القرآن عن الرسول صلى الله عليه وسلم أليس الصحابة؟ بلى هم الصحابة نقلوا لنا الكتاب والسنَّة, فإذا طُعن فيهم بَطُل نقلهم والعياذ بالله. هذا قصد أعداء الله ورسوله. قصدهم إبطال الإسلام لكن جاؤوا بهذه الحيلة الخبيثة لأجل أن يفصلوا بين المتأخرين والمتقدمين من المسلمين حتى يسهل ابتلاع المتأخرين ويسهل اجترارهم. أما إذا ارتبطوا بالجماعة الأولى وبالكتاب والسنَّة فلن يسهل بل يستحيل اجترارهم بإذن الله نعم.
[المتن]
فمن لم يأخذ عنهم فقد ضل وابتدع
[الشرح]
فقد ضل عن الحق وابتدع. والبدعة ما كان من العبادات لا دليل عليه من الكتاب والسنَّة. ما كان من العبادات أو الاعتقادات أو الأقوال ليس عليه دليل فهو بدعة. قال صلى الله عليه وسلم:" من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" وفي رواية "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد", قال "وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" والبدعة ما أُحدث في الدين وهو ليس منه (...)· (http://www.sahab.net/forums/#_ftn26) أنه ليس منه؟أنه ما عليه دليل, الذي ما عليه دليل هذا ليس من الدين لأن الله -جل وعلا- يقول ﴿...الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ... ﴾ 25 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn27) فالدين كامل ولله الحمد لا يقبل الزيادات. فما علينا إلا أن نعرف الدين الذي أكمله الله -عز وجل- فنتمسك به ونترك ما عداه من الزيادات والاستحسانات والإضافات وغير ذلك لأنها تبعد عن الله -جل وعلا- (...) ما أحدث قوم بدعة إلا نُزع مثلها من السنَّة. فهذا هو الطريق الصحيح المستقيم: لزوم الجماعة ولزوم السنَّة وترك البدعة, ترك البدع وليس هناك بدعة حسنة كما يقولون بل البدع كلها ضلالة بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال :"فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" هذا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "كل بدعة ضلالة" يجي واحد يقول لا هناك بدعة حسنة؟ البدعة ليس فيها شيء حسن أبدا كلها ضلالة من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى نعم.
[المتن]
فمن لم يأخذ عنهم فقد ضل وابتدع وكل بدعة ضلالة
[الشرح]
كل بدعة ضلالة. هذا رد على الذين يقولون هناك بدع حسنة وقول كل بدعة ضلالة هذا من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم نعم.
[المتن]
وكل بدعة ضلالة والضلال وأهله في النار
[الشرح]
الضلال وأهل الضلال في النار إما لكفرهم وإما لمعصيتهم. البدع ليست على حدٍ سواء منها ما هو كفر صاحبها مخلد في النار كالاستغاثة بالأموات ودعاء الأموات والذبح لغير الله والنذر لغير الله هذه بدعة كفرية وكما قالت الجهمية الذين يجحدون الأسماء والصفات هذا كفر والعياذ بالله لأنهم وصفوا الله بأنه ليس له أسماء ولا صفات إذا يكون معدوما, لأن الموجود لابد له من صفات. فالذي ليس له صفات هو المعدوم ولذلك حكم الأئمة بتكفير الجهمية, كثير من الأئمة إضافة إلى أنهم قالوا والقرآن مخلوق فجعلوا القرآن الذي هو كلام الله ووحيه وتنزيله جعلوه مخلوقا مثل المخلوقات والله لا يتكلم. إذا هو جماد والذي لا يتكلم لا يكون إله ﴿وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً ﴾ 26 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn28).
فدل على أن الذي لا يتكلم لا يكون إله. الجهمية يقولون الله لا يتكلم إذا هو ليس إله تعالى الله عما يقولون. وفي سورة طه﴿أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً﴾27 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn29)يعني العجل. ﴿أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً ﴾ 28 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn30)هذه في سورة الاعراف. ﴿أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً﴾29 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn31) هذا في سورة طه, يعني لو كلموه ما يرجع إليهم الجواب ما يجاوبهم هذا يصلح أن يكون إله؟ الله -جل وعلا- يقول ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾30 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn32).
فالذي لا يتكلم ليس بإله ولذلك كفر كثير من الأئمة الجهمية أو أئمة الجهمية دون مقلديهم وأتباعهم الذين لم يتبين لهم الحق وإنما قلدوا عن جهل. هؤلاء فيهم نظر بعد لابد من البيان لهم فإن أصروا يُحكم بكفرهم نعم.
[المتن]
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا عذر لأحد في ضلاله ركبها حسبها هدى
[الشرح]
نعم لأن الله بين الحق فلا عذر لأحد. الله بين الحق وفصله في القرآن والسنَّة فلا عذر لأحد حينئذ في ضلالة لأن التقصير جاء من قبله حيث لم يبحث عن الحق ولم يسأل أهل العلم فالضلال جاء من قبله هو المفرِّط هو الذي فرَّط. قال عمر؟
[المتن]
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا عذر لأحد في ضلاله ركبها حسبها هدى
[الشرح]
حسبها هدى مو هذا الكلام على أنه يظن أنه على حق. الكلام عن الواقع هل هو حق وإلا لا. أما ظنه, الظن لا يغني عن الحق شيئا الله -جل وعلا- يقول ﴿وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ﴾ 31 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn33).
حسبانهم لا يشفع لهم لأنه ليس لهم عذر. ما راجعوا الكتاب والسنَّة حتى يعرفوا أنه حق أو غير حق وإنما ركبوا أهواءهم ويحسبون أنهم مهتدون ومع هذا حكم الله بكفرهم وضلالهم. ومجرد أن الإنسان يحسب أنه على حق يصير هذا عذر له! لا, لا عذر له. كان الواجب عليه أن يرجع إلى الكتاب والسنَّة ولا يبقى على ظنه وعلى حسبانه وعلى ما يقوله له غيره من الحق لا ليس هذا بعذر نعم, في الآية الأخرى ﴿..... إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ﴾32 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn34)شوف اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله, شياطين الإنس والجن ويحسبون أنهم مهتدون يتبعون شياطين ويحسبون أنهم مهتدون هل الشياطين تريد لهم الخير؟ ﴿وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً ﴾33 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn35).
يعني شوف من يعشُ عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا هذا عقوبة له فهو له قرين ﴿وَإِنَّهُمْ﴾ أي الشياطين﴿لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ﴾34 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn36).
يحسب الأتباع أنهم مهتدون لم ينفعهم ذلك ولا عذر لهم في هذا نعم.
[المتن]
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا عذر لأحد في ضلاله ركبها حسبها هدى
[الشرح]
هذا إنما يكون في المسائل الاجتهادية, الإنسان يجتهد ويبذل وُسعه وطاقته في البحث فيظن أن هذا هو النهاية, هذا معذور "إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد" هذا في المسائل الاجتهادية. أما المسائل التوقيفية فليس لأحد أنه يجتهد فيها, بل هي من الواجب إتباع الدليل ولا مجال للاجتهاد نعم.
[المتن]
لا عذر لأحد في ضلاله ركبها حسبها هدى ولا في هدى تركه حسبه ضلاله
[الشرح]
نعم بعض الكلام على الحسبان والظن, يأخذ ضلالة يحسبها هدى أو يترك حقا يظنه ضلاله. فظنه لا يشفع له لأن الهدى والضلال قد بينهما الله في القرآن, بينهما الرسول صلى الله عليه وسلم في السنَّة, بينهما السلف في سيرتهم وعقيدتهم. فالحق واضح ولله الحمد. من رحمة الله أن الحق واضح من الكتاب والسنَّة وهدي السلف الصالح. ما في غموض ولا لبس كما يحصل للأمم السابقة إذا طال الأمد التبس عليهم الحق وتُحرَّف الكتب وتُغير. أما هذه الأمة لا, هذه الأمة الحق يبقى واضحا والكتاب والسنَّة محفوظان من التحريف والتغيير. فليس لأحد عذر حينئذ نعم.
[المتن]
ولا في هدى تركه حسبه ضلاله فقد بُينت الأمور
[الشرح]
شوف, قد بُينت الأمور: لكن يحتاج إلى بحث وإلى طلب, يتعلم الإنسان, يتفقه ويأخذ العلم عن العلماء. ما يأخذ العلم عن نفسه أو عن مثله من الجهال والمتعالمين أو من الكتب. يأخذ العلم عن أهله. لأن هذا العلم يُتلقى, ما يؤخذ من الكتب, يُتلقى عن العلماء. العلم بالتلقي, الكتب إنما هي أدوات فقط للبحث وأما الوصول إلى الحق فهذا يُؤخذ عن أهل العلم ويُروى عنهم خلفا عن سلف نعم.
[المتن]
فقد بينت الأمور وثبتت الحجة
[الشرح]
نعم ما لأحد عذر, هذا الدين صانه الله -عز وجل- من التحريف والتغيير وصار الحق واضحا لا لُبس فيه بخلاف الأمم السابقة فإنها إذا طال الأمد حرَّفوا كتبهم وغيروها وبدلوها فالتبس الحق وخفي نعم.
[المتن]
فقد بُينت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر وذلك أن السنة والجماعة قد أحكما أمر الدين كله
[الشرح]
يكفي نقف عند هذا.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وجزاكم الله خيرا هذه أسئلة كثيرة نعرض على فضيلتكم ما تيسر منها:
أكثر من سؤال قد ورد هل ينصح فضيلتكم بحفظ كتاب " شرح السنة" للإمام البربهاري؟
الشيخ: نعم طيب, لكن الحفظ ما يكفي لابد من تلقي شرحه عن أهل العلم والبصيرة مجرد الحفظ تخزن في ذاكرتك أشياء ما تعرف معناها هذا ما يكفي نعم.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول ما الذي يميز هذه الرسالة شرح السنة عن غيرها من كتب العقيدة؟
الشيخ:كل مؤلف له طريقة وإن كان المأخذ واحدا هو الكتاب والسنَّة لكن كل مؤلف له طريقة تكون أسهل, تكون أوضح, تكون أشمل, وهذا من فضل الله -عز وجل- توضيح هذا الحق أنهتعددت مصادره ولكن مع تعددها كلها ترجع إلى شيء واحد. نعم بيكون هذا كتاب أقصر وهذا كتاب أطول وهذا كتاب أوضح عبارة وهذا أغمض عبارة تختلف الكتب نعم.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول أرشدنا يا صاحب الفضيلة على طريقة نستطيع من خلالها أن نغرس في قلوب أبنائنا وإخواننا و أهلينا حب العقيدة وأهمية تعلمها.
الشيخ: نعم هذا الشيء واضح هذا يحتاج إلى تعب مع أولادك, إنك تربطهم بالعلماء وتحضِّرهم في الدروس وتلاحظهم وتخليهم يستمعون البرامج الطيبة في إذاعة القرآن وتحضِّرهم للصلوات الخمس والجمعة ويشهدون مع المسلمين أداء الصلوات وسماع الخطب والمواعظ والإرشادات, هذا يحتاج إلى صبر. أما إنك تخليهم في الشوارع وإلا تخليهم يروحون للمقاهي وإلا مع الإنترنت وإلا مع كل ضلالة أو شر فهذا ضياع هؤلاء ضياع نعم.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة أسئلة كثيرة سئلت هل هناك شرح مطبوع لهذه الرسالة توصون به؟
الشيخ: والله ما أعلم شيء, هي مشروحة, هي واضحة ما تحتاج شرح, هي واضحة كلام واضح نعم.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول هل دراسة العقيدة والتبحر فيها واجب على كل فقيه ومحدث وطالب علم؟
الشيخ: نعم لابد حسب الاستطاعة لابد أنه يتعلم العقيدة حسب استطاعته ومقدرته. وكل ما تبحر في العقيدة كل ما زاد يقينه وإيمانه, لاشك أن إيمان العالم الراسخ أقوى من إيمان العالم الذي دون ذلك, وإيمان العالم أقوى وأرسخ من إيمان العامي, العلم يزيد الإيمان ويزيد المعرفة والعقيدة وتتبين لك أشياء ما كنت تعرفها من قبل نعم.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة هذا سائل يقول هل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واجبة عند ذكره؟
الشيخ: نعم واجبة عند ذكره بدليل حديث "رغم أنف من ذكرت عنده فلم يصلي عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين قال آمين" فيُصلى عليه صلى الله عليه وسلم عند ذكره وجوبا وهذا من حقه علينا وفي الحديث الآخر "البخيل من ذكرت عنده فلم يصلي علي" الحديث الثالث "صلوا علي حيث كنتم فإن صلاتكم تبلغني" نعم.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول بماذا يحصل شكر النعم؛ هل هو بالقول أو العمل أو القول والعمل؟
الشيخ: ثلاثة أشياء لابد من الثلاثة القول باللسان والاعتقاد بالقلب والعمل بالنعم بأن تُصرف في طاعة الله ومرضاته ولا تُصرف في معصيته نعم.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة هذا سائل يقول هناك من العلماء من فرَّق بين تعريف "الحمد" وبين تعريف "المدح"فالحمد فيه محبة وتعظيم وأما المدح فقد يكون مدحا كذبا أو خوفا أو نحو ذلك فهل هذا التفريق صحيح؟
الشيخ: لا هم فرقوا بين ما كان من صُنع العبد فهذا يُحمد عليه يقال يُحمد على صنيعه الاختياري وأما المدح فيكون على الشيء الذي لا اختيار للإنسان فيه, مثل الجمال: كونه جميل الصورة هذا يسمى مدح لا يسمى حمدا فلا يُحمد لأنه جميل الصورة وإنما يُمدح بذلك نعم.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول لماذا بدأ المؤلف رحمه الله هذه العقيدة بذكر السنَّة بلزوم الجماعة؟
الشيخ: لأن هذا هو السنَّة, السنَّة معناها لزوم الجماعة وش تبيه يقول نعم.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول ما الفرق بين كتاب "التوحيد" للشيخ محمد بن عبد الوهاب وكتاب "التوحيد" لإمام الأئمة ابن خزيمة، وأيهما أشمل لمسائل العقيدة؟
الشيخ: يا أخي كتاب التوحيد لابن خزيمة هذا في الصفات في إثبات الصفات, الصفات من التوحيد ولا يبحث في العبادة وهو مختص في الصفات والرد على الجهمية والمعتزلة والأشاعرة الذين أنكروها ويرويها بالأسانيد الصحيحة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. أما كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب فهذا في توحيد الألوهية وإفراد الله بالعبادة نعم.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول ما الحكم فيمن يعترض على تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام الربوبية والألوهية والأسماء والصفات ويقول هذه من الأمور المحدثة التي لم تكن على عهد النبي عليه الصلاة والسلام؟
الشيخ: أنا قلت لكم أن هؤلاء يحاولون اجتثاث العقيدة تارة يقولون ما في اسم للعقيدة في القرآن والسنَّة ولا اسم للتوحيد وتارة يقولون تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام هذا بدعة يريدون التشكيك في هذا الأمر. تسمية العقيدة موجود في القرآن وموجود في السنَّة فالاسم مأخوذ من الكتاب والسنَّة. تسمية عقيدة, تسمية توحيد, موجود وإن لم يكن بالنص وإنما هو بالمعنى. أما أقسام التوحيد فهي موجودة في القرآن لأن القرآن كله في التوحيد كما قال ابن القيم فما كان يتحدث عن ربوبية الله وملكه وقدرته وإرادته فهو في توحيد الربوبية وما كان يتحدث عن أسماء الله وصفاته فهو في توحيد الأسماء والصفات وما كان يتحدث عن عبادة الله وحده لا شريك له وترك عبادة ما سواه فهو توحيد الألوهية كلها موجودة في القرآن.

وفي أول الفاتحة أقسام التوحيد الثلاثة في أول الفاتحة ﴿ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾35 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn37)هذا توحيد الربوبية رب العالمين.
﴿ الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ *مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾36 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn38)هذا توحيد الأسماء والصفات.
﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾37 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn39)هذاتوحيد الألوهية.
في آخر سورة من القرآن سورة الناس﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾38 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn40)توحيد الربوبية.
﴿إِلَهِ النَّاسِ﴾39 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn41)هذا توحيد الألوهية.
﴿ مَلِكِ النَّاسِ﴾40 (http://www.sahab.net/forums/#_ftn42) الأسماء والصفات. لكن هؤلاء إما أنهم جهال وأوغاد لا يفهمون شيئا والذي لا يفهمونه يريدون أن ينكروه وإما أنهم ضُلال يريدون أن يجتثوا العقيدة وهذا هو الغالب عليهم نعم.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة هذه أسئلة كثيرة حول الجماعات المعاصرة والأحزاب المتفرقة، ويسألون عن حكمها وعما يعصم المسلمين عن الوقوع فيها؟
الشيخ: يعصم المسلمين عن الوقوع فيها لزوم جماعة أهل السنَّة والجماعة التي على الكتاب والسنَّة هذا هو الذي يعصم. تلزم جماعة المسلمين وإمامهم هذا هو الذي أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم. والجماعات المخالفة يتركها "تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يا رسول قال من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي" فلا نجاة إلا مع هذه الفرقة والبقية في النار إما لكفرهم وإما لضلالهم وإما لمعصيتهم وبدعتهم يتفاوتون في النار والعياذ بالله نعم.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول هل يُفهم من كلام المؤلف رحمه الله وهو قوله "فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه" أنه يكون كافر من فارق الجماعة، فيكون هذا من تكفيره بعينه؟
الشيخ:كما ذكرت لكم هذا فيه تفصيل من خالف في العقيدة وأشرك بالله هذا خلع الإسلام من عنقه بالكفر. وأما من خالف مخالفة دون الشرك من المعاصي فهذا من أصحاب الوعيد. وخَلْع ربقة الإسلام قد يكون كفرا وقد يكون دون ذلك نعم.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول يوجد في بعض كتب المذاهب الأربعة بعض المسائل العقدية على خلاف ما كان عليه السلف كالتوسل بالذوات والدعاء بالجاه وغيرها، فهل من أخذ بها ونشرها في دروسه يُنكر عليه أم لا؟
الشيخ: هذا ليس من كلام السلف إنما هذا من المؤلفين المتأخرين الذين تأثروا بالصوفية و تأثروا بالقبورية فهو من تأليف المتأخرين. أما تأليف السلف كالأئمة الأربعة ومن قبلهم ومن حولهم ومن يعاصرهم ما تجد فيها هذه الأشياء. خالية من هذه الأشياء نعم وأنا قلت لكم إنو ينتسب للأئمة الأربعة في الفقه من ليس على مذهبهم في العقيدة نعم.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة هذا سائل يقول بعض الناس إذا قلنا له: ليس هناك بدعة حسنة، قالوا: إن هناك من الصحابة من قالوا في صلاة التراويح إنها بدعة حسنة.
الشيخ:صلاة التراويح الحمد لله ما هي بدعة, فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم صلاها بأصحابه, فعلها الصحابة من بعده إلا أنهم كانوا يصلون متفرقين جماعات. جمعهم عمر على إمام واحد. فالذي يكون بدعة هو جمعهم على إمام واحد بمعنى البدعة اللغوية لا البدعة الشرعية جمعهم على إمام واحد. أما صلاة التراويح نفسها فهي سنَّة ليست بدعة نعم. وجمعهم على إمام واحد ما أحدثه عمر, اجتمعوا على الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بهم جماعة تراويح لكنه تخلف عنهم في الأخير خشية أن تُفرض عليهم رحمة بهم. بعد أن ثبتت السنِّية والجماعة في صلاة التراويح تخلف خشية الفرضية بعد أن ثبتت السنِّية لصلاة التراويح ولجماعة التراويح أيضا فكلها ولله الحمد سنَّة. عمر ما أحدث شيء من عنده لا سنَّة التراويح بدعة ولا الاجتماع على إمام واحد بدعة فليس لهم مجال في هذا لكنهم يغالطون نعم.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول ما رأيكم في هذا النص "عليكم بالعتيق وإياكم والمحدثات"؟
الشيخ: العتيق هو ما كان عليه السلف, المعنى صحيح العتيق يعني القديم ما كان عليه السلف الصالح نعم.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة هذه أسئلة كثيرة عن حكم المساهمة في شركة "ينساب"؟
الشيخ: والله (...) ينساب أنا ما أعرفه.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول متى يُعذر الجاهل بجهله في مسائل العقيدة؟
الشيخ: إذا كان ليس عنده أحد يعلِّمه, ما يجد من يعلمه ولا من يسأله فيعذر إلى أن يجد من يعلمه ويرشده. وهل مسائل العقيدة اليوم خفية؟! وهي تذاع وتنشر في وسائل الإعلام بالمشارق والمغارب ويسمع القاصي والداني؟! الله -جل وعلا- من حكمته أوجد هذه الأشياء لإبلاغ هذا الدين. لما كان هذا الدين عاما للبشرية أوجد ما يبلغه الأول في جهاد في سبيل الله ولما تعطل الجهاد جاءت وسائل الإعلام, هذه المخترعات تبلغ القاصي والداني في مشرق الأرض ومغربها الحمد لله فلا عذر لأحد الآن نعم.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول فهمنا من فضيلتكم أن من ليس على السنَّة فليس بمسلم، فهل هذا في كل مخالف للسنَّة وفي كل مسألة؟
الشيخ: أنا ما قلت هذا, ما قلت أن كل مخالف للسنَّة ليس بمسلم. أقول يتفاوت, منه ما يكون ليس بمسلم إذا خالف في العقيدة, أشرك بالله أو دعا غير الله أو جحد أسماءه وصفاته, هذا ليس بمسلم. أما إذا كان خالف السنَّة في أشياء مستحبة أو أشياء واجبة هذا يعتبر ضلالا ولا يعتبر كفرا يعتبر ضلالا بقدره وبدعة ويعتبر عليه الوعيد. فلا تأخذوا الأمور على إطلاقها لابد من التفصيل في هذا الأمر نعم. وهذا الذي يُوجب على المسلم أن يطلب العلم لأنه قد يأخذ هذه النصوص على ظاهرها ويكفر الناس ولا يرجع إلى أهل العلم ولا يرجع إلى الأدلة التي تفسرها وتبينها وتوضحها لأنه ما يعرف ولا يدري نعم.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة هذا سائل يقول ظهر في هذا الوقت رجل لا يرى عالما ولا داعية إلا قدح فيه وحقَّره وذمه، ويقول إن ابن حجر والنووي والذهبي ليسوا بأئمة بل هم مبتدعة، فكيف الرد على هذا وأمثاله؟
الشيخ: هذا ما يُرد عليه هذا مهبول ما يرد عليه هذا اتركوه نعم ارفضوه.

[1] (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref1) [آل عمران: 103].

· (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref2) كتبت كلام الشيخ كما هو باللهجة العامية

2 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref3) [الأنفال: 62, 63].

3 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref4) [آل عمران: 103].

4 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref5) [الأنبياء: 25].

5 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref6) [المؤمنون: 52].

6 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref7) [الأنبياء: 92].

7 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref8) [الحج: 62]

8 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref9) [المائدة: 3].

9 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref10) [النساء: 59].

10 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref11) [الفاتحة: 2, 3].

11 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref12) [الأنعام: 1].

12 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref13) [فاطر: 1].

13 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref14) [المائدة: 3].

14 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref15) [يونس: 58].

15 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref16) [الأعراف: 43].

16 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref17) [آل عمران: 110].

17 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref18) [إبراهيم: 35, 36].

18 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref19) [محمد: 19].

19 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref20) [المائدة: 98].

20 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref21) [الرعد:38, 39].

21 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref22) [النساء: 115].


22 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref23) [التوبة: 100].

23 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref24) [الحشر: 10].

24 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref25) [الحشر: 14].

· (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref26) كلمات لم أفهمها

25 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref27) [المائدة: 3].

26 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref28) [الأعراف: 148].

27 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref29) [طه: 89].

28 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref30) [الأعراف: 148].

29 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref31) [طه: 89].

30 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref32) [البقرة: 186].

31 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref33) [الزخرف: 37].

32 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref34) [الأعراف: 30].

33 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref35) [الزخرف: 36].


34 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref36) [الزخرف: 37].


35 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref37) [الفاتحة: 2]


36 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref38) [الفاتحة: 3, 4 ]

37 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref39) [الفاتحة: 5]

38 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref40) [الناس: 1]

39 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref41) [الناس: 3]

40 (http://www.sahab.net/forums/#_ftnref42) [الناس: 2]



لتحميل التفريغ من هنا (http://www.archive.org/download/charh_essuna_barbahari_fawzan/01.pdf)