المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلامة الفقيه الزاهد الورع ، وإطلاق لقب " الإمام " على من لايستحقها



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
29-Jun-2010, 05:27 PM
قال العلاّمة ابن عثيمين - رحمه الله - في شرح قول مؤلف "زاد المستقنع" :
"من مُقْنعِ الإِمامِ ..." ، ما نصّه :

قوله: «الإمام» ، هذا من باب التَّساهل بعض الشيءِ، لأن الموفَّق (1) ليس كالإِمام أحمد، أو الشَّافعي، أو مالك، أو أبي حنيفة، لكنه إِمام مقيَّد، له مَنْ يَنْصُرُ أقوالَه ويأخذُ بها، فيكون إِماماً بهذا الاعتبار، أما الإِمامةُ التي مثل إِمامة الإِمام أحمد ومَنْ أشْبَهَهُ فإِنَّه لم يصلْ إلى دَرجتها.

وقد كَثُر في الوقت الأخير إطلاق الإمام عند النَّاس؛ حتى إِنه يكون الملقَّب بها من أدنى أهل العلم، وهذا أمرٌ لو كان لا يتعدَّى اللفظَ لكان هيِّناً، لكنه يتعدَّى إلى المعنى؛ لأنَّ الإِنسان إِذا رأى هذا يُوصفُ بالإِمام تكون أقوالُه عنده قدوة؛ مع أنَّه لا يستحِقُّ. وهذا كقولهم الآن لكل مَنْ قُتِلَ في معركة: إِنَّه شهيد. وهذا حرام، فلا يجوز أن يُشْهَدَ لكل شخصٍ بعينه بالشَّهادة، وقد بَوَّبَ البخاريُّ رحمه الله على هذه المسألة بقوله: (بابٌ: لا يقول: فلانٌ شهيدٌ، وقال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «واللَّهُ أعلمُ بمن يُجاهدُ في سبيله، والله أعلم بمن يُكْلَمُ في سبيله»)

وعمر بن الخطاب رضي الله عنه نهى عن ذلك.
نعم يقال: من قُتِل في سبيل الله فهو شهيد، ومن قُتِل بهدمٍ، أو غرق فهو شهيد، لكن لا يُشْهَدُ لرَجُلٍ بعينه. ولو أنَّنَا سوَّغنا لأنفسنا هذا الأمر؛ لساغَ لنا أن نشهد للرَّجُلِ المعيَّن الذي مات على الإِيمان أنَّه في الجنَّة؛ لأنَّه مؤمنٌ، وهذا لا يجوز.


قلت : يستفاد من كلامه - رحمه الله - :

وصفه لمن أطلق على الموفق أبي محمّد لقب "الإمام" بالمتساهل .
أنّ الموفّقَ (صاحب الزّاد) "إمامٌ مقيّد" من حيث أنّ له من ينصر أقواله ويأخذ بها ، وأنه لايصل لدرجة الأئمة المعروفين كالإمام أحمد.
نهيه عن إطلاق لقب "الإمام" على من هبّ ودبّ ؛ لأن ذلك يجعل أقواله قدوة لعامّة النّاس .
تحريم إطلاق لفظة ا"لشهيد" على المعيّن ولو مات في المعركة أو غريقا ..الخ . كما هو الحال أيضا مع من مات مؤمنا ؛ فلا يشهد له بالجنّة .

أخوكم .

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـ
(1) الموفَّق أبي محمَّد ، صاحب "زاد المستقنع" .