المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولا يصح البيع ممن تلزمه الجمعة بعد ندائها الثاني



أم محمد محمود المصرية
13-Apr-2018, 05:59 PM
شرح قول المصنف: " فصل : ولا يصح البيع ممن تلزمه الجمعة بعد ندائها الثاني "


الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد
فإن المؤلف رحمه الله لما ذكر شروط صحة البيع ذكر بعد ذلك موانع البيع وإنما صنع ذلك لأن الأشياء لا تتم إلا باجتماع الشروط وانتفاء الموانع لأنه إذا تمّت الشروط ولم تنتفي الموانع لم تصح العبادة ولا المعاملة وكذلك لو عُدِمت الموانع ولم تتم الشروط لا تصح، أرأيت الرجل يكون أبا للإنسان أو ابنا له فإنه يرث ولكن إذا كان فيه مانع من موانع الإرث لم يرث لأنه لا يتم الشيء إلا بوجود شروطه وانتفاء موانعه فذكر المؤلف في هذا الفصل ما يمنع صحة البيع مع تمام الشروط فقال " ولا يصح البيع " يعني ولا الشراء " ممن تلزمه الجمعة بعد نداءها الثاني " قوله "ولا يصح البيع ولا الشراء ممن تلزمه الجمعة" احترازا ممن لا تلزمه لأن من لا تلزمه الجمعة لا يلزمه السعي إليها وإذا لم يلزمه السعي إليها صار البيع والشراء في حقه حلالا إذ أن الذي لا يصح البيع منه هو الذي يُوجّه إليه الخطاب في قوله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ )) فأمر بالسعي إلى ذكر الله وهي الخطبة والصلاة والمراد بالسعي هنا مجرّد الانطلاق وليس المراد به السعي الذي هو الركض لأن النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم نهى عن الإسراع فيمن أتى إلى الصلاة قال ( لا تسرعوا ) ونحن قلنا لا يصح البيع ولا الشراء أفلا يقول قائل إن البيع والشراء متلازمان؟ قلنا مراده بالشراء هنا الإيجاب لأنه قد يوجب البائع البيع فيقول بعت عليك هذا بعشرة وبعد ذلك يقول المؤذن الله أكبر فيقول الثاني قبِلت ما الذي وقع بعد النداء الأن؟ الشراء وإلا ومن المعلوم أنه لا بيع إلا بشراء ولا شراء إلا ببيع لكن قد يقع القبول بعد النداء والإيجاب قبل النداء فنقول إن البيع لا يصح.
وقوله " ممن تلزمه الجمعة " يوجب لنا أن نرجع إلى شروط وجوب الجمعة وهو مذكور في أي مكان؟ في باب العبادات في كتاب الصلاة وقوله "بعد نداءها الثاني" أفادنا المؤلف رحمه الله أن للجمعة نداءين أولا وثانيا فأما الثاني فهو الموجود على عهد النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم حين يجيء الإمام فيؤذّن المؤذّن أما ما قبل ذلك فإنما حدث هذا في زمن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه حين اتسعت المدينة وبعُد الناس جعل للجمعة نداءين من أجل أن يتهيّأ الناس إلى الحضور فيمكنهم الحضور حين حضور الإمام.

الشيخ محمد بن صالح العثيمين-زاد المستقنع-كتاب البيوع ... (https://www.google.com.eg/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=7&cad=rja&uact=8&ved=0ahUKEwiVt_iUvbfaAhVD46QKHR4SApUQFghjMAY&url=https%3A%2F%2Falathar.net%2Fhome%2Fesound%2Fin dex.php%3Fop%3Dtadevi%26id%3D6594%26coid%3D99556&usg=AOvVaw0JcdnB1-BYqvLTbld7gWJN)

أم محمد محمود المصرية
13-Apr-2018, 06:00 PM
الكلام على الأذان الثاني للجمعة.


الشيخ : فإن قال قائل إحداث ذلك بدعة لأن النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم لم يشرع إلا أذانا واحدا والأذان عبادة لا يُمكن شرعها إلا بإذن من الشارع فالجواب على ذلك من وجهين، الوجه الأول أن هذا من سنّة الخلفاء الراشدين لأن عثمان رضي الله عنه منهم وللخلفاء الراشدين سنّة متبعة بسنّة الرسول عليه الصلاة والسلام فقد قال ( عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) هذه واحدة.
ثانيا أن عثمان رضي الله عنه لم يسُنّه إلا لسبب لم يكن موجودا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وهو سَعة المدينة وتباعد الناس فلا يُقال إن الرسول لم يشرعه مع وجود الأذان الثاني، نقول لأنه في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى أله وسلم لم يكن هناك سَعة يحتاج الناس معها إلى أن يُنادون للصلاة وقد عُلِم أن الرسول صلى الله عليه وسلم شرع أذانا في أخر الليل ليس لصلاة الفجر بل من أجل إيقاظ النائم وإرجاع القائم فقد قال صلى الله عليه وعلى أله وسلم ( إن بلالا يؤذّن بليل ليوقظ نائمكم ويُرجع قائمكم فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذّن حتى يطلع الفجر ) أعرفتم؟ إذًا السبب الذي شرع النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم أن يؤذَّن في أخر الليل لا من أجل وقت صلاة ولكن من أجل أن يستيقظ الناس للسحور قد يكون أقل سببا لمشروعية الأذان من أذان يوم الجمعة فعلى هذا تكون هذه السنّة التي سنّها أمير المؤمنين عثمان بن عفان تكون سنّة شرعية نحن مأمورون باتباعها وبهذا يُعرف غرور بعض الأغرار الصغار من طلاب العلم الذين ينتسبون إلى علم الحديث فيُضلّلون أمير المؤمنين عثمان بن عفان ويقولون إنه مبتدع نسأل الله العافية وهم إذا قالوا إن عثمان مبتدع لزِم من ذلك أن يكون جميع الصحابة الذين أدركوا عهده إيش؟ مبتدعة لأنهم أقرّوا البدعة وهذا مبدأ خطير يُنبئ عن غرور وإعجاب بالنفس والعياذ بالله وعدم اكتراث بما كان عليه السلف الصالح ووالله ثم والله ثم والله إن علم السلف الصالح أقرب إلى الصواب من عِلم المتأخّرين وأهدى سبيلا وهذا شيء معلوم حتى ابن مسعود رضي الله عنه كان يأمر باتباع هدي الصحابة رضي الله عنهم ويقول " إنهم أعمق علوما وأبرّ قلوبا " فإذا اجتمع بِرّ القلب وعمق العلم تبيّن أن من بعدهم فهم خلف وليسوا أماما وإني أحذّر إخواني طلبة العلم من ارتكاب مثل هذا الصعب وأقول لا ترتقوا مرتقى صعبا عليكم سنّة الخلفاء الراشدين كما أمركم نبيكم صلى الله عليه وعلى أله وسلم وإياكم أن تُطلقوا ألسنتكم عليهم بمثل هذا الكلام السخيف أيُقال لأمير المؤمنين عثمان بن عفان ثالث خليفة في الإسلام إنه مبتدع؟ أيُقال لأمير المؤمنين عثمان بن عفان ثالث خلفاء المسلمين إنه مبتدع أو يُقال لمن أدرك زمنه من الصحابة إنهم مُقرّون للبدعة؟! من أنت أيها الصبي؟ من أنت أيها الغر؟ اعرف قدر نفسك حتى تعرف قدر الناس، نسأل الله السلامة.

أم محمد محمود المصرية
13-Apr-2018, 06:02 PM
ولا يصح البيع ممن تلزمه الجمعة بعد ندائها الثاني ".
الشيخ : نرجع إلى موضوع الدرس، النداء الأول للجمعة إذا وقع البيع والشراء بعده إيش؟
السائل : صحيح.
الشيخ : فلا بأس لأنه لا نهي فيه وقول المؤلف " لا يصح " لا يصح البيع إذا قال قائل ما الدليل على الفساد؟ قلنا الدليل نهي الله عز وجل لأن قوله (( ذروا البيع )) يعني لا تبيعوا والنهي يقتضي الفساد هذه القاعدة التي دل عليها سنّة الرسول عليه الصلاة والسلام وكلام أهل العلم، دل عليها سنّة الرسول لأنه قال عليه الصلاة والسلام ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) وقال ( كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط ) ولأننا لو صحّحنا ما نهى عنه الله ورسوله لكان في ذلك مضادة لله ورسوله إذ أن النهي يقتضي البُعد عنه وعدم ممارسته والتصحيح يقتضي خلاف ذلك فكان في هذا دليل وتعليل، دليل على البطلان وتعليل.
الدليل ما هو؟
السائل : ... .
الشيخ : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) ( كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ) والتعليل أن التصحيح يستلزم ممارسة هذا الشيء ونفاذ هذا الشيء وهذا مضادّة لله ورسوله.