المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة الى خالد المصري



ابو أنفال محمود الشمري
22-Feb-2019, 02:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مناقشة ما افتراة الأخ خالد المصري اصلحة الله على الشيخ الوالد ربيع المدخلي حفظه الله تعالى
وقبل الشروع في المقصود احب أن اذكر بشئ من فضل العلم والعلماء في القرآن والسنة فأقول وبالله التوفيق
استشهد الله سبحانه وتعالى بأولي العلم على أجل مشهود عليه وهو توحيده فقال: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (آل عمران:18)
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في ( مفتاح دار السعادة ) 1/48 حسب ترقي المكتبة الشاملة :
وهذا يدل على فضل العلم وأهله من وجوه:
أحدها: استشهادهم دون غيرهم من البشر.
ثانياً: اقتران شهادتهم بشهادته.
ثالثاً: اقترانها بشهادة ملائكته.
رابعاً: إن في هذا تزكيتهم وتعديلهم فإن الله لا يستشهد من خلقه إلا العدول ا ه
وأنه سبحانه أمر بسؤالهم والرجوع إلى أقوالهم وجعل ذلك كالشهادة منهم فقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النحل: 43] وأهل الذكر هم أهل العلم بما أنزل على الأنبياء.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (علماء هذه الأمة رجلان، فرجل أعطاه الله علماً فبذله للناس ولم يأخذ عليه صفداً ولم يشتر به ثمناً أولئك يصلي عليهم طير السماء وحيتان البحر ودواب الأرض والكرام الكاتبون ورجل آتاه علماً فضن به عباده وأخذ به صفداً واشترى به ثمناً فذلك يأتي يوم القيامة يلجم بلجام من نار).
وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من دعا إلى هدي كله له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً)
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه “مفتاح دار السعادة” وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض يصلون على معلم الناس الخير): رواه الترمذي، وقال: "حديث حسن صحيح".وصححه الشيخ الالباني 0 ولما كان تعليمهم للناس الخير سبباً لنجاتهم وسعادتهم وزكاة نفوسهم جازاهم الله من جنس عملهم بأن جعل عليهم من صلاته وصلاة ملائكته وأهل الأرض ما يكون سبباً لنجاتهم وسعادتهم وفلاحهم. وأيضاً فإن معلم الناس الخير لما كان مظهراً لدين الرب وأحكامه ومعرفاً لهم بأسمائه وصفاته جعل الله من صلاة أهل سمواته عليه ما يكون تنويهاً به وتشريفاً له وإظهاراً للثناء عليه بين وصلاة أهل السموات والأرض قال ربنا تبارك وتعالى: وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [النساء: 112] وقال سبحانه: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب: 58]وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في مؤمن ما ليس فيه, أسكنه الله ردغة الخبال؛ حتى يخرج مما قال. رواه أحمد, وأبو داود، وصححه الألباني.

فكيف بمن يفتري على العلماء وكثيرا ما نبه العلماء على انه اذا ثبت اتفاقهم على امر فقلما يكون الصواب في خلافه و انه ينبغي التريث واعادة البحث والنظر قبل مخالفة ما اتفقوا عليه
والشيخ ربيع عالم من علماء الامة بل من كبار العلماء
وكانت دعوته وما زالت حفظه الله دعوة الى الكتاب والسنة ومنهج سلف الامة مع احترام العلماء وتقديرهم وعدم التعصب لاي واحد منهم والعلماء غير معصومين من الخطا
وان ثبت خطا عالم ما ينبغي رد ذلك الخطا بعلم وادب وحلم من غير تطاول على العالم او اساءة له
اما التطاول عليه والتعدي بغير علم ولا ادب فليس من شيم المؤمنين الاخيار
ولكن بعض السفهاء و الناشئة الصغار والجهلة الاغمار تراهم يسارعون في الطعن فيه وفي غيره من العلماء بالكذب والزور والبهتان
والعلماء ورثة الانبياء روى أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ضمن حديث طويل:” وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ،وإنَّ الأنبياءَ، لم يُوَرِّثوا دينارًا، ولا درهمًا، إنما وَرّثوا العلمَ، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ
وقد يكون الطعن في الوارث طعن في الموروث منه وهو النبي عليه الصلاة والسلام وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب.. ونقل النووي رحمه الله في "التبيان في آداب حملة القرآن" عن أبي حنيفة والشافعي رحمهما الله أنهما قالا: إن لم يكن العلماء أولياء الله، فليس لله ولي.
وقد قال - عليه الصلاة والسلام -: ((ليس منَّا مَن لَم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه 000)).
وما من عالم الا ويخطئ
فحتى لو ثبت خطاه ينبغي رد ذلك الخطا بعلم وادب وحلم مع معرفة مكانة العالم وقدره ومنزلته التي انزله الله ولو ان كل عالم اخطا قام اليه بعض السفهاء فطعن فيه وغمز وحذر وتطاول لما سلم احد
وروى الإمام أحمد وأصحاب السنن عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته حتى يفضحه في بيته "
اذا كان هذا الوعيد الشديد في عامة المسلمين فكيف بمن يغتاب العلماء ويتتبع زلاتهم ويطعن فيهم
والشيخ ربيع من العلماء المشهود لهم بالعلم والعدل
ثم العبرة بالدليل من الكتاب والسنة او ما ثبت فيه الاجماع
قال الاخ خالد في الدقيقة الاولى من كلمته ( المجالس السرية البدعية الخارجية )
وهذا ما نفاه الشيخ ربيع حفظه الله مثبتا الشورى بين العلماء فقال حفظه الله ليس عندنا مجالس سرية 0
ولست اعلم اين قول الخوراج في هذا الكلام بعد أن سؤل الشيخ ربيع فأجاب بما ذكرناه اعلاه 0
وقولك دين الله لا تغير بزلات العلماء فهذا صحيح لكن اين زله الشيخ ربيع قال تعالى ( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) البقرة (111) وبعد هذا الكلام تقرر ان الشيخ انحرف في هذه المسألة عن منهج اهل السنة فيا اسفا على هذا الفهم السقيم للمنهج السلفي الذي صار عندك منهج الخوارج الذي تتهم به الشيخ ربيع اذن قلي بماذا يكون ردك على الآية الكريمة التي مدح الله بها المؤمنين في قوله تعالى في سورة الشورى الآية (38)( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) 0
ثم استدللت بكلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو حجة عليك وليس لك لو تمعنت لكن اقول ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم وكما قيل من تكلم بغير فنه اتى بالعجائب ولقد علم العالم بأسره أن الجهاد سواء في ليبيا او اليمن كان بأمر اولياء أمور البلدين وحتى أن الرأيس اليمني استعان بتحالف الدول الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي هي من ترأس هذا التحالف فأين اسددلالك بكلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله 0 واعلم أن لحوم العلمء مسمومة والعقوبة فيمن وقع بأعراضهم معلومة 0 واذا كان هذا كلامك في الشيخ ربيع فأليك اقوال الفحول فيه فلعلك تتبع سبيلهم وتعرف له قدره ولا يعرف الفضل لاهل الفضل الا ذووه

لشيخ بن عثيمين تعليقاً على كلمة للشيخ ربيع : لا شك أن هذا مما يزيد الانسان محبة له و دعاء له (https://ar.alnahj.net/audio/259)
الشيخ ربيع أعرفه سلفي - الشيخ بن عثيمين (https://ar.alnahj.net/audio/262)
الشيخ ربيع المدخلي طيب و معروف و عالم - الشيخ صالح الفوزان (https://ar.alnahj.net/audio/584)
الشيخ ربيع بن هادي المدخلي من خيرة أهل السنة - الشيخ بن باز (https://ar.alnahj.net/audio/870)
الشيخ ربيع من علماء السنة و عقيدته سليمة لكن لما كان يتكلم في رموزهم طعنوا فيه - الشيخ بن عثيمين (https://ar.alnahj.net/audio/565)
الشيخ ربيع نعم الرجل في عقيدته و في غيرته على الدين و لا تلتفت لمن يتكلم عليه - الشيخ صالح اللحيدان (https://ar.alnahj.net/audio/821)
اننا نحمد الله أن يسر لأخينا الدكتور ربيع بن هادي أن يزور هذه المنطقة حتى يعلم أنا أخانا على طريق السلف -الشيخ بن عثيمين (https://ar.alnahj.net/audio/261)
ثناء الشيخ الألباني على الشيخين ربيع المدخلي ومقبل الوادعي - الشيخ الألباني (https://ar.alnahj.net/audio/1172)
ثناء العلامة أحمد النجمي على العلامة ربيع المدخلي وبيان فضل الردود على أهل البدع (https://ar.alnahj.net/audio/2654)
ثناء العلامة محمد السبيل علي الشيخ محمد أمان الجامي والشيخ ربيع بن هادي المدخلي - الشيخ محمد السبيل (https://ar.alnahj.net/audio/1206)
سلفية الشيخ ربيع امتداد للسلف و على طريق السلف - الشيخ بن عثيمين (https://ar.alnahj.net/audio/663)
لعل الله جعل للشيخ ربيع منزلة عالية في الجنة فجعل هؤلاء الناس يقعون فيه ليرفع الله درجته - الشيخ صالح اللحيدان (https://ar.alnahj.net/audio/824)

وفي الختام اذكرك بهذه الكلمات لعلك ترجع لصوابك فأقول
إن الجناية على العلماء خرقٌ في الدين، قال ابن المبارك - رحمه الله تعالى -: مَن استخفَّ بالعلماء ذهبتْ آخرتُه، ومَن استخف بالأمراء ذهبتْ دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبتْ مروءتُه، وقال الإمام أحمد بن الأذرعي: الوقيعة في أهل العلم - ولا سيما أكابرهم - من كبائر الذنوب.
وبعد هذا الثناء من هؤلاء العلمء تريد مناطحتهم بمخالفتك بغير حجة ولا بيان فأنت كما قال ( الاعشى بن قيس)
كَناطِحٍ صَخْرَةً يَوْماً ليِوُهِنَها *** فَلَمْ يَضِرّْها وأوْهى قَرْنَه الوعِلُ
المعنى: إن الرجل الذي يكلف نفسه مالا سبيل له إليه، كالوعل الذي ينطح الصخرة ليضعفها؛ فلا يؤثر فيها شيئا، بل يضعف قرنه ويؤذيه.
والطاعنون في العلماء لا يضرُّون إلا أنفسَهم، وهم مفسِدون في الأرض؛ وقد قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس: 81]، الطاعنون في العلماء عرضةٌ لحرب الله - تعالى - القائل في الحديث القدسي: ((مَن عادى لي وليًّا، فقد آذنتُه بالحرب))؛ رواه البخاري، والعلماء هم من أولياء الله - تعالى -
روى الخطيب البغدادي عن أبي حنيفة والشافعي - رحمهما الله - أنهما قالا: إن لم تكن الفقهاء أولياء الله، فليس لله وليٌّ، قال الشافعي: الفقهاء العاملون، وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: مَن آذى فقيهًا، فقد آذى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ومَن آذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد آذى اللهَ - عز وجل.
الطاعنون في العلماء مُعرَّضون لاستجابة دعوة العالم المظلوم عليهم؛ فدعوةُ المظلوم - ولو كان فاسقًا - ليس بينها وبين اللَّه حجاب، فكيف بدعوة وليِّ الله الذي قال فيه: ((ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه)؟!
كتبه ابو أنفال محمود الجفال الشمري