المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإقرار على مشروعية حمد الله عند العطس في الصلاة



عزالدين بن سالم أبوزخار
09-Jun-2019, 11:11 PM
الإقرار على مشروعية حمد الله عند العطس في الصلاة


الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فكثير من الناس يترك حمد الله عند عطاسه في الصلاة، لجهلهم بهذه السنة التي أقرها النبي صلى الله عليه وسلم من عمل بعض أصحابه رضون الله عليهم، ورغب فيها.


عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطست فقلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى.
فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فقال: ((من المتكلم في الصلاة؟)).
فلم يتكلم أحد ثم قالها الثانية فلم يتكلم أحد ثم قالها الثالثة فقال رفاعة: أنا يا رسول الله.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا أيهم يصعد بها)).
أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي وصححه الألباني.


وأخرج مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله.
فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه، ما شأنكم؟ تنظرون إلي.
فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله، ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني.
قال: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن)) ... إلخ الحديث.
ففي هذا الحديث أنكر رسول الله عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام تشميت العاطس وسكت النبي عليه الصلاة والسلام عن الرجل الذي عطس فحمد الله في الصلاة.


قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((الشرح الممتع على زاد المستقنع)) (2/ 84): ((كما لو عطس المصلي فإنه يحمد الله كما جاءت به السنة)) اهـ.
فمن عطس في الصلاة يشرع له حمد الله، بل جاء الترغيب فيه كما مر معنا، وهذه السنة أخل بها كثير من المصليين.


أما حديث عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: عطس شاب من الأنصار خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة، فقال: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حتى يرضى ربنا، وبعدما يرضى من أمر الدنيا والآخرة.
فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((من القائل الكلمة؟)).
قال: فسكت الشاب.
ثم قال: ((من القائل الكلمة؟ فإنه لم يقل بأسا)).
فقال: يا رسول الله، أنا قلتها لم أرد بها إلا خيرا.
قال: ((ما تناهت دون عرش الرحمن تبارك وتعالى)).
الحديث ضعيف أخرجه أبو داود وضعفه الألباني.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد 5 شوال سنة 1440 هـ
الموافق لـ: 9 يونيو سنة 2019 ف