المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنا سؤال يوجد فيه نوع من الغموض، لفضيلة الشيخ العلامة محمد أمان الجامي-رحمه الله-



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
09-Jul-2010, 04:54 PM
هنا سؤال يوجد فيه نوع من الغموض، يا شيخ إن تعارض العلماء قد أحدث إرباكًا بين الشباب الملتزم، لا بد من إنكار المنكرات الموجودة في هذا البلد التي لا تخفى عليكم، فكيف ننكرها؟.

الجواب: إنكار المنكر واجب، إلا إذا كنت تعني بإنكار المنكر عدم وقوع المنكر، المنكرات الواقعة تنكر، من يراها ينكرها، وتسمع من ينكرها في الإذاعة والتلفاز، وفي المحاضرات العلماء يبينون خطورة انتشار المنكرات فينكرون، لأنه علينا أن ننكر المنكر بألسنتنا ونبين خطورة انتشار المنكر هذا كل ما يجب علينا، وليس علينا إزالة ذلك باليد، هذه وظيفة غيرنا، فنسأل الله أن يوفق ولاة الأمور للتغلب على بعض ما انتشر من المنكرات في المجتمع كانتشار الربا.

ثم إنكار المنكر شيء، وتكفير الناس لأجل انتشار المنكر شيء آخر، وقوع المعاصي والمنكرات في البشر أمر لا بد منه، لماذا نزلت الحدود والتعزيرات والعقوبات؟ لأن الله يعلم أنه خلق هذا البشر فيهم نزعات مما يوقعهم في المعاصي، وهو-سبحانه وتعالى-أرحم الراحمين وعدهم بالتوبة لمن تاب إليه.

إذا كان يتصور بعض الناس أن المجتمع الإسلامي هو ذاك المجتمع الذي لا تقع فيه المنكرات والمعاصي، هذا تصور خاطئ، لم يحصل ولن يحصل، خير مجتمع عاش على وجه الأرض المجتمع الذي كان يقوده رسول الله-صلى الله عليه وسلم-.

وهل ذلك المجتمع خلي من المعاصي؟ لا، شربت الخمور، وحصلت السرقة، وفاحشة الزنا، كل ذلك وقع، وهل أخرج ذلك الدولة الإسلامية المحمدية من كونها دولة إسلامية؟ لا.
إذًا الدولة الإسلامية هي التي تقيم الحدود إذا وقعت المعاصي، وتعاقب الجاني في ذوات الحدود بالحد، وفيما دون ذلك بالتعزير، هذا هو الحاصل الآن عندنا-الحمد لله-، ماذا تريد أكثر من هذا؟.

صحيح ونحن معترفون بالتقصير، لسنا كسلفنا الصالح، لا نحن طلاب العلم ولا حكامنا ولا مجتمعنا، النقص حاصل والتقصير حاصل، ولكن كما قلت غير مرة لن ننزل عن درجة المؤمن الضعيف، (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير)، أي لسنا بكفار.

ومن يريد مرة أخرى مجتمعًا لا تقع فيه المعاصي والمنكرات، كأنه يريد أن يتصور مجتمعًا من الملائكة يرأسهم جبرائيل، هذا غير واقع، نتحدث عن المستحيل نحن بشر، ولكن إن كنت ذا إنصاف قارن بين هذا البلد، وبين المجتمع الذي أنت تعيش فيه، وبين المجتمعات الأخرى التي أعرضت عن الإسلام إعراضًا كليًا مع الانتساب للإسلام، إنما تعرف الأشياء بأضدادها.




لفضيلة الشيخ العلامة محمد أمان الجامي-رحمه الله-.





قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد



الخميس الموافق: 26/ رجب/ 1431 للهجرة النبوية الشريفة.
لسماع المقطع الصوتي:
هنا لا حرمتم من الأجر (http://www.box.net/shared/cqe2eyjahg)