المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإستواء معلوم والكيف مجهول و الإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
06-Jan-2021, 09:15 AM
قيل الإستواء معلوم والكيف مجهول و الإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة فهل يجوز تطبيق هذه القاعدة على بقية صفات الله؟

العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-

السائل : قيل أن الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدع هل يجوز لنا أن نقول في النزول كذلك؟
الشيخ : سمعتم كلامه أشار إلى جواب الإمام مالك رحمه الله وشيخه ربيعة ويروى عن أم سلمة رضي الله عنها أنه قال في الاستواء: " الاستواء غير مسبوق والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة" وهذا السؤال الوارد من الأخ محمد هذا السؤال نافع في هذا المقام ، " الإمام مالك رحمه الله سئل في الحلقة هذا السؤال قال له رجل يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فاستعظم الإمام مالك رحمه الله هذا السؤال وأطرق برأسه هكذا حتى علاه الرحضاء" أي العرق جعل يتصبب عرقاً من شدة وقع السؤال على قلبه " ثم قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة" هذا اللفظ الذي روي لكن نقله كثير من العلماء على وجه آخر فقال: "الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة" فلنشرح الكلام هذا أولا قال الاستواء غير مسبوق أي أنه معلوم بمقتضى اللغة العربية وإجماع من سلف، اللغة العربية إذا جاء استوى على كذا بمعنى العلو، وإجماع من سلف، لأنه لم يرد حرف واحد من الصحابة يخالف ما جاء به القرآن فيكون أصله بقاؤه على ما كان عليه كما قررنا ذلك سابقاً الكيف غير معلوم أو مجهول نعم "الكيف مجهول" والرواية عنه "غير معقول" أما رواية "غير معقول" فالمعنى أن الكيف لا يدركه العقل وإذا لم يدركه العقل توقف إثباته على الدليل السمعي وليس هناك دليل سمعي وعلى هذا فيكون أجيبوا؟ إذا كان العقل لا يدركه ولم يرد به السمع صار مجهولاً فالكيف مجهول ودليل جهالته أن كيفية استواء الله على عرشه هو تكييف لصفة من صفاته والقول في الصفات كالقول في الذات فإذا كنا لا نكيف صفات ذاته فإننا لا نكيف صفاته لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات هذا وجه
الوجه الثاني :أن الله لم يخبرنا عن كيفيته، أخبرنا عنه ولم يخبرنا عن كيفيته ونحن لا ندركه بعقولنا.
الوجه الثالث: أن الشيء لا تعلم كيفيته إلا بواحد من أمور ثلاثة مشاهدته أو مشاهدة نظيره أو الخبر الصادق عنه وكل هذا منتفي بالنسبة لاستواء الله على العرش لا شاهدناه ولا شاهدنا له نظيراً ولا أخبرنا الصادق عنه فوجب أن يكون ايش؟ أن يكون مجهولاً وبقية الصفات يقال فيها كما يقال في الاستواء فيقال مثلاً في النزول إلى السماء الدنيا النزول معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، طيب لماذا كان الايمان به واجبا؟ لأنه خبر من أخبار الله ورسوله لماذا كان السؤال عنه بدعة؟ لوجهين: أما الوجه الأول: أن الصحابة لم يسألوا عنه والوجه الثاني: أن السؤال عن ذلك من سمات أهل البدع هم الذين يسألون هذا السؤال ولهذا قال الإمام مالك : "وما أراك إلا مبتدعاً" ثم السؤال عنه أيضاً تنطع وتكلف فيدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: ( هلك المتنطعون ) وهكذا في بقية الصفات السؤال عن كيفيتها أو عن شيء زائد على ما جاء به النص بدعة وتكلف وتنطع ولهذا يجب على المرء أن يحذر من التنطع في هذه الأمور

السائل : هل هي ميزان لجميع الصفات
الشيخ : ذكرناه ذكرناه قلنا الميزان لجميع الصفات وأتينا بمثال يا خالد.