أبو بكر يوسف لعويسي
15-May-2023, 09:00 PM
جواب سؤال عن سوء شبهة ولغط وأقوال .
============
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد : فقد جاءني سؤال فيه شبهة سيئة رمى بها بعض المتصوفة بين الناس انبنى عليها بعض اللغط عند بعض الجهلة ، وهذا هو السؤال الذي يحمل الشبهة وإليكم تفنيذها وإبطالها .
قال السائل :
السلام عليكم
قال الله سبحانه وتعال : بعد بسم الله الرحمن الرحيم - يمدهم في طغاينهم يعمهون -صدق الله العظيم
الا تنطبق هذه الاية على الذين اقاموا الزردة وتصادف معها نزول الغيث.؟؟؟؟؟حيثوا قال عندما صلى من يدعون الايمان لم يصادف وان نزل المطر وعندما اقاموا الزردة صادف وان نزل المطر رغم اقرارهم بان نزول الغيث من عند الله ولكن هم يقارنون انفسهم بالاخرين
وهو حديث الكثير في المقاهي ووسائل النقل وفي الاعراس والجنائز .
فهل من موعظة في الامر ؟؟ انتهى السؤال.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله .
أولا الملاحظة الأولى لصاحب السؤال: فقوله : قال الله سبحانه وتعالى : بعد بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا التعبير فيه سوء أدب مع الله ، وكذب عليه تعالى ،فالله لم يقل : بعد بسم الله الرحمن الرحيم ... ولا قال : بسم الله الرحمن الرحيم عند نزول الآية والآيات .
ثانيا : فإن بسم الله الرحمن الرحيم نزلت آية مستقلة جاءت للفصل بين السورة، السورة ، لذلك لا تقرأ إلا في بداية السورة إلا في أول سورة براءة فلا تقرأ ، وتقرأ إذا قصد التعبد والتلاوة ، وجرى الخلاف بين العلماء فيها مع الفاتحة هل هي آية منها أو لا ، والصحيح أنها ليست من الفاتحة بل آية مستقلة للفصل بين السور كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
ثالثا : لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة رضوان الله عليهم إذا ذكروا آية أو آيات أو أرادوا أن يستشهدوا ببعض الآيات أن يبسملوا أو ينسبوا إلى الله أنه قال بسم الله الرحمن الرحيم . ولا يتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم لأنهم لم يكونوا يقصدون القراءة اي التعبد بالتلاوة كما قال تعالى : {{ وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله } أي إذا أردت التلاوة ، أما إذا أدرت الاستشهاد ، والذكر فلا استعاذة ولا بسملة .
وإن كان ولا بد فاعلا فالأدب أن يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى .
ولا يقول : قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هذه خطيرة ، فهي كلمة كفرية ، ولا يقول قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هذه أيضا أقبح من قوله قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم أو بعد باسم الله الرحمن الرحيم.
خامسا: قوله : صدق الله العظيم .
هذه بدعة لم يكن رسول الله يقولها لا عند انتهاء التلاوة ولا عند الاستشهاد بآية أو آيات على كثرة ما كان يقرأ القرآن ، ويستشهد به ، ولا قالها الصحابة رضوان الله عليهم .
سادسا :
لا يقال صدق الله العظيم لكلام الله لأنه صدق وحق ولا يحتمل إلا الصدق ،فقول العبد صدق الله هذا يقال للكلام الذي يحتمل الصدق والكذب ، تقول لفلان صدقت أو صدق فلان لأن كلامه يحتمل الصدق والكذب وأما كلام الله فلا يحتمل إلا الصدق ، كما قال تعالى : {{ ومن أصدق من الله قيلا }} وقال : {{ ومن أصدق من الله حديثا }}.
سابعا : قوله : ألا تنطبق هذه الآية على الذين أقاموا الزردة وصادف نزول المطر...إلخ.
يعني يريد أن يقول أن الطرقيين الذين أقاموا الزردة عند قبر الولي استجاب الله لهم ولم يستجاب إلى أولئك الذين يدعون التوحيد والسنة ويقصد بهم أهل السنة .
فأقول : إن الذي تيقن أن الله تعالى استجاب له دعاءه ورأى الإجابة ، فينبغي عليه أن يشكر الله وأن يتواضع ، ولا يرائي ولا يفخر ويتعاظم على غيره ويعجل بما اوتي من نعمة فقد يرد الله عليه دعاءه ويحبط عمله وقد كان بعض السلف إذا حصلت لهم نعمة يبكون ، وقد بكى غير واحد من الصحابة في يوم نصر وفي يوم عيد تواضعا وخشية لله ..
أما هذا الذي حاله أنه مبتدع وغارق في الخرافة والبدع يقال للسائل نعم تنطبق عليهم الآية وأشد إذا كانت الزردة على الطريقة الصوفية عند قبور من يزعمون أنهم أولياء ويذبحون لهم وعندهم ويقيمون هذه الزردة ( الهردة ) كما يسميها الشيخ مبارك الميلي؛ بل ويضاف إليها قوله تعالى : {{ إنا نستدرجهم من حيث لا يعلمون }} فهذا استدراج من الله، فإذا رأيت العبد مقيم على معاصي الله والله يغدق عليه بالنعم فاعلم أن ذلك استدراج من الله ، وحاله حال الكفار الذين ينزل عليهم المطر ..
ثامنا : ثم يقال لهم من قال لكم أن المطر نزل بسبب الزردة والهردة التي تقيمونها؟! هل اطلعتم الغيب أم اتخذتم عند الله عهدا فأخبركم سبحانه بأنه تقبل منكم الزردة ؛ وأخبركم أنه تقبل منكم الدعاء وأنزل المطر ؟
فإن قالوا اطلعنا وأخبرنا الله كفروا ، وإن قالوا لم نطلع وقعوا في تكذيب أنفسهم أن المطر نزل بسببهم وما قاموا به من المخالفات في ازدياد الطعام في تلك الهردات .
تاسعا : ثم يقال لهم الصحيح أن الله أغاث عباده وأرضه وبهائمه بسبب الأطفال الرضع والشيوخ الركع الذين يبيتون لله تعالى سجدا وقياما ويتضرعون إلى الله ، والله يحب الأتقياء الأخفياء .. وفي الأمة منهم من لا يعلمه إلا الله ،وفي الحديث :« رب ذي قمرين أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره . حديث صحيح.
عاشرا : ومن قال لكم أن أدعياء الإيمان كما تقولون ( يعنون بهم أهل السنة السلفيين ) تركوا الدعاء والاستسقاء فهاهم في خطبهم ومواعظهم ودعائهم في صلواتهم وخارجها يسألون الله الغيث ويتضرعون لله أن يسقي الأمة ، فلم المزيادة وربما كانت استجابة الله بسبب أحدهم من الأخفياء الأتقياء .
ثم يمكن أن يقال أن الله سقى عباده لينظر من يشكر فيقول مطرنا بفضل الله ، كحال كثير من أهل السنة، ومن يكفر بفضل نعمة الله فيقول مطرنا بفضل الزردة والهردة .
حادي عشر : إن الله ينزل المطر على من يشاء من عباده المؤمنين اختبارا لهم ، واستدراجا للكفرة والفجرة ،فهل الكفار الذين ينزل عليهم المطر بغزارة عندكم أفضل عند الله من المؤمنين ، إذا كان الأمر كذلك فأنتم أقرب إلى من ينزل المطر عليهم بكثرة لأنه نزل عليكم كما ينزل عليهم، كما تدعون وزيادة عليهم لأنكم تعتقدون أن الولي الذي أقيمت الزردة له وعنده هو من أغاثكم أو توسط لكم وهذا والعياذ بالله هو الشرك بعينه ، ونحن نعتقد أن الله لما أنزل المطر فإنما أنزله رحمة بعباده، او ليختبركم هل تفيقون وتستيقظون فتوحدوه وتشكروه، أم تستمرون في طغيانكم تعمهون فتكفروه.
بقي أن يقال : نعم إن فعل الطعام والتصدق به ، وإطعام المحتاجين صدقة يقدمها المستسقون بين يدي الاستسقاء ولا يصحب ذلك اعتقاد فاسد ،
ويعمل في البيوت ويتصدق به لعامة المحتاجين فهذا جائز وممدوح ولا حرج فيه .. بل لعله يكون فضيلة تستحق الشكر ، فإن ربنا غفور شكور .
والله أعلى وأعلم .
============
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد : فقد جاءني سؤال فيه شبهة سيئة رمى بها بعض المتصوفة بين الناس انبنى عليها بعض اللغط عند بعض الجهلة ، وهذا هو السؤال الذي يحمل الشبهة وإليكم تفنيذها وإبطالها .
قال السائل :
السلام عليكم
قال الله سبحانه وتعال : بعد بسم الله الرحمن الرحيم - يمدهم في طغاينهم يعمهون -صدق الله العظيم
الا تنطبق هذه الاية على الذين اقاموا الزردة وتصادف معها نزول الغيث.؟؟؟؟؟حيثوا قال عندما صلى من يدعون الايمان لم يصادف وان نزل المطر وعندما اقاموا الزردة صادف وان نزل المطر رغم اقرارهم بان نزول الغيث من عند الله ولكن هم يقارنون انفسهم بالاخرين
وهو حديث الكثير في المقاهي ووسائل النقل وفي الاعراس والجنائز .
فهل من موعظة في الامر ؟؟ انتهى السؤال.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله .
أولا الملاحظة الأولى لصاحب السؤال: فقوله : قال الله سبحانه وتعالى : بعد بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا التعبير فيه سوء أدب مع الله ، وكذب عليه تعالى ،فالله لم يقل : بعد بسم الله الرحمن الرحيم ... ولا قال : بسم الله الرحمن الرحيم عند نزول الآية والآيات .
ثانيا : فإن بسم الله الرحمن الرحيم نزلت آية مستقلة جاءت للفصل بين السورة، السورة ، لذلك لا تقرأ إلا في بداية السورة إلا في أول سورة براءة فلا تقرأ ، وتقرأ إذا قصد التعبد والتلاوة ، وجرى الخلاف بين العلماء فيها مع الفاتحة هل هي آية منها أو لا ، والصحيح أنها ليست من الفاتحة بل آية مستقلة للفصل بين السور كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
ثالثا : لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة رضوان الله عليهم إذا ذكروا آية أو آيات أو أرادوا أن يستشهدوا ببعض الآيات أن يبسملوا أو ينسبوا إلى الله أنه قال بسم الله الرحمن الرحيم . ولا يتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم لأنهم لم يكونوا يقصدون القراءة اي التعبد بالتلاوة كما قال تعالى : {{ وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله } أي إذا أردت التلاوة ، أما إذا أدرت الاستشهاد ، والذكر فلا استعاذة ولا بسملة .
وإن كان ولا بد فاعلا فالأدب أن يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى .
ولا يقول : قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هذه خطيرة ، فهي كلمة كفرية ، ولا يقول قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هذه أيضا أقبح من قوله قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم أو بعد باسم الله الرحمن الرحيم.
خامسا: قوله : صدق الله العظيم .
هذه بدعة لم يكن رسول الله يقولها لا عند انتهاء التلاوة ولا عند الاستشهاد بآية أو آيات على كثرة ما كان يقرأ القرآن ، ويستشهد به ، ولا قالها الصحابة رضوان الله عليهم .
سادسا :
لا يقال صدق الله العظيم لكلام الله لأنه صدق وحق ولا يحتمل إلا الصدق ،فقول العبد صدق الله هذا يقال للكلام الذي يحتمل الصدق والكذب ، تقول لفلان صدقت أو صدق فلان لأن كلامه يحتمل الصدق والكذب وأما كلام الله فلا يحتمل إلا الصدق ، كما قال تعالى : {{ ومن أصدق من الله قيلا }} وقال : {{ ومن أصدق من الله حديثا }}.
سابعا : قوله : ألا تنطبق هذه الآية على الذين أقاموا الزردة وصادف نزول المطر...إلخ.
يعني يريد أن يقول أن الطرقيين الذين أقاموا الزردة عند قبر الولي استجاب الله لهم ولم يستجاب إلى أولئك الذين يدعون التوحيد والسنة ويقصد بهم أهل السنة .
فأقول : إن الذي تيقن أن الله تعالى استجاب له دعاءه ورأى الإجابة ، فينبغي عليه أن يشكر الله وأن يتواضع ، ولا يرائي ولا يفخر ويتعاظم على غيره ويعجل بما اوتي من نعمة فقد يرد الله عليه دعاءه ويحبط عمله وقد كان بعض السلف إذا حصلت لهم نعمة يبكون ، وقد بكى غير واحد من الصحابة في يوم نصر وفي يوم عيد تواضعا وخشية لله ..
أما هذا الذي حاله أنه مبتدع وغارق في الخرافة والبدع يقال للسائل نعم تنطبق عليهم الآية وأشد إذا كانت الزردة على الطريقة الصوفية عند قبور من يزعمون أنهم أولياء ويذبحون لهم وعندهم ويقيمون هذه الزردة ( الهردة ) كما يسميها الشيخ مبارك الميلي؛ بل ويضاف إليها قوله تعالى : {{ إنا نستدرجهم من حيث لا يعلمون }} فهذا استدراج من الله، فإذا رأيت العبد مقيم على معاصي الله والله يغدق عليه بالنعم فاعلم أن ذلك استدراج من الله ، وحاله حال الكفار الذين ينزل عليهم المطر ..
ثامنا : ثم يقال لهم من قال لكم أن المطر نزل بسبب الزردة والهردة التي تقيمونها؟! هل اطلعتم الغيب أم اتخذتم عند الله عهدا فأخبركم سبحانه بأنه تقبل منكم الزردة ؛ وأخبركم أنه تقبل منكم الدعاء وأنزل المطر ؟
فإن قالوا اطلعنا وأخبرنا الله كفروا ، وإن قالوا لم نطلع وقعوا في تكذيب أنفسهم أن المطر نزل بسببهم وما قاموا به من المخالفات في ازدياد الطعام في تلك الهردات .
تاسعا : ثم يقال لهم الصحيح أن الله أغاث عباده وأرضه وبهائمه بسبب الأطفال الرضع والشيوخ الركع الذين يبيتون لله تعالى سجدا وقياما ويتضرعون إلى الله ، والله يحب الأتقياء الأخفياء .. وفي الأمة منهم من لا يعلمه إلا الله ،وفي الحديث :« رب ذي قمرين أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره . حديث صحيح.
عاشرا : ومن قال لكم أن أدعياء الإيمان كما تقولون ( يعنون بهم أهل السنة السلفيين ) تركوا الدعاء والاستسقاء فهاهم في خطبهم ومواعظهم ودعائهم في صلواتهم وخارجها يسألون الله الغيث ويتضرعون لله أن يسقي الأمة ، فلم المزيادة وربما كانت استجابة الله بسبب أحدهم من الأخفياء الأتقياء .
ثم يمكن أن يقال أن الله سقى عباده لينظر من يشكر فيقول مطرنا بفضل الله ، كحال كثير من أهل السنة، ومن يكفر بفضل نعمة الله فيقول مطرنا بفضل الزردة والهردة .
حادي عشر : إن الله ينزل المطر على من يشاء من عباده المؤمنين اختبارا لهم ، واستدراجا للكفرة والفجرة ،فهل الكفار الذين ينزل عليهم المطر بغزارة عندكم أفضل عند الله من المؤمنين ، إذا كان الأمر كذلك فأنتم أقرب إلى من ينزل المطر عليهم بكثرة لأنه نزل عليكم كما ينزل عليهم، كما تدعون وزيادة عليهم لأنكم تعتقدون أن الولي الذي أقيمت الزردة له وعنده هو من أغاثكم أو توسط لكم وهذا والعياذ بالله هو الشرك بعينه ، ونحن نعتقد أن الله لما أنزل المطر فإنما أنزله رحمة بعباده، او ليختبركم هل تفيقون وتستيقظون فتوحدوه وتشكروه، أم تستمرون في طغيانكم تعمهون فتكفروه.
بقي أن يقال : نعم إن فعل الطعام والتصدق به ، وإطعام المحتاجين صدقة يقدمها المستسقون بين يدي الاستسقاء ولا يصحب ذلك اعتقاد فاسد ،
ويعمل في البيوت ويتصدق به لعامة المحتاجين فهذا جائز وممدوح ولا حرج فيه .. بل لعله يكون فضيلة تستحق الشكر ، فإن ربنا غفور شكور .
والله أعلى وأعلم .