المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح حديث العرباض بن سارية للشيخ النجمي (1429)



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
12-Jun-2023, 08:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ,
الحمد لله رب العالمين , و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين , نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين ,
أما بعد : فعَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه قَالَ : ( وَعَظَنَا رسول الله ج مَوْعِظَةً َوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وذَرَفَتْ منها العيون فقُلْنَا "يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّها مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا" قَالَ :« أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تأمر عليكم عبد فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بعدي فسيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ » رواه أبو داود و الترمذي , وقال حسن صحيح .

قوله "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مَوْعِظَةً َوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وذَرَفَتْ منها العيون" هذان الوصفان , وصف الله بهما المؤمنين من عباده في آيات , كقوله - سبحانه وتعالى - : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } (الأنفال : ٢ ) , وقال تعالى : { وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (٣٤) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } (الحج :٣٤-٣٥) , وقال تعالى : { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } (الحديد : ١٦ ) , إلى غير ذلك من الآيات , وقال جل من قائل : { وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الحق } (المائدة : ٨٣ ) .

قوله "فقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّها مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ" يعني أن رسول الله ج أبلغ في هذه الموعظة ما لم يبلغه في غيرها , فقالوا يا رسول الله كأنها موعظة مودع , حيث أن المودع يجتهد بالوصية و يجتهد في الموعظة , "كأنها موعظة مودع فأوصنا" طلبوا منه أن يوصيهم لما يكون لهم قدوة و نبراسا في المستقبل , فقال صلوات الله وسلامه عليه :« أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تأمر عليكم عبد فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فسيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا .. » هذان الأمران هما جماع الأمر :
- تقوى الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه , والخوف من الوقوف بين يديه , و الحرص على ما يقرب إليه - سبحانه وتعالى - .
- ثم بعد ذلك السمع و الطاعة , لمن ولاه الله أمرهم , بأن يسمعوا له ويطيعوا , لأن بالسمع و الطاعة تنتظم أمر الجماعة , وتجعلهم في راحة وأمن و طمأنينة .
وما اختلفت الكلمة في قوم , إلا وكثر فيهم السفك و كثر فيهم الاختلاف , وحرص بعضهم على بعض على المخالفة لبعض , وأدى ذلك إلى التباغض ثم التكاتم ثم التقاتل , وكذلك إذا خرجوا على ولاة الأمور فإنهم في هذه الحالة يبقون في دوامة يختل فيها الأمن , ويذهب فيها - يعني - الأمن أيضا ورغد العيش , فلا يجدون بعد ذلك رغد عيش و لاطمأنينة و أمن , بل يشيع التقاتل , ويشيع عدم الأمن , يشيع الخوف بدل الأمن , و يشيع الجوع بدل الشبع , و تشيع الأمور التي لا تحمد عقباها من سفك الدماء , و قطيعة الأرحام , و انتهاك المحارم , و ما إلى ذلك من الأمور , التي تترتب على الاختلاف , هذا لا شك أنه محرم , و أنه لا يجوز فعله و لا التسبب فيه , ومن فعل شيئا من ذلك , أو تسبب في شيء من ذلك , فإنه يعد مجرما إجراما عظيما , فليتق الله العبد و لـ.. (١) (https://ketabonline.com/ar/books/54942/read?part=1&page=17&index=2141461#foot-1-2-0) .
(١) كلمة غير مفهومة .



أولا الوصية بتقوى الله عز وجل هي وصية الله للأولين و الآخرين , والله - سبحانه وتعالى - يقول : { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ } (النساء : ١٣١ ) .
و السمع و الطاعة لولاة الأمور : هذا كما قلنا , أنه مما تنتظم به الحياة , ويستريح به الناس , ويسيرون في طريق , كل منهم يسير في طريقه الذي يعيش فيه , وتظهر اجتماع الكلمة , يظهر في ذلك , و التعاون على البر و التقوى , أما بدون ذلك فلا يحصل شيء مما ذكر .
ثم قال « و السمع و الطاعة وإن تأمر عليكم عبد » يعني حتى ولو تأمر عليكم عبد , وفي رواية «كأن رأسه زبيبة » , و في رواية « عبد حبشي , كأن رأسه زبيبة » , « حتى لو كان الأمير عليكم عبد يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له و أطيعوا » , هكذا ورد في الحديث .



ثم قال : « و إنه من يعش منكم بعدي , فسيرى اختلافا كثيرا » أخبر النبي ج , بأن الاختلاف سيقع , كما قال صلوات الله وسلامه عليه , « افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة و وافترقت النصارى على اثنتين و سبعين فرقة , وستفترق هذه الأمة على ثلاث و سبعين فرقة , كلها في النار إلا واحدة , قالوا "من هم يا رسول الله ؟" قال " هم الذين هم على مثل ما أنا عليه و أصحابي » وفي رواية « هم الجماعة » , إذن فهذه الفرق , كلها على ضلال , المستقل من الضلال والمستكثر , لأنهم يخلطون الحق بالباطل , يتركون الحق الواضح , الذي يكون حقا صريحا من كتاب الله ومن سنة رسول الله ج ومن هدي الخلفاء الراشدين , و الأئمة المهديين , و الصحابة رضوان الله عليهم جميعا ؛ يتركون هذه الأمور , ويذهبون إلى من سودوه عليهم و إلى من جعلوه إمام لهم , فيهتدون بهديه , ويقتدون بسنته , و يتركون سنة المعصوم ج , حتى و إن كان يبيح لهم الشرك , حتى و إن كان يشيع فيهم التعبد بالبدع و العياد بالله , فإنهم يقدمون هذا على هدي الله و رسوله ج , ويخالفون بذلك كتاب الله , ويخالفون بذلك سنة رسول الله ج , و الله لا يُسْأل العبد إلا عن رسول الله ج , لا يسأل عن أحد سواه , فأنت يا عبد الله لا يصح أذانك إلا بأن تشهد لله بالإلوهية , وتشهد لرسوله ج بالرسالة , و لا تصح صلاتك إلا أن تشهد - أيضا - لله بالإلوهية و للنبي ج بالرسالة , وأنت - أيضا - لا تسأل في قبرك عندما يأتيك نكير ومنكر إلا عن النبي ج فيقال لك « من ربك ؟ وما دينك ؟ و من نبيك -أو - وما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ » فأنت يا عبد الله انظر حتى لا تجعل أحدا إماما لك غير رسول الله ج , انظر لنفسك , و احرص على ما ينفعها , في دنياك وآخرتك , فإنك إن اتخذت إمام غير رسول الله ج فستبوء بالخسران , و ستبوء بالندم , عندما لا ينفع الندم , والله - سبحانه وتعالى - قد أخبرنا عمن اتخذ خليلا أطاعه في معصية الله , أنه



يندم يومئذ , يوم القيامة في العذاب , { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (٢٧) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً (٢٨) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً } (الفرقان :٢٧-٢٨-٢٩) , و أخبر عن قوم أنهم يقولون : { ..رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (٦٧) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً } (الأحزاب :٦٧-٦٨) فيا عبد الله ! يجب علينا أن نتخذ رسول الله ج إمام دون غيره , وأن لا نعظم أحدا تعظيما يجعلنا نقتدي به في مخالفة رسول الله ج , فإن هذا هو الندم .



ثم قال » فإنه من يعش منكم بعدي , فسيرى اختلافا كثيرا , فعليكم بسنتي » هنا أرشد النبي ج إلى سنته صلوات الله و سلامه عليه , « فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين » السنة هي الطريقة ؛ فطريقة النبي ج محفوظة و مأجورة في الكتب التي دونت في سنته , كالصحيحين و السنن الأربع , ومسند أحمد و سائر المسانيد و المعجمات و ما أشبه ذلك و ما صح عن النبي ج من هذه الكتب , هذا هو الذي كلفنا الله - سبحانه وتعالى - به . والسنة هي مبينة لكتاب الله - عز وجل - لا تخالفه أبدا لأنه خرجت من مشكاة واحدة , وعليك يا عبد الله أن تأخذ بكتاب الله , وأن تأخذ بسنة رسول الله ج , وأن تأخذ بتفسير السلف الصالح , تفسير السنة بالكتاب , وتفسير السلف الصالح من الصحابة و التابعين و الأئمة المهتدين , واحذر تفسير أصحاب الأهواء فإنهم يفسرون القرآن على مزاجهم , والله - سبحانه وتعالى - يقول: { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } (النحل : ٤٤ ) , قال : « فعليكم بسنتي , وسنة الخلفاء الراشدين المهديين » من هم الخلفاء الراشدين ؟ إنهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه , وعمر بن الخطاب رضي الله عنه , وعثمان بن عفان رضي الله عنه , وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه , هؤلاء هم الخلفاء الراشدون الذين يجب علينا أن تقتدي بسنتهم , وأنت نتبعها , ولا نتبع سنة أحد سواهم , وإن لم نجد في كتاب الله , ولا في سنة رسول الله ج شيئا فنحن نقتدي بسنة الخلفاء الراشدين , وكذلك إذا لم نجد عن الخلفاء الراشدين , فنحن أيضا نأخذ بقول الصحابي إذا لم يعارضه قول صحابي آخر .



ثم قال « وسنة الخلفاء الراشدين المهديين , عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ » بمعنى أنكم امسكوها واتبعوها , احفظوها , واتبعوها « .. وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ محدثة بدعة » وفي رواية «كل بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ » وفي رواية « كل ضلالة في النار » فيا عباد الله ! إياكم و محدثات الأمور , فإن هذه المناهج الوافدة علينا التي ليست من ديننا , بل إن أصحابها خلطوا الحق بالباطل , السنة بالبدعة , و أرادوا أن يتبعهم الناس , و أن يكون لهم ذكر في الناس و العياذ بالله , فإن هؤلاء يعتبرون أئمة ضلالة , من سَنَّ للناس أن يتبعوه على بدع أو تساهل في التوحيد أو ما أشبه ذلك فهو يعتبر إمام ضلال , و ليس بإمام هدى , فعليك يا عبد الله أن تتبع الهدى من كتاب الله ومن سنة رسول الله ج , ومن عمل الخلفاء الراشدين و سنتهم , و عمل السلف الصالح , عليك أن تعمل هذا , عليك أن تتبعهم , عليك أن تقتدي بهم , أما أهل الضلال و أهل المحدثات , فيجب عليك الابتعاد عنهم و التحذير منهم , و أن تتخذهم يعني أعداء , و ليسوا قادة وقدوة , أسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب و يرضى , و صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
الأسئلة
السائل : جزى الله شيخنا الكريم على هذه المحاضرة القيمة خير الجزاء ونسأل الله جل و علا أن يكتبها في ميزان حسناتكم , وأن يبارك في علمكم و عملكم , و ننتقل الآن شيخنا الفاضل لأسئلة الإخوة الحضور .
١- يقول السائل : تكلمتم - جزاكم الله خيرا - عن التقوى , فحبذا شيخنا لو تعطونا تعريفا وجيزا للتقوى ؟
جواب الشيخ : التقوى كما عرفها بعض السلف بقوله "هي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله , وأن تترك معصية الله , على نور من الله تخشى عقاب الله" هذا هو التقوى .



٢- السؤال الثاني يقول : من الناس من إذا رآنا نحذر من أهل البدع و الأهواء يقول لنا "اتقوا الله عز وجل , وعليكم بطلب العلم ودعوا عنكم الردود" فهل من تقوى الله عز وجل نشر الردود و التحذير من الأهل البدع ؟
جواب الشيخ : الرد على أهل البدع هذا من أعظم التقوى , ومن أعظم الجهاد في سبيل الله , والذين يقولون هذا , هؤلاء إما جهال , وإما ناس لهم هوى , نعم .
٣- السائل : جزاكم الله خيرا , سائل يقول "هل الاقتداء بأحد من صحابة رسول الله ج غير الخلفاء الراشدين , يدخل في قوله عليه الصلاة و السلام « فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي » ؟
جواب الشيخ : يجب أن نقتدي أولا بالنبي ج ثم بالخلفاء الراشدين , ثم بعد ذلك عمل الصحابة إذا وجدنا لأحدهم عملا لم يعمله أحد غيره , و لم نجد دليلا يناقضه , فنحن نأخذ به , إذا لم يكن مخالفا للشرع , أما إذا خالفه غيره مثلا من الصحابة , وكل منهم له قول , فنحن ننظر في هذين القولين و نتبع أقربهما إلى كتاب الله وسنة رسوله ج , نعم .
٤- السائل : جزاك الله خيرا , سائل يقول" ما حكم من أحب داعية , وقال إني أحبه حبا شديدا لا أريد أن أسمع أحدا يرد عليه , وأنا آخذ بكلامه حتى وإن كان مخالفا للدليل لأن الشيخ أعرف منا بالدليل , وعلى سبيل المثال شيخنا عالم السوء , وحامل لواء الضلال والتكفير في هذه البلاد "محمد بن عبد الرحمن المغراوي" فما قولكم شيخنا ؟



جواب الشيخ : أقول إن محبة الإنسان السني - العالم السني - هذه من الأمور المطلوبة في الدين , لكن محبة بدون مبالغة و لا مغالات , فما تجد أحدا من أهل السنة يقول "ما أحب أن أحدا يرد على فلان" , لا ! ثم إذا رد عليه أحد , وكان معه الدليل فيجب عليه هو أن يتراجع للدليل , ويجب على هذا التابع - أيضا - أن يقبل هذا الرد , أما هذا القول الذي يقول فيه صاحبه "أنه لا يريد أحدا يرد عليه" فهذا يظهر منه أنه متحزب , ثم أن هذا الرجل قد عرفنا من كلامه ما يدل على أنه يقول بقول الخوارج , ويكفر الناس بالمعاصي و هذا ما قرأناه من كتابته .
٥- السائل : جزاك الله خيرا , سائل يقول : ما هي ضوابط أهل السنة و الجماعة لقبول توبة المبتدع ؟
جواب الشيخ : توبة المبتدع هو أن يتوب إلى الله من هذه البدعة ومن كل البدع , وأن يأخذ بالدليل , وينقاد للدليل , هذا هو الحق .
٦- السائل : أحسن الله إليكم , سائل يقول : هل هناك فرق بين صاحب البدعة و المبتدع , وهل يشترط لهجر صاحب البدعة إقامة الحجة عليه ؟
جواب الشيخ : أقول صاحب البدعة "الذي ابتدعها أولا" هذا هو مسؤول أمام الله في ابتداعها , ثم من تابعوه على هذه البدعة - أيضا - كلهم يجب عليهم أن يتوبوا إلى الله من البدع , وليس هناك فرق بين البدعة و المبتدع , يعني بل اللوم هو على المبتدع , والبدعة هذه نكرهها لكونها مخالفة لسنة النبي ج , نعم .
٧- السائل : أثابكم الله , بالنسبة لطلبة العلم المبتدئين الذين ليس لديهم حصانة علمية تقيهم من الشبه , هل يجوز لهم الاستفادة من كتب أهل البدع أو مجهولي الحال التي صنفوها في علوم الآلة ؟



جواب الشيخ : أقول , ليس هناك فائدة في قراءتهم لكتب أهل البدع , ولا يستفاد منها , بل ينبغي لهم أن يطلبوا العلم على أهل السنة , ومن كتب السنة , ويتركوا كتب البدع وأهل البدع , لأن كتب البدع ما يزدادون منها إلا شر , لكن عليكم بكتاب الله , وعليكم بسنة رسول الله ج , عليكم أن تتفقهوا في دراسة الحديث ؛ الصحيحين والسنن الأربع , و المسانيد وما إلى ذلك , من الكتب التي تنقل لنا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فعله أو تقريره , تنقلها لنا كأنها رأي عين , هذا هو الذي يجب علينا .
- السائل : أحسن الله إليكم وأثابكم الله .
الشيخ : ..كتب المبتدعين , فإنه يوقعك في البلبلة وفي الضلال , أكثر من أول , فعليك أن تحذر كتب أهل البدع , أن تحذر منهم ومن كتبهم , فإنها قد تكون فيها شبه لا تعرفها وقد تدخلك هذه الشبه في بدع أخر , وبالله التوفيق .
٨- السائل : جزاكم الله خيرا , السؤال التالي يقول :هل يجوز التفل و البسق على المبتدع الدجال , تلقيبه بألقاب الحيوانات كالحمار و الكلب و الثور وغير ذلك ؟
جواب الشيخ : هو الأفضل المعاملة الحسنة , إلا أنه يبين ضلاله , ويقول بأن هذا لا يفهم , ما يخالف ! يعني كونه يقول أضل من حمار أهله مثلا أو يقول هذا ربما يجوز , لكن ربما يقال بأن العبارة التي تكون اجمل تكون أحسن وأليق بصاحب السنة .
٩- السائل : ما حكم من يوالي مبتدعا علما أن العلماء قد ردوا عليه , ويقول لايجوز أن نخرجه من السلفية , فهل يلحق هذا المنافح الموالي بهذا المبتدع ؟
جواب الشيخ : لا شك ! هكذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية , يقول أن الذي يدافع عن المبتدعين , ويناصرهم هذا يلحق بهم .
١٠- السائل : شيخنا يعني يفهم من كلامكم السابق يعني بأن الذي يلقب المبتدع بالكلب او الحمار وأنه أفضل يعني الكلب او الحمار أفضل من رؤوس بعض الخوارج يفهم من هذا بأن هذه العبارة صحيحة شيخنا ؟



جواب الشيخ : على كل حال إذا قال , إذا كانت بدعته شنيعة و قال هذا يعني حمار وهذا لا يفهم , او هذا كلب أو هذا - يعني - ربما يجوز في بعض الحالات الشديدة , لكن أقول , إن كون الإنسان يقول بعبارات أقرب وأجمل يكون أحسن من أن يقول هذا الكلام , لأنه يكون أليق بالسنة و حامل السنة .
١١- السائل : سائل يقول من طلبة العلم المبتدئين من يخطئ فطاحلة العلماء كالشيخ ابن باز و الشيخ الألباني و الشيخ ابن عثيمين - رحم الله الجميع - مدعيا بأنه خطأهم بأدلة و براهين فهمها هو و فهل يجوز له ذلك العمل , وما هي ظوابط تخطئة العلماء , ومن يكون له ذلك ؟
جواب الشيخ : من يكون هذا المسكين المبتدئ يقول أنه خطأ فطاحلة العلماء ؛ ابن عثيمين ,ابن باز والألباني , يقول أنه خطأهم بالدليل , هم عرفوا الدليل أكثر منه , وأحسن منه , وعلى كل حال نحن ما نقول أنهم معصومين من الخطأ , لكن لا يجوز لا ينبغي للمبتدئ أن يتطاول إلى هذا الأمر , إلى هذا الحد , بل عليه أن يتأدب مع العلماء , فيعرض قول هذا العالم على عالم آخر و ينظر فيه , أما كونه هو يخطئه فهذا لا ينبغي , هذا الصغير المبتدئ يخطأ هذا لا ينبغي ! بل إن كان يريد الحق فعليه أن يعرض كلامه هذا على بعض أهل العلم المعروفين المعترف بهم الذين يقال عنهم بأنهم أهل علم , ومعروفين بالعلم من زمن طويل , وبعد ذلك ينظر , ولابأس أن يعرضه على عالم آخر , هكذا أيضا , حتى ينظر في قول هذا الشيخ , و الحقيقة هم انفسهم ما ادعوا لأنفسهم العصمة , هم لم يدعوا لأنفسهم العصمة , أليس كذلك ؟
السائل : بلى شيخنا .
الشيخ : إذن , فنحن نقول بأنهم ليسوا معصومين من الخطأ , و لكن إذا كان خطأ في الاجتهاد , فهم معذورون فيه , ولا ينبغي لهذا الطالب الصغير أن يقول أنا أرد على فلان أوعلى فلان , فإن هذا تطاول لا يحق له , نعم .



١٢- السائل : شيخنا سائل يقول : هل يجوز رد السلام على المبتدع لأنه داخل في دائرة الإسلام , ولأن الرسول ج أمرنا برد السلام , فهل يدخل هذا المبتدع في هذا الحكم ؟
جواب الشيخ : المبتدع إذا كانت بدعته مفسقة , فيجوز رد السلام عليه , و يجوز استرداده منه , أما إذا كانت بدعته مكفرة مثلا بأن يكون يجيز الشرك الأكبر , ولا يراه مخرج من الملة , فهذا لا يجوز السلام عليه و لا كرامة ! و إذا رأى أن الهجر أفضل في حقه فهو يهجره ولو كان فاسقا , نعم .
١٣- السائل : جزاكم الله خيرا , هل يجوز التعامل تجاريا مع أهل البدع ؟
جواب الشيخ : التجارة ما مُنِعْنَا منها مع الكفار , فكيف نمنع منها مع أهل البدع ؟! ما منعنا منها مع الكفار !
السائل : جزاكم الله خيرا , شيخنا بالنسبة لأولئك الذين يتعاملون مع أهل البدع ..
تدخل الشيخ : أليس كذلك ؟
السائل : بلى شيخنا .
الشيخ : فإذن , فأقول مادام ما منعنا من التعامل مع الكفار , الذين هم اليهود و النصارى وغيرهم من جهات الكفار , فكذلك أهل البدع , نعم , إنما لو عامل أهل السنة يكون أفضل .
١٤- السائل : جزاكم الله خيرا , شيخنا بالنسبة لأولئك الذين يتعاملون مع أهل البدع تجاريا , هل يجوز لهم إلقاء السلام عليهم - يعني - بدأهم بالسلام ؟
جواب الشيخ : هذا قد قلته , قلت إن كانت البدعة مفسقة فيجوز له إلقاء السلام عليهم , و استرداد السلام منه , أما إذا كانت البدعة مكفرة فلا !
١٥- السائل : جزاكم الله خيرا , شيخنا سائل يقول : أقرضني بعض الذين انحرفوا عن المنهجي السلفي كتابا سلفيا , وذلك قبل أن ينحرف , فيصبح - هذا الذي أقرضني هذا الكتاب فيصبح - تكفيريا يطعن في العلماء , وفي مؤلف هذا الكتاب , فهل يجوز لي شيخنا إرجاع هذا الكتاب له , علما أنني أعلم علم اليقين أنه سيتلفه ؟
جواب الشيخ : مادام هو يعلم علم اليقين أنه سيتلفه , فعليه ألا يعيده إليه , ولو طلب منه قيمة له يعطيه .



١٦- السائل : جزاكم الله خيرا , شيخنا هل لا يدخل هذا في قول - عز وجل - : { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا } (النساء : ٥٨ ) ؟
جواب الشيخ : بس هذا - يعني - لايعتبر خان الأمانة , لكن ذاك اللي خان الأمانة ؛ الذي انحرف عن المنهج السلفي إلى المنهج المبتدع , ويخشى أنه يتلف هذا الكتاب .
١٧- السائل : جزاكم الله خيرا , السؤال التالي شيخنا يقول : كيف يمكن تعامل الشباب المبتدئ مع المبتدعة وأصحاب الأفكار الهدامة و العقائد الضالة ؟
جواب الشيخ : يجب عليه أن يحذر منهم , و من كلامهم ومما يكون في المنهج وحول المنهج , هو إذا أراد ان يتعامل معهم في البيع و الشراء أو في أمور أخرى لا يقبل منهم شيء في الدين , هكذا يجب , نعم .
١٨- السائل : جزاكم الله خيرا شيخنا , السؤال التالي يقول : إذا ترافقا رجلان إلى المسجد , ودخلا معا , وصليا معا , ثم بعض انقضاء الصلاة و خروجهم من المسجد تصافحا , فهل تعد هذه المصافحة بدعة ؟
جواب الشيخ : لا ! يعني إذا التقيا , كان أصحاب النبي ج يكونان في الطريق فإذا حالت بينهم شجرة و التقيا سلم بعضهم على بعض و السلام يدخل فيه المصافحة , فنقول هذا ؛ لا ! ما أراه يدخل في البدعة , نعم .
١٩- السائل : جزاكم الله خيرا , سائل يقول : هل يجوز الصفير على شخص بعيد قد لا يسمعك إلا هكذا -يعني - إلا بالصفير ؟
الشيخ : ما سمعت !
السائل : هل يجوز الصفير على شخص بعيد قد لا يسمعك إلا هكذا -يعني - إلا بالصفير ؟
الشيخ : هل يجوز إيش ؟
السائل : هل يجوز الصفير على شخص بعيد قد لا يسمعك إلا هكذا ؛ إلا بالصفير ؟
الشيخ : الصفير ؟!
السائل : الصفير , بالصاد .
الشيخ : ما عرفت كلامك يا أخي !



٢٠- السائل :لابأس شيخنا ننتقل إلى السؤال الآخر يقول : دعانا أخ لنا إلى بيته , فأخذ كل منا مجلسه , وكان المجلس مجلس دردشة و حوار , ثم أذن لصلاة الظهر , فذهبنا للصلاة , فهل إذا رجعنا إلى البيت , هل ينطبق علينا قوله ج : « إذا قام الرجل من مجلسه ثم رجع فهو أحق به » فهل ينطبق هذا الحديث علينا ؟
جواب الشيخ : هذا ما يلزم أنك لازم يعود كل واحد إلى مجلسه , مادام المجلس يسعكم جميعا , فكل واحد يجلس في مكان ما , وبدون مشاحة , هذا يكون في يوم الجمعة مثلا عندما يكون هناك زحام , وخرج رجل لحاجة , مثلا كأن يكون يتوضأ , ثم عاد إلى المسجد , فهو أحق بمجلسه , كذلك أيضا لو كان في مجلس آخر , نعم .
٢١- السائل : جزاكم الله خيرا , السؤال التالي يقول : ما حكم سمسرة المنازل المفروشة ؟
الشيخ : يعني أن يكون دليلا ..- يعني -..
السائل : أن يكون دليلا على بيعها أو ..
الشيخ : على بيعها او إجارها , كذا ولا , لا ؟
السائل : نعم شيخنا.
جواب الشيخ : ما في شيء .
٢٢- السائل : جزاك الله خيرا , السؤال التالي يقول : أذن مؤذن لإعلام دخول صلاة المغرب , وكان هذا في رمضان , فأفطر الناس بسماعهم المؤذن , ثم عُلِِمَ بعد ذلك أن ذلك المؤذن قد سبق غيره بخمس دئائق , فما حكم إفطارنا و هل علينا قضاء ؟
جواب الشيخ : إذا عُلِمَ أنهم قد أفطروا قبل المغرب , فعليهم القضاء , مادام سبع دقائق فلا بد أن يكون قبل المغرب , أقول الآن قضى مضى للأذان حولي ما يقارب ربع ساعة , فنعتذر .
٢٣- السائل : جزاكم الله خيرا شيخنا , سؤال أخير شيخنا , ماحكم بيع شيء أغلب الظن فيه أنه سيستعمل في الحرام , كبيع المذياع و المسجل و الهاتف النقال ؟
جواب الشيخ : مادام هناك فيه جهة حلال و جهة حرام , وأنت بعته على أن الذي يستعمله يستعمله في الجهة الحلال , ويترك الحرام , هذا ما في شيء إن شاء الله .



٢٤- السائل : سؤال واحد فقط شيخنا , يقول السائل أعمل عملا يحتم علي ترك و حضور أخرى , وتتعذر علي الصلاة في وقتها لكوني مسؤول عن تشغيل مكنة أو آلة لا يمكنني إيقافها , فهل يعتبر عملي هذا عذرا لي في ترك هذه الصلوات ؟
جواب الشيخ : لا يجوز لك أن تترك الصلاة لأي أمر كان , ولا طاعة لأي أحد كان , ولكن يجب عليك أنك تتطالب بمن يكون معك بحيث أنك إذا حانت الصلاة تترك هذه الآلة و تذهب تصلي .
٢٥- السائل : شيخنا سؤال قريب من هذا السؤال يقول رجل تحتم عليه ظروف العمل ترك صلاة الظهر و المغرب و العشاء مع الجماعة , فيؤديها منفردا فما حكم ذلك ؟
جواب الشيخ : كونه يؤديها منفردا في وقتها , هذا أخف , وإن ترك هذا العمل فسيعيشه الله من غيره , هذا أخف كونه إذا أداها في وقتها منفردا , لكن المصيبة الذي تضيع عليه الصلاة في وقتها بالكلية ؛ هذه المصيبة أعظم , والمشكلة كون الإنسان يشتغل مع الكفار مثلا أو مع أناس ليس وازع ديني , نعم .
٢٦- السائل : جزاكم الله خيرا , شيخنا سائل يقول شاع بين الإخوة أن من السنة تقديم الأكابر في الطعام و المشي و الكلام مستدلين بقوله عليه الصلاة و السلام « أمرني جبريل أن أقدم الأكابر » و قوله صلى الله عليه وآله وسلم « كبر الكبر في السن » فهل هذا صحيح ؟



جواب الشيخ : الكبر في السن له حقه ,« والنبي ج لما جاء عبد الرحمن بن سهل و أبناء عمه حويصة و محيصية و أراد أن يتكلم لكونه أخا المقتول , فقال له النبي ج كَبِّر ,كبِّر » (١) (https://ketabonline.com/ar/books/54942/read?part=1&page=17&index=2141461#foot-1-16-0) ؛ فهذا دليل على أن المسلم ينبغي له ان يكبر , وأن يقدم الأكبر في مثل هذه الأمور إلا في أمور تخصه .
٢٧- السائل : جزاكم الله خيرا , السؤال التالي يقول شيخنا , هل الأذكار التي تقال بعد الوضوء تشرع أيضا في التيمم ؟
جواب الشيخ : الذكر بعد الوضوء الشهادتين , و في « اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين » فيه نظر هذا , على أن الألباني حسنه ؛ حسن هذه الزيادة , وبعضهم يضعفها , ثم بعد ذلك إذا أتى بالشهادتين يكفي و الحمد لله , أما بعد ..التيمم فلا أعرف , لا أعرف فيه شيء , بس البسملة في أوله , وهذا لم يرد فيه شيء , التيمم لم يرد بعده شيء يخصه مثل الوضوء , طيب أستودعكم الله .
(١) يشير الشيخ رحمه الله تعالى - إلى الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه باب إكرام الكبير ويبدأ الأكبر رقم ٥٦٧٧ عن عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ مَوْلَى الْأَنْصَارِ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَسَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةَ بْنَ مَسْعُودٍ أَتَيَا خَيْبَرَ فَتَفَرَّقَا فِي النَّخْلِ فَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ وَحُوَيِّصَةُ وَمُحَيِّصَةُ ابْنَا مَسْعُودٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَكَلَّمُوا فِي أَمْرِ صَاحِبِهِمْ فَبَدَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَكَانَ أَصْغَرَ الْقَوْمِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَبِّرْ الْكُبْرَ قَالَ يَحْيَى يَعْنِي لِيَلِيَ الْكَلَامَ الْأَكْبَرُ فَتَكَلَّمُوا فِي أَمْرِ صَاحِبِهِمْ ... الحديث , ورواه مسلم - أيضا - باب القسامة , وغيرهما .



السائل : جزاكم الله خيرا شيخنا , وأحسن الله إليكم , والسلام عليكم ورحمة الله .
- انتهى -
فرغ هذه المادة : أبو المهدي إسماعيل بن العربي العلوي