المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من كان يظن أنه سيأتي على الناس زمان يُدعى فيه إلى المساواة بين المسلم وغيره/فضيلة الشيخ محمد بن هادي



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
16-Jul-2010, 03:09 PM
وهي من كلمة بعنوان
علو الهمة في الدعوة إلى الله
لفضيلة الشيخ الدكتور
محمد بن هادي المدخلي
-حفظه الله تعالى-
يوم الأربعاء 02/08/1431هـ





من كان يظن أنه سيأتي على الناس زمان يُدعى فيه إلى المساواة بين المسلم وغيره، وها نحن اليوم نسمع أنه لا فرق بين المسلم وغيره ويستدل بعض هؤلاء الذين انحرفوا بقول الله تبارك وتعالى: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" وقول الله تعالى: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" وهكذا.
وينسى أول الآية: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"
وينسى الآيات الكثيرة في هذا الباب والأحاديث الكثيرة في هذا الباب ومن أشهر ما في هذا: "لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ..."الآية.
ويتناسون قول الله –تبارك وتعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ".
وقوله تبارك وتعالى: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ..".
وينسى قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأَمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ) ‏.
بل أعجب من ذلك لا تقول (يهودي) ولا (نصراني) ولا تقول حتى (كافر) ولا يمكن أن تقول أن اليهود كفار والنصارى كفار ! ماذا نقول؟ نقول: الآخر، هم أنفسهم يطلقون على أنفسهم هذا الاسم وأنت لا تريدنا أن نطلقه (يهود ونصارى) .
"قَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ" اليهود قالت هذا القول، والله –جل وعلا- من أول كتابه إلى آخره لا يسميهم إلا بهذا الاسم، وحكم عليهم بالكفر.
"لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ " هؤلاء النصارى.
قال -جل وعلا- عنهم وعن اليهود: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ"
" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ..."الآية.
وهكذا...
من كان يظن أنه سيأتي على الناس زمان تصك مسامعهم بمثل هذا الكلام، ويقال إن هذا العصر عصر التنور، وعصر التطور، وعصر لقاء الحضارات والثقافات ونحو ذلك.
وما المقصود من ذلك إلا محو الركن الركين في قلوب المؤمنين ألا وهو (الولاء والبراء).
-الولاء لأولياء الله المؤمنين به وبرسوله –صلى الله عليه وسلم-.
-والبراء من أعداء الله ورسوله الذين كفروا بالله ورسوله.
فمثل هؤلاء غروا الناس وما ذلك إلا لكثرة ظهورهم عليهم في الشاشات والقنوات وفي الفضائيات، فأصبح الناس لا يرى إلا هؤلاء وظنوهم علماء فعظمت بهم الفتنة والبلية.
فهؤلاء هم الذين يصدق عليهم وعلى أمثالهم قول النبي –صلى الله عليه وسلم-:
‏"إن الله لا يقبض العلم ‏ ‏انتزاعا ‏ ‏ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم ‏ ‏بقبض ‏ ‏العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا "اهـ‏



http://stashbox.org/931085/tahmil.jpg (http://www.box.net/shared/o7cqcqkt9e)http://stashbox.org/931086/faghar.jpghttp://stashbox.org/931084/istma.jpg (http://www.box.net/shared/o7cqcqkt9e)
<!-- / message --><!-- edit note -->
<hr style="background-color: rgb(255, 255, 255); color: rgb(255, 255, 255);" size="1">