المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا أتبع الحق وأجتهد ولا أتقيد بمذهب .. حقٌ بشرطه! ولكن ربما أعجبته نفسه وأحب الظهور! فيعاقب! للذهبي



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
07-Aug-2010, 08:00 PM
" أنا أتبع الحق، وأجتهد، ولا أتقيد بمذهب ... حقٌ بشرطه "

ولكن ربما أعجبته نفسه، وأحب الظهور، فيعاقب ويدخل عليه الداخل من نفسه !!

فتنبَّه لهذا الداء العضال الخفيّ

أيها الأخ المفضال السلفيّ


وقال الإمام الذهبي -رحمه الله- في "سير أعلام النبلاء" (18 / 191) في ترجمة ابن حزم -رحمه الله-معلقا في على قوله : " أنا أتبع الحق، وأجتهد، ولا أتقيد بمذهب "

قال : " نعم، من بلغ رتبة الاجتهاد، وشهد له بذلك عدة من الأئمة، لم يسغ له أن يقلد .

كما أن الفقيه المبتدئ والعامي الذي يحفظ القرآن أو كثيرا منه لا يسوغ له الاجتهاد أبدا، فكيف يجتهد، وما الذي يقول ؟ وعلام يبني ؟

وكيف يطير ولما يريش ؟!

والقسم الثالث: الفقيه المنتهي اليقظ الفهم المحدث، الذي قد حفظ مختصرا في الفروع، وكتابا في قواعد الأصول، وقرأ النحو، وشارك في الفضائل مع حفظه لكتاب الله وتشاغله بتفسيره وقوة مناظرته، فهذه رتبة من بلغ الاجتهاد المقيد، وتأهل للنظر في دلائل الأئمة، فمتى وضح له الحق في مسألة، وثبت فيها النص، وعمل بها أحد الأئمة الأعلام كأبي حنيفة مثلا، أو كمالك، أو الثوري، أو الأوزاعي، أو الشافعي، وأبي عبيد، وأحمد، وإسحاق، فليتبع فيها الحق ولا يسلك الرخص، وليتورع، ولا يسعه فيها بعد قيام الحجة عليه تقليد، فإن خاف ممن يشغب عليه من الفقهاء فليتكتم بها ولا يتراءى بفعلها، فربما أعجبته نفسه، وأحب الظهور، فيعاقب!

ويدخل عليه الداخل من نفسه، فكم من رجل نطق بالحق، وأمر بالمعروف، فيسلط الله عليه من يؤذيه لسوء قصده، وحبه للرئاسة الدينية، فهذا داء خفي سار في نفوس الفقهاء، كما أنه داء سار في نفوس المنفقين من الأغنياء وأرباب الوقوف والترب المزخرفة، وهو داء خفي يسري في نفوس الجند والأمراء والمجاهدين، فتراهم يلتقون العدو، ويصطدم الجمعان وفي نفوس المجاهدين مخبآت وكمائن من الاختيال وإظهار الشجاعة ليقال ! ،والعجب ، ولبس القراقل المذهبة، والخوذ المزخرفة، والعُدَد المحلاة على نفوس متكبرة !!، وفرسان متجبرة، وينضاف إلى ذلك إخلال بالصلاة !! ، وظلم للرعية ،وشرب للمسكر، فأنى يُنْصَرُون ؟! وكيف لا يُخْذَلُون ؟!

اللهم: فانصر دينك، ووَفِّق عبادك.

فمن طلب العلم للعمل كسره العلم، وبكى على نفسه، ومن طلب العلم للمدارس والإفتاء والفخر والرياء، تحامق، واختال، وازدرى الناس، وأهلكه العُجْبُ، ومَقَتَتْهُ الأنفس ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دسَّاها ) [ الشمس: 9 و 10 ] أي : دسَّسَها بالفجور والمعصية " انتهـى كلامه البديع ونصحه الرائق جزاه الله خيرا .

أسأل الله أن ينفعنا بما نقرأ ونكتب وننقل إنه سميع مجيب جلّ في علاه آمين