المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلمة في بيان حال سيد قطب لفضيلة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
28-Aug-2010, 01:18 AM
بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





أما بعـــد:



فالكل يعلم أن سبب عقد هذه الجلسة مع الهولنديين خاصة، ما بلغنا أنهم مختلفون في التحذير من سيد بن قطب المصري، الذي يدعونه مفكرًا إسلاميًا، ولهذا فقد جعلت موضوع الحديث محصورًا فيه، ضمن النقاط الآتية:

النقطة الأولى: الرجل ضال مضل، لا يعرف من الإسلام ما يسوغ له الحديث عن الإسلام، ومن خبر كتبه لا سيما التفسير، والتصوير الفني، ومعالم في الطريق، الذي يظهر بجلاء أن الرجل حامل لواء التكفير في هذا العصر.

بل من تتلمذ على هذه الكتب وغيرها مما ألفه الرجل، لا يعرف إلا الخروج والفوضوية والغوغائية، وما يسمى في هذا العصر بالإرهاب، وهذا معلوم لدى عوام أهل السنة فضلًا عن خواصهم، كما أنه معلوم حتى عند الكفار، فهم يعلمون أن الرجل كما يسمونه إرهابي، بل يرونه أس الإرهاب.

النقطة الثانية: ليس الشيخ ربيع-حفظه الله، وبارك الله له في عمره وعلمه وعمله- هو بدعًا من المتكلمين في سيد قطب، بما أظهر من مخازي الرجل وضلالاته وانحرافه، بل سبقه إلى ذلك من عندنا-من المملكة العربية السعودية-حرسها الله-وسائر بلاد الإسلام من كل مكروه، الشيخ عبد الله بن أحمد الدويش-رحمه الله-، فقد أحصى عليه في التفسير المسمى-في ظلال القرآن-إحدى وثمانين ومائة خطيئة، فيها القول بوحدة الوجود، وتعطيل الصفات وغير ذلك، ثم كذلك تكلم فيه محمود بن شاكر-رحمه الله-، ورد عليه ما ركبه من سوء الأدب مع أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-، ومع ذلك لجلج الرجل.

ولا أكتمكم سرًا: فإن من كَفَّر سيدًا بن قطب أمامي لا أثرب عليه ولا أنكر عليه، وأنا أميل إلى هذا وإن لم أجرأ عليه حتى الساعة، وبلغني بالإسناد المتصل عن الشيخ محمد بن عثيمين-رحمه الله تعالى-لَمَّا عرضت عليه بعض ضلالات سيد قطب قال: (لولا الورع لقلنا بكفره).

وأنا ما أحب أن أصدع عن الشيخ محمد ولا على غيره من أئمتنا الذين لم يصدعوا بتكفيره، لكنِّي لا أتورع أن أقول: ضال مضل منحرف عن جادة الهدى وسبيل المؤمنين.

وأقول أيضًا: إن عوام المسلمين والله عندنا خير منه، لأنهم يوقرون الأنبياء ويوقرون الصحابة ويحترمون الكل، وسيد قطب قد وقع في موسى-صلى الله عليه وسلم-، ووقع في آدم وهذا مما علم تحريمه من الدين بالضرورة، ولهذا أؤكد لكم أني لا أنكر على من كفَّره.

النقطة الثالثة: لا يبجل ابن قطب هذا ويثني عليه ويرفعه إلى مصاف أئمة الهدى والمجتهدين إلا ثلاثة-ثلاثة أصناف من الناس-:

أحدهم: مغفل ليس عنده فرقان ويقول ما قاله الناس، ولا يدري شيئًا عمَّا يجري بسبب أتباع سيد قطب من التكفير وغير ذلك من الانحرافات.

والثاني: عالم فاضل، لكنه ابتلي ببطانة سوء حجبوا عنه شيئين، أظن فيه لو أن أحدهما بلغه لم يصف سيد قطب بأنه مجتهد فضلًا بأن يصفه، لم يصفه بأنه عالم ولا مجتهد ولا إمام:

الشيء الأول: أنهم حجبوا عنه أقوال إخوانه أهل السنة وما ردوا به من الردود العلمية المبنية على الأدلة عنهم، وهكذا بطانة السوء في كل مكان وزمان.

الشيء الثاني: أنهم قصروا عرضهم عن سيد قطب أمورًا يشترك فيها عوام الناس مثل التعدد وغيره، ولهذا يعجبهم أقواله في هذا، هذا عوام المسلمين يدركون فضلًا عن أهل العلم.

الثالث: صاحب الهوى الجاد في حرفه المسلمين عن جادة الهدى وسبيل المؤمنين إلى الضلال، وهؤلاء كثر، وعندكم في هولندا أحمد سلَّام ويجوب عندكم وفي غير قطركم عدنان عرعور، فهؤلاء من أجلد الناس في المنافحة عن منهج ابن قطب، وقد رد أخونا أبو النور الكردي محمد بن حسن وأنا قدمت لرده، ولعل هذا بلغكم.

النقطة الرابعة: يعلم من هذا أن الأصل الحذر من الرجل والتحذير منه، ولكن يجب أن يكون بأسلوب علمي، أسلوب علمي المنصف يقبله، وغير المنصف صاحب الهوى لا حيلة لنا به.

النقطة الخامس: بعض الناس يهول المسألة، ويقولون: في التحذير من سيد قطب مفاسد، نقول: كذبتم ما هو صحيح، الخوارج القدامى أهل النهروان لو كانوا موجودين يقولون في مفاسد في التحذير منَّا كذا، مفاسد في الرد، وهكذا أهل البدع يقولون في الردود العلمية مفاسد، هذا ليس بصحيح انظروا في القرآن، انظروا في سنة محمد-صلى الله عليه وسلم-، تجدونهما مليئين بالرد بالتحذير.

فالنبي-صلى الله عليه وسلم-حَذَّرَ من الفرق الهالكة، في حديث الافتراق الصحيح بمجموع طرقه، (وستفترق هذه الأمة على ثلاثٍ وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟، قال: الجماعة)، فَسَّرَهَا ابن مسعود-رضي الله عنه-في قوله: (الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك فإنك حينئذ الجماعة)، وقال ابن المبارك وغيره: (أبو حمزة السكري هو الجماعة).

وحذر الرسول-صلى الله عليه وسلم-من الدجال، وحذر من القدرية في أحاديث يشد بعضها بعضًا وسماها مجوس هذه الأمة، فلماذا إذًا نخشى التحذير من سيد قطب؟، لكن كما قلت لكم بالأسلوب العلمي هذا هو الأصل.

نعم إذا كان في مجلسك هنا ننبه إلى أمرين فيهما مجال الاجتهاد:

الأمر الأول: أنه إذا جاءكم حديث عهد بالإسلام، فأنتم اغرسوا فيه السنة وإخلاص التعبد لله-عز وجل-، ومحبة النبي-صلى الله عليه وسلم-وجميع الأنبياء، ومحبة الصحابة وعلى رأسهم العشرة المبشرون بالجنة بينوا هذا، فإذا تعمق فيه هذا وسألكم عن سيد قطب وغيره فحذروا ولا تخافوا لأنكم قد أحسنتم قيادته.

وهذا نادر، أقول: هذا نادر الكفار يعرفون سيد قطب أنه أساس الإرهاب، ويخشون تلامذته ويراقبونهم ويشددون الرقابة عليهم، هذا معلوم.

الأمر الثاني: إذا كان بعضكم لا يرى التحذير وبعضكم يراه لأمرٍ يعني: بعضكم لا يراه، بشيء يعني: يرى أنه يؤخره وبعضكم يراه، فأرجوا أن لا تختلفوا على بعضكم، فمن حذر منه لا يواجهه الآخر بالتشديد عليه وكيف تحذر، فله سلف من إخوانه العلماء وطلاب العلم.

ومن أخذ يبين السنة ويقررها، ويحذر من البدعة ويحذر من المبتدعة، ويحذر من التكفير، ولم يتكلم على سيد قطب فلا تشنعوا عليه، لكن هذا يجب عليه أن لا يجعل ديدنًا له، شيء وقتي لمصلحة لعله يريد أن يلين بعض المخالفين وبعض المولعين بسيد قطب ممن خدعوا وغرر بهم، فهو لا يشنع عليكم وأنتم لا تشنعون عليه.

نصيحتي لكم: أن تجتمعوا على بيان السنة من الكتاب والسنة، وعلى فهم السلف الصالح، وأن تجتمعوا على التحذير من أهل الأهواء، وأن تجتمعوا على التحذير من البدع والمحدثات عامة، وعلى التحذير من التكفير وبيان مساوئه.

وإذا حدثت فوضى على بعض من أنتم جيران لهم من الكفار، من بعض المنتسبين للإسلام وهم مهوسون خوارج أدعوكم إلى أن تسارعوا إلى البراءة من هذه الحادثة، بما لديكم من خطب ومن دروس ووسائل إعلام إن تمكنتم، حتى يعلم المنصفون من جيرانكم من غير المسلمين أن المسلمين برءآء من هذه الفوضويات والغوغائيات والهمجيات، وأنها من صنع الخوارج وليس من عمل أهل السنة.

هذا ما عندي من التنبيه الذي هو سبب انعقاد هذه الجلسة، وأظنكم فهمتموه ووعيتموه.



وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





تم بحمد الله.....





بتصرف يسير......





قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد





الجمعة الموافق: 17/رمضان/1431 للهجرة النبوية الشريفة
لتحميل وقراءة الملف منسق:
هنا بارك الله فيكم (http://www.box.net/shared/5nr1jal041)

تنبيه: وهذه الكلمة كانت في جلسة خاصة مع الأخوة الهولنديين.