المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (الرد على من يطلق لفظ المتشدد على المشايخ السلفيين) لفضيلة الشيخ عبد الله البخاري حفظه الله



أبو الوليد خالد الصبحي
30-Aug-2010, 08:28 PM
مقطع صوتي


http://img836.imageshack.us/img836/8128/mutashadid.png

لفضيلة الشيخ
http://stashbox.org/951209/bukhari1.png
حفظه الله تعالى ورعاه، وثبته على الإسلام والسنة، وجزاه عنا خير الجزاء


* * *


هذا سائل يقول: يطلق بعضهم لفظ (المتشدد) على المشايخ.



يا إخوتاه، الله جل وعلا يقول في كتاب: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}، والإنسان يجب أن يتقي الله جل وعلا فيما يتلفظ به، لفظ (متشدد)... هذه المسألة، وهذه الكلمة، وهذه الفرية، قد أجبت عنها في أحد الدروس في درسنا على (النخبة) من سبعة أوجه، وبينت انحراف هذه الكلمة عن السنة والجادة، وهذا من عدم الأدب أن يجلس الطالب في حلق الشيخ أو حلقة الشيخ، بدل أن يستفيد من علمه والسنة التي ينصرها ويأخذ منه يقيم الشيخ، ويجرحه ويعدله. هذه الكلمة -بارك الله فيكم- ما المراد منها؟ الذي يقول هذه الكلمة ماذا أراد؟ هل أراد نصرة الحق بها؟ لو قلت لهذا الشخص: هل أنت تريد نصرة الحق؟ لو قال لك: نعم، تضرب بين عينيه تقول له: كذبت! ما هكذا ينصر الحق أصلا؛ لأن هذه الكلمة لها مدلول، أولاً: من أين لك هذا التقسيم؟ هذا متشدد... والآخرون ماذا؟ إما أن نقول: متساهلون، أو أن نقول كما يقول بعضهم: متعقلون أو معتدلون في ظنهم، وهذه قسمة ضيزة؛ فعلى أي أساس حكمت بأن فلانا متشدد وفلانا غير متشدد –وهذا السؤال الثاني-؟ من أنبأك هذا؟ لا تقل لي: السلف كان عند أهل الجرح والتعديل أن العلماء منهم متشدد، ومنهم المعتدل، ومنهم المتساهل، فلست أنت على طريقة أهل الحديث في هذا التقسيم أصلا؛ لأن هذه الكلمة -كما قلت- لها مدلول عند أهل الحديث، هل عندما يقولون: فلان متشدد يريدون تنفير الناس منه وتحذيرهم عنهم؟ هل يريدون هذا لما قالوا في شعبة أمير المؤمنين: هذا متشدد، هل أرادوا التنفير عنه وعدم حكاية قوله وعدم الأخذ عنه والتلقي عنه؟ ما أرادوا هذا، بل إذا وثق رجلا عض عليه بناجذيك، وما زال العلماء يحملون عنه ويطلبون العلم عنده، لكن هؤلاء عندما يطلقون هذه اللفظة ماذا يريدون؟ التنفير والتحذير، بل يجعلون الطلبة المساكين يتعاملون مع هؤلاء الأشياخ -كما يقال- بالفصل الشعوري، يجلس عند الشيخ ليأخذ ويتعلم ويدرس، وفي المقابل هو في نفسه حاجز لا يقبل منه ما يتعلق بمسائل غير الدرس، فصلوه شعوريا حزبية جديدة مغلفة، قالوا قديما في مشايخ أهل السنة: عملاء، فما استجابت الناس، قالوا: مداهنين، يداهنون الحكام، فما استجابت الناس، قالوا: جواسيس، قالوا...، قالوا...، قالوا...، ما مشت، وما زال أهل السنة وطلاب الحق يتواردون على أهل العلم، فجاءت هذه الفرية الجديدة المغلفة بغلاف أهل الحديث ووالله لم تدخل من نافذة أهل الحديث فضلا عن بابهم، وقائلها لا يعرفه أصول أهل الحديث؛ لأن هذا القول -التقسيم الثلاثي- كله يدور تحت دائرة (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل)، أما هؤلاء يعطلون الناس عن الأخذ وعن التلقي، وهي سبة مغلفة لهؤلاء الأشياخ، ولو سألت: على أي أساس حكمت بأن فلانا متشدد؟ ما استطاع أن يجيب، ولو قلت: في أي باب تشدد؟ في الكلام على الناس؟ طيب تعال: كلامه على الناس قائم بعلم وعدل أم بجهل وهوى؟ إن كان بعلم وعدل فهل أصاب أو لم يصب؟ فإن أصاب فأين التشدد؟ إذاً هو الحق، وإن أخطأ فكم الذين أخطأ فيهم؟ إذا قلنا: تكلم في عشرين، وأصاب في خمسة عشر، واختلف معه في اثنين، وأخطأ في ثلاثة، هل يكون متشددا؟ من أين هذه المقاييس؟ ولذلك إذا جئت إلى قائل هذا القول بالقلم والورق وقلت: سمّ لنا وجه التشدد، ومن الذين تشدد فيهم، ما استطاع أن يجيبك أبدا؛ لأن ميدان العلم وميدان التحقيق ليس هذا بابته.


فيا إخوتاه، احترزوا ممن يقسم هذا التقسيم، ويضرب من طرف خفي بحجة الحفاظ على ساحة الدعوة، الدعوة مصانة ومحفوظة بحفظ الله جل وعز لها {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، والسنة محفوظة، فمن اعتصم بالكتاب والسنة وفهم السلف فهو مهدي، قال الله جل وعلاك {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}، وقال جل وعلا: {وإن تطيعوه تهتدوا}، فاحذروا يا إخوتاه من مثل هذه الكلمات، فالحفاظ على الدعوة مطلوب لكنها محفوظة، ودخلوا من مثل هذه الألفاظ، قالوا: متشدد فلما سقط في أيديهم قالوا: عنده غلو، الغلو في الطرفين؛ فكما أن هناك من الغلو غلوا في باب الإفراط، فهناك غلو في باب التفريط، قد مرت فرق تنتسب إلى السنة في وقت مضى من الغلاة، وهم -كما يقال- فرقة قديمة حديثة، وقديمة متجددة، صارت تنحل نحلة الغلو -والعياذ بالله-، وتخرج عن السنة بجميع المقاييس مقاييس علماء أهل السنة؛ يتركون الصلاة على جنائز المسلمين الموتى بحجة أننا لا ندري الذي مات على السنة من الذي مات على البدعة، إلى غير ذلك من الأصول الفاسدة التي بنوا عليها مسلكهم وفرقتهم الفاسدة، فهذا غلو في جانب الإفراط، وجاءتنا فرقة أخرى عندها غلو في جانب التفريطـ، إذابة لثوابت أهل السنة في معاملة أهل الأهواء والبدع وغير ذلك، وارتماء لأحضان المخالفين وخروج عن السنة، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم، أسعد الناس بالحق أهل السنة والجماعة بحق وصدق، من التزم هدي السلف ولزمه بعلم وعدل. ومن الأشياء العجيبة في هذا أن كثيرا ممن يتكلم في هذا الباب لا يحسن معرفة الصحيح من السقيم من ذلك، وأورد الناس الموارد، وشوش عليهم ولبس، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله حسيبه. اهـ بتصرف يسير





* * *

http://stashbox.org/933260/download.gifhttp://stashbox.org/952279/faghar.pnghttp://stashbox.org/933262/listen.gif

لتحميل المادة انقر بزر الماوس اليمين على صورة (للتحميل) واختر (حفظ باسم ...) من القائمة


http://img26.imageshack.us/img26/7484/assahab.png