المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (دراسة حول كتاب المحدث الفاصل للرامهرمزي) لفضيلة الشيخ سعد بن فتحي الزعتري حفظه الله



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
04-Sep-2010, 10:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله-صلى الله عليه وعلى آله و وأصحابه، ومن اهتدى بهداه واستن بسنته إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً-.



(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).



(آل عمران/102)





(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)(النساء/1).





(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)(الأحزاب/71).



ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد-صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النّار.




أما بعــــد:



فهذا بحث يحتوي على دراسة مختصرة لكتاب: (المحدث الفاصل بين الراوي والواعي) للرامهرمزي، نذكر فيه مقدمة عن المؤلف، ثم نبيِّن منهج الرامهرمزي في كتابه، وطريقة ترتيبه للموضوعات، ثم نذكر قيمة الكتاب العلمية، والكتب التي دارت حول هذا الكتاب.

ونسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.





وكتب:



سعد بن فتحي الزعتري



غفر الله له ولوالديه





ترجمة المؤلف:



اسمه ونسبه: هو الإمام الحافظ البارع أبو محمد الحسن ابن عبد الرحمن بن خلاّد الرامهرمزي.

ولادته ووفاته: كان مولده في نحو سنة مائتين وخمسة وستون(265هـ)، وتوفى سنة(360هـ).




شيوخه وتلاميذه:



من أشهر شيوخه: أبوه: عبد الرحمن ابن خلاّد الرامهرمزي ، وأبو حصين محمد ابن الحسين الوادعي، وأبو جعفر محمد ابن عبد الله الحضرمي، وأبو يعلى الموصلي.

وروى عنه: أبو الحسين محمد بن أحمد الصيداوي، والحسن بن ليث الشيرازي، وأبو بكر محمد بن موسى بن مردويه.



من مؤلفاته:

1-المحدث الفاصل بين الراوي والواعي.
2-العلل في مختــار الأخبـــار.
3-أدب الناطق. 4- الشيب والشباب.
5-أمثال النبي-صلى الله عليه وسلم-.




ثناء العلماء عليه:



قال الذهبي: (الرامهرمزي الإمام الحافظ محدث العجم، كتب وجمع وصنف وساير أصحاب الحديث، وكان من الأثبات، إخباريًا، شاعرًا).

قال السمعاني: (كان فاضلًا، مُكثرًا من الحديث).

قال الثعالبي: (الحسن بن عبد الرحمن ابن خلاّد، من أنياب الكلام، وفرسان الأدب، وأعيان الفضل، وأفراد الدهر...الخ )[1] (http://sahab.net/forums/#_ftn1).



منهجه في كتابه:



1- ذكر المؤلف مقدمة للكتاب، فبيَّن فيها مكانة الحديث وأهله، وأنهم حفظوا على الأمّة دينها، وبيّنوا صحيح الأخبار من ضعيفها، ثم حضّ طلاب الحديث على التّمسك بالسُّنَّة الطاهرة، وفهم معانيها، ثم أعقبه بأوصاف الطالب، وفضل الناقل لسنة الرسول-صلى الله عليه وسلم-، وآداب الطالب.

قال ابن خلاّد: (وقد شرّف الله الحديث وفضّل أهله، وأعلى منزلته، وحُكمه على كل نِحْله، ورفع من ذكر من حمله وعني فيه...إلى أن قال: فتمسّكوا-جبركم الله-بحديث نبيِّكم-صلى الله عليه وسلم-وتبيّنوا معانيه، وتفقّهوا به...الخ )[2] (http://sahab.net/forums/#_ftn2).

2- ثم انتقل-رحمه الله-إلى القول في الإسناد، العالي والنازل، والقول في فضل من جمع بين الرواية والدراية، وذكر فيه أسماء رواة قد يهم فيها كثير من أهل العلم.



من أمثلة ذلك قوله:



- المعروفين بأجدادهم المنسوبين إليهم دون آبائهم.
- المنتسبين إلى أمهــاتهم
- المُتّفقة كُناهم وعصورهم.
3- ثم تكلم في صفة المُحدِّث، والحدّ الذي إذا بلغه يحدِّث فيه، والسِّن التي يبلغها فيترك الحديث فيها.
قال الثوري لابن عيينة: (مالَك لا تحدِّث؟، فقال: أما وأنت حيٌّ فلا)[3] (http://sahab.net/forums/#_ftn3).

4- ثم عقد بابًا لكتابة الحديث، ذكر فيه من أباح الكتابة ومن كرهها، وانتهى إلى زوال أسباب منع الكتابة وكراهتها، وذكر ضرورة الاعتماد عليها في حفظ الحديث وضبطه.

- (ذكر ابن خلاّد إسناده إلى أبي سعيد الخدري قال: جهدنا بالنبي-صلى الله عليه وسلم-أن يأذن لنا في الكتاب فأبى).

- (وكان ابن سيرين لا يرى بكتابة الحديث بأسًا، فإذا حفظه محاه).

- (وكان الأعمش يسمع عن أبي إسحاق، ثم يجيء فيكتبه في منزله)[4] (http://sahab.net/forums/#_ftn4).

5- ثم انتقل ابن خلاّد إلى بيان من يُروى عنه الحديث، وقول العلماء في هذا تحت عنوان-القول فيمن يستحق الأخذ عنه-، ثم ذكر من تجوّز في الأخذ، وتكلّم في طرق التّحمل وبيّن رأي العلماء فيها.

6- وبعد هذا تكلّم في صيغ أداء الحديث، وفصّل ذلك تحت عناوين منها:

من قال: سمعت، من قال: حدّثنا فلان أن فلاناً حدّثه.
من قال: أنبـأني فـلان عـن فلان
من قال: فلانٌ حدّثنا، فعـدم الاسم.
من قال: قال لي فلان: أخبرني فلان.

7- ثم تكلم عن تقويم اللحن بإصلاح الخطأ، وعن الرواية باللفظ والمعنى، وبيّن موقف العلماء والمحدِّثين من ذلك، وانتهى إلى الكلام في التّقديم والتّأخير، وما يتبع الكتابة من معارضة ومذاكرة.
قال الحسن البصري: (لا بأس بالحديث أن تقدِّم أو تؤخِّر إذا أصيب المعنى)[5] (http://sahab.net/forums/#_ftn5).

8- عقد بحثًا في الإبانة عن ضعف المُحدِّث، ذكر فيه رأي العلماء في هذا، وإجماعهم على بيان أحوال الرواة الضعفاء.

9- وبعد ذلك تكلم عن الإملاء والاستملاء، وعن عقد المجالس في المساجد، وسرد الحديث وانتخابه والتلقين، ونقل السماع من الكتب، ونقل السماع من الحفظ، وعن وضع الدائرة بين الحديثين، وعن الحل والضرب، والتخريج على الحواشي، وشطب الحرف المكرر، والنقط والتشكيل.

10- وختم كتابه ببحث جيد حول التبويب في التصنيف، والجمع بين الرواة، وذكر المصنفين الأوائل في معظم الأمصار الإسلامية.



طريقة ترتيبه:



1- بما أن موضوع الكتاب يتحدث عن رواية الحديث وبيان كيفيتها، فقد ربط المؤلف هذا بمقدمة بيَّن فيها رفعة شأن الحديث ومكانته، وأنه من أهم العلوم، وكذلك بيَّن مكانة أصحاب هذا الفن، وأنهم هم الذين يذبُّون عن السُّنّة ويحمونها من التحريف وكل ما يشوبها.

2- ثم ناسب قبل أن يتكلم عن كتابة الحديث، أن يُنوِّه على أن من جَمَعَ الأحاديث وكتبها وهو على علمٍ بالرواية وعلى علمٍ بالدراية، كان أفضل وأعظم.

3- ومناسبة تقديمه لمبحث(شروط المُحدِّث)على مبحث(طرق التّحمل) هي للتنبيه على أن الراوي لا يجوز له أن يتحمَّل الحديث إلاّ عندما تتوفر فيه الشروط التي تؤهله لهذا الأمر.

4- جمع المصنف عدة أبواب في موضوع واحد، أو موضوعات متعلقة بعضها ببعض، وهي مواضيع الإملاء والاستملاء، وأين تكون، وكيف ينتخب الحديث، وكيفية معالجة المادة العلمية التي كتبوها أو سمعوها: عن وضع الدائرة بين الحديثين، وعن الحل والضرب، والتخريج على الحواشي، وشطب الحرف المكرر، والنَّقْطِ والشكل.




قيمة الكتاب العلمية



من مميزات هذا الكتاب:

1- يعتبر هذا الكتاب أول كتاب صُنِّف في علم أصول الحديث، حيث كان كتابه من الكتب التي دوّنت القواعد التي اتُّبعت في قبول الأحاديث، قال ابن حجر: (وهو أول كتاب صُنِّف في علوم الحديث في غالب الظن...الخ )[6] (http://sahab.net/forums/#_ftn6).

2- ويعتبر ما كتبه المصنِّف في باب ( كتابة الحديث ) أصلًا للكتاب الذي وضعه الخطيب البغدادي باسم( تقييد العلم )، بعد قرن من عصر الرامهرمزي...، وكتاب الخطيب هذا أجمع ما كُتب في موضوعه، فإذا عرفنا هذا قدَّرنا قيمة ما كتبه الرامهرمزي قبل الخطيب بمائة عام.

3- إن ما عقده المُصنِّف في مبحث(الدراية)، يعتبر من أهم فصول هذا الكتاب ومن أبرز ما جاء به.

4- يمكننا أن نعتبر أن ما كتبه المصنِّف حول تحمُّل الحديث وأدائه، وآداب سماعه وما كتبه عن الإملاء وملحقاته، من أول ما كتب في هذا الموضوع.





الكتب التي دارت حول هذا الكتاب:



6- (الكفاية )للخطيب البغــدادي.
7- (تقييد العلم) للخطيب البغـدادي.
8- (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)للخطيب البغدادي.

هذا آخر ما تيسر كتابته حول هذا البحث والله-عز وجل-الموفق، والهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


تم بحمد الله.....





وكتب:





سعد بن فتحي الزعتري





غفر الله له ولوالديه





26/ذو الحجة/1429 للهجرةالنبويةالشريفة.





قام بتنسيقه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد





الخميس الموافق: 23/ رمضان/ 1431 للهجرة النبوية الشريفة.

ولمن أراد تحميل وقراءة الملف منسق:

تقبل الله صيامنا وصيامكم (http://www.box.net/shared/x2hcj2hldt)



[1]انظر مقدمة(الحد الفاصل)، تحقيق: محمد الخطيب/دار الفكر: (ص9-25)
2 (المحدث الفاصل/159-161).



[3](المصـدر الســابـق/352).

[4] (المصدر السابق/379-384).


[5](المصدر السابق/541)


[6](المصدر السابق/27)