أبو أنس بشير بن سلة الأثري
12-Sep-2010, 12:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ [النساء:1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ [الأحزاب:70-71].
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما بعد : فقد كثرت الهجمات الظاهرة والباطنة على السنة النبوية الشريفة بأشكال متعددة منها الواضح الصريح ومنها الخفي المبطن والبعض بأسماء أصحابه وغيرها بأسماء مستعارة لا تمت إلى الحقيقة بصلة وجميعها تهاجم أنصار سنة محمد صلى الله عليه وسلم بالافتراء والكذب والحط من مكانتهم وما ذلك في اعتقادي إلا من عصبيتهم لمذاهبهم وأشخاصهم وأقوالهم وأهوائهم وذلك لأن نشر السنة الصحيحة المطهرة يفضح ما هم عليه والهجوم على السنة يصعب عليهم ولذلك عدلوا إلى حامليها ومصححيها وناشريها لأنهم على كل حال أفراد من الناس
وإن ممن فتح هذا الباب البشع وسارعلى خطى أعداء السنة من السابقين بن حنفية العابدين المعسكري
قال والدنا وشيخنا الفاضل بقية السلف الأبرار ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله
(( بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد..
فأرجو أن يكون هذا اللقاء لقاءً مباركاً طيباً نستفيد منه جميعاً.
ونرجو أن تتنزل علينا من الله تبارك وتعالى الرحمات، لأنه اجتماع إن شاء الله لمعرفة الحق وللتعاون على البر والتقوى، واعتبار كل واحدٍ منا على ثغرةٍ من ثغرات الإسلام .
وأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله تبارك وتعالى ، ومراقبته والإخلاص له في كل قولٍ وعمل .
وأحث نفسي وإياكم على المواصلة الدائبة المستمرة في طلب العلم النافع من مصادره الأصيلة الصادقة من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن مصادر السنة الصحيحة، ومن مصادر العقائد السلفية التي ورثناها عن أسلافنا المؤتمنين الصادقين المخلصين، وأن نتثبت في تلقي العلم، ونأخذ المعلومات بوعي وفهم، وأن نبتعد عن مصادر السوء ومصادر الضلال ومصادر الفتن من كتب ومن أشرطة ومن أدعياء يدعون السلفية.
كثر الأدعياء الآن وكثر المحاولون لإسقاط العلماء، فاستيقظوا أيها الشباب وافهموا مغازي هؤلاء وماذا يريدون، فترى الواحد منهم يصول ويجول كأنه هو الوحيد إمام الإسلام !! ورائد الأمة الإسلامية وحامل لواء السلفية!!
كثر الأدعياء من هذا اللون بدءً بعبد الرحمن عبد الخالق الذي حاول إسقاط المنهج السلفي وإسقاط أئمته الكبار الذين عاصروه ودرس على أيديهم وتلاه أمثال كثيرون أول ما يهدفون إلى إسقاط أئمة الدعوة السلفية بأساليب مختلفة، ولكن الغاية واحدة والدوافع واحدة، وقد يكون مصدر هذه الدوافع يختفي من وراء الكواليس كما يقال، فاحذروا كل الحذر هذه النوعيات الخطيرة المتلبسة بلباس السلفية وهي تشن الحرب المستعرة على هذه الدعوة بشتى الأساليب وبشتى الطرق.
فحذارِ!! حذارِ!! أن تقبلوا دعاوى الأدعياء المنافحين عن الباطل بمختلف الأساليب، والمحاربين لأهل السنة كثروا –والله- ورَوجوا لأنفسهم ونفخوا في أنفسهم، ويمدح بعضهم بعضاً، ويتعاونون على الإثم والعدوان، وزعزعة العقيدة الصحيحة السلفية في نفوس الشباب السلفي، وزحزحتهم عن منهج السلف الصالح بمختلف الأساليب الماكرة.
فحذارِ!! حذارِ!! من هؤلاء، إياكم أن تخدعوا بهم وعليكم بالعتيق كما يقال فتمسكوا به وتشبثوا به، كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقه السلف الصالح وأصولهم الصحيحة التي تساعدنا على فهم الإسلام وتشجعنا على الاعتصام بحبل الله تبارك وتعالى .
وادرسوا سير السلف الصالح وادرسوا مناهجهم في الجرح والتعديل، وإياكم ثم إياكم أن تنخدعوا بتأصيلات عبد الرحمن وأمثاله، مثل عدنان عرعور ومن سار في دربهما وأعيذكم بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
وأسأل الله أن يجنبنا وإياكم شرور هؤلاء الفاتنين المفتونين إن ربنا لسميع الدعاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. )).[شبكة سحاب]
وقال حفظه الله :
((بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فاحرصوا أيها الأُخوة أن تكونوا من اهل الحق لتكونوا من هذه الطائفة ، وَثِقُوا أنه لا يضركم أحد والله ما يضركم أحد { لن يضروكم إلا أذى ..... } ومشت هذه الدعوة والسلطان والقوة مع غيرهم والمال وكل شيىء ، ومشت رغم أُنوفهم وكلما برز السلفي في المجتمعات بزهده وورعه وصدقه وإخلاصه أقبلت عليه القلوب ، فأحمد بن حنبل ما كان عنده مال لكن الأُمَّة وراءه لماذا ؟ لانه ضرب بالعلم والحجة والبرهان والزهد في هذه الدنيا ووضعها تحت قدميه ، فالدعوة السلفية تحتاج الى رجال من هذا الطراز يضعون الدنيا والأموال وكل المغريات اذا كانت تضر بعقيدتهم يضعونها تحت أقدامهم ،فنحتاج الى رجال من هذا الطراز يتميزون بالعلم الصحيح ، بالعقائد الصحيحة ،بالعِفَّة ، بالنزاهة ، بالإباء، بالشَّمَمْ، بالمروءة ، بالشرف
والله تقبل عليه القلوب بدون مال
في الدولة العباسية كلها ما عندهم مناصب ، في الدولة العثمانية ما عندهم مناصب ، في الدول كلها ما عندهم مناصب ، مناصبهم هذه الرسالة يحافظون عليها فالقلوب كانت تُقبل عليهم وتُقدِّمُهُم على غيرهم واذا قصّروا انصرف الناس عنهم ، اذا حصل فيهم ضعف وتهاون انصرف الناس عنهم وضاعوا حتى يأتي من يحمل هذه الراية بهذه الخصائص وبهذه الصفات وتُقبل القلوب عليه
والشاهد في العصر الحاضر موجود ابن باز لما برز والألباني بالزهد والورع وغيرهم أقبلت القلوب عليهم فخطط أعداء السنة لصرف الناس لَمَّا رأوا هؤلاء الشباب في العالم يلتهمون كل ما يطرحه هاذان العالمان وأمثالهما جُنَّ جنونهم وجُنَّ جنون أعداء الإسلام وخططوا الخطط لضرب المنهج السلفي وأهله ، وتشتيت شملهم ، وتمزيقهم، فَنَزَلوا بالخطط، وبالأموال ، في الحيل، وبالمكر ،والمكائد ، حتى مزَّقُوا السلفيين ، وبهذه المناسبة أقول: إنا أدركنا وقتاً كان السلفيون فيه في العالم كله من مشارق الأرض ومغاربها ومن شمالها وجنوبها كلهم على قلب رجل واحد لا يختلفون في عقيدة ولا في منهج ولا في ولاءات ، هذا يتولى فلان وهذا تولى فلان ما كان عندهم هذا ، يلتقون في مواسم الحج بمكة والمدينة كلهم عربيهم وعجميهم شرقيهم وغربيهم ومن شرق اسيا من الهند ومن الباكستان ومن السودان ومن مصر وكلهم على قلب رجل واحد فاقبل الناس على المنهج السلفي فجُنَّ جُنون هؤلاء ونزلوا والله في الخطط والمكر ومن خططهم أنهم يلبسون لباس السلفية وهذا أفتك سلاح بارك الله فيكم مزَّقُوا به السلفيين يأتيك وهو سلفي ثم يفتن من الشاب المسكين حتى بنتشله ويخرجه من المنهج السلفي الى دوائر أُخرى معروفة فتنبَّهُوا لهؤلاء ، تنبَّهُوا هذه المكائد واقبلوا على العلم وعلى الولاء بعضكم لبعض والتناصر والتعاون على البر والتقوى والشعور بهذه المسؤولية ، انها مسؤولية عظيمة خاصة بعدما استهدف هؤلاء هذا المنهج وأهله ففرقوهم ومزقوهم شر ممزق))
المصدر:نصائح وتوجيهات وبيان حال بعض الجماعات للشيخ الفاضل ربيع بن هادي عمير المدخلي-حفظه الله تعالى- في مخيم الأصالة بمنى مساء يوم الخميس الموافق للحادي عشر من شهر ذي الحجة عام 1420 للهجرة "تسجيلات الأصالة الأثرية "جدة
ولهذا أتقدم بهذه النصيحة مع كل الاحترام إلى كل من اغتر وتعصب لــــبن حنفية العابدين المعسكري وأن يبتعدوا عنه وعن تلبيسا ته وان يراجعوا أنفسهم ويتوبوا إلي الله ويستغفرونه ؛ والله إنا لنعجب ممن انتسب إلي السنة وأهلها أن يتعصب لرجل مجهول نكرة ما عرف بالعلم ومااشتهر بذلك عند أهله.
ـ قال الشيخ العلامة محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله في كتابه القيم (الإبانة عن كيفية التعامل مع الخلاف بين أهل السنة والجماعة ) ص155ط دار الإمام مالك
(وقال ابن رجب بعد ذكر الأمثلة بأن رواية جماعة عن رجل لاتجعله مشهورا :״ والظاهر أنه ينظر إلى اشتهار الرجل بين العلماء وكثرة حديثه ونحو ذلك , لا ينظر إلى مجرد رواية الجماعة عنه״) انتهى
ـ وقال الإمام يحيى بن معين رحمه الله ( آلة الحديث الصدق والشهرة والطلب وترك البدع واجتناب الكبائر) انظر الجامع لأخلاق الراوي للخطيب البغدادي
بل أعظم و أكبر وأدهى من جهالته ونكارته هي أنه عرف في وسط مجتمعنا عند الصغير والكبير بمخالفته للمنهج السلفي ودفاعه عن الحزبية وأهلها وماهو عليه من الانحراف كما هو موضح في المقالات المردود فيها عليه المنشورة في المنتديات السلفية من أمثال شبكة سحاب والبيضاء العلمية وأهل الحديث وسلف مصر ، ليرجع إليها وينظر ما عليه الرجل من الانحراف المنهجي.
وهو قد صرح بباطله وبدعه وما هو عليه من الخزعبلات والترهات الباطلة التي لا تخفى على من له أدنى بصيرة بعلم السنة والعقيدة السلفية .
وأقول : كثير من الإخوة والحمد لله الذين كانوا مغرورين وملبس عليهم بحال العابدين رجعوا وتابوا إلى الله سبحانه وتعالى، ووضعوا أيديهم في أيدي إخوانهم من أهل السنة وكانوا عونا في نصرها وبينوا حال هذا الرجل وما عليه من الباطل وهذا مما يفرح أهل السنة عموما وخصوصا العلماء منهم ، فرجوع من يرجع إلى الحق وتوبة من يتوب عن الباطل الذي كان عليه ورجوعه إلى الحق هذا شيء يشكر عليه أصحابه، و يفرح، وهكذا الذين لازالوا مغترين به ننصحهم بتقوى الله وعدم التعصب للباطل، فإن لنا موعدا مع الله تبارك وتعالى، فالواجب على من عرف السنة وأحبها وأحب أهلها أن يستمر على ما وفقه الله عز وجل من خير، وأن يترك الباطل ممن جاء به ومن هؤلاء العابدين، الذي أحدث فتنة في دعوتنا، فنطالب هؤلاء بتقوى الله والرجوع إلى الحق، فإن الرجوع إلى الحق فضيلة.
وإني لأعظكم أن تكونوا من الجاهلين أتباع كل ناعق قد جعلوا منه قديساً أعطوه مرتبة من لا يسأل عما يفعل، فمن أجله يوالون ومن أجله يعادون، فجعلوا أنفسهم في أحط مراتب البشر فلا عقل لهم يردعهم ولا ينهجون نهج الإسلام في ولائهم وبرائهم وأحكامهم ومواقفهم، وهذا شأن الرعاع في كل زمان ومكان، وبأمثالهم يحارب الرسل والمصلحون ودعاة الحق في كل زمان ومكان ومن خلالهم تبرز الأقماء فيحتلون مراتب العظماء ثم يتحول هؤلاء الأقماء إلى طواغيت يحارب من أجلهم دين الله الحق ودعاته.
والأمر كما قال الشيخ أبو عبد الرحمن يحي بن علي الحجوري حفظه الله – (أنه ما من مبطل إلا ويجد من الناس من يدافع عنه حتى ولو كان إبليس عليه لعائن الله ) [ تنبيه أولي الألباب على تحريم الدراسة عند أهل البدع والإرتياب ص5 لشيخ عبدالله محمد بن حسين الصومالي ]
وإني لأذكركم أن تنظروا إلى من خالف منهج السلف كيف حاله اليوم بين الناس ؛ وإني ما أردتُ بكلامي هذا إلا النصح والتذكير ولعل هذه النصيحة تجد مكاناً عندكم ولا نريد أن نكون عوناً للشيطان عليكم { وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلا الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } [هود: 88].
أما ما يخص بن حنفية العابدين وما ينقل عنه ويروج وينشر بين الشباب كما هو مثبت ضمن تعليقاتهم في المنتديات السلفية تحت الردود عليه من أنه شيخ من مشايخ السنة وقد أثنى عليه الشيخ ربيع و مشايخ الجزائر الحبيبة وأنه قد تراجع عن بعض الأخطاء التى ظهرت منه فلا يثرب عليه ويوسع الخلاف
وأن ما رد عليه إلا طلبة العلم الصغار فلا يعتبر قولهم ولا ينظر إلى حججهم حتى لو كانت مدعمة بالدليل والسلطان وهذا من القوم ما هو إلا لدليل على التعصب الذميم للأشخاص ونوع من زخرف القول ومشتبه القول يعتريه الحق والباطل وقاصمة ظهر على خذلان القوم للسنة وأهلها عند الشدائد.
ـ قال العلامة الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله في كتابه ״القائد إلى تصحيح العقائد״
(وكما اقتضت أن الحكمة أن لا تكون حجج الحق مكشوفة (1) قاهرة فكذلك اقتضت أن لا تكون الشبهات غالبة ، قال الله عز و جل : [ وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ . وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ . وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ] الزخرف:33 - 35 .
وذلك انه لو كان كل من كفر بالله تعالى بذلك النعيم دون المؤمنين ، لكانت تلك شبهة غالبة توقع الناس كلهم في الكفر .
فتخلص أن حكمة الحق في الخلق اقتضت أن تكون هناك بينات و شبهات ، و أن لا تكون البينات قاهرة و لا الشبهات غالبة ، فمن جرى مع فطرته من حب الحق و رباها و نماها و آثر مقتضاها ، و تفقد مسالك الهوى إلى نفسه فاحترس منها ، لم تزل تتجلى له البينات و تتضاءل عنده الشبهات ، حتى يتجلى له الحق يقيناً فيما يطلب فيه اليقين ، و رجحاناً فيما يكفي فيه الرجحان ، و بذلك يثبت له الهدى و يستحق الفوز ، و الحمد و الكمال على ما يليق بالمخلوق ، و من اتبع الهوى و آثر الحياة الدنيا ، تبرقعت دونه البينات ، و استهوته الشبهات ، فذهبت به ( إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم )) .انتهى
فهذه بعض أقوال القوم المنشورة المنثورة عنهم في دفاعهم عن بن حنفية أنقلها للقارئ ليقف على حقيقة الأمر وحتى لا يقال عنا أننا بغينا وتقولنا عليهم مالم يقولوه
من ذلك قول قائلهم معلقا علي المقال (مؤاخذاتٌ منهجيّة على "العُجالة في شرح الرِّسالة" لـ (بن حنفية العابدين) لأبي محمد سعد صمدعي وفقه الله ״ منتديات اهل الحديث السلفية״
1ـ أقول أيها الاخ الكريم كيف تتقدم بين يديّ المشايخ وتدعي دعاوى وتفرض أمور لم يطلبها أحد من مشايخ العاصمة الذين جالسوا الشيخ بن حنفية مؤخرا وكان مجلسا مباركا ولله الحمد نسأل الله أن تظهر ثماره وينجلي به الغبار الذي أثاره بعض الجهلة من الناس
لا تزال تهول وتلبس على الناس بكلمات كبيرة وأمور خطيرة وماهي إلا أوهام في مخيلتك تشغل بها وقتك وتفني بها عمرك فاشتغل بما ينفعك ودع الأمور الكبار لأهلها
ولا تنس دعواك التي تدعيها لا يوافق عليك أحد من مشايخ الإصلاح أما إن أردت التسلق والظهور فلا أنصحك لأنك ستهلك نفسك وتفضح أمرك.
وقول قائلهم معلقا علي ردي( القول الواضح في كشف زيف المقال الفاضح المسمى ب التأليف لا الهجران حوار مع الشيخ بن حنفية العابدين المعسكري)״ منتديات اهل الحديث السلفية״
2ـ هل دعوى هؤلاء الشباب بأن الشيخ بن حنفية مجهول أو ليس له علم أو منهجه منحرف له أساس من الصحة ومن من أهل العلم قال بذلك ؟؟ وهل يُنكرون أن الشيخ العلامة ربيع بن هادي يثني عليه 3- هل ينكرون أن مشايخ الجزائر الكبار يقولون عن الشيخ العابدين أنه سلفي كالشيخ فركوس وغيره من الأفاضل ؟
وقال الأخرمعلقا على ردي السابق الذكر كما هو في منتديات البيضاء العلمية
4ـ حدثني أحد الاخوة الثقات بسند متصل - والمسألة لا تخفى على طلاب العلم في العاصمة المقربين الى المشايخ - حول إلتقاء الشيخ العابدين بن حنفية ، بالشيخ فركوس ومشايخ العاصمة ووقع بينهم تآلف وتناصح ورجوع الى جمع الكلمة بعد نصيحة من الشيخ الوالد ربيع بن هادي المدخلي - شفاه الله-
فعلى رسلكم ودعوا الأمر إلى الكبار ، وكفاكم الاشتغال بما لا ينفعكم و التكلم في أعراض الناس ، بل التكلم في أهل العلم،،
فأقول ردا وتوضيحا لما أستشكل عليهم
أولا:إن قول القائل أن الشيخ بن حنفية أثنى عليه الشيخ ربيع حفظه الله ومشايخ الجزائر نفع الله بهم أهل الجزائروسددالله خطاهم فلا ندري مخرج هذا الكلام ومستنده وأصل صحته وكما يقال (أثبت العرش ثم أنقش) ودين أمة محمد صلى الله عليه وسلم مبني على صحة الإسناد
قال القاضي عياض :((فاعلم أولا أن مدار الحديث على الإسناد فبه تتبين صحته و يظهر اتصاله)).
و قال ابن الأثير - في جامع الأصول -: (اعلم أن الإسناد في الحديث هو الأصل و عليه الاعتماد و به تعرف صحته و سقمه)).
قال سفيان الثوري :((الإسناد سلاح المؤمن ، إذا لم يكن معه سلاح فبأي
شيء يقاتل ؟ )) .
و قال الإمام شعبة : ((إنما يعلم صحة الحديث بصحة الإسناد)) .
و قال عبد الله بن المبارك :((الإسناد من الدين ، و لو لا الإسناد لقال من شاء ما شاء)) .(نقل من الكتاب اثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء ״المكتبة الشاملة״)
ـ قال فضيلة الشيخ عبد السلام بن محمد بن الكريم برجس ضمن الدرس عنوان شريطه״الجرح والتعديل״
إن أهل العلم رحمهم الله مجمعون على أن تزكية من ليس أهل للتزكية وجرح من ليس أهل للجرح خيانة للأمة وغش لها وجريمة شنيعة وظلم من كل الوجه وذلك لما يتريب على هذا الجرح وعلى هذا التعديل من مفاسد العظيمة في شؤون الدين والدنيا ولذلك كان السلف رحمهم الله في غاية الورع عند التكلم في هذه القضايا لعلمهم لما يلحقهم من التبعية إذا تكلموا بغير عدل وبغير علم فتراهم لا يصدرون الأحكام إلا بعد التروي والمشاورة والنظر وقبل ذلك مراقبة الله سبحانه وتعالى ورؤية وقوف بين يديه سبحانه تعالى وقد سطر الذهبي رحمه الله كلاما نفيسا وضابطا جليلا في هذا الباب يجب أن يكون نصب عين كل من تكلم فيه قال رحمه الله في كتابه( تذكرة الحفاظ ) عند ترجمة أبي بكر صديق رضي الله عنه : (فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته، ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكى نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذا إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل:
فدع عنك الكتابة لست منها ولو سودت وجهك بالمداد
قال الله تعالى عز وجل: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] فإن آنست يا هذا من نفسك فهما وصدقا ودينا وورعا وإلا فلا تتعن وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأى والمذهب فبالله لا تتعب وإن عرفت إنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ) انتهى
وهذا الكلام من هذا العارف مبني على الشروط التي وضعها أهل العلم فيمن يحق له أن يتصدر للجرح والتعديل وفيه شروط كثيرة ومنها ما يهمنا في هذا الزمان معرفة أسباب الجرح والتعديل فيجب على من نصب نفسه لهذا الأصل أن يعرف الأشياء التي تكون سبب للجرح هذا أو للتعديل هذا فمن لم يكون عارف بهذه الأسباب فلا عبرة بتوثيقه كما لا عبرة بجرحه أيضا ) انتهى
ـ وقال الشيخ العلامة الناصح الأمين محمد الإمام حفظه الله في كتابه القيم (الإبانة عن كيفية التعامل مع الخلاف بين أهل السنة والجماعة ) ص192ـ 193ط دار الإمام مالك
( من أجل تقريب علم التعديل للمشتغلين به أحببت أن أذكر ما تيسر من قواعد وضوابط هذا الفن المبثوثة في كلام النقاد وهي كالأتي :
1) لا عبرة بتوثيق من كان مجروحا .
2) لا عبرة بتوثيق من لم يكن من أهل الشأن .
3) لا عبرة بتوثيق مبالغ فيه.
4) لا عبرة بتوثيق مبني على عدم العلم.
5) لا عبرة بتوثيق مبني على نقل لم يثبت.
6) لا عبرة بتوثيق قام على المصانعة والمداهنة.
7) لا عبرة بإطلاق التوثيق المقيد .
8) تعديل المتساهلين غير مقبول إذا عورض بجرح معتبر.
وهذه القواعد والضوابط توضح ان التعديل يعتريه من الخطأ ما يعتريه الجرح ) انتهى
وأيضا لوسلمنا جدلا صحة التزكية والثناء عليه فلا تنفعه هذه التزكيات لما عرف عنه من الباطل وسعيه جادا في تأصيل وتقرير القواعد البدعية المخالفة والمجانبة للمنهج السلفي الطيب الزكي
سئل شيخنا العلامة بقية السلف ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
ـ سائل يقول : بعض الدعاة لا تُعرَف لهم سلفية ؛وقد حُذِّر منهم ؛ومازال هناك من يجالس هؤلاء الدعاة بحجة : أنهم لم يُجرَّحوا جرحا مفصلا؛ وقد زكوا من قِبَلِ الشيخ العباد وغيره. فانقسم الأخوة بين مجرِّح ومعدِّل بسبب أولئك الدعاة ؛فما قولكم لهم؟
فأجاب الشيخ : قولي يجب على هذا الشخص الذي يختلف حوله الناس ولا يزكي نفسه بإبراز المنهج السلفي وإنما يعتمد على تزكية فلان وفلان ؛ وفلان وفلان ليسوا بمعصومين في تزكياتهم ؛فقد يزكُّون بناءً على ظاهر حال الشخص الذي قد يَتَمَلَّقُهُم ويتظاهر لهم بأنه على سلفية وعلى منهج صحيح ؛وهو يبُطِن خلاف ما يُظهِر ؛ولو كان يُبْطِن مِثْلَ ما يُظْهِر لظَهَرَ على فلتات لسانه وفي جلساته وفي دروسه و مجالسه ؛فإن الإناء ينضح بما فيه -وكل إناء بما فيه ينضح- ؛ فإذا كان سلفيا فلو درَّس أي مادة ولو جغرافية أو حساب لرأيت المنهج السلفي -بارك الله فيك- يَنضَح في دروسه وفي جلساته وغيرها.
فأنا أنصح هذا الإنسان الذي لا يُظهر سلفيته ويكتفي بالتزكيات أن يزكي نفسه بالصدع بهذا المنهج ؛في دروسه في أي مكان من الأمكنة ؛فإن الأمة بأَمَسِّ الحاجة إلى الدعوة إلى هذا المنهج السلفي ؛فإذا كان هذا الشخص -بارك الله فيكم- من هذا النوع الذي قلت إنه يعتمد على التزكيات ولا يزكي نفسه ؛فإن هذا يضر نفسه بكتمان العلم وكتمان العقيدة
وكتمان هذا المنهج وأخشى أن تَصْدُق عليه هذه الآيات التي تلوناها عليكم في كتمان العلم وعدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ومن أعظم المنكرات وأقبحها وشرها عند الله البدع التي تتفشى في أوساط الأمة ؛ثم كثير من الناس يعتمد على التزكيات ولا يواجه هذا الواقع المظلم بما عنده مما يَزعمه أنه على المنهج السلفي.
وأنا مرةً قلت للشيخ ابن باز -رحمه الله-؛ كان تصدر منه بعض الكلمات -يعني- تُشبه تزكية لجماعة التبليغ ؛وإن كان إلى جانبها شيء من لفتات الأذكياء إلى ما عندهم من ضلال وجهل ؛فيستغل هؤلاء الكلمات التي فيها شيء من الثناء عليهم ويخفون ما فيها من طعن خفي في عقيدتهم ومنهجهم ؛فيبرزون الثناء ويخفون الجرح .
فجلست مع الشيخ جلسة وقلت له :يا شيخنا أنت الآن بمنزلة أحمد بن حنبل وابن تيمية -رحم الله الجميع - لك منزلة عند الناس -يعني- إذا قلت الكلمة تلقفوها على أنها حق ؛والآن أنت يصدر منك كلمات يعتبرها الناس تزكية لجماعة التبليغ وإن كُنْتَ تتحفظ-يعني- خلال كلامك لكن هم عندهم دهاء وعندهم مكر يستغلون التزكية والثناء ويدفنون ما تشير إليه وتلمح إليه من جهل وضلال .
ودار الكلام بيني وبينه إلى أن قلت له ؛قلت :يا شيخ .قال: نعم .قلت له: هل جاءك أحد من أهل الحديث من الهند وباكستان أو من أنصار السنة في مصر والسودان -ذاك الوقت أنصار السنة في مصر والسودان على غاية الثبات على المنهج السلفي ؛ثم هبَّت أعاصير الفتن والسياسة والحاجات فدبَّت في الصفوف وأوقعت شيء من الخلخلة- قلت له: هل جاءك أحد من أهل الحديث من الهند أوباكستان أو من أنصار السنة في مصر والسودان يطلب منك تزكية على أنهم على حق وعلى سنة؟ قال :لا. قلت :لماذا؟ .قال: لماذا؟ أنت. قلت: لأن هؤلاء تشهد لهم أعمالهم وتزكيهم بأنهم على الحق ؛وأما جماعة التبليغ وأمثالهم فإن أعمالهم لا تزكيهم بل تدينهم بأنهم على ضلال و بدع. فضحك الشيخ -رحمه الله-.
فبعض الناس لا تزكيه أعماله ولا مواقفه ولا تشهد له بأنه سلفي ؛ فيلجأ إلى هذه الوسائل الدنيئة من الإحتيال على بعض الناس والتملق لهم حتى يحصل على التزكيات ؛ ويكتفون بهذا ويذهبون -ليتهم يَكُفُّون بأسَهم وشرَّهم عن أهل الحق والسنة- فيذهبون يتصيَّدون أهل السنة بهذه التزكيات ؛ فتكون مصيدة ؛فيُضَيِّعون بها شباباً كثيراً ويحرفونهم عن المنهج السلفي ؛ وأنا أعرف من هذا النوع الكثير والكثير الذي يسلك هذا المسلك السييء ؛ فنسأل الله العافية.
فنسأل الله أن يُوَفِّقَهم بأن يُزَكُّوا أنفسَهم بأعمالهم ؛ وأن يجعل من أعمالهم شاهداً لهم بالخير والصلاح وبالمنهج السلفي. نعم .))انتهى من شريط "أسباب الإنحراف وتوجيهات منهجية "
ـ ثانيا: أما قول القائل لا يعتبر رد طلاب العلم في العابدين وإنما الحجة والعبرة برد العلماء الكبار ومشايخ الجزائر فيه ،ما هذا منهم إلا تلبيس ولعب بعقول السذج وكما قيل ״ كلمة الحق أريد بها الباطل״
ـ وسئل فضيلة الشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله
((بعض طلاب العلم وجه نقده إلى فئة من الدعاة؛ الذين أخطئوا في المنهج، فهل تعتبر هذه غيبة لهم أم لا ؟
الجواب: الدعوة يجب أن تكون على الطريقة التي حددها الله عز وجل لأنبيائه؛ حيث يقول: { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}[ النحل 36] وحددها أيضا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو خاتم الرسل صلوات الله وسلامه عليه فقال: { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين }[يوسف:108] إذا فمن أتى بمنهج يخالف منهج الرسول، وطريقة تخالف طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يجب على العلماء أن يبينوا هذه المخالفات، وأن يبينوا هذه الأغلاط والملاحظات، ومن لم يبين وهو يعلم ذلك فإنه يكون آثما؛ اللهم إلا إذا حصل البيان بفئة كافية، فالأمر في هذا فرض كفائي إذا قام به البعض سقط الوجوب عن الآخرين؛ أما إذا كان من يقوم بالبيان يحتاج إلى معاضدة ومناصرة، فإنه يجب على الجميع معاضدته ومناصرته، ومن يزعم بأنه لا يجوز الكلام في هؤلاء؛ الذين جعلوا منهجا يخالف منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريقة تخالف طريقته،
من يزعم هذا فإنه مبطل، ويقصد بذلك إبطال الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان الحق والتعاون على البر والتقوى، وإن لم يكن قاصدا لهذا، فهو قد قلد من قصده، وكان مغررا به، ويجب عليه أن يعود إلى الحق، وأن يترك ما هو عليه من القول بعدم جواز الإنكار على من أخطأ في المناهج؛ أو في الطريقة التي هي طريقة شرعية في الدعوة.)) انتهى من الكتاب الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية ط مكتبة الفرقان ص 12
ـ سئل فضيلة الشيخ العلامة ربيع ابن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
((السؤال : يقول السائل : هل لطالب العلم أن يتكلم : هذا مبتدع وهذا ضالّ أم يترك هذا للعلماء ؟ وهل إذا سكت عن فلان أو غيره وقال : أنا أطلب العلم حتى أتعلم وبعد ذلك أتكلم ,أجرح وأعدّل عندما أكون عالماً ؟
الجواب : الاعتدال والوسط في كلّ شيء ؛إذا دعت الحاجة للتحذير من رافضي ,من صوفي قبوري ,من حزبي هالك ,من الأشياء هذه ورأى أنّ من النصيحة للمسلمين أن يبين لهم حال هذا الإنسان فيبينه حسب ما يعرفه ,فإنّ بعض الأشياء واضحة ؛الضلال فيها واضح ,فيعرفها طالب العلم ويعرفها العالم فإذا استنصح له فلينصحه.
وإذا رأى إنسانا مخدوعا فليبين له ,وهذا ليس من الغيبة المذمومة بل من الأمور المشروعة ,فإذا خاف عليه من رافضي يضلّه أو صوفي قبوري أوحزبي أو ما شاكل ذلك من أهل الأهواء فإنه عليه أن ينصح له بالحكمة ويقول له : هذا عنده كذا وكذا بارك الله فيكم .
هناك أمور خفية لا يتكلم فيها إلا أهل العلم بالأدلّة ,فالعالم نفسه لا يتكلم إلا بالحقّ وبالبرهان وبالعدل ولا يقول على الله بغير علم ,وطالب العلم كذلك ؛أمور لا يعرفها لا يتكلم فيها ,أما أمور يعرفها وهي واضحة جلية وفيها مصلحة للمسلمين فيتكلم فيها بالحجة والبرهان حسب طاقته ومعرفته .
وأما تكميم الأفواه ,لا تقول فلان ضال ولا شيء وإنما سكوت فقط ! فهذا ما يريده أهل الضلال ! يريدون أن لا تتكلم في أهل البدع أبدا ! أسكت فقط والناس كلهم مسلمون والروافض إخواننا والقبوريون إخواننا وما شاكل ذلك ؛هذه الأشياء غلط ويتكلم طالب العلم والعالم بالحجة والبرهان والحكمة والموعظة الحسنة وليس بالسفه والطيش ,بعضهم يتسفه ويطيش ويضر أكثر مما ينفع فهذا السفه والطيش يُترك بارك الله فيكم)).انتهى فتاوى في العقيدة والمنهج ( الحلقة الأولى ) قام بإعداد هذه المادة وعرضها على الشيخ حفظه الله أخوكم فواز الجزائري غفر الله له ولوالديه ولمشايخه
ـ وسئل فضيلة الشيخ العلامة الوالد صالح السحيمي (حفظه الله)
((السؤال الخامس: شيخ هل التحذير من الداعية الذي عنده بدعة أو مخالف منهج أهل السنة والجماعة من العلماء فقط أم من طلاب العلم كذلك ؟
الجواب:هو الأولى أن يرجع جميع الناس إلى العلماء وهم أهل الحل والعقد ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعملوه الذين يستـنبطونه منهم ) والمقصود بأولي الأمر هنا هم العلماء فينبغي رد كل الأمور لا سيما المتنازع فيها إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا لا يتحقق إلا بالرجوع إلى أهل العلم وطلاب العلم المتفقهين في دين الله الذين يقولون بالحق وبه يعدلون وهم العدول الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يحمل هذا الأمر من كل خلف عدوله ينفون عنه إنتحال الغالين وتحريف المبتدعين وإنتحال المبطلين ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فإذا يرجع إلى أهل العلم وهذا لا يعني أن طالب العلم الذي لم يبلغ درجة الاجتهاد يسكت عن إنكار البدع الصادرة من أي شخص حتى ولو كان من الأشخاص المحسوبين على الدعوة وإنما الذي ينبغي أولاً وقبل كل شيء أن يتصدى العلماء الربانيون لمقاومة هذا التيار ببيان الحق بدليله وتـقيـيم الأشخاص الذي يريدون أن يتصدوا إلى الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى من خلال تمسكهم بالكتاب والسنة
أقول لا يمنع أن يكون طالب العلم الصغير أنه يبين خطأ من أخطأ بعد أن يتـثبت وبعد أن يتفقه وبعد أن يعلم الحق بدليله وبعد أن يرجع إلى أهل العلم ويستـشيرهم بذلك لا سيما إذا احتاج الأمر إليه أما إن وجد من أهل العلم -الذين هم أكبر منه- من يقوم بالأمر فقيامهم أولى درءاً للفتنة وأيضاً لأن كلمة العلماء كلمة مسموعة ومقبولة عند الجميع ولذلك ينبغي للعلماء أن يـبينوا للناس ما اختلفوا فيه لا سيما في مناهج الدعوة في هذا العصر وينبغي أن يصدعوا بالحق ولا تأخذهم في الله لومة لائم ويـبينون لكل شخص ولو كان داعية من الدعاة ما عنده من أخطاء وإن ما يحصل من بلبله وما يحصل من مشاكل وما يحصل من أمور في هذه الأيام إنما هو راجعٌ إلى أن هؤولاء الذين قد يقعون في شيء من الخطأ المنهجي في الدعوة لم يُصارحوا بأخطائهم من قبل كثير من العلماء لا أقول كل العلماء كثير من أهل العلم بيّـنوا ووضّحوا ووضعوا النقاط على الحروف لكن نريد من بقية أهل العلم أيضاً مصارحة الدعاة الذين تأثروا ببعض المناهج بأخطائهم بهذا الطريق لا يحصل ما يعاني منه الدعاة في هذا العصر أو في هذه الأيام بالذات من اختلاف في المشارب والمناهج، باختصار أقول أن الأولى ببيان هذه الأمور هم العلماء هم الذين ينبغي أن يتصدوا لها ويرجع إليهم وأيضا هذا لا يمنع أن يبين طلاب العلم الآخرون ما اتضح لهم من الحق بعد أن يرجعوا إلى أهل العلم ويسألوهم عنه وأما تصدي بعض من لا يحسن الرد أو البيان الذي ربما يضعف في حالة وجوب القوة أو يشتط في حال وجوب استعمال الحكمة والهدوء أرى أن مثل هؤولاء لا يتصدون لتـقييم أعمال الناس لأن هذا الأمر في الحقيقة يحتاج إلى وقفه وإلى فهم وادراك ووعي
أعود وأقول وأكرر لا يعني هذا أن طالب العلم الصغير لا يبين ما اتضح له وإنما عليه أن يبين الحق بدليله ولا تأخذه في الله لومة لائم لكن أقول بعد أن يرجع إلى أهل العلم وأن يقاوم كل تيار يخالف منهج السلف غضب الناس أم رضوا لكن بالحكمة والموعظة الحسنة إن استدع الأمر التصريح صرح وإن تطلب الأمر التلميح لمح إن تطلب الأمر التعريض عرض على قاعدة النبي صلى الله عليه وسلم ( ما بال أقوام ) ويتخذ لكل موقف ما يناسبه.)) انتهى من شريط״ السلفية ليست بدعة״ و الذي قام بتفريغه الاخ أبو مازن السلفي جزاه الله خيرا. (منتديات البيضاء العلمية)
وبعد هذا النقل المبارك من كلام أئمتنا الفضلاء في بيان وتقرير أن رد طلاب العلم على المخالف إذا كان مبني على الحجة والبرهان والأدلة السنية السلفية فهو حجة وسلطان على من خالفه
واعلم رحمك الله (2) أن خير من شارك العلماء في نشر العلم وتبليغه وإسماع الناس إياه هم طلاب العلم يستطيعون أن يصلوا إلي مالم يصل إليه العلماء من أماكن ومن عموم الناس ويوفق الله منهم من يوفق فيفهم الدعوة إلى الله ويصير مرجعا للناس في الأماكن النائية ومقدما فيهم
فهذا الصنف من طلاب العلم نبشره بأنه شريك للعلماء الربانيين في تعليمهم ودعوتهم ونشرهم للخير وأنهم يعتبرون سفراء أهل العلم بين الناس فلا يجوز التهوين من أمرهم والطعن فيهم ورميهم بالعظائم والتزهيد في علمهم المبني على الكتاب والسنة، وأقل شيء أن نقول لمن لم يقوم بعملهم ولم يسد الثغرة التي سدوها ولم يسع سعيهم أن يشكر سعيهم وينصرهم ويشجعهم على المواصلة والجد في ميدان نشر السنة ونصرتها والدفاع عن أهلها وحمايتها من أهل البدع والضلال .
قال فضيلة العلامة د. ربيع بن هادي بن عمير المدخلي حفظه الله في شريط سبيل النصر والتمكين :
((فأنا أنصح - الآن - ، هناك لهجة تمزق السلفيين : هذا " متشدد " ، هذا " متساهل " ، ويبثها أهل البدع ليضربوا السلفيين بعضهم ببعض ، فأنا أنصح السلفيين في كل مكان : أن يدرسوا منهج السلف ومواقف السلف لتجتمع كلمتهم على هذا المذهب ، ويتركوا التنابز بالألقاب والقيل والقال فيما بينهم ، ويتفقوا : أن يقفوا جميعًا صفًا واحدًا في مواجهة البدع بالحجة والبرهان والعلم والبيان .
وأنا أعرف - الآن - : أن هناك أناسا يطعنون في أهل المدينة ، فأنصح الجميع : أن يتقوا الله - تبارك وتعالى - ، وأن الإسلام لا يطلب منا : أن نصب الناس كلهم في قالب واحد ، فإذا صدع بالحق شجعه - يا أخي - ولاتخذله ، وإذا رأيت أخاك ضعيفًا فاصبر عليه .
( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير ) .
إذا كنت مؤمنًا ضعيفًا لا تخذل أخاك ، وإذا كان هذا مؤمنًا قويًا فلا يحطم أخاه الضعيف ، فليتماسكوا وليجعلوا من أنفسهم جماعة واحدة ويتركوا الكلام هذا ويحسموا هذا الباب .
فأنا أنصح الجميع : أن يتقوا الله ، وأن يتآخوا ويتعاونوا على البر والتقوى ، ومن كان قويًّا يقول بالحق فلا يُعارَض ، يشجع ولا يوصم بالتشدد ، فإن هذا أعظم فرصة لأهل البدع ، كلمة واحدة قالها بعض المشايخ في إنسان مجاهد يدعو إلى الله ويبين ، تعلقوا بها وضربوا بها الدعوة السلفية ، فالعبارات التي تسقط من بعض الإخوان " متساهل " أو " متشدد " تُترَك ، إذا كان أخوك يدعو وعنده شيء من الضعف فلا تخذله ولا تحطمه ، وإذا تشجع أخوك وقال كلمة الحق وصدع بها ؛ فلا تفت من عضده .)) انتهى ( فتاوى فضيلة الشيخ ربيع المدخلي ط دار الإمام أحمد ص175 )
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ [النساء:1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ [الأحزاب:70-71].
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما بعد : فقد كثرت الهجمات الظاهرة والباطنة على السنة النبوية الشريفة بأشكال متعددة منها الواضح الصريح ومنها الخفي المبطن والبعض بأسماء أصحابه وغيرها بأسماء مستعارة لا تمت إلى الحقيقة بصلة وجميعها تهاجم أنصار سنة محمد صلى الله عليه وسلم بالافتراء والكذب والحط من مكانتهم وما ذلك في اعتقادي إلا من عصبيتهم لمذاهبهم وأشخاصهم وأقوالهم وأهوائهم وذلك لأن نشر السنة الصحيحة المطهرة يفضح ما هم عليه والهجوم على السنة يصعب عليهم ولذلك عدلوا إلى حامليها ومصححيها وناشريها لأنهم على كل حال أفراد من الناس
وإن ممن فتح هذا الباب البشع وسارعلى خطى أعداء السنة من السابقين بن حنفية العابدين المعسكري
قال والدنا وشيخنا الفاضل بقية السلف الأبرار ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله
(( بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد..
فأرجو أن يكون هذا اللقاء لقاءً مباركاً طيباً نستفيد منه جميعاً.
ونرجو أن تتنزل علينا من الله تبارك وتعالى الرحمات، لأنه اجتماع إن شاء الله لمعرفة الحق وللتعاون على البر والتقوى، واعتبار كل واحدٍ منا على ثغرةٍ من ثغرات الإسلام .
وأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله تبارك وتعالى ، ومراقبته والإخلاص له في كل قولٍ وعمل .
وأحث نفسي وإياكم على المواصلة الدائبة المستمرة في طلب العلم النافع من مصادره الأصيلة الصادقة من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن مصادر السنة الصحيحة، ومن مصادر العقائد السلفية التي ورثناها عن أسلافنا المؤتمنين الصادقين المخلصين، وأن نتثبت في تلقي العلم، ونأخذ المعلومات بوعي وفهم، وأن نبتعد عن مصادر السوء ومصادر الضلال ومصادر الفتن من كتب ومن أشرطة ومن أدعياء يدعون السلفية.
كثر الأدعياء الآن وكثر المحاولون لإسقاط العلماء، فاستيقظوا أيها الشباب وافهموا مغازي هؤلاء وماذا يريدون، فترى الواحد منهم يصول ويجول كأنه هو الوحيد إمام الإسلام !! ورائد الأمة الإسلامية وحامل لواء السلفية!!
كثر الأدعياء من هذا اللون بدءً بعبد الرحمن عبد الخالق الذي حاول إسقاط المنهج السلفي وإسقاط أئمته الكبار الذين عاصروه ودرس على أيديهم وتلاه أمثال كثيرون أول ما يهدفون إلى إسقاط أئمة الدعوة السلفية بأساليب مختلفة، ولكن الغاية واحدة والدوافع واحدة، وقد يكون مصدر هذه الدوافع يختفي من وراء الكواليس كما يقال، فاحذروا كل الحذر هذه النوعيات الخطيرة المتلبسة بلباس السلفية وهي تشن الحرب المستعرة على هذه الدعوة بشتى الأساليب وبشتى الطرق.
فحذارِ!! حذارِ!! أن تقبلوا دعاوى الأدعياء المنافحين عن الباطل بمختلف الأساليب، والمحاربين لأهل السنة كثروا –والله- ورَوجوا لأنفسهم ونفخوا في أنفسهم، ويمدح بعضهم بعضاً، ويتعاونون على الإثم والعدوان، وزعزعة العقيدة الصحيحة السلفية في نفوس الشباب السلفي، وزحزحتهم عن منهج السلف الصالح بمختلف الأساليب الماكرة.
فحذارِ!! حذارِ!! من هؤلاء، إياكم أن تخدعوا بهم وعليكم بالعتيق كما يقال فتمسكوا به وتشبثوا به، كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقه السلف الصالح وأصولهم الصحيحة التي تساعدنا على فهم الإسلام وتشجعنا على الاعتصام بحبل الله تبارك وتعالى .
وادرسوا سير السلف الصالح وادرسوا مناهجهم في الجرح والتعديل، وإياكم ثم إياكم أن تنخدعوا بتأصيلات عبد الرحمن وأمثاله، مثل عدنان عرعور ومن سار في دربهما وأعيذكم بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
وأسأل الله أن يجنبنا وإياكم شرور هؤلاء الفاتنين المفتونين إن ربنا لسميع الدعاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. )).[شبكة سحاب]
وقال حفظه الله :
((بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فاحرصوا أيها الأُخوة أن تكونوا من اهل الحق لتكونوا من هذه الطائفة ، وَثِقُوا أنه لا يضركم أحد والله ما يضركم أحد { لن يضروكم إلا أذى ..... } ومشت هذه الدعوة والسلطان والقوة مع غيرهم والمال وكل شيىء ، ومشت رغم أُنوفهم وكلما برز السلفي في المجتمعات بزهده وورعه وصدقه وإخلاصه أقبلت عليه القلوب ، فأحمد بن حنبل ما كان عنده مال لكن الأُمَّة وراءه لماذا ؟ لانه ضرب بالعلم والحجة والبرهان والزهد في هذه الدنيا ووضعها تحت قدميه ، فالدعوة السلفية تحتاج الى رجال من هذا الطراز يضعون الدنيا والأموال وكل المغريات اذا كانت تضر بعقيدتهم يضعونها تحت أقدامهم ،فنحتاج الى رجال من هذا الطراز يتميزون بالعلم الصحيح ، بالعقائد الصحيحة ،بالعِفَّة ، بالنزاهة ، بالإباء، بالشَّمَمْ، بالمروءة ، بالشرف
والله تقبل عليه القلوب بدون مال
في الدولة العباسية كلها ما عندهم مناصب ، في الدولة العثمانية ما عندهم مناصب ، في الدول كلها ما عندهم مناصب ، مناصبهم هذه الرسالة يحافظون عليها فالقلوب كانت تُقبل عليهم وتُقدِّمُهُم على غيرهم واذا قصّروا انصرف الناس عنهم ، اذا حصل فيهم ضعف وتهاون انصرف الناس عنهم وضاعوا حتى يأتي من يحمل هذه الراية بهذه الخصائص وبهذه الصفات وتُقبل القلوب عليه
والشاهد في العصر الحاضر موجود ابن باز لما برز والألباني بالزهد والورع وغيرهم أقبلت القلوب عليهم فخطط أعداء السنة لصرف الناس لَمَّا رأوا هؤلاء الشباب في العالم يلتهمون كل ما يطرحه هاذان العالمان وأمثالهما جُنَّ جنونهم وجُنَّ جنون أعداء الإسلام وخططوا الخطط لضرب المنهج السلفي وأهله ، وتشتيت شملهم ، وتمزيقهم، فَنَزَلوا بالخطط، وبالأموال ، في الحيل، وبالمكر ،والمكائد ، حتى مزَّقُوا السلفيين ، وبهذه المناسبة أقول: إنا أدركنا وقتاً كان السلفيون فيه في العالم كله من مشارق الأرض ومغاربها ومن شمالها وجنوبها كلهم على قلب رجل واحد لا يختلفون في عقيدة ولا في منهج ولا في ولاءات ، هذا يتولى فلان وهذا تولى فلان ما كان عندهم هذا ، يلتقون في مواسم الحج بمكة والمدينة كلهم عربيهم وعجميهم شرقيهم وغربيهم ومن شرق اسيا من الهند ومن الباكستان ومن السودان ومن مصر وكلهم على قلب رجل واحد فاقبل الناس على المنهج السلفي فجُنَّ جُنون هؤلاء ونزلوا والله في الخطط والمكر ومن خططهم أنهم يلبسون لباس السلفية وهذا أفتك سلاح بارك الله فيكم مزَّقُوا به السلفيين يأتيك وهو سلفي ثم يفتن من الشاب المسكين حتى بنتشله ويخرجه من المنهج السلفي الى دوائر أُخرى معروفة فتنبَّهُوا لهؤلاء ، تنبَّهُوا هذه المكائد واقبلوا على العلم وعلى الولاء بعضكم لبعض والتناصر والتعاون على البر والتقوى والشعور بهذه المسؤولية ، انها مسؤولية عظيمة خاصة بعدما استهدف هؤلاء هذا المنهج وأهله ففرقوهم ومزقوهم شر ممزق))
المصدر:نصائح وتوجيهات وبيان حال بعض الجماعات للشيخ الفاضل ربيع بن هادي عمير المدخلي-حفظه الله تعالى- في مخيم الأصالة بمنى مساء يوم الخميس الموافق للحادي عشر من شهر ذي الحجة عام 1420 للهجرة "تسجيلات الأصالة الأثرية "جدة
ولهذا أتقدم بهذه النصيحة مع كل الاحترام إلى كل من اغتر وتعصب لــــبن حنفية العابدين المعسكري وأن يبتعدوا عنه وعن تلبيسا ته وان يراجعوا أنفسهم ويتوبوا إلي الله ويستغفرونه ؛ والله إنا لنعجب ممن انتسب إلي السنة وأهلها أن يتعصب لرجل مجهول نكرة ما عرف بالعلم ومااشتهر بذلك عند أهله.
ـ قال الشيخ العلامة محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله في كتابه القيم (الإبانة عن كيفية التعامل مع الخلاف بين أهل السنة والجماعة ) ص155ط دار الإمام مالك
(وقال ابن رجب بعد ذكر الأمثلة بأن رواية جماعة عن رجل لاتجعله مشهورا :״ والظاهر أنه ينظر إلى اشتهار الرجل بين العلماء وكثرة حديثه ونحو ذلك , لا ينظر إلى مجرد رواية الجماعة عنه״) انتهى
ـ وقال الإمام يحيى بن معين رحمه الله ( آلة الحديث الصدق والشهرة والطلب وترك البدع واجتناب الكبائر) انظر الجامع لأخلاق الراوي للخطيب البغدادي
بل أعظم و أكبر وأدهى من جهالته ونكارته هي أنه عرف في وسط مجتمعنا عند الصغير والكبير بمخالفته للمنهج السلفي ودفاعه عن الحزبية وأهلها وماهو عليه من الانحراف كما هو موضح في المقالات المردود فيها عليه المنشورة في المنتديات السلفية من أمثال شبكة سحاب والبيضاء العلمية وأهل الحديث وسلف مصر ، ليرجع إليها وينظر ما عليه الرجل من الانحراف المنهجي.
وهو قد صرح بباطله وبدعه وما هو عليه من الخزعبلات والترهات الباطلة التي لا تخفى على من له أدنى بصيرة بعلم السنة والعقيدة السلفية .
وأقول : كثير من الإخوة والحمد لله الذين كانوا مغرورين وملبس عليهم بحال العابدين رجعوا وتابوا إلى الله سبحانه وتعالى، ووضعوا أيديهم في أيدي إخوانهم من أهل السنة وكانوا عونا في نصرها وبينوا حال هذا الرجل وما عليه من الباطل وهذا مما يفرح أهل السنة عموما وخصوصا العلماء منهم ، فرجوع من يرجع إلى الحق وتوبة من يتوب عن الباطل الذي كان عليه ورجوعه إلى الحق هذا شيء يشكر عليه أصحابه، و يفرح، وهكذا الذين لازالوا مغترين به ننصحهم بتقوى الله وعدم التعصب للباطل، فإن لنا موعدا مع الله تبارك وتعالى، فالواجب على من عرف السنة وأحبها وأحب أهلها أن يستمر على ما وفقه الله عز وجل من خير، وأن يترك الباطل ممن جاء به ومن هؤلاء العابدين، الذي أحدث فتنة في دعوتنا، فنطالب هؤلاء بتقوى الله والرجوع إلى الحق، فإن الرجوع إلى الحق فضيلة.
وإني لأعظكم أن تكونوا من الجاهلين أتباع كل ناعق قد جعلوا منه قديساً أعطوه مرتبة من لا يسأل عما يفعل، فمن أجله يوالون ومن أجله يعادون، فجعلوا أنفسهم في أحط مراتب البشر فلا عقل لهم يردعهم ولا ينهجون نهج الإسلام في ولائهم وبرائهم وأحكامهم ومواقفهم، وهذا شأن الرعاع في كل زمان ومكان، وبأمثالهم يحارب الرسل والمصلحون ودعاة الحق في كل زمان ومكان ومن خلالهم تبرز الأقماء فيحتلون مراتب العظماء ثم يتحول هؤلاء الأقماء إلى طواغيت يحارب من أجلهم دين الله الحق ودعاته.
والأمر كما قال الشيخ أبو عبد الرحمن يحي بن علي الحجوري حفظه الله – (أنه ما من مبطل إلا ويجد من الناس من يدافع عنه حتى ولو كان إبليس عليه لعائن الله ) [ تنبيه أولي الألباب على تحريم الدراسة عند أهل البدع والإرتياب ص5 لشيخ عبدالله محمد بن حسين الصومالي ]
وإني لأذكركم أن تنظروا إلى من خالف منهج السلف كيف حاله اليوم بين الناس ؛ وإني ما أردتُ بكلامي هذا إلا النصح والتذكير ولعل هذه النصيحة تجد مكاناً عندكم ولا نريد أن نكون عوناً للشيطان عليكم { وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلا الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } [هود: 88].
أما ما يخص بن حنفية العابدين وما ينقل عنه ويروج وينشر بين الشباب كما هو مثبت ضمن تعليقاتهم في المنتديات السلفية تحت الردود عليه من أنه شيخ من مشايخ السنة وقد أثنى عليه الشيخ ربيع و مشايخ الجزائر الحبيبة وأنه قد تراجع عن بعض الأخطاء التى ظهرت منه فلا يثرب عليه ويوسع الخلاف
وأن ما رد عليه إلا طلبة العلم الصغار فلا يعتبر قولهم ولا ينظر إلى حججهم حتى لو كانت مدعمة بالدليل والسلطان وهذا من القوم ما هو إلا لدليل على التعصب الذميم للأشخاص ونوع من زخرف القول ومشتبه القول يعتريه الحق والباطل وقاصمة ظهر على خذلان القوم للسنة وأهلها عند الشدائد.
ـ قال العلامة الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله في كتابه ״القائد إلى تصحيح العقائد״
(وكما اقتضت أن الحكمة أن لا تكون حجج الحق مكشوفة (1) قاهرة فكذلك اقتضت أن لا تكون الشبهات غالبة ، قال الله عز و جل : [ وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ . وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ . وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ] الزخرف:33 - 35 .
وذلك انه لو كان كل من كفر بالله تعالى بذلك النعيم دون المؤمنين ، لكانت تلك شبهة غالبة توقع الناس كلهم في الكفر .
فتخلص أن حكمة الحق في الخلق اقتضت أن تكون هناك بينات و شبهات ، و أن لا تكون البينات قاهرة و لا الشبهات غالبة ، فمن جرى مع فطرته من حب الحق و رباها و نماها و آثر مقتضاها ، و تفقد مسالك الهوى إلى نفسه فاحترس منها ، لم تزل تتجلى له البينات و تتضاءل عنده الشبهات ، حتى يتجلى له الحق يقيناً فيما يطلب فيه اليقين ، و رجحاناً فيما يكفي فيه الرجحان ، و بذلك يثبت له الهدى و يستحق الفوز ، و الحمد و الكمال على ما يليق بالمخلوق ، و من اتبع الهوى و آثر الحياة الدنيا ، تبرقعت دونه البينات ، و استهوته الشبهات ، فذهبت به ( إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم )) .انتهى
فهذه بعض أقوال القوم المنشورة المنثورة عنهم في دفاعهم عن بن حنفية أنقلها للقارئ ليقف على حقيقة الأمر وحتى لا يقال عنا أننا بغينا وتقولنا عليهم مالم يقولوه
من ذلك قول قائلهم معلقا علي المقال (مؤاخذاتٌ منهجيّة على "العُجالة في شرح الرِّسالة" لـ (بن حنفية العابدين) لأبي محمد سعد صمدعي وفقه الله ״ منتديات اهل الحديث السلفية״
1ـ أقول أيها الاخ الكريم كيف تتقدم بين يديّ المشايخ وتدعي دعاوى وتفرض أمور لم يطلبها أحد من مشايخ العاصمة الذين جالسوا الشيخ بن حنفية مؤخرا وكان مجلسا مباركا ولله الحمد نسأل الله أن تظهر ثماره وينجلي به الغبار الذي أثاره بعض الجهلة من الناس
لا تزال تهول وتلبس على الناس بكلمات كبيرة وأمور خطيرة وماهي إلا أوهام في مخيلتك تشغل بها وقتك وتفني بها عمرك فاشتغل بما ينفعك ودع الأمور الكبار لأهلها
ولا تنس دعواك التي تدعيها لا يوافق عليك أحد من مشايخ الإصلاح أما إن أردت التسلق والظهور فلا أنصحك لأنك ستهلك نفسك وتفضح أمرك.
وقول قائلهم معلقا علي ردي( القول الواضح في كشف زيف المقال الفاضح المسمى ب التأليف لا الهجران حوار مع الشيخ بن حنفية العابدين المعسكري)״ منتديات اهل الحديث السلفية״
2ـ هل دعوى هؤلاء الشباب بأن الشيخ بن حنفية مجهول أو ليس له علم أو منهجه منحرف له أساس من الصحة ومن من أهل العلم قال بذلك ؟؟ وهل يُنكرون أن الشيخ العلامة ربيع بن هادي يثني عليه 3- هل ينكرون أن مشايخ الجزائر الكبار يقولون عن الشيخ العابدين أنه سلفي كالشيخ فركوس وغيره من الأفاضل ؟
وقال الأخرمعلقا على ردي السابق الذكر كما هو في منتديات البيضاء العلمية
4ـ حدثني أحد الاخوة الثقات بسند متصل - والمسألة لا تخفى على طلاب العلم في العاصمة المقربين الى المشايخ - حول إلتقاء الشيخ العابدين بن حنفية ، بالشيخ فركوس ومشايخ العاصمة ووقع بينهم تآلف وتناصح ورجوع الى جمع الكلمة بعد نصيحة من الشيخ الوالد ربيع بن هادي المدخلي - شفاه الله-
فعلى رسلكم ودعوا الأمر إلى الكبار ، وكفاكم الاشتغال بما لا ينفعكم و التكلم في أعراض الناس ، بل التكلم في أهل العلم،،
فأقول ردا وتوضيحا لما أستشكل عليهم
أولا:إن قول القائل أن الشيخ بن حنفية أثنى عليه الشيخ ربيع حفظه الله ومشايخ الجزائر نفع الله بهم أهل الجزائروسددالله خطاهم فلا ندري مخرج هذا الكلام ومستنده وأصل صحته وكما يقال (أثبت العرش ثم أنقش) ودين أمة محمد صلى الله عليه وسلم مبني على صحة الإسناد
قال القاضي عياض :((فاعلم أولا أن مدار الحديث على الإسناد فبه تتبين صحته و يظهر اتصاله)).
و قال ابن الأثير - في جامع الأصول -: (اعلم أن الإسناد في الحديث هو الأصل و عليه الاعتماد و به تعرف صحته و سقمه)).
قال سفيان الثوري :((الإسناد سلاح المؤمن ، إذا لم يكن معه سلاح فبأي
شيء يقاتل ؟ )) .
و قال الإمام شعبة : ((إنما يعلم صحة الحديث بصحة الإسناد)) .
و قال عبد الله بن المبارك :((الإسناد من الدين ، و لو لا الإسناد لقال من شاء ما شاء)) .(نقل من الكتاب اثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء ״المكتبة الشاملة״)
ـ قال فضيلة الشيخ عبد السلام بن محمد بن الكريم برجس ضمن الدرس عنوان شريطه״الجرح والتعديل״
إن أهل العلم رحمهم الله مجمعون على أن تزكية من ليس أهل للتزكية وجرح من ليس أهل للجرح خيانة للأمة وغش لها وجريمة شنيعة وظلم من كل الوجه وذلك لما يتريب على هذا الجرح وعلى هذا التعديل من مفاسد العظيمة في شؤون الدين والدنيا ولذلك كان السلف رحمهم الله في غاية الورع عند التكلم في هذه القضايا لعلمهم لما يلحقهم من التبعية إذا تكلموا بغير عدل وبغير علم فتراهم لا يصدرون الأحكام إلا بعد التروي والمشاورة والنظر وقبل ذلك مراقبة الله سبحانه وتعالى ورؤية وقوف بين يديه سبحانه تعالى وقد سطر الذهبي رحمه الله كلاما نفيسا وضابطا جليلا في هذا الباب يجب أن يكون نصب عين كل من تكلم فيه قال رحمه الله في كتابه( تذكرة الحفاظ ) عند ترجمة أبي بكر صديق رضي الله عنه : (فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته، ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكى نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذا إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل:
فدع عنك الكتابة لست منها ولو سودت وجهك بالمداد
قال الله تعالى عز وجل: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] فإن آنست يا هذا من نفسك فهما وصدقا ودينا وورعا وإلا فلا تتعن وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأى والمذهب فبالله لا تتعب وإن عرفت إنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ) انتهى
وهذا الكلام من هذا العارف مبني على الشروط التي وضعها أهل العلم فيمن يحق له أن يتصدر للجرح والتعديل وفيه شروط كثيرة ومنها ما يهمنا في هذا الزمان معرفة أسباب الجرح والتعديل فيجب على من نصب نفسه لهذا الأصل أن يعرف الأشياء التي تكون سبب للجرح هذا أو للتعديل هذا فمن لم يكون عارف بهذه الأسباب فلا عبرة بتوثيقه كما لا عبرة بجرحه أيضا ) انتهى
ـ وقال الشيخ العلامة الناصح الأمين محمد الإمام حفظه الله في كتابه القيم (الإبانة عن كيفية التعامل مع الخلاف بين أهل السنة والجماعة ) ص192ـ 193ط دار الإمام مالك
( من أجل تقريب علم التعديل للمشتغلين به أحببت أن أذكر ما تيسر من قواعد وضوابط هذا الفن المبثوثة في كلام النقاد وهي كالأتي :
1) لا عبرة بتوثيق من كان مجروحا .
2) لا عبرة بتوثيق من لم يكن من أهل الشأن .
3) لا عبرة بتوثيق مبالغ فيه.
4) لا عبرة بتوثيق مبني على عدم العلم.
5) لا عبرة بتوثيق مبني على نقل لم يثبت.
6) لا عبرة بتوثيق قام على المصانعة والمداهنة.
7) لا عبرة بإطلاق التوثيق المقيد .
8) تعديل المتساهلين غير مقبول إذا عورض بجرح معتبر.
وهذه القواعد والضوابط توضح ان التعديل يعتريه من الخطأ ما يعتريه الجرح ) انتهى
وأيضا لوسلمنا جدلا صحة التزكية والثناء عليه فلا تنفعه هذه التزكيات لما عرف عنه من الباطل وسعيه جادا في تأصيل وتقرير القواعد البدعية المخالفة والمجانبة للمنهج السلفي الطيب الزكي
سئل شيخنا العلامة بقية السلف ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
ـ سائل يقول : بعض الدعاة لا تُعرَف لهم سلفية ؛وقد حُذِّر منهم ؛ومازال هناك من يجالس هؤلاء الدعاة بحجة : أنهم لم يُجرَّحوا جرحا مفصلا؛ وقد زكوا من قِبَلِ الشيخ العباد وغيره. فانقسم الأخوة بين مجرِّح ومعدِّل بسبب أولئك الدعاة ؛فما قولكم لهم؟
فأجاب الشيخ : قولي يجب على هذا الشخص الذي يختلف حوله الناس ولا يزكي نفسه بإبراز المنهج السلفي وإنما يعتمد على تزكية فلان وفلان ؛ وفلان وفلان ليسوا بمعصومين في تزكياتهم ؛فقد يزكُّون بناءً على ظاهر حال الشخص الذي قد يَتَمَلَّقُهُم ويتظاهر لهم بأنه على سلفية وعلى منهج صحيح ؛وهو يبُطِن خلاف ما يُظهِر ؛ولو كان يُبْطِن مِثْلَ ما يُظْهِر لظَهَرَ على فلتات لسانه وفي جلساته وفي دروسه و مجالسه ؛فإن الإناء ينضح بما فيه -وكل إناء بما فيه ينضح- ؛ فإذا كان سلفيا فلو درَّس أي مادة ولو جغرافية أو حساب لرأيت المنهج السلفي -بارك الله فيك- يَنضَح في دروسه وفي جلساته وغيرها.
فأنا أنصح هذا الإنسان الذي لا يُظهر سلفيته ويكتفي بالتزكيات أن يزكي نفسه بالصدع بهذا المنهج ؛في دروسه في أي مكان من الأمكنة ؛فإن الأمة بأَمَسِّ الحاجة إلى الدعوة إلى هذا المنهج السلفي ؛فإذا كان هذا الشخص -بارك الله فيكم- من هذا النوع الذي قلت إنه يعتمد على التزكيات ولا يزكي نفسه ؛فإن هذا يضر نفسه بكتمان العلم وكتمان العقيدة
وكتمان هذا المنهج وأخشى أن تَصْدُق عليه هذه الآيات التي تلوناها عليكم في كتمان العلم وعدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ومن أعظم المنكرات وأقبحها وشرها عند الله البدع التي تتفشى في أوساط الأمة ؛ثم كثير من الناس يعتمد على التزكيات ولا يواجه هذا الواقع المظلم بما عنده مما يَزعمه أنه على المنهج السلفي.
وأنا مرةً قلت للشيخ ابن باز -رحمه الله-؛ كان تصدر منه بعض الكلمات -يعني- تُشبه تزكية لجماعة التبليغ ؛وإن كان إلى جانبها شيء من لفتات الأذكياء إلى ما عندهم من ضلال وجهل ؛فيستغل هؤلاء الكلمات التي فيها شيء من الثناء عليهم ويخفون ما فيها من طعن خفي في عقيدتهم ومنهجهم ؛فيبرزون الثناء ويخفون الجرح .
فجلست مع الشيخ جلسة وقلت له :يا شيخنا أنت الآن بمنزلة أحمد بن حنبل وابن تيمية -رحم الله الجميع - لك منزلة عند الناس -يعني- إذا قلت الكلمة تلقفوها على أنها حق ؛والآن أنت يصدر منك كلمات يعتبرها الناس تزكية لجماعة التبليغ وإن كُنْتَ تتحفظ-يعني- خلال كلامك لكن هم عندهم دهاء وعندهم مكر يستغلون التزكية والثناء ويدفنون ما تشير إليه وتلمح إليه من جهل وضلال .
ودار الكلام بيني وبينه إلى أن قلت له ؛قلت :يا شيخ .قال: نعم .قلت له: هل جاءك أحد من أهل الحديث من الهند وباكستان أو من أنصار السنة في مصر والسودان -ذاك الوقت أنصار السنة في مصر والسودان على غاية الثبات على المنهج السلفي ؛ثم هبَّت أعاصير الفتن والسياسة والحاجات فدبَّت في الصفوف وأوقعت شيء من الخلخلة- قلت له: هل جاءك أحد من أهل الحديث من الهند أوباكستان أو من أنصار السنة في مصر والسودان يطلب منك تزكية على أنهم على حق وعلى سنة؟ قال :لا. قلت :لماذا؟ .قال: لماذا؟ أنت. قلت: لأن هؤلاء تشهد لهم أعمالهم وتزكيهم بأنهم على الحق ؛وأما جماعة التبليغ وأمثالهم فإن أعمالهم لا تزكيهم بل تدينهم بأنهم على ضلال و بدع. فضحك الشيخ -رحمه الله-.
فبعض الناس لا تزكيه أعماله ولا مواقفه ولا تشهد له بأنه سلفي ؛ فيلجأ إلى هذه الوسائل الدنيئة من الإحتيال على بعض الناس والتملق لهم حتى يحصل على التزكيات ؛ ويكتفون بهذا ويذهبون -ليتهم يَكُفُّون بأسَهم وشرَّهم عن أهل الحق والسنة- فيذهبون يتصيَّدون أهل السنة بهذه التزكيات ؛ فتكون مصيدة ؛فيُضَيِّعون بها شباباً كثيراً ويحرفونهم عن المنهج السلفي ؛ وأنا أعرف من هذا النوع الكثير والكثير الذي يسلك هذا المسلك السييء ؛ فنسأل الله العافية.
فنسأل الله أن يُوَفِّقَهم بأن يُزَكُّوا أنفسَهم بأعمالهم ؛ وأن يجعل من أعمالهم شاهداً لهم بالخير والصلاح وبالمنهج السلفي. نعم .))انتهى من شريط "أسباب الإنحراف وتوجيهات منهجية "
ـ ثانيا: أما قول القائل لا يعتبر رد طلاب العلم في العابدين وإنما الحجة والعبرة برد العلماء الكبار ومشايخ الجزائر فيه ،ما هذا منهم إلا تلبيس ولعب بعقول السذج وكما قيل ״ كلمة الحق أريد بها الباطل״
ـ وسئل فضيلة الشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله
((بعض طلاب العلم وجه نقده إلى فئة من الدعاة؛ الذين أخطئوا في المنهج، فهل تعتبر هذه غيبة لهم أم لا ؟
الجواب: الدعوة يجب أن تكون على الطريقة التي حددها الله عز وجل لأنبيائه؛ حيث يقول: { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}[ النحل 36] وحددها أيضا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو خاتم الرسل صلوات الله وسلامه عليه فقال: { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين }[يوسف:108] إذا فمن أتى بمنهج يخالف منهج الرسول، وطريقة تخالف طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يجب على العلماء أن يبينوا هذه المخالفات، وأن يبينوا هذه الأغلاط والملاحظات، ومن لم يبين وهو يعلم ذلك فإنه يكون آثما؛ اللهم إلا إذا حصل البيان بفئة كافية، فالأمر في هذا فرض كفائي إذا قام به البعض سقط الوجوب عن الآخرين؛ أما إذا كان من يقوم بالبيان يحتاج إلى معاضدة ومناصرة، فإنه يجب على الجميع معاضدته ومناصرته، ومن يزعم بأنه لا يجوز الكلام في هؤلاء؛ الذين جعلوا منهجا يخالف منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريقة تخالف طريقته،
من يزعم هذا فإنه مبطل، ويقصد بذلك إبطال الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان الحق والتعاون على البر والتقوى، وإن لم يكن قاصدا لهذا، فهو قد قلد من قصده، وكان مغررا به، ويجب عليه أن يعود إلى الحق، وأن يترك ما هو عليه من القول بعدم جواز الإنكار على من أخطأ في المناهج؛ أو في الطريقة التي هي طريقة شرعية في الدعوة.)) انتهى من الكتاب الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية ط مكتبة الفرقان ص 12
ـ سئل فضيلة الشيخ العلامة ربيع ابن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
((السؤال : يقول السائل : هل لطالب العلم أن يتكلم : هذا مبتدع وهذا ضالّ أم يترك هذا للعلماء ؟ وهل إذا سكت عن فلان أو غيره وقال : أنا أطلب العلم حتى أتعلم وبعد ذلك أتكلم ,أجرح وأعدّل عندما أكون عالماً ؟
الجواب : الاعتدال والوسط في كلّ شيء ؛إذا دعت الحاجة للتحذير من رافضي ,من صوفي قبوري ,من حزبي هالك ,من الأشياء هذه ورأى أنّ من النصيحة للمسلمين أن يبين لهم حال هذا الإنسان فيبينه حسب ما يعرفه ,فإنّ بعض الأشياء واضحة ؛الضلال فيها واضح ,فيعرفها طالب العلم ويعرفها العالم فإذا استنصح له فلينصحه.
وإذا رأى إنسانا مخدوعا فليبين له ,وهذا ليس من الغيبة المذمومة بل من الأمور المشروعة ,فإذا خاف عليه من رافضي يضلّه أو صوفي قبوري أوحزبي أو ما شاكل ذلك من أهل الأهواء فإنه عليه أن ينصح له بالحكمة ويقول له : هذا عنده كذا وكذا بارك الله فيكم .
هناك أمور خفية لا يتكلم فيها إلا أهل العلم بالأدلّة ,فالعالم نفسه لا يتكلم إلا بالحقّ وبالبرهان وبالعدل ولا يقول على الله بغير علم ,وطالب العلم كذلك ؛أمور لا يعرفها لا يتكلم فيها ,أما أمور يعرفها وهي واضحة جلية وفيها مصلحة للمسلمين فيتكلم فيها بالحجة والبرهان حسب طاقته ومعرفته .
وأما تكميم الأفواه ,لا تقول فلان ضال ولا شيء وإنما سكوت فقط ! فهذا ما يريده أهل الضلال ! يريدون أن لا تتكلم في أهل البدع أبدا ! أسكت فقط والناس كلهم مسلمون والروافض إخواننا والقبوريون إخواننا وما شاكل ذلك ؛هذه الأشياء غلط ويتكلم طالب العلم والعالم بالحجة والبرهان والحكمة والموعظة الحسنة وليس بالسفه والطيش ,بعضهم يتسفه ويطيش ويضر أكثر مما ينفع فهذا السفه والطيش يُترك بارك الله فيكم)).انتهى فتاوى في العقيدة والمنهج ( الحلقة الأولى ) قام بإعداد هذه المادة وعرضها على الشيخ حفظه الله أخوكم فواز الجزائري غفر الله له ولوالديه ولمشايخه
ـ وسئل فضيلة الشيخ العلامة الوالد صالح السحيمي (حفظه الله)
((السؤال الخامس: شيخ هل التحذير من الداعية الذي عنده بدعة أو مخالف منهج أهل السنة والجماعة من العلماء فقط أم من طلاب العلم كذلك ؟
الجواب:هو الأولى أن يرجع جميع الناس إلى العلماء وهم أهل الحل والعقد ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعملوه الذين يستـنبطونه منهم ) والمقصود بأولي الأمر هنا هم العلماء فينبغي رد كل الأمور لا سيما المتنازع فيها إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا لا يتحقق إلا بالرجوع إلى أهل العلم وطلاب العلم المتفقهين في دين الله الذين يقولون بالحق وبه يعدلون وهم العدول الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يحمل هذا الأمر من كل خلف عدوله ينفون عنه إنتحال الغالين وتحريف المبتدعين وإنتحال المبطلين ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فإذا يرجع إلى أهل العلم وهذا لا يعني أن طالب العلم الذي لم يبلغ درجة الاجتهاد يسكت عن إنكار البدع الصادرة من أي شخص حتى ولو كان من الأشخاص المحسوبين على الدعوة وإنما الذي ينبغي أولاً وقبل كل شيء أن يتصدى العلماء الربانيون لمقاومة هذا التيار ببيان الحق بدليله وتـقيـيم الأشخاص الذي يريدون أن يتصدوا إلى الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى من خلال تمسكهم بالكتاب والسنة
أقول لا يمنع أن يكون طالب العلم الصغير أنه يبين خطأ من أخطأ بعد أن يتـثبت وبعد أن يتفقه وبعد أن يعلم الحق بدليله وبعد أن يرجع إلى أهل العلم ويستـشيرهم بذلك لا سيما إذا احتاج الأمر إليه أما إن وجد من أهل العلم -الذين هم أكبر منه- من يقوم بالأمر فقيامهم أولى درءاً للفتنة وأيضاً لأن كلمة العلماء كلمة مسموعة ومقبولة عند الجميع ولذلك ينبغي للعلماء أن يـبينوا للناس ما اختلفوا فيه لا سيما في مناهج الدعوة في هذا العصر وينبغي أن يصدعوا بالحق ولا تأخذهم في الله لومة لائم ويـبينون لكل شخص ولو كان داعية من الدعاة ما عنده من أخطاء وإن ما يحصل من بلبله وما يحصل من مشاكل وما يحصل من أمور في هذه الأيام إنما هو راجعٌ إلى أن هؤولاء الذين قد يقعون في شيء من الخطأ المنهجي في الدعوة لم يُصارحوا بأخطائهم من قبل كثير من العلماء لا أقول كل العلماء كثير من أهل العلم بيّـنوا ووضّحوا ووضعوا النقاط على الحروف لكن نريد من بقية أهل العلم أيضاً مصارحة الدعاة الذين تأثروا ببعض المناهج بأخطائهم بهذا الطريق لا يحصل ما يعاني منه الدعاة في هذا العصر أو في هذه الأيام بالذات من اختلاف في المشارب والمناهج، باختصار أقول أن الأولى ببيان هذه الأمور هم العلماء هم الذين ينبغي أن يتصدوا لها ويرجع إليهم وأيضا هذا لا يمنع أن يبين طلاب العلم الآخرون ما اتضح لهم من الحق بعد أن يرجعوا إلى أهل العلم ويسألوهم عنه وأما تصدي بعض من لا يحسن الرد أو البيان الذي ربما يضعف في حالة وجوب القوة أو يشتط في حال وجوب استعمال الحكمة والهدوء أرى أن مثل هؤولاء لا يتصدون لتـقييم أعمال الناس لأن هذا الأمر في الحقيقة يحتاج إلى وقفه وإلى فهم وادراك ووعي
أعود وأقول وأكرر لا يعني هذا أن طالب العلم الصغير لا يبين ما اتضح له وإنما عليه أن يبين الحق بدليله ولا تأخذه في الله لومة لائم لكن أقول بعد أن يرجع إلى أهل العلم وأن يقاوم كل تيار يخالف منهج السلف غضب الناس أم رضوا لكن بالحكمة والموعظة الحسنة إن استدع الأمر التصريح صرح وإن تطلب الأمر التلميح لمح إن تطلب الأمر التعريض عرض على قاعدة النبي صلى الله عليه وسلم ( ما بال أقوام ) ويتخذ لكل موقف ما يناسبه.)) انتهى من شريط״ السلفية ليست بدعة״ و الذي قام بتفريغه الاخ أبو مازن السلفي جزاه الله خيرا. (منتديات البيضاء العلمية)
وبعد هذا النقل المبارك من كلام أئمتنا الفضلاء في بيان وتقرير أن رد طلاب العلم على المخالف إذا كان مبني على الحجة والبرهان والأدلة السنية السلفية فهو حجة وسلطان على من خالفه
واعلم رحمك الله (2) أن خير من شارك العلماء في نشر العلم وتبليغه وإسماع الناس إياه هم طلاب العلم يستطيعون أن يصلوا إلي مالم يصل إليه العلماء من أماكن ومن عموم الناس ويوفق الله منهم من يوفق فيفهم الدعوة إلى الله ويصير مرجعا للناس في الأماكن النائية ومقدما فيهم
فهذا الصنف من طلاب العلم نبشره بأنه شريك للعلماء الربانيين في تعليمهم ودعوتهم ونشرهم للخير وأنهم يعتبرون سفراء أهل العلم بين الناس فلا يجوز التهوين من أمرهم والطعن فيهم ورميهم بالعظائم والتزهيد في علمهم المبني على الكتاب والسنة، وأقل شيء أن نقول لمن لم يقوم بعملهم ولم يسد الثغرة التي سدوها ولم يسع سعيهم أن يشكر سعيهم وينصرهم ويشجعهم على المواصلة والجد في ميدان نشر السنة ونصرتها والدفاع عن أهلها وحمايتها من أهل البدع والضلال .
قال فضيلة العلامة د. ربيع بن هادي بن عمير المدخلي حفظه الله في شريط سبيل النصر والتمكين :
((فأنا أنصح - الآن - ، هناك لهجة تمزق السلفيين : هذا " متشدد " ، هذا " متساهل " ، ويبثها أهل البدع ليضربوا السلفيين بعضهم ببعض ، فأنا أنصح السلفيين في كل مكان : أن يدرسوا منهج السلف ومواقف السلف لتجتمع كلمتهم على هذا المذهب ، ويتركوا التنابز بالألقاب والقيل والقال فيما بينهم ، ويتفقوا : أن يقفوا جميعًا صفًا واحدًا في مواجهة البدع بالحجة والبرهان والعلم والبيان .
وأنا أعرف - الآن - : أن هناك أناسا يطعنون في أهل المدينة ، فأنصح الجميع : أن يتقوا الله - تبارك وتعالى - ، وأن الإسلام لا يطلب منا : أن نصب الناس كلهم في قالب واحد ، فإذا صدع بالحق شجعه - يا أخي - ولاتخذله ، وإذا رأيت أخاك ضعيفًا فاصبر عليه .
( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير ) .
إذا كنت مؤمنًا ضعيفًا لا تخذل أخاك ، وإذا كان هذا مؤمنًا قويًا فلا يحطم أخاه الضعيف ، فليتماسكوا وليجعلوا من أنفسهم جماعة واحدة ويتركوا الكلام هذا ويحسموا هذا الباب .
فأنا أنصح الجميع : أن يتقوا الله ، وأن يتآخوا ويتعاونوا على البر والتقوى ، ومن كان قويًّا يقول بالحق فلا يُعارَض ، يشجع ولا يوصم بالتشدد ، فإن هذا أعظم فرصة لأهل البدع ، كلمة واحدة قالها بعض المشايخ في إنسان مجاهد يدعو إلى الله ويبين ، تعلقوا بها وضربوا بها الدعوة السلفية ، فالعبارات التي تسقط من بعض الإخوان " متساهل " أو " متشدد " تُترَك ، إذا كان أخوك يدعو وعنده شيء من الضعف فلا تخذله ولا تحطمه ، وإذا تشجع أخوك وقال كلمة الحق وصدع بها ؛ فلا تفت من عضده .)) انتهى ( فتاوى فضيلة الشيخ ربيع المدخلي ط دار الإمام أحمد ص175 )