المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما حكم أخذ الإجازات عن طريق النت ؟ هل نطلب العلم عبر النت ؟



أم ريان السلفية
13-Sep-2010, 12:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





سئل الشيخ صالح السحيمي -حفظه الله -






يقول : في بلادنا لا يوجد فيها مشائخ نطلب عليهم العلم لكن يتم الطلب عن طريق الإنترنت يقول : فأحد المشائخ كذا خصص درساً في الأسبوع لأهل مدينتنا عبر النت ويشرف على الإختبارات التي يعطيها مراقب ويعطي في آخر الكتاب إجازة ، يسأل عن حكم هذه الطريقة ؟



الثاني يقول : في بلدنا لا يوجد فيها علماء سنّة وإنما بعض فرق أهل البدع فما توجيهكم لنا في طلب العلم ؟ هل نطلب العلم عبر النت ؟







الجواب :






تكاثرت الضباء على خِراشٍ فما يدري خراش ما يصيد .

مواقع الإنترنت أغلبها زبالة - أغلبها - وإن ادُّعي في بعضها العلم ، والذي أحثك عليه يا عبد الله إذا لم تجد أحداً من طلبة العلم والمشايخ لا بأس أن تتحرى المواقع الخيرة التي لا يُنشر فيها إلا الخير والتي يُعلِّم فيها المشايخ
- وبعض أهل العلم يقول : لا تقل مشائخ ، لا تهمز المشايخ ، والأمر فيه سعة يعني ، قد تُجمَع على مشائخ أو مشايخ بالياء و بالهمزة لكن البعض يثير دعابة يقول : لا تهمز المشايخ -

الشاهد أن الأخذ عن طريق الإنترنت والإجازة على ذلك أنا لا أرى أن هذا صحيحاً لكن كونك تستفيد من المواقع النظيفة مثل مواقع مشايخنا ، موقع الشيخ ابن باز
موقع الشيخ ابن عثيمين
وموقع الشيخ الألباني
مواقع مشايخنا الكبار وتأخذ عن طلبة العلم الذين يسيرون على نهجهم لا بأس بالأخذ لكن كونك تُجاز عن طريق الإنترنت تُعطى إجازة هذا أنا أرى أنه شيء فيه تكلف وفيه أخطاء


وما الذي يدريه عنك عندما يعطيك إجازة ماذا هظمت ؟ وماذا قرأت؟ وماذا سمعت ؟ وماذا استفدت ؟ فالإجازة عن طريق الإنترنت أرى أنها غير صحيحة .. نعم



أما المسألة الثانية وهي الأخذ عن المبتدعة لا تجوز
لا يجوز الأخذ عن المبتدعة
إجتهد في الأخذ عن أهل السنة وهم كثر ولله الحمد والمنة لا يحتاج أن تأخذ عن المبتدعة حتى ولو عن طريق المواقع النظيفة كما قلت أو عن طريق الأشرطة أو عن طريق الكتب أو عن طريق الزيارة والهجرة ونحو ذلك
كل ذلك ينفعك الله به ، لكن الغاية لا تبرر الوسيلة ، بعض الناس يقول : هذا الشخص وإن كان مبتدعاً آخذ عنه !

كان الصحابة إذا سمعوا المبتدع يضعون أصابعهم في آذانهم خشية أن يؤثروا عليهم وجاء رجلان لمحمد بن سيرين رحمه الله تعالى من كبار التابعين ، فجاءه اثنان من المبتدعة فقالا : يا أبا بكر نريد أن نقرأ عليك آية من كتاب الله
قال : ولا آية
قالوا : فحديثاً من أحاديث رسول الله
قال : ولا حديث ووضع أصبعيه في أذنيه وقال : إما أن تقوما أو أقوم أنا
قال له أحد الحضور : يا أبا بكر هلاّ سمعت منهما آية أو حديثاً ؟
فقال : أخشى أن أسمع شيئاً من بدعهما فتقر في قلبي .

فإذا كان هذا حال هذا التابعي الجليل يخشى من المبتدعة ومن أن تؤثر شبههم عليه فكيف بنا بعد قرون ؟

وكان السلف إذا مروا بأهل الغناء وضعوا أصابعهم في آذانهم
الآن عندنا مفتون يبيحون الغناء من دجلهم وسفاهتهم ويُنسَبون إلى العلم وهم أجهل من حمر أهلهم ولذلك استغلها البعض من المارقين والإباحيين واستغلها من استغلها الآن وزعم وصار يبجل أصحاب هذه الفتوى ويمدحهم ويثني عليهم ويصفهم بأنهم علماء الأمة ويقول هذا من أنواع عدم الإقصائية ومن تنويع الإنفتاح وهو انفتاح فعلاً ، انفتاح على الغرب

فالقضية يا إخوان خطيرة جداً ينبغي للمسلم أن يتورع وأن يعرف عمن يأخذ دينه

ولله الحمد لسنا بحاجة إلى الأخذ عن المبتدعة ولا عن أشرطتهم فالإسلام بخير وعلماء الإسلام موجودون ولله الحمد والمنة ، الذين ينفون عن كتاب الله جل وعلا تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ليسوا بقلة بل هم كثرة ولله الحمد والمنة فينبغي للمسلمين أن يهتموا بالأخذ عن أهل السنة وأن يبتعدوا عن أهل البدع مهما كثر علمهم .



طيب هناك مسألة : لو قال قائل : فما بالك بمن يأخذ عن بعض العلماء الذين وُجدت عندهم بعض الهفوات والزلات وقد تكون زلات في العقيدة من أمثال الحافظ النووي رحمه الله والحافظ ابن حجر رحمه الله ومن في منزلتهم ؟



والجواب من ثلاثة وجوه :
الوجه الأول : أننا نترحم عليهم ونحترمهم ونُجلُّهم ونجل علمهم
والوجه الثاني : أنهم ما عُرفوا بأنهم دعاة ضلالة أو دعاة بدعة وإنما وُجدت عندهم زلات وهفوات ولذلك نبهوا على مسائل كبار تخالف منهج الأشاعرة التي ينتمون إليها في الأصل بل هم فيها على منهج أهل السنة ، مثل تنبيههم على زيادة الإيمان ونقصانه وتنبيههم على أنه أول واجب على المكلَّف هو التوحيد ونحو ذلك
وما وُجد إنما هي زلات ، نعم زلات العلماء خطيرة

والوجه الثالث : أنه مع أخذنا عنهم واستفادتنا من كتبهم فإن العلماء قد نبهوا على ما في تلك الكتب من هفوات


ثم أؤكد على المسألة الأولى وهو أنهم ليسوا دعاة ضلالة وليسوا دعاة بدعة فمن كان على منهجهم وعنده بعض الهفوات يمكن أن يؤخذ عنه لكن على تحفظ والواجب على المسلم أن يتحرى دائماً العلماء الربانيين الذين ليس عندهم شيء من ذلك ..نعم