المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يكون الولاء والبراء في المعاملة مع اليهود والنصارى لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
20-Sep-2010, 01:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

كيف يكون الولاء والبراء في المعاملة مع اليهود والنصارى لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله


السؤال :
كيف يكون الولاء والبراء في المعاملة مع اليهود والنصارى حيث إن هناك أحاديث وآيات تشير إلى معاملتهم بحسن الجوار والإحسان والصدق في التجارة وغير ذلك ؟



الجواب :
نعم هناك آيات في الولاء والبراء كثيرة وشديدة جهلها كثير من المسلمين ، حتى بعض الدعاة والكُتاب يجهلون هذه المعاني أو يتجاهلونها (( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ءابآءهم أو أبنآءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم )) [ المجادلة : 22 ] .
(( يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أوليآء بعضهم أوليآء بعض ومن يتولّهم منكم فإنه منهم )) [ المائدة : 51] .
فالتولي هو الحب والمودة والنصرة ، أما المعاملات التجارية ـ وأنت تبغضه ـ فلا ضير فيها .
كان يأتي الأقباط والأنباط إلى المدينة ، ويأتي اليهود للتجارة ، والرسول صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي ، وتعامل معهم في خيبر على شطر ما يخرج منها .
فالمعاملة في أمور الدنيا مع كونك تبغضه في الله وتتقرب ببغضه إلى الله ، لكن في هذه المعاملة لا يجوز أن تظلمه ، لأنه لا يجوز أن تظلم مسلما ولا كافرا ، فالظلم حرام في الشرائع كلها ، ولا سيما في شريعة الإسلام ، فإذا كان بينك وبينه عهد يجب أن تفي به ، وإذا كان في ذمتنا يجب أن نفي بهذه الذمة ، لكن مع البغض لأعداء الله ، لأنهم أعداء الله يجب أن تبغضهم و " أوثق عرى الإيمان الحب في الله عز وجل والبغض في الله ".
وقال الله ـ تبارك وتعالى ـ (( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ـ إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون )) [ الممتحنة : 8 ـ 9 ] .
فهذه الآية تفصل بين الموالاة وبين البر والإحسان ، إذا كان هذا العدو يهوديا أو نصرانيا مشركا لم يؤذك في دينك ولا في دنياك وهو مسالم ، فلا مانع أن تبره وتقسط إليه بالعدل والبر والإحسان إليه ، وينبغي أن تكون نية المؤمن بهذا الإحسان وبهذا البر أن يخرجه من حظيرة الكفر إلى حظيرة الإسلام .
وأما المحبة والمودة فهذه من تولي أعداء الله ، وقد يخرجه هذا التولي لأعداء الله إلى الكفر بالله ، كما يقول سبحانه : (( ومن يتولهم منكم فإنه منهم )) [ المائدة : 51 ] .



المصدر :
فتاوى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله [ ج 1 ص 322 ] .