المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يسود بين كثير من الشباب نوع من التنافر والتدابر ، فهل من نصيحة للجميع ؟ لفضيلة الشيخ زيد المدخلي



أبو أنس بشير بن سلة الأثري
21-Sep-2010, 11:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يسود بين كثير من الشباب نوع من التنافر والتدابر ، فهل من نصيحة للجميع ؟ لفضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله
السؤال :
هذه مجموعة من الأسئلة تدور حول محور واحد خلاصتها : يسود بين كثير من الشباب نوع من التنافر والتدابر ، فهل من نصيحة للجميع للحرص على الأخوة والألفة وحسن الظن والخلق في التعامل مع الوالدين والعلماء والناس أجمعين ؟
الجواب :
شريعة الإسلام تدعو إلى التآلف والتآخي بين المؤمنين لما في ذلك من تحقيق المصالح الدينية والدنيوية، وتنهى عن التدابر والتهاجر ونحوهما لما في ذلك من المفاسد الدينية والدنيوية . وأنّ الواجب الإلتزام بهذا الأصل حتى يحصل السبب المسوغ للهجر والفرقة ، وحينئذ يكون الهجر والفرقة الصادرة من أهل السنة والجماعة لأهل الأهواء طاعة ؛ لأن أوثق عرى الإيمان " الحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله " قال ـ تبارك وتعالى ـ : (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )) [ الحجرات : 10 ] .وقال عزّ شأنه : (( يا أيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم )) ـ والسخرية : الإحتقار وعدم القيام بالحقوق ـ (( عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم )) أي : لا يعب بعضكم بعضا (( ولا تنابزوا بالألقاب )) [ الحجرات : 11 ] . إلى غير ذلك من التوجيهات القرآنية ، والنبي الكريم عليه الصلاة والسلام يقول :" المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ... كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " ثم إنه لا يليق بالمسلمين أن تكون أخوتهم مجرد كلام وابتسام مع مخالفة ما في القلوب لما تنطق به الألسنة ، بل يجب أن تكون أخوتهم صادقة في الظاهر والباطن ، ولا يحمل الأحقاد أخ مؤمن لإخوانه المؤمنين ، وإن حصل بينهم ما حصل من مخالفات في حظوظ النفس أو حظوظ الدنيا فإنها لا تخوّل له أن يحقد على إخوانه المسلمين ، أو يبغضهم ، أو يسيء بهم الظنون ، بل يجب أن يكون مخلصا في الأخوة وصادقا فيها حتى تجتمع القلوب وتأتلف على الحق .
وهناك شيء آخر يجلب العداوة ويجلب الفرقة وهو البدع ، إذا انخرط بعض الشباب في البدع المضلة ، وتأثروا بأصحاب الأهواء الذين خالفوا منهج السلف في قليل أو كثير ، فترى من كان قائما على منهج السلف يبغضهم وهم يبغضونه ، ويهجرهم وهم يهجرونه ، هذا من الأسباب التي سببت الفرقة بين الشباب ، وجود البدع في بعض الشباب ، قلّدوا فيها غيرهم ، وائتموا فيها بأهل الأهواء ، وبقيت الطائفة المتمسكة بالكتاب والسنة ومنهج السلف على الحق ، فنشأت العداوة بين الطائفتين ، فعداوة صاحب الحق لصاحب الباطل حق لا ينكر ، مع بذل النصيحة والدعوة له بحسب الإمكان ، والوصل مشروع للمبتدع عند إرادة مناظرته كي يرجع إلى رحاب الحق أو تقوم عليه الحجة بأدلة الكتاب والسنة ، لأن إقامة الحجة على المبتدع نوع من أنواع الجهاد له كما فعل ابن عباس رضي الله عنهما مع الخوارج .
وإذا كان الأمر كذلك فلا غنى لطلاب العلم عن أكابر العلماء والأشياخ الذين قضوا مدة طويلة في العلم والتجربة الدعوية .
هذا وليعلم : أن الفرقة مقرونة بالبدعة ، والألفة مقرونة بالسنة ، فأهل السنة متآلفون وإن حصل بينهم شيء من الخلاف فإنهم لا يصلون إلى حد التقاطع والتهاجر وتمني زوال النعمة عن الغير أبدا . نعم قد يحصل بين الإخوة الناهجين نهج السلف والسالكين مسلك الحق شيء من الخلاف والخصومة لأنهم ليسوا معصومين ، لكن لا يؤثر على إخوتهم ولا تدوم هذه الفرقة كما تدوم بين سني وبدعي من غابر الأزمان إلى يومنا هذا ، فهذا هو شرح لهذه القضية في حدود ما عندي من علم .
أما عن عدم احترام العلماء فلا يصدر من صاحب سنة ، بل يصدر من أهل الأهواء والبدع ، وعدم احترام الحكام المسلمين في الأرض لا يصدر إلا من أهل البدع وعلى رأسهم الخوارج ، و الإحتقار للوالدين وللأقارب والأصحاب لا يصدر إلا من صاحب بدعة وصاحب غلو وتطرّف أعمته هذه المعاصي عن طريق الحق ، فطفق يضع الأشياء في غير مواضعها ، وطريق الخلاص حسب علمي طلب العلم الشرعي بالنية الصادقة والتعقل لمعانيه والسكينة والوقار ، فإن من سلك هذه المسالك أي : يطلب العلم وهو صاحب سكينة وصاحب وقار ، وصاحب صدق مع الله ، وصاحب إخلاص لربه هداه الله ـ تبارك وتعالى ـ لمعرفة الحق والعمل به والحياة في ظله فنعم الظل الظليل .
ومن اتبع الشيطان وتحمّس حماسا يخرجه عن دائرة الحق والصلاح والإصلاح ضلّ عن سواء السبيل ، وأضلّ غيره فحمل الوزر الثقيل . والله أعلم بالظاهر والباطن والحقير والجليل .
المصدر :
المجموع الأصيل لتوضيح العقائد بالتفصيل
الشرح لفضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله [ ص : 153 ] .
نقل من شبكة سحاب

أبو أنس بشير بن سلة الأثري
21-Sep-2010, 11:24 PM
وأقول تتمة للفائدة التي نبهنا عليها شيخنا ووالدنا الفقيه العلامة زيد محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
وهناك أيضا شيء آخر يجلب العداوة ويجلب الفرقة بين الشباب ، بل حتى بين المشايخ الفضلاء وطلاب العلم الأذكياء البطانة والاتباع وعدم التثبت في أخبار النقلة وهذا الداء خفي وسم في العسل ،وربما يشاركون الأخوة في تصويب في بيان عوار هذا الداء
وليكن في علم معشر أهل السنة والحديث أن هذا الداء ليس وليد اليوم ،وإنما يرجع أمره إلى عهود ماضية فعلينا بمعرفة سير القوم لأن ما من معضلة وحادثة إلا وتجد في عصور سلفنا ما كان مثلها ولله الحمد والتوفيق
قال العلامة الناصح الأمين الشيخ الفقيه محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله في كنزه المنشور المقسوم بين اهل السنة والرحمة (الإبانة عن كيفية التعامل مع الخلاف بين أهل السنة والجماعة) ط دار الإمام ملك ص 271 ـ272
((عواقب كلام أهل الجرح المبني على نقل مكذوب
لايخفى على العقلاء أن التثبت في النقل امر مهم فمتى تكلم العالم بدون تثبت وتبين فتح باب شر خصوصا إذا كان الكلام قدحا ظاهرا في المقدوح فه وعلى سبيل المثال ك ما قاله المروذي في ترجمة حميد بن الربيع الخزاز (تاريخ بغداد) 8 / 165 (سألت أبا عبد الله عن حميد الخزاز قال كنا نزلنا عليه أنا وخلف أيام أبي أسامة وكان أبو أسامة يكرمه قلت يكتب عنه قال أرجو وأثنى عليه قلت إني سألت يحيى عنه فحمل عليه حملا شديدا وقال رجل سرق كتاب يحيى بن آدم من عبيد بن يعيش ثم ادعاه قلت يا أبا زكريا أنت سمعت عبيد بن يعيش يقول هذا قال لا ولكن بعض أصحابنا أخبرني ولم يكن عنده حجة غير هذا فغضب أبو عبد الله وقال سبحان الله يقبل مثل هذا عليه يسقط رجل مثل هذا قلت يكتب عنه قال أرجو)
وذكرالذهبي في السير 14 /379 ـ380 (قال الحاكم: وحدثني عبد الله بن إسحاق الانماطي المتكلم قال: لم يزل الطوسي بأبي بكر بن خزيمة حتى جرأه على أصحابه، وكان أبو بكر ابن إسحاق وأبو بكر بن أبي عثمان يردان على أبي بكر ما يمليه، ويحضران مجلس أبي علي الثقفي، فيقرؤون ذلك على الملا، حتى استحكمت الوحشة.
سمعت أبا سعد عبدالرحمن بن أحمد المقرئ، سمعت ابن خزيمة يقول: القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله غير مخلوق، ومن قال: شئ منه مخلوق.
أو يقول: إن القرآن محدث، فهو جهمي، ومن نظر في كتبي، بان له أن الكلابية لعنهم الله كذبة فيما يحكون عني بما هو خلاف أصلي وديانتي، قد عرف أهل الشرق والغرب أنه لم يصنف أحد في التوحيد والقدر وأصول العلم مثل تصنيفي، وقد صح عندي أن هؤلاء الثقفي، والصبغي، ويحيى بن منصور كذبة، قد كذبوا علي في حياتي، فمحرم على كل مقتبس علم أن يقبل منهم شيئا يحكونه عني، وابن أبي عثمان أكذبهم عندي، وأقولهم علي ما لم أقله.
قلت: ما هؤلاء بكذبة، بل أئمة أثبات، وإنما الشيخ تكلم على حسب ما نقل له عنهم.
فقبح الله من ينقل البهتان، ومن يمشي بالنميمة.)) انتهى

أبو خالد الوليد خالد الصبحي
23-Dec-2010, 06:20 PM
بوركت ووفقك الله لما يحبه ويرضاه