المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحقيقة في إظهار فضائل الصديقة والرد على افتراءات الروافض المختلقة



أبو بكر يوسف لعويسي
16-Oct-2010, 11:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المستحق لكمال النعوت والصفات ، المُسَبَح بصنوف اللغات ، المحمود على جميع الأفعال والحالات، مسهل ما صعب من الأمور الكائنات ، الواعد بنصر المؤمنين والمؤمنات ، المدافع عنهم بالحجج البينات ، والآيات القاطعات ، أحمده على ترادف نعمه السابغات وترافد مننه السائغات حمدا دائما على ممر الأوقات والساعات .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة منزهة عن الشك والشبهات؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم استخرجه من أشرف الأباء والأمهات ؛ وابتعثه بالمعجزات البالغات؛ والآيات والحجج الواضحات ؛وختم به النبوة والرسلات ، وخصه بأفضل النساء والزوجات ، وشرفه بتحريمهن على المؤمنين بعد الوفاة والممات ، وأنزل في ذلك الآيات البينات ، فأضاء بنور رسالته حنادس الظلم والظلمات ، وانجلى بشمس مقالته سحاب الكفر والغوايات ، وأعز دينه بأصحابه وأهله الذين هم لأمته كالنجوم السائرات ، فصلى الله عليه وعليهم أفضل الصلوات ، وعلى أزواجه الطيبات الطاهرات المنزهات ؛ عن قول أهل الإفك المبرآت وأخص منهن أحب الحبيبات إلى رسول رب الأرض والسماوات ، وسلم كثيرا إلى يوم الدين ونشر العظام الباليات .
الحمد لله الذي إذا أراد إظهار فضيلة هيء لها الأسباب ، وامتحن بها الخصوم والأحباب ، وجعل عاقبتها العلو والشرف بالنصر والذكر الحسن بين أولي الألباب ، ومن ذلكم فضائل أمنا عائشة كاملة الأخلاق والآداب ، المبرأة عن كل بهتان من كل أفاك كذاب ، فجعل من يلمزها ويطعن فيها بالسباب ، ليوقظ بذلك قرائح النائمين من أبنائها الشيوخ والشباب ، فيهبوا لنصرتها والدفاع عنها بالحق والصواب ، ليرفع بذلك ذكرها ويثّبت أجرها الملك الوهاب ، فله الحمد أن جعل في هذه الأمة بقايا من أهل العلم أولي الألباب ، على منهج الحق سبيل السلف الصالح وكل رباني أواب يرمون كيد كل كائد بالنيّر من الشهاب ، ويكشفون مكر كل ماكر مرتاب ، ويفنذون شبه كل مبتدع ضال بالعمى والخبل مصاب ، ويبصرون كل بار بأمه محب ، ولربه أواب .
أما بعد :
لقد امتحنتأمنا عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها محنة عظيمة طال أمدها،وتجدد زمنها، ولكن جاءت العاقبة حميدة والنصرة لها في كل وقت متجددة ،فالحمد لله على نعمه العديدة ..
فقد اتهمت هذهالعفيفة الطاهرة الشريفة ، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرضها وشاعت التهمة في شرفها ، وصارتالألسن من المقبوحين والمنبوحين من المنافقين من شيعة أبي بن سلول تلوكها وعبر التاريخ تشيعها ، ولم ينقطع دابر هذه الفتنة إلى يوم الناسِ ؛ جاء بها الروافض الأنجاس الأرجاس ، وكلما خرج قرنا منها إلا وتصدى له أهل العلم الأكياس ؛ من أهل السنة من أبنائها ومحبيها فبينوا عوارها وكشفوا إفكها وزيفها ، وها هي اليوم تعود يجرها خبيث عنودٌ ، ياسرٌ خاسرٌ لدود ، وقد نبت قرنها على رأسه من جديد ، فالويل له من يوم الوعيد ، فالذي تولى كبره له عذاب أليم شديد ، وهاهم أهل الحق من العلماء الربانيين ، وطلبة العلم السلفيين تصدوا لها فكسروا قرنها إلى غير رجعة – إن شاء الله – فقد بان الحق جليا ، واضمحل باطل الرفض موليا ، وغيرة مني على عرض أمي ، أحببت أن أساند إخواني فهمهم همي ، وأشد عضدهم بالدفاع عن عرض النبي الأمي ، وأحب الخلق إليه أمي ، الطاهرة العفيفة الحصينة الشريفة ، لعلي أحشر في زمرتهم ، وأنسب إليهم ، فالمرء يحشر مع من أحب قولا وفعلا ولسبيلهم طلب ، يوم يتبع كل إنسان إمامه ومن كان على شاكلته ،فاللهم ارزقنا حب الرسول وآل بيته ووفقنا لأداء حقوقهم علينا وحقوقه ..وهذا أقل ما نستطيعه ، وإلا فالموت أحب إلينا من الحياة في سبيل الذب عنهم ..
وإني في هذه الرسالة أذكر نسبها ، وزواجها منه صلى الله عليه وسلم ، وفضائلها ، ثم أذكر قصة الإفك وما فيها من الشر للمنافقين ، والخير للمؤمنين ، مما سطره أهل الحق من أهل العلم أتباع السلف الصالح قديما وحديثا ، ثم أذكر حكم من قذفها بعد علمه بما نزل في حقها من القرآن الكريم وأخيرا أسأل الله التوفيق والاستعانة فيما توخيت من الإبانة عن أصل من أصول الديانة ،إنه ولي ذلك وهو على كل شيء قدير .
نسبها :
أبوها: أبو بكر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A8%D9%83%D8%B1) بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بنتيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بنمدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أمها : أم رومان بنت عامر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%85_%D8%B1%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A8 %D9%86%D8%AA_%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%B1) بن عمير بن ذهل بن دهمان بن الحارث بن تيم بنمالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بنعدنان.
قال الحافظ بن حجر رحمه الله في الإصابة [ج8/ 16-20] عائشة بنت أبي بكر الصديق تقدم نسبها في ترجمة والدها عبد الله بن عثمان رضي الله عنهم وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية ولدت بعد المبعث بأربع سنين أو خمس .وانظر الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر [ج2/108-110] وطبقات ابن سعد [ج 8/ 58- 81] وأسد الغابة في معرفة الصحابة [1/ 1383- 1385] وغيرها كثير .
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء لذهبي [ج2/ 135] "القرشية التيمية، المكية، النبوية، أم المؤمنين، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، أفقه نساء الامة على الاطلاق" .
تاريخ ولا دتها ومكان إزدايدها .. وكانت عائشة ولدت [ بمكة ] ، وذلك في السنة الرابعة من النبوة في أولها، وتزوجها رسول الله في السنة العاشرة في شوال وهي يومئذ بنت ست سنين. الطبقات الكبرى [ج8/79] .
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح [ج7/ 143]: وكان مولدها في الإسلام قبل الهجرة بثمان سنين أو نحوها .
وقال الذهبي في السير :[ج2/139]:وعائشة ممن ولد في الإسلام ، وهي أصغر من فاطمة بثماني سنين .
وكانت تقول: لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين. وذكرت أنها لحقت بمكة سائس الفيل شيخا أعمى يستعطي.وكانت امرأة بيضاء جميلة.ومن ثم يقال لها: الحميراء.
ففي صحيح ابن حبان برقم [ 6868] - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا ابن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير : أن عائشة رضي الله عنها قالت :" لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم طرفي النهار بكرة وعشيا".
تنبيه مهم : قال ابن القيم في المنار المنيف 89 – [1/ 60] وكل حديث فيه يا حميراء أو ذكر الحميراء فهو كذب مختلق مثل : << يا حميراء لا تأكلي الطين فإنه يورث كذا وكذا..>>.
وقال الذهبي في السير [2/ 167] بعد إيراده الأثر : وقد قيل: إن كل حديث فيه: يا حميراء، لم يصح.
قال شعيب الأرناؤوط محقق الجزء الثاني من السير : في هذه الكلية نظر، فقد أخرج النسائي في " عشرة النساء " ورقة [ 75 / 1 ] من حديث يونس ابن عبد الاعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرني بكر بن مضر، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: دخل الحبشة المسجد يلعبون، قال لي:<< يا حميراء، أتحبين أن تنظري إليهم ؟ >> فقلت: نعم، فقام بالباب، وجئته، فوضعت ذقني على عاتقه، فأسندت وجهي إلى خده، قالت: ومن قولهم يومئذ: أبا القاسم طيبا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:<< حسبك >> قلت: يا رسول الله لا تعجل، فقام لي ثم قال:<< حسبك >> فقلت: لا تعجل يا رسول الله، قالت: وما بي حب النظر إليهم، ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه.
قال الحافظ في " الفتح " [ 2 / 355]: إسناده صحيح، ولم أر في حديث صحيح ذكر الحميراء إلا في هذا، وقال الزركشي في المعتبر[2 / 19، و 1 /20] وذكر لي شيخنا ابن كثير، عن شيخه أبي الحجاج المزي أنه كان يقول: كل حديث فيه ذكر الحميراء باطل إلا حديثا في الصوم في سنن النسائي.
قلت: وحديث آخر في النسائي...دخل الحبشة المسجد...وذكر الحديث السابق.
وهو في الصحيحة للشيخ الألباني برقم [ 3277] (يا حُمَيراءُ! أتحبِّينَ أن تنظُرِي إليهم؟! يعني: إلى لعِبِ الحبشةِ ورقصِهم في المسجدِ).
أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/307/ 8951)، والطحاوي في"مشكل الآثار" (1/117) قالا: أنا يونس بن عبدالأعلى قال: أنا ابن وهب قال: أخبرني بكر بن مُضر عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: دخل الحبشةُ المسجدَ يلعبون، فقال لي: (فذكره)... >>.
قلت: [ أي الشيخ الألباني ] وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير يونس بن عبد الأعلى، فهو على شرط مسلم وحده. وقال الحافظ في "الفتح " (2/444)- بعدما عزاه للنسائي وحده-:"إسناده صحيح، ولم أر في حديث صحيح ذكر (الحميراء) إلا في هذا".
وعقب عليه بعضهم بحديث آخر في الصوم ، كما كنت نقلته في "آداب الزفاف " (ص 272).وكان ذلك قبل طبع "السنن الكبرى" للنسائي، فافترضت يومئذٍ أن الحديث الآخر فيه، والآن وقد طبعت هذه "السنن "، ولم أجد الحديث فيه، كما لم أجده من قبل في "الصغرى"- وهي المسماة ب "المجتبى"-؛ فقد غلب على ظني خطأ هذا البعض، وأنه اشتبه عليه بحديث الترجمة ، ولا سيما وأحفظ الحفاظ- وهو العسقلاني- ينفي ذلك، وهو متأخر عن ذاك البعض؛ والله أعلم.
زواجه صلى الله عليه وسلم من عائشة وأنه كان بوحي من الله :
ففي صحيح البحاري برقم [3895] حدثنا معلى حدثنا وهيب عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لها ( أريتك في المنام مرتين، أى أنك في سرقة من حرير ، ويقال هذا امرأتك فاكشف عنها فإذا هي أنت فأقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه ) . وأطرافه[ 4790 ، 4832 ، 6609 ، 6610 ] .وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب في فضل عائشة رضي الله عنها رقم[2438] بلفظ قال :حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ وَأَبُو الرَّبِيعِ جَمِيعًا عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ - وَاللَّفْظُ لأَبِى الرَّبِيعِ - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أُرِيتُكِ فِى الْمَنَامِ ثَلاَثَ لَيَالٍ جَاءَنِى بِكِ الْمَلَكُ فِى سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ فَيَقُولُ هَذِهِ امْرَأَتُكَ. فَأَكْشِفُ عَنْ وَجْهِكِ فَإِذَا أَنْتِ هِىَ فَأَقُولُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ ». وابن سعد بلفظ البخاري ، وأحمد في المسند.
قلت : رؤيا الأنبياء وحي ، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه و سلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح .. البخاري كتاب بدأ الوحي [ح 03] .
عمرها يوم عقد عليها ويوم بني بها :
وفيه برقم [ 3894 ] حدثني فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : تزوجني النبي صلى الله عليه و سلم وأنا بنت ست سنين فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن خزرج فوعكت فتمزق شعري فوفى جميمة فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن فأصلحن من شأني فلم يرعني إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم ضحى فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين :أطرافه [ 4840 ، 4841 ، 4861 ، 4863 ، 4865 ]. وأخرجه مسلم في كتاب النكاح باب تزويج الأب البكر الصغيرة رقم[1422].
تاريخ زواجه منها وعمرها أنذاك :
وفي صحيح البخاري برقم [ 3896] حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال : : توفيت خديجة قبل مخرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى المدينة بثلاث سنين
فلبث سنتين أو قريبا من ذلك ، ونكح عائشة وهي بنت ست سنين ثم بنى بها وهي بنت تسع سنين.
قال ابن حجر في الفتح : [ج 7/ 265- 266] فيه إشكال لأن ظاهره يقتضي أنه لم يبن بها إلا بعد قدومه المدينة بسنتين ونحو ذلك ، لأن قوله فلبث سنتين أو نحو ذلك أي بعد موت خديجة، وقوله : ونكح عائشة أي عقد عليها لقوله بعد ذلك وبنى بها وهي بنت تسع ؛ فيخرج من ذلك أنه بنى بها بعد قدومه المدينة بسنتين؛ وليس كذلك لأنه وقع عند المصنف في النكاح من رواية الثوري عن هشام بن عروة في هذا الحديث ومكثت عنده تسعا ، وسيأتي ما قيل من إدراج النكاح في هذه الطريق وهو في الجملة صحيح؛ فإن عند مسلم من حديث الزهري عن عروة عن عائشة في هذا الحديث وزُفت إليه وهي بنت تسع ؛ ولعبتها معها ، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة .
وله من طريق الأسود عن عائشة نحوه ، ومن طريق عبد الله بن عروة عن أبيه عن عائشة تزوجني رسول الله صلى الله عليه و سلم في شوال وبنى بي في شوال .
فعلى هذا فقوله: فلبث سنتين أو قريبا من ذلك ؛ أي لم يدخل على أحد من النساء ثم دخل على سودة بنت زمعة قبل أن يهاجر ثم بنى بعائشة بعد أن هاجر، فكأن ذكر سودة سقط على بعض رواته .
وقد روى أحمد والطبراني بإسناد حسن عن عائشة قالت لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون يا رسول الله ألا تزوج؟ قال: نعم ، فما عندك ؟ قالت : بكر وثيب ، البكر بنت أحب خلق الله إليك عائشة ، والثيب سودة بنت زمعة: قال: فاذهبي فاذكريهما علي. فدخلت على أبي بكر فقال إنما هي بنت أخيه .
قال: قولي له أنت أخي في الإسلام وابنتك تصلح لي . فجاءه فأنكحه . ثم دخلت على سودة. فقالت لها أخبري أبي فذكرت له ، فزوجه .
وذكر بن إسحاق وغيره أنه دخل على سودة بمكة . وأخرج الطبراني من وجه آخر عن عائشة قالت: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر خلفنا بمكة فلما استقر بالمدينة بعث زيد بن حارثة وأبا رافع ، وبعث أبو بكر عبد الله بن أريقط وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر أن يحمل معه أم رومان ، وأم أبي بكر وأنا وأختي أسماء، فخرج بنا وخرج زيد وأبو رافع بفاطمة ، وأم كلثوم ، وسودة بنت زمعة ، وأخذ زيد امرأته أم أيمن وولديها أيمن ، وأسامة واصطحبنا حتى قدمنا المدينة ، فنزلت في عيال أبي بكر ، ونزل آل النبي صلى الله عليه و سلم عنده ، وهو يومئذ يبني المسجد وبيوته ، فأدخل سودة بنت زمعة أحد تلك البيوت، وكان يكون عندها ، فقال له أبو بكر : ما يمنعك أن تبني بأهلك ؟ فبنى بي . الحديث.
قال الماوردي الفقهاء يقولون تزوج عائشة قبل سودة ، والمحدثون يقولون تزوج سودة قبل عائشة ؛ وقد يجمع بينهما بأنه عقد على عائشة ولم يدخل بها ودخل بسودة .
قلت : وزاد ابن سعد في الطبقات : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الصداق . فأعطاه أبو بكر الصداق اثني عشر أوقية ونشأ ، وبعث بها رسول الله صلى الله عليه و سلم إلينا وبنى بي رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتي هذا الذي أنا فيه ، وهو الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت : [أي الحافظ بن حجر ] والرواية التي ذكرتها عند الطبراني ترفع الإشكال وتوجه الجمع المذكور والله أعلم .
وقد أخرج الأسماعيلي من طريق عبد الله بن محمد بن يحيى عن هشام عن أبيه أنه كتب إلى الوليد إنك سألتني متى توفيت خديجة وإنها توفيت قبل مخرج النبي صلى الله عليه و سلم من مكة بثلاث سنين أو قريب من ذلك ، ونكح النبي صلى الله عليه و سلم عائشة بعد متوفى خديجة وعائشة بنت ست سنين ؛ ثم أن النبي صلى الله عليه و سلم بنى بها بعد ما قدم المدينة وهي بنت تسع سنين . وهذا السياق لا إشكال فيه ويرتفع به ما تقدم من الإشكال أيضا ، والله أعلم .
وإذا ثبت أنه بنى بها في شوال من السنة الأولى من الهجرة قوى ذلك قول من قال إنه دخل بها بعد الهجرة بسبعة أشهر ، وقد وهّاهُ النوويُ في تهذيبه ، وليس بِوَاهٍ إذا عددناه من ربيع الأول ، وجزمه بأن دخوله بها كان في السنة الثانية يخالف ما ثبت كما تقدم أنه دخل بها بعد خديجة بثلاث سنين ، وقال الدمياطي في السيرة له : ماتت خديجه في رمضان ، وعقد على سودة في شوال ثم على عائشة ، ودخل بسودة قبل عائشة .انتهى كلامه .
قلت : وحديث خولة بنت حكيم امراة عثمان بن مظعون أخرجه ابن أبي عاصم أتم من هذا من طريق يحيى القطان عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عائشة :[ قالت لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن الأوقص امرأة عثمان بن مظعون وذلك بمكة أي رسول الله ألا تزوج ؟ قال : من؟ قالت : إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا. قال: فمن البكر ؟ قالت: بنت أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر. قال: ومن الثيب ؟ قالت :سودة بنت زمعة آمنت بك واتبعتك . قال: فاذهبي فاذكريهما علي .
فجاءت فدخلت بيت أبي بكر فوجدت أم رومان فقالت : ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة.
قالت: وما ذاك ؟ قالت : أرسلني رسول الله صلى الله عليه و سلم أخطب عليه عائشة. قالت : وددت انتظري أبا بكر فجاء أبو بكر فذكرت له فقال : وهل تصلح له وهي بنت أخيه ؟ فرجعت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم.
قال : قولي له أنت أخي في الإسلام وابنتك تحل لي. فجاء فأنكحه وهي يومئذ بنت ست سنين ثم ذكر قصة سودة .وأخرجه أحمد في المسند [ج 6/ 210- 211] وابن سعد في الطبقات [ج8/ 59] والذهبي في السير [ج2/ 149].
قلت : وإسناده حسن كما قال الحفظ بن حجر في الفتح[ج7/ 266] وأرده الهيثمي في مجمع الزوائد [ج9/225] وقال: رواه الطراني ، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة ، وهو حسن الحديث ،قال ابن حجر في التهذيب [ج9/333] :بعد أن ذكره أنه من رجال الستة وروى عنه مالك في الموطأ وأرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ.
قال الذهبي رحمه الله في السير :[ج 2/ 141-143] وكان تزويجه صلى الله عليه وسلم بها إثر وفاة خديجة، فتزوج بها وبسودة في وقت واحد، ثم دخل بسودة ، فتفرد بها ثلاثة أعوام حتى بنى بعائشة - رضي الله عنهن - في شوال بعد وقعة بدر فما تزوج بكرا سواها.
كما أخرجه ابن سعد عن الواقدي عن أبي الرجال عن أبيه عن أمه عمرة عنها [رضي الله عنه ] قالت :<< أعرس بي على رأس ثمانية أشهر >>، وقيل في السنة الثانية من الهجرة .
قلت : وفيه الواقدي وهو ضعيف ، وقال الزبير بن بكار: تزوجها بعد موت خديجة قيل بثلاث سنين .
قال أبو عمر [بن عبد البر] وابتني بها بالمدينة وهي ابنة تسع لا أعلمهم اختلفوا في ذلك وكانت تذكر لجبير بن مطعم ..
قلت:[أي ابن حجر ] أخرجه بن سعد من حديث ابن عباس بسند فيه الكلبي، وأخرجه أيضا عن ابن نمير عن الأجلح عن ابن أبي مليكة قال: قال أبو بكر كنت أعطيتها مطعما لابنه جبير فدعني حتى أسلها منهم فاستلبثها.
قلت : وحتى لايخلف أبو بكر رضي الله عنه الوعد مع جبير بن مطعم ذهب إليهم واستوضح منهم الأمر؛ فلم يجيبوه لذلك فرجع مطمئنا، وزوجها رسول الله، ذكر الذهبي في السير [ج2/ 149] في حديث خولة بنت حكيم وقد مر معنا قريبا وفيه:<<...فقام أبو بكر ، فقالت لي أم رومان: إن المطعم بن عدي كان قد ذكرها على ابنه ، ووالله ما أخلف وعدا قط. قالت: فأتى أبو بكر المطعم.
فقال ما تقول في أمر هذه الجارية ؟ قال: فأقبل على امرأته، فقال: ما تقولين ؟ فأقبلت على أبي بكر، فقالت: لعلنا إن أنكحنا هذا الفتى إليك تدخله في دينك ! فأقبل عليه أبو بكر، فقال: ما تقول أنت ؟ قال: إنها لتقول ما تسمع.
فقام أبو بكر وليس في نفسه من الموعد شئ، فقال لها: قولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فليأت.فجاء، فملكها.قالت: ثم انطلقت إلى سودة، وأبوها شيخ كبير.وذكرت الحديث. وإسناده حسن كما قال الحافظ في " الفتح " [ 7 / 176].
وفي صحيح مسلم برقم [3544 ] حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ قَالَ وَجَدْتُ فِى كِتَابِى عَنْ أَبِى أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ تَزَوَّجَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِسِتِّ سِنِينَ وَبَنَى بِى وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ. قَالَتْ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَوُعِكْتُ شَهْرًا فَوَفَى شَعْرِى جُمَيْمَةً فَأَتَتْنِى أُمُّ رُومَانَ وَأَنَا عَلَى أُرْجُوحَةٍ وَمَعِى صَوَاحِبِى فَصَرَخَتْ بِى فَأَتَيْتُهَا وَمَا أَدْرِى مَا تُرِيدُ بِى فَأَخَذَتْ بِيَدِى فَأَوْقَفَتْنِى عَلَى الْبَابِ. فَقُلْتُ هَهْ هَهْ. حَتَّى ذَهَبَ نَفَسِى فَأَدْخَلَتْنِى بَيْتًا فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقُلْنَ عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ. فَأَسْلَمَتْنِى إِلَيْهِنَّ فَغَسَلْنَ رَأْسِى وَأَصْلَحْنَنِى فَلَمْ يَرُعْنِى إِلاَّ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ضُحًى فَأَسْلَمْنَنِى إِلَيْهِ.
روى هشام ، عن أبيه، عن عائشة، قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم متوفى خديجة، وأنا ابنة ست، وأدخلت عليه وأنا ابنة تسع، جاءني نسوة وأنا ألعب على أرجوحة وأنا مجممة. فهيأنني وصنعنني ، ثم أتين بي إليه صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو داود (4933- 4935) في الادب: باب الارجوحة، وإسناده صحيح..وقد مر بعضه في البخاري .
وقولها مجممة [ أي: ذات جمة، ويقال للشعر إذا سقط عن المنكبين جمة، وإذا كان إلى شحمة الاذنين : وفرة ].
قال أبو عمر بن عبد البر : كان نكاحه صلى الله عليه وسلم عائشة في شوال وابتناؤه بها في شوال ، وكانت تحب أن تدخل النساء من أهلها وأحبتها في شوال على أزواجهن وتقول: هل كان في نسائه عنده أحظى مني وقد نكحني وابتنى بي في شوال وتوفي عنها صلى الله عليه وسلم وهي بنت ثمان عشرة سنة ، وكان مكثها معه صلى الله عليه وسلم تسع سنين.
وأخرجه الذهبي في السير [ج2/ 164] من طريق يحيى بن يمان، عن الثوري، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الله بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وأعرس بي في شوال،فأي نسائه كان أحظى عنده مني.
قلت : يحيى بن يمان صدوق يخطى كثيرا، وليس بحجة إذا خولف ،كما في التهذيب :[11/ 268] ولكنه متابع، فقد أخرجه مسلم (1423) في النكاح: باب استحباب التزوج والتزويج في شوال واستحباب الدخول فيه،حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ - وَاللَّفْظُ لِزُهَيْرٍ - قَالاَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ تَزَوَّجَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى شَوَّالٍ وَبَنَى بِى فِى شَوَّالٍ فَأَىُّ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّى. قَالَ وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَسْتَحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ نِسَاءَهَا فِى شَوَّالٍ.
والدارمي[ 2 / 145 ] في النكاح: باب بناء الرجل بأهله في شوال، وأحمد في " المسند " [6 / 54، 206] وابن سعدفي الطبقات [ 8 / 59] وابن ماجة (1990) في النكاح: باب متى يستحب البناء بالنساء، والنسائي [ 6 / 70 ] في النكاح باب: التزويج في شوال، من طرق عن سفيان به.
روى أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت سبع سنين وبنى بي وأنا بنت تسع سنين وقبض عني وأنا ابنة ثمان عشرة سنة.
ورواه مسلم برقم : [3546 ] وَحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- تَزَوَّجَهَا وَهْىَ بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ وَزُفَّتْ إِلَيْهِ وَهِىَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ وَلُعَبُهَا مَعَهَا وَمَاتَ عَنْهَا وَهِىَ بِنْتُ ثَمَانَ عَشْرَةَ.
وتحت رقم [3545 ] قال: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ - هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ - عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ تَزَوَّجَنِى النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ وَبَنَى بِى وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ.وليس في هذه الرواية : وقبض عني وأنا ابنة ثمان عشرة سنة .
يتبع إن شاء الله ...

أبو بكر يوسف لعويسي
16-Oct-2010, 11:55 AM
مهر أم المؤمنين الطاهرة رضي الله عنها ووليمة عرسها: أخبرنا محمد بن عمر حدثنا موسى بن محمد بن عبد الرحمن عن ريطة عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة أنها سئلت متى بنى بك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت لما هاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم خلفنا وخلف بناته فلما قدم المدينة بعث إلينا زيد بن حارثة وبعث معه أبا رافع مولاه وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم أخذهما رسول الله صلى الله عليه و سلم من أبي بكر يشتريان ما يحتاجان إليه من الظهر وبعث أبو بكر معهما عبد الله بن أريقط الديلي ببعيرين أو ثلاث وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر يأمره أن يحمل أهله أمي أم رومان وأنا وأختي أسماء امرأة الزبير فخرجوا مصطحبين فلما انتهوا إلى قديد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة ثلاثة أبعرة ثم رحلوا من مكة جميعا وصادفوا طلحة بن عبيد الله يريد الهجرة بآل أبي بكر فخرجنا جميعا وخرج زيد بن حارثة وأبو رافع بفاطمة وأم كلثوم وسودة بنت زمعة وحمل زيد أم أيمن وأسامة بن زيد وخرج عبد الله بن أبي بكر بأم رومان وأختيه وخرج طلحة بن عبيد الله واصطحبنا جميعا حتى إذا كنا بالبيض من منى نفر بعيري وأنا في محفة معي فيها أمي فجعلت أمي تقول وابنتاه واعروساه حتى أدرك بعيرنا وقد هبط من لفت وسلم الله عز و جل ثم إنا قدمنا المدينة فنزلت مع عيال أبي بكر ونزل آل رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ يبني المسجد وأبياتا حول المسجد فأنزل فيها أهله ومكثنا أياما في منزل أبي بكر ثم قال أبو بكر يا رسول الله ما يمنعك أن تبني بأهلك ؟
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الصداق . فأعطاه أبو بكر الصداق اثني عشر أوقية ونشأ . وبعث بها رسول الله صلى الله عليه و سلم إلينا وبنى بي رسول الله في بيتي هذا الذي أنا فيه ؛ وهو الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم. وجعل رسول الله لنفسه باب بالمسجد وجاه باب عائشة قالت وبنى رسول الله صلى الله عليه و سلم بسودة في أحد تلك البيوت التي إلى جنبي فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكون عندها.ذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى [ج8/62] والذهبي في السير [ج2/152] وفيه الواقدي ضعيف ..
وفي الطبقات [8/59] لابن سعد قال : أخبرنا يزيد بن هارون حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية قال : خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم عائشة بنت أبي بكر وهي صبية. فقال له أبو بكر : أي رسول الله أيتزوج الرجل أبنة أخيه؟ فقال : << إنك أخي في ديني >> قال فزوجها إياه على متاع بيت قيمته خمسون أو نحو خمسين.
قلت : فضيل بن مرزوق من رجال البخاري خارج الصحيح ، ومسلم والأربعة كما في التهذيب [8/ 268]، وحديثه لاينزل عن درجة الحسن. إلا أن فيه عطية العوفي ضعفه بعضهم ، ووثقه بعضهم ، وقد أرسله ..وأخرجه الذهبي في السير [ج2/ 149] بسند حسن كما قال الحافظ في الفتح :[7/176] ولكن دون ذكر المهر ..
أما وليمة عرسها فنتركها تحدثنا هي عنها .
ففي كتاب الزهد لابن السري [2/379] رقم [738 ] باب عيشة النبي صلى الله عليه وسلم /حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت بنى بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة تسع سنين وما ذبح علي شاة ولا جزورا حتى بعث إلينا سعد بن عبادة بجفنة كان يبعث بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت ، وهذا سند صحيح لا غبار عليه .
ويؤكده ما في البخاري برقم [ 5171 ] ( قوله باب من أولم على بعض نسائه أكثر من بعض )
حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن ثابت قال ذكر تزويج زينب بنت جحش عند أنس فقال : "ما رأيت النبي صلى الله عليه و سلم أولم على إحدى نسائه ما أولم عليها أولم بشاة"
وأخرجه مسلم في صحيحه باب تزوج زينب بنت جحش [3576] - حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِىُّ وَأَبُو كَامِلٍ فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - وَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ - عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ - وَفِى رِوَايَةِ أَبِى كَامِلٍ سَمِعْتُ أَنَسًا - قَالَ : مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَوْلَمَ عَلَى امْرَأَةٍ - وَقَالَ أَبُو كَامِلٍ عَلَى شَىْءٍ - مِنْ نِسَائِهِ مَا أَوْلَمَ عَلَى زَيْنَبَ فَإِنَّهُ ذَبَحَ شَاةً.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح [ج9/ 146] : ذكر في حديث أنس في تزويجه بزينب بنت جحش أنه أولم عليها بشاة وهو ظاهر فيما ترجم لما يقتضيه سياقه ، وأشار بن بطال إلى أن ذلك لم يقع قصدا لتفضيل بعض النساء على بعض ؛ بل باعتبار ما اتفق وأنه لو وجد الشاة في كل منهن لأولم بها لأنه كان أجود الناس ، ولكن كان لا يبالغ فيما يتعلق بأمور الدنيا في التأنق .
وجوز غيره أن يكون فعل ذلك لبيان الجواز. وقال الكرماني لعل السبب في تفضيل زينب في الوليمة على غيرها كان للشكر لله على ما أنعم به عليه من تزويجه إياها بالوحي .
قلت : [أي الحافظ ] ونفى أنس أن يكون لم يولم على غير زينب بأكثر مما أولم عليها محمول على ما انتهى إليه علمه ؛ أو لما وقع من البركة في وليمتها حيث أشبع المسلمين خبزا ولحما من الشاة الواحدة ، وإلا فالذي يظهر أنه لمّا أولم على ميمونة بنت الحارث لمّا تزوجها في عمرة القضية بمكة وطلب من أهل مكة أن يحضروا وليمتها؛ فامتنعوا أن يكون ما أولم به عليها أكثر من شاة لوجود التوسعة عليه في تلك الحالة ؛ لأن ذلك كان بعد فتح خيبر وقد وسع الله على المسلمين منذ فتحها عليهم ، وقال بن المنير يؤخذ من تفضيل بعض النساء على بعض في الوليمة جواز تخصيص بعضهن دون بعض بالاتحاف والالطاف والهدايا . قلت : وقد تقدم البحث في ذلك في كتاب الهبة .
فضائلها رضي الله عنها:
1- منها أنها من معدن الصدق فهي الصديقة بنت أبي بكر الصديق :
قال صلى الله عليه وسلم :<< الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا >> البخاري برقم [3383] ومسلم :[6615 ].
في الحقيقة فضائلها كثيرة ، ولو كان في فضلها إلا هذه الفضيلة ؛ وأنها من معدن الصدق والطهر ؛ لكان شرفا كبيرا لها أن تنال ما نالته رضي الله عنها ، كيف لا وأبوها هو الصديق الأكبر الذي نزل اسمه - الصديق - من السماء ، وفي رواية أن الله هو الذي سماه على لسان رسوله صديقا .
أخرج أبو نعيم في معرفة الصحابة برقم [ 57 ] حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا مطلب بن شعيب ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث بن سعد ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن ربيعة بن سيف ، أنه حدثه أنه ، جلس مع شفي الأصبحي ، فقال : سمعت عبد الله بن عمرو ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « يكون بعدي اثنا عشر خليفة أبو بكر الصديق لا يلبث بعدي إلا قليلا ». خرجه صاحب الصفوة ، وذكره صاحب الرياض النضرة في مناقب العشرة [ج1/ 33].
قال الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة "[3 / 63 ][ 1075] و له طريق أخرى بلفظ : << يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ، ثم رجع إلى منزله فأتته قريش فقالوا : ثم يكون ماذا ؟ قال : ثم يكون الهرج " .
أخرجه أبو داود ( 2 / 207 ) و أحمد ( 5/ 92 ) عن زهير حدثنا زياد بن خيثمة حدثنا الأسود بن سعيد الهمداني عن جابر بن سمرة . و هذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال مسلم غير الأسود هذا وهو صدوق كما في " التقريب " و " الخلاصة " .
وفيه [ 58 ] - حدثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر ، ثنا القاسم بن زكريا ، ثنا يحيى بن معلى ، ثنا داود بن مهران ، ثنا عمر بن زيد ، عن ابن إسحاق ، عن أبي تحيى ، قال : لا أحصي كم مرة سمعت علي بن أبي طالب ، يقول : « إن الله عز وجل هو الذي سمى أبا بكر على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم صديقا ».
وفيه [ 59] - حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم ، ثنا هارون بن سفيان ، ثنا إسحاق بن منصور ، ثنا محمد بن سليمان العبدي ، عن هارون بن سعد ، عن عمران بن ظبيان ، عن أبي تحيى ، قال : سمعت عليا ، يحلف لله : « أنزل اسم أبي بكر من السماء الصديق ». خرجه السمرقندي وصاحب الصفوة أنظر الرياض النضرة في مناقب العشرة [ج1/33].
وفيه [60] - حدثنا عبد الله بن محمد ، ومحمد بن إبراهيم ، قالا : ثنا أبو يعلى ، ثنا محمد بن إسماعيل الوساوسي ، ثنا ضمرة بن ربيعة ، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني ، عن أبي صالح مولى أم هانئ ، عن أم هانئ ، قالت : حدثتني نبعة ، « أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر : «إن الله عز وجل سماك الصديق»ورواه عكرمة عن أم هانئ . هذه الآثار ذكرها أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة فضائل أبي بكر الصديق [ج1/ 76-80].أنظرها وغيرها كثير في الرياض النضرة في مناقب العضرة للمحب الطبري [ج1/34] .
وفي كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة [ج1/33] عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: << إن الله تعالى رفع لي بيت المقدس وأنا عند الكعبة فجعلت أنظر إليه وإلى ما فيه ولقد رأيت جهنم وأهلها فيها وأهل الجنة في الجنة قبل أن يدخلوها كما أنظر إليك فخبرت بذلك قومي فكذبوني غير أبي بكر الصديق>>.
وعن مولى أبي هريرة قال: أبو بكر بن أبي طالب أراه قال: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : << ليلة أسري بي قلت لجبريل عليه السلام إن قومي لا يصدقوني. قال لي جبريل : يصدقك أبو بكر وهو الصديق . خرجهما في فضائل أبي بكر وخرج الباقي الملا في سيرته .

ومصداقه ما في صحيح البخاري برقم :[3661] -قال :حدثني هشام بن عمار حدثنا دقة بن خالد حدثنا زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن عائذ الله أبي إدريس عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه و سلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه و سلم: ( أما صاحبكم فقد غامر ) . فسلم وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ؛ فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى علي ؛ فأقبلت إليك فقال ( يغفر الله لك يا أبا بكر ) . ثلاثا ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل أثم أبو بكر ؟ فقالوا لا . فأتى إلى النبي صلى الله عليه و سلم فسلم فجعل وجه النبي صلى الله عليه و سلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال : يا رسول الله والله أنا كنت أظلم مرتين . فقال النبي صلى الله عليه و سلم: ( إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال أبو بكر صدق . وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركوا لي صاحبي ) . مرتين فما أوذي بعدها.وطرفه[ 4640].
وفي صحيح ابن حبان ذكر تسمية النبي صلى الله عليه و سلم أبا بكر ابن أبي قحافة رضي الله عنه صديقا .

6865 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي ابن المديني حدثنا يزيد بن زريع حدثني سعيد بن أبي عروبة حدثنا قتادة : عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه و سلم صعد أحدا فتبعه أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فرجف بهم فضربه نبي الله صلى الله عليه و سلم برجله وقال : ( اثبت أحد فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان ) .
قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط البخاري :
قلت : أخرجه البخاري برقم [3675]- من طريق محمد بن بشار حدثنا يحيى عن سعيد عن قتادة أن أنس بن مالك رضي الله عنه به ،فذكره ..وطرف [ 3686-3699 ] وهو في صحيح الجامع للشيخ الألباني برقم [130].
وجاء في صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة – فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما ، بلفظ [كان رسول الله على جبل حراء فَتَحَرَّكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اسْكُنْ حِرَاءُ فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِىٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ ». وَعَلَيْهِ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِىٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدُ بْنُ أَبِى وَقَّاصٍ رضى الله عنهم.فقد أخرجه من طريقين إلى سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه برقم [2417].
سبب تسميته صديقا :وقيل سمي صديقاً لبداره إلى تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به عموماً ، وقيل غير هذا ، ويشهد لراجحية هذا القول أن الصديق في اللغة فعيل معناها المبالغة في التصديق أي يصدق بكل شيء أول وهلة.
ويؤيده حديث أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : << هل أنتم تاركون لي صاحبي ؟ قلت يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً فقلتم كذبت ؛ فقال أبو بكر صدقت >>. صحيح البخاري برقم :[3661] و[ 4640 ].
قال أبو عمر : وكان مسروق إذا حدث عن عائشة يقول: حدثتني الصادقة ابنة الصديق البرية المبرأة بكذا.. وكذا .. ذكره الشعبي عن مسروق. الاستيعاب ..
6747 - حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ، ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام ، ثنا أبو الجواب ، ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن مسلم بن صبيح ، عن مسروق ، أنه كان إذا حدث عن عائشة ، قال : « حدثتني الصديقة بنت الصديق ، حبيبة حبيب الله المبرأة فلم أكذبها » معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني .[22/254].وسنده صحيح .
وفي السير أيضاً (2/181) عن أبي مسعود الجرار عن عليِّ بن الأقْمَرقال:[[ كانمسروق إذا حدَّث عن عائشة قال: حدَّثتنِي الصِّدِّيقةُ بنتُ الصِّدِّيق، حبيبةُحبيبِ الله، المُبرَّأةُ من فوق سبع سماوات، فلَم أكذبها]].وهو في الحلية [2/44] وفيه أبو مسعود الجرار ، واسمه عبد الأعلى بن أبي المساور قال الحافظ في التقريب [1/ 552]: متروك ، كذبه ابن معين .
قال ابن حجر : وقال الشعبي :كان مسروق إذا حدث عن عائشة قال حدثتني الصادقة ابنة الصديق حبيبة حبيب الله .الإصابة ..
قال الله تعالى :{{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (35) سورة الأحزاب .
قلت : صِدقُها أثبته الله رب البريات من فوق سبع سماوات بتنزيل عشر آيات خالدات في براءتها ، تتلى في المحاريب والصلوات ، وهذا أعظم دليل على صدقها رضي الله عنها . ولا شك أنها رضي الله عنها جمعت بين كل هذه الخصال المذكورة في هذه الآية من سورة الأحزاب ، فهي من المسلمات ، المؤمنات ، القانتات ، الصادقات ، الصابرات ، الخاشعات ، المتصدقات ، الصائمات ، الحافظات لفروجهن بنص القرآن ، الذكرات الله كثيرا ..
لأنها خرجت من معدن الصدق ، ودخلت بيت الصدق ، وعاشت فيه حتى ماتت ، بيت كان جبريل يتردد عليه كثيرا ، وكان الوحي ينزل فيه كثيرا ، لإنه بيت النبوة ، ولما كانت بهذه المرتبة وأنها بكره ، وزوجته بالوحي في الدنيا والآخرة وبنت الصديق حبيبه ، وأنها الصديقة ، وغير ذلك ..كانت أحب الناس إليه كما كان أبوها كذلك رضي الله عنهما .
2- ومن فضائلها أنها أم المؤمنين : فلو انضاف إلى فضلها إلا هذه الفضيلة - أنها أما للمؤمنين - لكان شرفا كبيرا لها أن تنال من برهم جميعا فضلا كثيرا ..فكيف وقد جاءت في فضائلها الأخبار والآثار الكثيرة ..قال تعالى: {{ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}} (6) سورة الأحزاب .
وكان كثير من الصحابة ينادونها بأم المؤمنين وفيه برقم [ 3771]- حدثني محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد حدثنا ابن عون عن القاسم بن محمد: أن عائشة - رضي الله عنها - اشتكت فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين تقدمين على فَرَط صدق على رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلى أبي بكر. وأطرافه :[4753-4754] و صحيح مسلم [ 4476 ] .
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا زهير أخبرنا ليث بن أبي سليم حدثني عبد الرحمن بن سابط عن بن عباس أنه أتى عائشة في شيء وجدت عليه فيه فقال: أم المؤمنين ما سميت أم المؤمنين إلا لتسعدي وإنه لاسمك قبل أن تولدي. الطبقات لابن سعد ..
أحمد بن عبد الله بن يونس ثقة حجة الإسلام. قال أبو حاتم ثقة متقن ، وقال : النسائي ثقة تهذيب الكمال [ج1/ 377].
وزهير بن معاوية من معادن الصدق كما قال الإمام أحمد ذكره في تهذيب الكمال [ج9/429] وليث بن أبي سليم مضطرب الحديث .. وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود عن أحمد بن يونس عن فضيل بن عياض كان ليث بن أبي سليم أعلم أهل الكوفة بالمناسك.
قال: وسمعت أبا داود يقول سألت يحيى عن ليث فقال ليس به بأس .قال وسمعت يحيى يقول عامة شيوخ ليث لا يعرفون .
وقال أبو أحمد بن عدي له أحاديث صالحة غير ما ذكرت. وقد روى عنه شعبة والثوري وغيرهما من ثقات ، وقال أبو بكر البرقاني سألته يعني الدارقطني عن ليث بن أبي سليم فقال صاحب سنة يخرج حديثه؛ ثم قال إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاووس ومجاهد. تهذيب الكمال [ج24/ 286 -267].فحديثه صالح لا ينزل عن درجة الحسن ..

يتمنها : أنها بكر رسول الله فلم ينكح بكرا غيرها: ففي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم لم ينكح بكرا غيرها . قال الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة : وهو متفق عليه بين أهل النقل .
قال أبو عمر ابن عبد البر في الاستيعاب: لم ينكح صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها.
قال الذهبي في السير[2/140 ]: ..ولَميتزوَّج النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بكراً غيرها، ولا أحَبَّ امرأةًحُبَّها..
وقال البخاري كتاب النكاح باب نكاح الأبكار : وقال ابن أبي مليكة قال ابن عباس لعائشة لم ينكح النبي صلى الله عليه و سلم بكرا غيرك .
قال الحافظ ابن حجر : هذا الحديث [ 4476] طرف من حديث وصله المصنف في تفسير سورة النور قال :حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن عمر بن سعيد بن أبي حسين قال حدثني ابن أبي مليكة قال : استأذن ابن عباس قبل موتها على عائشة وهي مغلوبة قالت أخشى أن يثني علي فقيل ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن وجوه المسلمين ؟ قالت ائذنوا له فقال : كيف تجدينك ؟ قالت بخير إن اتقيت قال فأنت بخير إن شاء الله زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم ينكح بكرا غيرك ونزل عذرك من السماء .
وفي البخاري [ 5077]باب نكاح الأبكار: حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني أخي عن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله أرايت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجرا لم يؤكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك ؟ قال ( في التي لم يرتع منها ) . تعني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يتزوج بكرا غيرها زاد في السير [ج2/164] قالت : قلت : أنا هي .
وعند أبي نعيم في معرفة الصحابة برقم [6751] حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المقدسي بمكة ، ثنا الحسن بن الفرج الغزي ، ثنا هشام بن عمار ، ثنا إسماعيل بن عياش ، ثنا عمران بن أبي الفضل ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، أنها قالت : يا رسول الله ، أرأيت لو نزلت واديا قد رعي جميع شجره إلا شجرة واحدة أين كنت تنزل ؟ قال : « على الشجرة التي لم ترع » قالت : « فأنا تلك الشجرة « رواه سليمان بن بلال ، عن هشام بن عروة .
قلت : ولا شك أن تزويج البكر محبوب للنفوس ، وفضيلة يحرص عليها الرجال ويتشرفون لها حتى لو كانت الزوجة الرابعة وكان الرجل مسنا.فالبكر تحب الملاعبة ، والمضاحكة ، وعندها حرارة القبل ، وعذوبة اللعاب والرضا باليسير ، يبينه قوله صلى الله عليه وسلم " عليكم بالأبكار ، فإنهن أعذب أفواها و أنتق أرحاما و أرضى باليسير " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2[ / 192 : 623 ] وفي صحيح الجامع برقم [ 3932] عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواها ، وانتق أرحاما ، وأسخن أقبالا ، وأرضى بالعمل اليسير .
وقال لجابر بن عبد الله فيما رواه البخاري برقم [5080 ] قال : حدثنا أدم حدثنا شعبة حدثنا محارب قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول : تزوجت فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما تزوجت ) . فقلت تزوجت ثيبا فقال ( ما لك وللعذارى ولعابها ) فذكرت ذلك لعمرو بن دينار فقال عمرو سمعت جابر بن عبد الله يقول قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هلا جارية تلاعبها وتلاعبك ).
و أخرجه مسلم في الرضاع باب استحباب نكاح البكر رقم [3710 ]حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَارِبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً فَقَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « هَلْ تَزَوَّجْتَ ». قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ « أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا ».قُلْتُ ثَيِّبًا. قَالَ « فَأَيْنَ أَنْتَ مِنَ الْعَذَارَى وَلِعَابِهَا ».
قَالَ شُعْبَةُ فَذَكَرْتُهُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فَقَالَ قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ جَابِرٍ وَإِنَّمَا قَالَ « فَهَلاَّ جَارِيَةً تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ » وفي رواية لعمرو بن دينار : أَوْ قَالَ « تُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ »وفي رواية أخرى : وَفِى رِوَايَةِ أَبِى الرَّبِيعِ « تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ وَتُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ ».
يتبع إن شاء الله ...

أبو بكر يوسف لعويسي
16-Oct-2010, 12:00 PM
ومنها أنها زوج خير خلق الله ، في الدنيا والآخرة بوحي من الله :
وهنا أقول سبحان الله!! تعجبا مما أصاب عقول القوم ، كيف يقال أنها خانت وأتت بريبة وهي زوج خير خلق الله في كل شيء ؟ هذا ما لايكون في الحسبان ، فمن هو أفضل منه وأقوى حتى تطلبه ؟
ففي صحيح البخاري [ 3772] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن الحكم سمعت أبا وائل قال : لما بعث علي عمارا والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمار فقال إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها وطرفه :[7100-7101].
وفيه من طريق أبي حصين، عن عبد الله بن زياد، عن عمار بن ياسر، سمعه على المنبر يقول: إنها لزوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة .يعني عائشة.
وفي لفظ ثابت: أشهد بالله إنها لزوجته. أخرجه البخاري في الفتن [ج13 / 58/ 7100- والترمذي (3889) في المناقب.
وفيه برقم [3895] عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لها ( أريتك في المنام مرتين، أى أنك في سَرَقَة من حرير ، ويقال هذا امرأتك فاكشف عنها فإذا هي أنت فأقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه ) . وأطرافه[ 5078 ، 5125 ، 7011 ، 7012 ] .
وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب في فضل عائشة رضي الله عنها رقم [2438] بلفظ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أُرِيتُكِ فِى الْمَنَامِ ثَلاَثَ لَيَالٍ جَاءَنِى بِكِ الْمَلَكُ فِى سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ فَيَقُولُ هَذِهِ امْرَأَتُكَ. فَأَكْشِفُ عَنْ وَجْهِكِ فَإِذَا أَنْتِ هِىَ فَأَقُولُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ ».وابن سعد بلفظ البخاري، وأحمد في المسند.وأبو نعيم في معرفة الصحابة وغيرهم .
وعن القاسم بن محمد: أن عائشة - رضي الله عنها - اشتكت فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين تقدمين على فَرَط صدق على رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلى أبي بكر. البحاري برقم [ 3771 ] وأطرافه :[4753-4754] و صحيح مسلم [ 4476 ] .
قال الحافظ بن حجر : في شرحه للحديث : قال ابن التين: " فيه أنه قطع لها بالجنة إذا لا يقول ذلك إلا بتوقيف ".قلت: فهي زوجته في الجنة قطعا ويشهد الأحاديث الآتية .
روى الحاكم من طريق يوسف بن الماجشون، قال: حدثني أبي، عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك، عن عائشة، قالت: قلت - يارسول الله، من من أزواجك في الجنة ؟ قال: " أما إنك منهن " قالت: فخيل إلي أن ذاك لأنه لم يتزوج بكرا غيري . هو في " المستدرك "[ 4 / 13] وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة [ 3 / 133 ] تحت رقم [1142] : وأقول : هو على شرط مسلم .
وأخرجه ابن سعد ( 8 / 65 ) من طريق أسامة بن زيد الليثي عن أبي سلمة الماجشون عن أبي محمد مولى الغفارين أن عائشة قالت : فذكر نحوه . و أبو سلمة هذا هو والد يعقوب المتقدم ولم أجد من ترجمه .
وفي المستدرك عن يحيى بن سعيد الاموي : حدثني أبو العنبس سعيد بن كثير، عن أبيه ، قال : حدثتنا عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فاطمة.فتكلمت أنا.فقال : " أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة " ؟ قلت: بلى، والله ، قال : فأنت زوجتي في الدنيا و الآخرة ". صححه الحاكم [ 4 / 10] ووافقه الذهبي.وذكره الذهبي في السير [ج 2/ 199] وقال محققه : وسنده قوي.
قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة [ 3 / 133 ]. أخرجه الحاكم ( 4 / 10) من طريق أبي العنبس سعيد بن كثير عن أبيه قال : حدثتنا عائشة... وقال : " أبو العنبس هذا ثقة والحديث صحيح " . ووافقه الذهبي .
وفي السلسلة الصحيحة [ 3 / 133] تحت رقم [1142] << عائشة زوجي في الجنة >>قال الألباني : أخرجه ابن سعد ( 8 / 66 ) عن مسلم البطين قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره ..
وقد قال الامام أحمد: حدثنا وكيع عن إسماعيل عن مصعب بن إسحاق بن طلحة عن عائشة عن النبي صلى الله عليهوسلم: قال: " إنه ليهون علي أني رأيت بياض كف عائشة في الجنة " تفرد بهأحمد.قلت : وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة [6 / 867 ] برقم[ 2867 ] .


ومنها أنها أحب الناس إليه :
ففي البخاري برقم [ 3662 ] - حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن المختار قال خالد ؟ ؟ الحذاء حدثنا عن أبي عثمان قال حدثني عمرو بن العاص رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك ؟ قال ( عائشة ) . فقلت من الرجال ؟ فقال ( أبوها ) . قلت ثم من ؟ قال ( عمر بن الخطاب ) . فعد رجالا . [وطرفه 4358 ] وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه رقم [2384 ].
قال الذهبي في السير ]2/ 142] بعد إيراده لحديث عبد الله بن عمرو : وأحبها حبا شديدا كان يتظاهر به ، وهذا خبر ثابت على رغم أنوف الروافض، وما كان عليه السلام ليحب إلا طيبا.
وقد قال: << لو كنت متخذا خليلا من هذه الامة، لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الاسلام أفضل >> . أخرجه البخاري [ 7 / 19 ] ومسلم (2384).
فأحب أفضل رجل من أمته وأفضل امرأة من أمته، فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو حري أن يكون بغيضا إلى الله ورسوله.
وحبه عليه السلام لعائشة كان أمرا مستفيضا، ألا تراهم كيف كانوا يتحرون بهداياهم يومها تقربا إلى مرضاته.
قال حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت: فاجتمعن صواحبي إلى أم سلمة، فقلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان. فذكرت أم سلمة له ذلك.فسكت، فلم يرد عليها.فعادت الثانية.
فلم يرد عليها.فلما كانت الثالثة قال: " يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها ".متفق على صحته.
وهذا الجواب منه دال على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي وراء حبه لها، وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها.
وفي مسلم برقم [2442] قال: حَدَّثَنِى الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْحُلْوَانِىُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ النَّضْرِ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنِى وَقَالَ الآخَرَانِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ –
صلى الله عليه وسلم- إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ مَعِى فِى مِرْطِى فَأَذِنَ لَهَا فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِى إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِى ابْنَةِ أَبِى قُحَافَةَ وَأَنَا سَاكِتَةٌ - قَالَتْ - فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَىْ بُنَيَّةُ أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ ». فَقَالَتْ بَلَى. قَالَ « فَأَحِبِّى هَذِهِ ». قَالَتْ فَقَامَتْ فَاطِمَةُ حِينَ سَمِعَتْ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَرَجَعَتْ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرَتْهُنَّ بِالَّذِى قَالَتْ وَبِالَّذِى قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْنَ لَهَا مَا نُرَاكِ أَغْنَيْتِ عَنَّا مِنْ شَىْءٍ فَارْجِعِى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُولِى لَهُ إِنَّ أَزْوَاجَكَ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِى ابْنَةِ أَبِى قُحَافَةَ. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ وَاللَّهِ لاَ أُكَلِّمُهُ فِيهَا أَبَدًا.
وفي معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني [22/259] برقم [6752] حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ، ثنا حفص بن عمر ، ثنا مبارك بن فضالة ، عن علي بن زيد ، عن عمته أم محمد ، عن عائشة ، قالت : ذهبت فاطمة تذكر عائشة رضي الله عنهما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : « يا بنية ، حبيبة أبيك » .
وفي البخاري برقم [ 5218 ] - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا سليمان عن يحيى عن عبيد بن حنين سمع ابن عباس عن عمر رضي الله عنهم دخل على حفصة فقال يا بنية لا يغرنك هذه التي أعجبها حسنها وحب رسول الله صلى الله عليه و سلم إياها . يريد عائشة فقصصت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فتبسم.
وذكر الذهبي عن موسى بن علي بن رباح، سمعت أبي يقول: أخبرني أبو قيس مولى عمرو، قال: بعثني عبد الله بن عمرو إلى أم سلمة: سلها أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ؟ فإن قالت: [ لا ]. فقل لها : إن عائشة تخبر الناس أنه كان يقبل وهو صائم.فقالت : لعله أنه لم يكن يتمالك عنها حبا، أما إياي، فلا. أخرجه أحمد[ 6 / 296 و 317] ، السير [ج2/ 172 ] وقال محققه وسنده جيد.
وفي السير للذهبي عن زياد بن أيوب: حدثنا مصعب بن سلام: حدثنا محمد بن سوقة، عن اصم بن كليب، عن أبيه قال: انتهينا إلى علي رضي الله عنه، فذكر عائشة، فقال:[ خليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ].
قال الذهبي [2/ 177]: هذا حديث حسن.ومصعب فصالح لا بأس به.وهذا يقوله أمير المؤمنين في حق عائشة مع ما وقع بينهما، فرضي الله عنهما.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية منهاج [ جـ4/ 208] في بحث المفاضلة بينها وبين خديجة : وأهل السنة مجمعون على تعظيم عائشة ومحبتها، وقد ثبت في الصحيح: << أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة >> لما يعلمون من محبته إياها، حتى إن نساءه غرن من ذلك وأرسلن إليه فاطمة رضي الله عنها تقول له: نساؤك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة. فقال لفاطمة: أي بنية! أما تحبين ما أحب قالت: بلى. قال: فأحبي هذه» الحديث في الصحيحين.قلت: رواه البخاري رقم [ 3775] ومسلم رقم (2442).
وقد قال الامام أحمد: حدثنا وكيع عن إسماعيل عن مصعب بن إسحاق بن طلحة عن عائشة عن النبي صلى الله عليهوسلم: قال: " إنه ليهون علي أني رأيت بياض كف عائشة في الجنة " تفرد بهأحمد.وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة [6 / 867 ] برقم[ 2867 ] .
قلت: وهذا في غاية ما يكون من المحبة العظيمة ، وإثبات البراءة لها لأنه يرتاح لما رأى بياضكفها أمامه في الجنة ، وفيه من البشارة لها بدخول الجنة .
يتبع إن شاء الله ...

الفارس
10-Dec-2010, 08:52 PM
احسن الله اليك شيخنا الكريم وبارك فيك


رضي الله عن عائشة ام المؤمنين وارضاها

rafat
15-Dec-2010, 01:03 PM
بارك الله بك
ونفع الله بك الأسلام والمسلمين

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
22-Aug-2014, 12:22 AM
الله يبارك