المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إقامة الشهادة - خطبة لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
18-Oct-2010, 02:47 PM
إقامة الشهادة



الحمد لله، إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا؛ ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ؛ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل؛ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه، وعلى آلهِ، وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين.
أمَّا بعدُ:
فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى.
عبادَ الله، إن العدل من مقاصد الشريعة الإسلامية بل هو مقصد لجميع الرسالات (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)، والعدل مطلوب في كل الأحوال عدل مع ربك بإخلاص العبادة له وألا تشرك معه غيره وعدل في نفسك وعدل مع زوجتك وأولادك وعدل مع جميع الخلق عدل في الأقوال والتصرفات كلها (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ)، عدل مع القريب والبعيد والعدو والصديق (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)، وللعدل وتحقيقه طرق ووسائل في الشرع فمن طرق إقامة العدل إقامة الشهادة وأن تكون الشهادة شهادة بالحق وعلى الحق لا تكون شهادة باطلة لا تكون شهادة كذب وزور وافتراء فإن الشهادة أحد الطرق الذي يتوصل بها إلى معرفة الحقائق ولذا عظم الله شأنها فأمر بإقامتها بقوله (وَأَشْهِدُوا ذَوَى عَدْلٍ مِنْكُمْ)، وجعل أداءها إخلاص لله (وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ)، وأثنى على الشاهدين بالحق وأن نشهد على علم ويقين (إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)، وأخبر جل جلاله أن إقامة الشهادة على الوجه المطلوب من أخلاق المؤمنين (وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ)، قائمون به حقًا لا ظلم ولا عدوانا ولا زور وافتراء بل قائمون بالشهادة على الوجه المرضي الذي يرضي الله عنهم.
أيها المسلم، ويتعلق بالشهادة أمور فأولًا أن المؤمن مطلوب منه أن يتحمل الشهادة على الحق إذا دعي إليه في العقود والتصرفات (وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا)، فالشاهد إذا طلب تحمل الشهادة وليس غيره تعين في حقه أن يحملها إذا كان يعلم أنها حق وقد وقف عليها وأحاط علمه بها إحاطة كاملة كالشمس في رابعة النهار وحذر من كتمانها فقال: (وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ)، وقال: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
أيها المسلم، فاتق الله في شهادتك على الأشياء والحكم عليها ليكن خوفك من الله رادع لك على أن تشهد زورًا وتشهد باطلًا وتقول بخلاف الحق فإذا دعيت لتحمل شهادة فلا تحملها إلا وأنت تعلم حقيقة ما أشهدوك عليه فإن كان ما أشهدوك عليه حقًا يوافق الشرع فتحملها إن كان ما يشهدونك عليه أمرًا تحيط به علم وتدركه بكل الأمور فتحمل وإن كان ما تدعى إليه لا تعلم حاله ولا تدري عن هذه الشهادة ولا عن حقائق أمرها فإياك أن تقدم عليها إياك أن تتحملها وأنت لا تعلمها أو تعلم أنها باطل فتقدم على الباطل قال النعمان بن بشير قالت أمي لأبي بشير انحل ابني هذا غلاما وأشهد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بشير بن سعد قال يا رسول الله إن أم فلان طلبت مني أن انحل ابنها غلاما وأشهدك عليه قال: "أكل ولدك أعطيتهم مثله؟"، قال لا قال: "فإني لا أشهد على جور"، وفي لفظ: "أشهد على هذا غيري"، إذًا فهذا دليل واضح على أن المسلم لا يتحمل شهادة يعلم أنها جور وظلم وعدوان لا سيما إن ترتب عليها أكل أموال الناس بالباطل والتعدي على الآخرين وأخذ أملاكهم والسيطرة على أموالهم وتكون من الخاسرين.
أيها المسلم، إذا دعيت لتحمل شهادة فقف عليها حقيقة ولا تحملها وأنت لا تدري ولا تحملها وأنت لا تعلم ولا تجامل في ذلك أحدا مهما بلغت منزلته من الجاه والقوة ومهما بلغت منزلته من تقوى وصلاح فلا يغرنك ذلك إذا لم تكن محيطًا بما تتحمله إحاطة تامة لأن شهادتك قد تستغل بظلم الناس وأكل أموالهم بالباطل ونقل أملاك من شخص إلى آخر من هذه الشهادة الجائرة الظالمة المخالفة للحق فلا تحمل إلا أن تشهد شهادة على أمر واضح جلي لك إذا سألك ربك يوم القيامة فماذا تجيب إن كنت تحملتها وأنت تعلم حقيقة الأمر وإلا فأنت من الظالمين لا يضرنك جاه ذو الجاه ولا مال ذو المال ولا صديق لا بد أن تحمل أمر تعلمه وتحيط به علمًا قطعيًا لا إشكال فيه، ومن ذلك أيضا أنك إذا كان عندك شهادة لحق إن أخفيت الشهادة ضاع ذلك الحق ونهب ذلك المال واستولي على تلك الأراضي وأخذ ظلمًا وعدوانًا إذّا فأنطق الشهادة وأدها إبراء لذمتك وخوفًا من الله (وَلا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذاً لَمِنْ الآثِمِينَ).
أيها المسلم، ثم أحذرك أن تشهد على زور أن تشهد باطلًا وكذب على أمر مستقبل يدعوك أحد الخصمين لتكون شاهدًا له إما على أموال في ذمم الناس وأنت لا تعلم فتشهد أنهم قد قضوا حقه أو أن في ذمتهم حقًا وأنت تعلم أن هذا كذب وزور فحرام عليك تلك الشهادة فتكون من الآثمين تشهد على حدود أنت لن تقف عليها ولم تعلم وحدودها وطولها من عرضها لكنك تجامل فتقول نعم أشهد على هذا وأنت لم ترى ولم تعلم، إذًا فالشهادة إذا شهادة زور لأن هذه الشهادة ربما اقتطع بها أموال الآخرين وأخذ بها أملاك الآخرين والإثم والزور والبلاء عليك بعت دينك بأرخص الأثمان بعت دينك بخسيس المال كيف تحمل نفسك عذاب الله لأجل هذه المادة الزائلة الفانية.
أيها المسلم، إياك أن تشهد على تقرير حوادث وأنت لن تقف عليها أو تراها لكن تجور في هدفك فتحمل البعض الأخطاء ولم يخطئوا المحققون في حوادث المرور يجب عليهم أن يتقوا الله ويؤدوا الشهادة على الحدث كما هو وعلى واقعه دون أن يكون حيفا مع فلان أو فلان لا بد للمسلم أن يكون صادقًا فيما يخبر به صادقًا فيما يشهد عليه وإن شهد خلاف الحق وهو يعلمه كان من الكاذبين (ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ).
أخي المسلم، إن هناك أنواعًا يتساهل الناس بشأنها ولا يتقون الله فيها أولئك من يبيع صكوك وهمية لا حقيقة لها يعطى مبلغ من المال على أن فلان قد باع الأرض الذي حدودها كذا وكذا على فلان وهذا البيع صوري في ظاهره الصحيح لكن في باطن الأمر هو صوري لا حقيقة له لأجل أن ينال قرضًا أو نحو ذلك كل هذا من الشهادة بالباطل كل هذا من الظلم والعدوان فإياك والكذب فإن الله لم يجعل أرزاق العباد فيما حرم عليهم.
أيها المسلم، شهادتك على مسلم بغير حق أنه قال ولم يقل أو أنه فعل ولم يفعل أو أنه صرف ولم يتصرف إنما تشهد به لأجل عداوة بينك وبينه فتحملك عداوتك له وبغضك له أن تنسب إليه ما هو براء منه وتفتري عليه ما ليس بحق كل هذا لا يجوز لك والله يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)، فكن قائمًا بالشهادة بحقها لا تشهد إلا على علم وامتنع عن الشهادة بغير علم ولا تشهد خلاف الواقع ظلمًا وزورًا وعدوانا كما ما نلت من هذا المال فإنه سيفنى وأوزارك وآثامك تلقى الله بها يوم القيامة يوم لا ينفعك مالا ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
أيها المسلم، فأتق الله فيما تشهد عليه ولا تأخذك الرحمة والرقة بأن تكون أرحم فلان فأشهد له أنه مقيم في هذا المكان وأنت تعلم أنه لم يقم في هذا المكان مهما بلغت شفقتك عليه ورحمتك به فلا تشهد معه خلاف الواقع لأن الله يقول: (إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا)، فالعدل بالشهادة مطلوب العدل فيما نشهد عليه مطلوب منا حتى لا نخدع ونغرر الناس ونقتطع أموالهم أو نحملهم ما لا يطيقون فأتق الله فيما تشهد عليه كم من شاهد شهادته أدت إلى أخذ مال هذا وظلم هذا وسجن هذا وإيذاء هذا شهادة باطلة بنية على زور وعدوان بغض لشخص أو طمعًا في مال وتخلص من بعض المواقف فليتق المسلم ربه فيما يشهد عليه وليراقب الله في سره وعلانيته هكذا الإيمان الصادق أما وأما الذين ظلموا أنفسهم وتحملوا التبعات والأوزار فعليهم أن يتوبوا إلى الله عليهم أن يتوبوا إلى الله وأن يردوا تلك المظالم وأن يتبرءوا من تلكم الشهادات الكاذبة الجائرة يتبرؤون منها ويريحوا أنفسهم من عذاب الله نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق والصدق في القول والعمل إنه على كل شيء قدير.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
قال تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً).

الخطبة الثانية:
الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبِه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ:
فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى.
عِبادَ الله، إن شاهد الزور ارتكب أنواع الظلم وأنواع من الإجرام والأخطاء هو بالحقيقة ظالم لنفسه لأنه حملها بالتبعات والأوزار لأجل مصالح الدنيا فيلقى الله يوم القيامة بهذه التبعات بحقوق الناس بأموالهم التي أخذت ظلمًا وعدوانًا بناء على شهادته الكاذبة الجائرة الظالمة وإنه ارتكب الظلم بحق من شهد له فقد ساعده وأعانه على الإثم والعدوان والله يقول: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، إنه ظلم أيضا ذلك المشهود عليه فأقتطع بشهادة أمواله وأخذت حقوقه وأهينت كرامته لأجل هذه الشهادة الجائرة إنه أخفى الحقيقة ودنس على القاضي حينما أتى بجائرة بنى القاضي عليها حكمه ثقة بهذه الشهادة ثقة بهذا المؤمن الذي قال أشهد بالله كذا وكذا فبنى حكمه على هذه الشهادة كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنكم تختصمون إلي وإن بعضكم يكون ألحن بحجته من الآخر فمن قضيت له بحق أخيه المسلم فإنما هي قطعة من النار فليدعها أو ليأخذها".
فيا أيها المسلم، القاضي يعذر فيما يقول ونسأل الله لهم التوفيق لكن التزوير عليه وإظهار خلاف الحق هذا إثم وعلى القاضي إذا اطلع على شيء من هذه الخيانات أن يعاقب أولئك الكذبة وأن يشهر بهم فإنهم كاذبون خونة آثمون أكلوا أموال بالباطل ودنسوا الحقائق وافترضوا الأكاذيب نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة وأن يعيذنا من شر أنفسنا ومن ذلك الطمع السيئ الذي يحمل الإنسان على الإقدام على ما حرم الله عليه طمع في هذه المادة الزائلة الدنيا الكل يحبها ولكن محبة المسلم لها بالضوابط الشرعية لا أن يزج بدينه في هذه الأهواء في هذه الشهادات ويرى أنه في ذلك قد حقق مطلوبة إنك حققت مكسب الدنيا ولكن هذا مشهود عليه يدعوا عليك ليلًا ونهارا والنبي يقول: "واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب"، تفتح لها باب السماء ويقول الله: (لأنصرنك ولو بعد حين) لأن الله ليمهل الظالم حتى إذا أخذ لم يفلته فأتق الله واحذر من سخط الله وعقوبته تفجأك في غفلاتك فتلقى الله على غير هدى.
واعلموارحمكم اللهُ أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ؛ ومن شذَّ شذَّ في النار، وصَلُّوا رَحِمَكُم اللهُ على محمدِ بنِ عبدِ الله، كما أمَرَكُم بذلك ربُّكم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:٥٦].
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم، وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين الأئمةِ المَهدِيِّين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانِكَ، يا أرحمَ الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين، ودمِّرْ أعداءَ الدين، وانصُرْ عبادَك المُوَحِّدين، واجعلِ اللَّهُمَّ هذا البلدَ آمنًا مُطمئِنًا، وسائرَ بلاد المسلمين، يا ربَّ العالمين، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلحْ أئمتََََّنا ووُلاةَ أمرِنا، اللهمَّ وفِّقْهُم لما فيه صلاح الإسلامِ والمُسلمين، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ، عبدَ الله بنَ عبدِ العزيزِ لكلِّ خير، اللَّهمَّ أمده بالقوة والنشاط، اللهم كن له عونًا ونصيرًا في كل ما أهمه اللهم اجمع به كلمة أمته ووحد به صفوفها وأعنه على كل عمل تحبه وترضاه، اللهم شد أزره بولي عهده سلطان بن عبدالعزيز وأمده بالصحة والسلامة والعافية ووفقه للسداد فيما يقول ويعمل، اللهم وَفِّقْ النائبَ الثانيَ لكلِّ خير واعنه على مسؤوليته ووفقه للخير إنك على كل شيء قدير (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الأحزاب:٥٦] (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف:23]، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانتين اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا، اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلا ولا هدم ولا غرق ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار.
عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90]، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُرْكم، واشكُروه على عُمومِ نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.

حفـظ (http://af.org.sa/page.php?pg=media_desc&media_id=1214&cat_id=57)