المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تَفْصيل فَضِيلة الشّيخ الوالد رَبيع بن هادِي عُميْر المدخلي فِي الحُكْمِ بِغيْر ما أ



أبو الوليد خالد الصبحي
12-Jan-2010, 01:33 PM
قال -حَفِظَه الله ورَعَاه-:

"فإنْ قَامَت دَولة الإسْلام فلا بدَّ مِن تطبيْق شَريْعة الله، وإلاّ (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)، والكفْر حينئذٍ على مَا فصّله عُلماء الإسْلام مِن الصّحابة وغيْرهم.
قد يَكون كُفرًا أكبْر إِذا كانَ يَحْتقر شَرع الله ولا يسْتَحِل الْحُكم بغيْرها لكن غلبَه هواه فَحَكم بغيْر ما أنْزل الله1"اهـ.

وقالَ كَذلِك:

"فالْحُكم بغيْر ما أنْزل الله يكفرُ بِه الْمستحلّ، وغيْر الْمستحلّ لا يكفر، وكَم منْ حكّام الْمسلميْن وقع كثيْرًا أو قليلاً فِي الْحُكم بغيْر ما أنْزل الله مِن العَهد الأمَوي إلى يومنِا هذا، ولَمْ يكفرْهم علماء الإسْلام بِمَا فيْهم ابْن حنْبل وابْن تيميّة، وهُم على منْهج مَعروف، فيْه التفصِيل على خلاف منْهج الْخَوارج.

فهلْ يُسَوّى منْ يَقع فِي الْحُكم بغيْر ما أنْزل الله بِمَن يتّخذ له أصنامًا وأوثانًا يعبدها منْ دُون الله، نَعوذ بالله منْ تَحْريف الدّين، فاليَهود والنصارى على ما هُم عليْه منْ الكُفر والْحُكم بغيْر ما أنْزل الله واتّخَاذهم عُزيْرًا وعيسى إلَهيْن مع الله لَمْ يبْلغ كفرهم وشركهم مَبلغ كُفر وشِرك عبّاد الأصنام، فكيف بِحَاكم يوحّد الله ويُؤمن بِكل ما يَجِب الإيْمان بِه ويَعتقد أنّ الْحُكم لله وحده، ثم يغلبه هواه وشَهوته فيَحكم بغيْر ما أنْزل الله فلا يَجْعله هو وعبّاد الأصنام والأوثان سواء إلا غالٍ فِي الدّيْن لَمْ يُحَكّم عَقيْدة التّوحيْد، ويَقول على الله بغيْر عِلم2"اهـ.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- منهج النبياء في الدعوة إلى الله..(ص66-67).
2- النصر العزيز (ص127).