المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدعوة السلفية تفرق كلمة حق أريد بها باطل للشيخ أبو بكر يوسف لعويسي



أبو يوسف عبدالله الصبحي
03-Dec-2010, 03:18 PM
[ الدعوة السلفية تفرق ]كلمة حق أريد بها باطل



***********************



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الأخيار الأطهار وعلى وصحبه الأبرار وعلى من والاه إلى يوم الدين دار القرار .
أما بعد:
فهذا سؤال قدم لفضيلة الشيخ عبيد الجابري- حفظه الله - فأجاب عليه بما ستراه –إن شاء الله – أنزله الأخ أبو أنس أحمدبن مصطفى الورفلي وفقه الله في منتديات الإمام الآجري المنبر العام تحت عنوان :
[[ الجواب على الشبهة التي تقول بأن السلفية تفرق ]] ولما رأيت أن هذه الشبهة يتبهاها الحزبيون المميعون للدين ،وغيرهم ممن تأثر بهم ، ويتهمون بها السلفيين ، ورأيت أن في جواب الشيخ اختصارا أحببت أن أضيف إلى جوابه كلمات نيّرات ، شدا لأزره ، وتقوية لعضده ، وفتا في عضد من يرفع شعار هذه الشبهة ، وهذا الاتهام الباطل والرأي العاطل ، وهو غير عاقل ، لما في هذه- الكلمة الحقة- التي يريدون بها الباطل .وسميتها بما قصدت منها : {{ كلمة حق أريد بها باطل - السلفية تفرق }} كبرت كلمة تخرج من أفواهمم إن يقولون إلا كذبا ، فعلقت عليها في المنتدى المشار إليه آنفا بكلمة قصيرة ،ولكن لما رأيت أن هذه الـشبهة قوية أثرت في الكثير من المنتسبين للسنة ، عدت وعلقت عليها بما يقطع دابرها - إن شاء الله .
السؤال : فضيلة الشيخ ما الجواب على الشبهة التي تقولبأن السلفية تفرق؟
الجواب :أقول هذه المقولة ناشئةٌ عن أحد شيئين : إمَّاسوء القصد، وإماسوء الفهم؛ وسوء الفهم بمعنى الخطأ أمرُه سهل؛ لأنَّ مَن فهمفهمـًا سيِّئا وكان قصدُه الحق إذا استبان له الأمر قَبِل، إذا بُيِّن له الحقبدليلِه يقبل .
وأماسوء القصد ـ وهو في الحقيقةالهوى والتعصب والعمى عن كل مايخالف مشربَه ـ فهذا ـ في الغالب ـ ليس فيه حيلة، وقلَّ من يهتدي من أصحاب هذاالمسلك؛ فالقوم إما أصحاب أهواء وأصحاب بدع ورأوا أنَّ المنهج السلفي يكشفُ عوارهم وزيفَهم ويُجلِّي حقيقة غِشِّهِم وخداعهم للناس في ادعائهم كذبا أنهم دعاة إلى الله ـ وليسوا كذلك ـ .
وإماأنهم يجهلون المنهج السلفي فهؤلاء ندعوهم إلى العلم، كما قال صلى الله عليه وسلم : <<من يرد الله به خيرا يفقه في الدين>>.
منقول من كتاب :))أصول و قواعد في المنهج السلفى((فضيلة الشيخ عبيد بن عبدالله بن سليمان الجابري .
إلى هنا ينتهي جواب الشيخ حفظه الله ، وهذا تعليقي عليه .
*****************************


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وعلى وصحبه الغر الميامين ، وعلى من والاهم إلى يوم الدين .
السلام عليكم ورحمة الله .
أما بعد:
جزاك الله خيرا يا أخي على هذا النقل الطيب المفيد، وبارك الله تعالى في الشيخ الجابري عبيد على هذا التفصيل والتأصيل الجيد،ولكنني رأيت أن في جوابه- حفظه الله – اختصارا- لذا أحببت أن أضيف إلى جوابه كلمات نيّرات ، إتماما للفائدة ، وتجلية للطريقة السديدة ، وليس هذا اعتراضا على الشيخ- حفظه الله - أو تنقيصا له حاشا ، فلست بذاك، ولكن من أجل أن تتضح الرؤية لأبنائنا وندحض بذلك شبهة القوم الفاسدة .
فأقول وبالله تعالى استعين : هذا الجملة {السلفية تفرق } هي كلمة حق عند أهل الحق ، يستدل بها أهل الأهواء والباطل على باطلهم ، وتميّعهم ، وتعصبهم ، وعنادهم ، فهي إذا {{ كلمة حق أريد بها باطل ... }}
فالسلفية تفرق حقا ،ولكن بين الحق والباطل ، فهي الفيصل بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ، وإمام السلفيين ، ورسول رب العالمين جاء ليفرق بين الحق والباطل ، فمن اسمائه صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه اسمه [[المفرق ]].
وذكر البخاري في كتاب الاعتصام[ح 7281] في حديث طويل وفيه :<<.. أن محمدا فرقٌ - بتسكين الراء ، وتشديدها - بين الناس >> أي بالحق والباطل ، أي فرق بين الشرك والتوحيد، وبين السنة والبدعة ، فقد جاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل، قال تعالى :{{مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ}} (4) سورة آل عمران .
قال ابن جرير رحمه الله:
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَأَنْزَلَ الْفُرْقَان } يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِذَلِكَ : وَأَنْزَلَ الْفَصْل بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل , فِيمَا اِخْتَلَفَتْ فِيهِ الْأَحْزَاب وَأَهْل الْمِلَل فِي أَمْر عِيسَى وَغَيْره وَقَدْ بَيَّنَّا فِيمَا مَضَى أَنَّ الْفُرْقَان إِنَّمَا هُوَ الْفُعْلَان مِنْ قَوْلهمْ : فَرَّقَ اللَّه بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل يَفْصِل بَيْنهمَا بِنَصْرِهِ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِل ; إِمَّا بِالْحُجَّةِ الْبَالِغَة , وَإِمَّا بِالْقَهْرِ وَالْغَلَبَة بِالْأَيْدِي وَالْقُوَّة . وَبِمَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل .
ذِكْر مَنْ قَالَ : مَعْنَى ذَلِكَ الْفَصْل بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل فِي الْأَحْكَام وَشَرَائِع الْإِسْلَام : 5152 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة : { وَأَنْزَلَ الْفُرْقَان } هُوَ الْقُرْآن أَنْزَلَهُ عَلَى مُحَمَّد وَفَرَّقَ بِهِ بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل , فَأَحَلَّ فِيهِ حَلَاله , وَحَرَّمَ فِيهِ حَرَامه , وَشَرَّعَ فِيهِ شَرَائِعه , وَحَدَّ فِيهِ حُدُوده , وَفَرَضَ فِيهِ فَرَائِضه , وَبَيَّنَ فِيهِ بَيَانه , وَأَمَرَ بِطَاعَتِهِ , وَنَهَى عَنْ مَعْصِيَته . 5153 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا إِسْحَاق قَالَ : ثنا اِبْن أَبِي جَعْفَر , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ الرَّبِيع : { وَأَنْزَلَ الْفُرْقَان } قَالَ : الْفُرْقَان : الْقُرْآن فَرَّقَ بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل .

وقال ابن كثير رحمه الله:
وَأَنْزَلَ الْفُرْقَان " وَهُوَ الْفَارِق بَيْن الْهُدَى وَالضَّلَال وَالْحَقّ وَالْبَاطِل وَالْغَيّ وَالرَّشَاد بِمَا يَذْكُرهُ اللَّه تَعَالَى مِنْ الْحِجَج وَالْبَيِّنَات وَالدَّلَائِل الْوَاضِحَات وَالْبَرَاهِين الْقَاطِعَات وَيُبَيِّنهُ وَيُوَضِّحهُ وَيُفَسِّرهُ وَيُقَرِّرهُ وَيُرْشِد إِلَيْهِ وَيُنَبِّه عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ . وَقَالَ قَتَادَةُ وَالرَّبِيع بْن أَنَس : الْفُرْقَان هَهُنَا الْقُرْآن .
وكذلك فهم الصحابة ، فعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال :<<..لقد بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليها فيه نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية مايرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل وفرق بين الوالد وولده ..>>أحمد[ج6/3].وقوله:<< فرق بين الوالد وولده ..>> أخرجه الترمذي في البيوع [باب 52]وابن ماجة في التجارات [46] والدارمي في السير [38] وأحمد :[ج5/413-414].وقوله : فيه بفرقان يعني وصلا كما جاء مفسرا عند الدارمي .
وبذلك أقرت قريش ووصفته أنه فرق جماعتهم ، فعند أحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص [ج2/218 ]قال وقد حضرهم يقولون<<.. وعاب ديننا وفرق جماعتنا ..>> وفيه أيضا [ج3/493]<< ..إن هذا يدعوكم لتفارقوا دين أبائكم ..>> فهو يدعوهم للتوحيد وترك الشرك ، وذلك وحده كفيل بأن بفرقهم إلى مؤمن وكافر ومتبع ومعرض ،وإلى معلن العداوة ، ومندس بينهم .
أما أتباعه بحق فقد توحدوا بالتوحيد ضد الباطل ،ونصروا الحق على الباطل وكذلكم كان الحال فلم يجمعهم شيء إلا التوحيد وإفراد الله بالعبادة والطاعة ، وعلى ذلك ضحوا بالغالي والنفيس كما قال تعالى :{{ وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}} (63) سورة الأنفال. لما اعتصموا بحبله ، وانقاذوا لتوحيده ، وسلموا له بالطاعة المطلقة .
وهكذا أتباعه في كل زمان ومكان إلى يوم الناس هذا يفرقون كما فرق إمامهم بين الشرك والتوحيد وبين الكفر و الإيمان ،وبينالحق والباطل، وبين السنة والبدعة، وبين الكرامة والدجل، وبين التمييع والاعتدال، وبين الجرح والتعديل ، والعيبة والنميمة والتهويل وبين النصيحة والتعيير ، وبين التعصب للحق ، والتعصب للخلق ، من المشايخ والفرق وهكذا عرفوا الولاء لمن ، والبراء ممن ، والحب فيمن ، والبغض لمن وفيمن .
فقد فارقوا أهل الشرك والخرافة والدجل ، وتمسكوا بالتوحيد قصدا وطلبا، وعرفوا ربهم بأسمائه وصفاته حتى يعرفونه بها يوم يأتيهم في غير هذه الصفات فيفارقون الخلائق وهم أحوج ما يكونون إليهم كما جاء في البخاري وغيره ، ويثبتون مكانهم لا ينساقون حتى يأتيهم في الصفات التي عرفوه بها في الدنيا ، ، كما لم يكونوا ينساقون في الدنيا لكل ناعق، فلم يبدلوا، ولم يغيروا ، ولا بالعواطف للأهواء تأثروا ،فرقا من قوله صلى الله عليه وسلم :<< ألا فسحقا ، ألا فسحقا لمن غير وبدل >> رواه الشيخان .
فقد ركبوا سفينة السنة ، ولزموا الأثر ، معتصمين بحبله متقربين إليه بأوصافه وأسمائه التي تعرّف بها إليهم في الدنيا حتى يأتيهم بها فيعرفونه ويتبعونه ،وكما أنهم فارقوا أصحاب البدع والأهواء حتى يستطيعون السجود له يوم لا يستطيع غيرهم من المنافقين ، {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} (42) سورة القلم .
فالسلفيون لتمسكهم بالفرقان وباسم المفرق ومنهجه جملة وتفصيلا يفرقون بين أهل الأهواء ، وأهل السنة ، يفرقون بين المناهج الضالة المحدثة – وما أكثرها – وبين منهج الطائفة المنصورة الرضية أتباع الفرقة الناجية ، يفرقون بين بين الصراط المستقيم وبين السبل على جنبيته ، ويفرقون بين علماء الخلف ، وعلماء السلف .
وأما أهل البدع فهم على خلاف ذلك يتباكون على توحيد الأمة ، وهم من كانوا سببا في تفريقها وتمزيقها أشتاتا وعزين ، فتكتلوا أحزابا وجماعات ،وخالفوا منهج الحق والآيات البيات ، واختلفوا عليه، بتأويله وتحريفه ، ويريدون أن يوحدوا المسلمين والمسلمات على الأهواء والحزبيات ، بالعواطف والعصبيات ،وهي لا شك أنها تجمع ولكن سرعان ما تعصفبها الأهواء المخلة والعواصف المضلة. كالقائم على شفا جرف هار يكاد أن ينهار به في مهاوي الضلالة ،نسأل الله السلامة لنا ولأخواننا السلفيين .
وليعلم هؤلاء ، وأولئك أن دعوة النبي – صلى الله عليه و سلم – و أصحابه قائمة على الفرقان ، كما قال تعالى : {{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا }}(1)سورة الفرقان. ومن أسماء القرآن الفرقان ، ومن أسماء النبي صلى الله عليه و سلم المفرق ومن أوصافه الفارق ، فالتفريق بين الحق والباطل من أساس الدين وأصله .
وصفات أهل الحق أنهم مفرقةٌ بين الحق والباطل ، مؤلفةٌ فيما بينهم، وهم مميزة يسعون إلى تمييز الحق عن الباطل ، و هذا مستمد من قول النبي – صلى الله عليه و سلم – في الأصحاب الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : << رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه و تفرقا عليه>>. رواه البخاري ومسلم.
فالتقوى سبيل اجتماع أصحاب المنهج الحق والتقائهم ، والتقوى سبيل للاختلاف مع أصحاب المناهج الباطلة قال تعالى : {{يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}} (29) سورة الأنفال .قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي عند تفسيرها : أي تفرقون به بين الحق والباطل ، زالخير والشر ، فالمؤمن يكون عنده فرقان يفرق به بين أصحاب المناهج المنحرفة والأقوال الباطلة وبين أصحاب منهج الحق، أصحاب المنهج الأوحد القويم ، والصراط المستقيم، وهكذا جا في الكتاب ، وبه نطق الأصحاب ،فعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه ، أنه قال : << والله لقد بعث الله النبي على أشد حال بعث عليها فيه نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية ، ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان ، فجاء بفرقانفرق به بين الحق و الباطل ، و فرق بين الوالد و ولده ، حتى إن كان الرجل ليرى والده وولده أو أخاه كافرا ، و قد فتح الله قفل قلبه للإيمان ، يعلم أنه إن هلك دخل النار ، فلا تقر عينه هو يعلم أن حبيبه في النار ، و أنها للتي قال الله عز وجل : الذين يقولون ربنا هب لنا من أزوجنا وذرياتنا قرة أعين >>. تفسير القرآن (http://www.dorar.net/book/11865&ajax=1) لابن كثير (http://www.dorar.net/mhd/774)[ 6/142] وقال صحيح ، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الأدب المفرد [ 64] وفي السلسلة الصحيحة[ 2823] والوادعي في المسند الصحيح [ 1156] وقال صحيح .
فالعالم والداعي السني السلفي يُعلم تلامذته وطلابه الفرقان، و يجعلهم مفرقةً بين الحق والباطل كما علم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأتباعه ذلك ففرق بهم بين الأب والإبن ، والأخ وأخيه ،بالحق وفي الحق .
أما العالم الخلفي البدعي الغاش الذي يجعل مادته تشارك في جلها - أقول جلها لا كلها - أصحاب الدعوات الباطلة من الحزبيات المميعة ، والمتطرفة ،و يتوافق ما يطرحه مع ما يطرحه مشايخ الجماعات المتحزبة الفكرية السياسية منها والدعوية المنتسبة للإسلام ، هذا الشيخ الغاش قد أطفأ نور الفرقان الذي قال الحق سبحانه فيه : {{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}} (52) سورة الشورى}.
وأصل الفرقان التفريق بين الشيئين والفصل بينهما بإظهار الحجة القاطعة والبرهان الساطع والانتصار للحق ، والتجرد من حظوظ النفس ، ولذلك كانت أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها - تعظم الفرقان لعِظَمه – فتقول : " والذي أنزل الفرقان على محمد " أخرجه الإمام أحمد .
قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله فيما صنفه بقلعة دمشق أخيرا في رسالته الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان: فصل في الفرقان بين الحق والباطل وأن الله بين ذلك بكتابه ونبيه فمن كان أعظم اتباعا لكتابه الذي أنزله ونبيه الذي أرسله كان أعظم فرقانا، ومن كان أبعد عن اتباع الكتاب والرسول ،كان أبعد عن الفرقان واشتبه عليه الحق بالباطل كالذين اشتبه عليهم عبادة الرحمن بعبادة الشيطان، والنبي الصادق بالمتنبئ الكاذب،وآيات النبيين بشبهات الكذابين حتى اشتبه عليهم الخالق بالمخلوق فإن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا بالهدى ودين الحق ; ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ففرق به بين الحق والباطل، والهدى والضلال ،والرشاد والغي، والصدق والكذب والعلم والجهل ،والمعروف والمنكر، وطريق أولياء الله السعداء، وأعداء الله الأشقياء ، وبين ما عليه الناس من الاختلاف وكذلك النبيون قبله قال الله تعالى : {{ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}} (213) سورة البقرة } وقال تعالى : {{ تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}} (63) سورة النحل }وقال: {{ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}} (64) سورة النحل }.
وقال سبحانه وتعالى:{{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} } (1) سورة الفرقان } وقال تعالى : {{ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ .. }} (4) سورة آل عمران }. قلت : أبعد هذه الآيات يقال للمتمسك بها مفرق بالباطل؟ تالله أنها لإحدى الكبر ...
قال جماهير المفسرون : هو القرآن . روى ابن أبي حاتم بإسناده عن الربيع بن أنس قال :هو الفرقان فرق بين الحق والباطل.قال : وروي عن عطاء ومجاهد ومقسم وقتادة ومقاتل بن حيان نحو ذلك، وروي بإسناده عن شيبان عن قتادة في قوله:{ وأنزل الفرقان } قال : هو القرآن الذي أنزله الله على محمد ففرق به بين الحق والباطل وبين فيه دينه وشرع فيه شرائعه وأحل حلاله وحرم حرامه وحد حدوده وأمر بطاعته ونهى عن معصيته.
وعن عباد بن منصور سألت الحسن عن قوله تعالى { وأنزل الفرقان }قال: هو كتاب بحق. و" الفرقان" مصدر فرق فرقانا مثل الرجحان والكفران والخسران.
والمقصود هنا أن لفظ " الفرقان " إذا أريد به المصدر كان المراد أنه أنزل الفصل والفرق بين الحق والباطل ، وهذا منزل في الكتاب فإن في الكتاب الفصل , وإنزال الفرق هو إنزال الفارق . وإن أريد بالفرقان ما يفرق فهو الفارق أيضا فهما في المعنى سواء وإن أريد بالفرقان نفس المصدر فيكون إنزاله كإنزال الإيمان وإنزال العدل، فإنه جعل في القلوب التفريق بين الحق والباطل بالقرآن كما جعل فيها الإيمان والعدل، وهو سبحانه وتعالى أنزل الكتاب والميزان ،والميزان قد فسر بالعدل وفسر بأنه ما يوزن به ليعرف العدل ، وهو كالفرقان يفسر بالفرق ويفسر بما يحصل به الفرق وهما متلازمان ; فإذا أريد الفرق نفسه فهو نتيجة الكتاب وثمرته ومقتضاه، وإذا أريد الفارق فالكتاب نفسه هو الفارق ويكون له اسمان كل اسم يدل على صفة ليست هي الصفة الأخرى .سمي كتابا باعتبار أنه مجموع مكتوب تحفظ حروفه ويقرأ ويكتب وسمي فرقانا باعتبار أنه يفرق بين الحق والباطل كما تقدم كما سمي هدىً باعتبار أنه يهدي إلى الحق وشفاء باعتبار أنه يشفي القلوب من مرض الشبهات ،والشهوات ونحو ذلك من أسمائه . وكذلك أسماء " الرسول " كالمقفي والماحي والحاشر . وكذلك " أسماء الله الحسنى " كالرحمن والرحيم والملك والحكيم ونحو ذلك .
وقال : { وأنزل الفرقان } جاء بلفظ الإنزال ; فلهذا شاع بينهم أن القرآن والبرهان يحصل بالعلم والبيان كما حصل بالقرآن ويحصل بالنظر والتمييز بين أهل الحق والباطل بأن ينجي هؤلاء وينصرهم ويعذب هؤلاء فيكون قد فرق بين الطائفتين كما يفرق المفرق بين أولياء الله وأعدائه بالإحسان إلى هؤلاء وعقوبة هؤلاء . [وهذا كقوله في القرآن في قوله : {{.. إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}} (41) سورة الأنفال } قال الوالبي عن ابن عباس { يوم الفرقان } يوم بدر فرق الله فيه بين الحق والباطل .
قال ابن جرير رحمه الله :حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { يَوْم الْفُرْقَان} يَعْنِي بِالْفُرْقَانِ : يَوْم بَدْر , فَرَّقَ اللَّه فِيهِ بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل . 12519حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . 12520 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي اللَّيْث , قَالَ : ثني عُقَيْل , عَنْ اِبْن شِهَاب , عَنْ عُرْوَة بْن الزُّبَيْر وَإِسْحَاق , قَالَ : ثنا عَبْد الرَّزَّاق , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الزُّهْرِيّ , عَنْ عُرْوَة بْن الزُّبَيْر , يَزِيد أَحَدهمَا عَلَى صَاحِبه فِي قَوْله : { يَوْم الْفُرْقَان } يَوْم فَرَّقَ اللَّه بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل , وَهُوَ يَوْم بَدْر . وهذا ما ذمره ابن كثير وهو مما لاخلاف فيه .
قال ابن أبي حاتم وروي عن مجاهد ومقسم وعبيد الله بن عبد الله والضحاك وقتادة ومقاتل بن حيان نحو ذلك ; وبذلك فسر أكثرهم {{ يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً .. }} (29) سورة الأنفال } كما في قوله : {{.. وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا}} (2) سورة الطلاق } أي : من كل ما ضاق على الناس.قال الوالبي عن ابن عباس في قوله : {{ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً .. }} أي مخرجا.
قال ابن أبي حاتم : وروي عن مجاهد وعكرمة والضحاك وقتادة والسدي ومقاتل بن حيان كذلك غير أن مجاهدا قال مخرجا في الدنيا والآخرة وروي عن الضحاك عن ابن عباس قال نصرا قال : وفي آخر قول ابن عباس والسدي نجاة.
وعن عروة بن الزبير {{ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً .. }} أي : فصلا بين الحق والباطل، يظهر الله به حقكم ويطفئ به باطل من خالفكم، وذكر البغوي عن مقاتل بن حيان قال :مخرجا في الدنيا من الشبهات. والفرقان المذكور في قوله : {{.. وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ ..}} قد ذكر عن ابن زيد أنه قال: هدى في قلوبهم يعرفون به الحق من الباطل ونوعا الفرقان فرقان الهدى والبيان والنصر والنجاة هما نوعا " الظهور ".
فمن الفرقان ما نعته الله به في قوله {{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}} (157) سورة الأعراف } ففرق بين المعروف والمنكر، أمر بهذا ونهى عن هذا، وبين الطيب والخبيث أحل هذا وحرم هذا .
ومن " الفرقان " أنه فرق بين أهل الحق المهتدين المؤمنين المصلحين أهل الحسنات ،وبين أهل الباطل والكفار الضالين المفسدين أهل السيئات.
قال تعالى: {{ أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ}} (21) سورة الجاثية }وقال تعالى : {{ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ }} (28) سورة ص } ،وقال تعالى : {{ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}} (36) سورة القلم } ؟ وقال تعالى : {{ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }}(24) سورة هود} وقال تعالى : {{ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}} (9) سورة الزمر } وقال تعالى : {{ وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ} (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ}} (22) سورة فاطر } وقال تعالى : {{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}} (122) سورة الأنعام }قلت : سبحان الله هل يستويان مثلا؟أبدا ..فهل يستوي من يعبد الله على علم ، ومن يعبده على جهل ، وهل يستوي من يتبع الرسول على جهل ويهون من سنته ومنهجه ، ممن هو يحرص على أن يكون متبعا له في كل شيء حتى في الخراءة [أي قضاء الحاجة ].
وقال تعالى : {{ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ}} (18) سورة السجدة } فهو سبحانه بين الفرق بين أشخاص أهل الطاعة لله والرسول ،والمعصية لله والرسول كما بين الفرق بين ما أمر به وبين ما نهى عنه .
فهل تقولون أن هذا القرآن فرق بين الناس ، أم تقولون إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم بالتفريق بين الناس بالحق وليس بالباطل ؟
فيا قوم من الذين يوصفون بأنهم فرقوا الأمة ، الذين تحزبوا وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ، الذين ميعوا الدين ،ولم ينقادوا لفرقان رب العالمين ،وما جاء به سيد المرسلين ،الذين جعلوا الطواف بالقبور ودعاء المقبورين ليس بشرك ، والتوسل لله بالمخلوق كذلك ، وتعاطي السحر والشعوذة والدجل كرامات ، والدعوة إلى وحدة الأديان التي يدعوا أصحابها إلى طمس الإسلام ،والدعوة للتقارب بين الشيعة والسنة ، والحكم للشعب وللأغلبية ، والإسلام الشورقراطي والإسلام الديمقراطي ، والولاء والبراء صداقة مع عباد الصليب ، ودعوة الأنبياء فيها الجفاء ، والتوحيد دعوة إلى نبش القبور ،وإلى ما لا يصلح لهذا العصر ، والأسماء والصفات إلى التمثيل والتشبيه ، والدخول في البرلمانات والخوض في نفاق السياسة والكذب وزبالة أذهان البشر في التشريع هو الطريق لأقامة دولة الإسلام ، والخروج على الحاكم وتكفير المسلمين بدعوة إقامة توحيد الحاكمية ، وتحليل االغناء
والموسيقى ، بدعوى الناشيد الإسلامية ، وغض الطرف عن التلفزيون وما فيه من فساد عريض ،والقنوات الفضائية وما فيها من سموم وفضائح ، والتبرج والسفور ، والاختلاط بلا حدود ،وغزو فكري وعقائدي ، والطعن في أهل الحق المتمسكين بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ، الذين يدعون لأحياء ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته ،ولمزهم وغمزهم وبث الفرقة بينهم ووسمهم بشتى الألقاب المنفرة منهم وغير ذلك... هذا مما يبيحه مشايخ ودعاة القوم من الجماعات الإسلامية ، أهؤلاء هم المفرقون ،أم الذين يُعرفون بالعلم كتابا وسنة وعلى فهم سلف الأمة ، والدعوة إلى إصلاح الأمة على ما صلح عليه أمرها الأول ،ويدافعون عن السنة ، ويذوذون عن حياضها ، ويردون البدع التي تنخر في جسم هذا الدين كما ينخر السوس في الخشب وينادون بملء أفوافهم الرجوع ، الرجوع للدين والوقوف عند حدود الله والاعتصام بحبله ، ويصلحون ما أفسد الناس من التوحيد والسنة ، وهم غرباء بين أهاليهم وإخوانيهم المؤمنين فضلا عن غربتهم بين المسلمين، فضلا عن غربتهم بين ملل الكفر ،وهم القابضون على الجمر النزاع من القبائل الصالحون المصلحون والقائمون على الحق الراحمون للخلق ،الذين يدعون إلى التوحيد الذي وحد الله به أول هذه الأمة ،وينبذون التفرق والتحزب ممتثلين أمر الله تعالى: {{ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }} (103) سورة آل عمران } متصفين بقول النبي صلى الله عليه وسلم :<< مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ..>> متفق عليه .
فالسني السلفي المؤمن الحق هو مؤلفة يألف ويؤلف ،وهو غر كريم بين إخوانه، كيس فطن ، يميز بين الحق والباطل ،ويفرق بين السنة والبدعة ،وبين السم والعسل ، ، وهو يخاف الله فلايدس السم في العسل ، ليغش به أمة محمد فشتان بين التفريقين كماهو الوصف للفريقين ، فمن يفرق بين الحق والباطل ،والسنة والبدعة ،وأهل الفسق وأهل الطاعة ، وأهل العدالة ، وأهل الجرح والرذالة ، وبين من يفرق بين المؤمنين بالحزبية والعصبية والطرقية، والنعرات الجاهلية ، والبدع تارة بالتطرف والخروج على الجماعة ، وتكفير للمسلمين ، وأخرى بالتمييع واستحلال المحرمات .فقارن بين الفريقين في هذا الحديث لتعلم الفرق بين التفريقين .وانصف نفسك حتى لاتكن من الهالكين ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال صلى الله عليه وسلم :<< إن أحبكم إلي ، أحاسنكم أخلاقا ، الموطؤون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون ، وإن أبغضكم إلي ؛ المشاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ؛ الملتمسون للبرآء العيب >>. صحيح الترغيب للشيخالألباني (http://www.dorar.net/mhd/1420)– [ح 2658] وقال حسن لغيره، وسلسلة الأحاديث الصحيحة [ 2/378].
وجاء في تفسير قوله تعالى :{{وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ }} عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن هذه الآية فقال : هو المشاء بالنميمة ، المفرّق بين الجمع ، المغري بين الإخوان . أخرجه سعيد بن منصور ، وابن أبي الدنيا ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه من طرق .

وقال ابن جرير حدثنا مسروق بن أبان، قال: ثنا وكيع، عن رجل لم يسمه، عن أبي الجوزاء، قال: قلت لابن عباس: من هؤلاء هم الذين بدأهم الله بالويل ؟ قال: هم المشاءون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون أكبر العيب.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن أبيه، عن رجل من أهل البصرة، عن أبي الجوزاء، قال: قلت: لابن عباس: من هؤلاء الذين ندبهم الله إلى الويل ؟ ثم ذكر نحو حديث مسروق بن أبان.
فمن من الفريقين أكثر اتباعاً و تمسكاً بما كان عليه أصحاب النبي – صلى الله عليه و سلم – كان أعظم فرقاناً ، ففرق بين الحق والباطل ، وبين الوسطية والعدل من طرفي النقيض ، ومن كان منهما أبعد عن اتباع منهج الكتاب والسنة وفهم الصحابة كان أبعد عن الفرقان وتداخل عليه وعلى اتباعه نور الحق بظلمة الباطل ، فتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً.

فأسأل الله العلي العظيم أن يوفق علماءنا ومشايخنا وإخواننا السلفيين لإظهار الفرقان بين الحق و الباطل و يسددهم في ذلك، ويثبتنا وإياهم عليه إلى يوم تبلى السرائر ويظهر أولياء الرحمن من أولياء الشيطان ،ويقال كل يتبع من كان له متبوعا ، والحمد لله رب العالمين على توفيقه ، والصلاة والصلام على نبيه وعلى آله وصحبه .


وكتب :



محب العلم والانصاف على منهج صالح الأسلاف



أبو بكر يوسف لعويسي .

الجزائر العاصمة : آخر تعديل كان بتاريخ : 28/ 05/1431هـ الموافق ل : 12/ 5/ 2010م

الفارس
06-Dec-2010, 08:15 PM
موضوع قيم ومفيد احسن الله اليكم وبارك فيكم