المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [خطبة] خطر النفاق - خطبة لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ



أبو الوليد خالد الصبحي
26-Dec-2010, 01:51 PM
خطر النفاق



الحمد لله، إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا؛ ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ؛ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل؛ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه، وعلى آلهِ، وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين.
أمَّا بعدُ:
فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى.
عباد الله، إن الله بين في كتابه العزيز أخلاق المؤمنين وصفاتهم وأعمالهم ترغيبا فيها وحثًا على سلوكها وبين أخلاق الكافرين والمنافقين تحذيرًا منها وإبعادًا للمسلم عن التخلق بها.
أيها المسلم، إن النفاق شر وبلاء وخصلة ذميمة وخلق مقيت هذا النفاق الذي يختلف ظاهره مع باطنه فالباطن شيء والظاهر شيء آخر وهذا عين البلاء والعياذ بالله وقد حذرنا الله من النفاق وأهله وبين صفات المنافقين وأخلاقهم ليكون المسلم على بصيرة من أمره وليبتعد كل البعد عن ما يقربه للنفاق وأهله ولقد كان سلفنا الصالح مع إيمانهم وتقواهم لله يخافون ذلك البلاء على أنفسهم فأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأل حذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله أسألك يا حذيفة هل عدني لك رسول الله من المنافقين فيجيب حذيفة لا ولا أزكي أحد بعدك كانوا يخافونه على أنفسهم قال بعض السلف ما أمن النفاق إلا منافق وما خاف النفاق إلا مؤمن.
أيها المسلم، لقد أوضح الله لنا في كتابه العزيز صفات المنافقين أخلاق المنافقين أعمالهم لنكون على حذر منها فأسمع الله يقول في سورة البقرة مبينًا بعض خصالهم: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ* أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ)، إذا دعي أولئك المنافقين وحذروا من الإفساد في الأرض وإفسادهم في الأرض بنشر الباطل والدعوة إلى الضلال ومحاربة المسلمين ومد اليد لأعداء الإسلام ونقل أخبار الإسلام إلى أعداء الله وكونهم أعوان لهم يبلغون أخبار المسلمين وأحوالهم وأسرارهم وكونهم والعياذ بالله يسعون في الأرض فساد يدعون إلى كل رذيلة ويحاربون كل فضيلة ينشرون الشر والبلاء والعداء للإسلام وإن تقمص الإسلام ظاهر لكنهم أعدائهم في الباطن أعداءه وأعداء أهله في الباطن (لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ)، لا تفسدوها بنشر البلاء والمصايب والسعي في الإخلال بأمن الأمة وإفساد دينها والدعوة إلى مناقضة الأخلاق والقيم الإسلامية (قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ)، وصفوا فسادهم وشرهم وبلاهم وعداهم للإسلام وأهله بأن هذا إصلاح وهذا من انتكاس الفطر وتغير الأحوال وتقليب القلوب كيف يجعلون فسادهم وشرهم وضررهم صلاح وإصلاح يشابهون لقول فرعون عن موسى: (إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ)، ففرعون يصف موسى بأنه يظهر في الأرض الفساد فإذا فرعون الذي ادعى الربوبية يرى نفسه أنه المصلح وأن موسى مفسد ينشر الفساد في الأرض وهكذا أتوا الرسل في كل زمان ومكان يجعلون الحق والهدى والعلم النافع والعمل الصالح والاستقامة على الدين يجعلونه فساد وانحراف عن القيم والأخلاق والدعوة إلى الرذيلة وإفساد الأمة وهدم كيان أهلها وأخلاقها ونشر الفساد في صفوفها يجعلون ذلك صلاح وهذا عين الانحراف نسأل الله السلامة والعافية، كم تسمع وكم تقرأ عن هذه الفئة من مقالات باطلة وكتابات منحرفة عن الهدى والاستقامة تحارب كل فضيلة وتدعوا إلى كل رذيلة كل خلق جاء به الإسلام يحاولون هدمه وإزالته بكل وسيلة ممكنة بما تخطه أقلامهم وتتفوه به ألسنتهم ضد الإسلام وأهله يرون كل رذيلة حق وكل فضيلة يحثه أخلاق يرونه رذيلة إذا طلبت منهم وقلت لهم إن اختلاط الرجال بالنساء مفسدة من أعظم المفاسد وأشرها وأعظمها خطرًا ونشر للفاحشة وقفوا في نحرك وقالوا هذا تحجر وهذا تعطيل للجنس الآخر وهذا وهذا وقالوا ما قالوا مما ينبأ عن ما في قلوبهم من المرض والعداء لهذه الشريعة إذا عرضت عليهم تحريم الربا وأن الله حرم الربا وجعله من كبائر الذنوب عادوك وقالوا ما قالوا هذا اقتصاد أمة ومحاولة لهدم اقتصادها وعدم قوتها النقدية إلى غير ذلك مما يبررون به إذا دعوت إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رأيت أولئك ما قال الله كما أخبر الله عنهم: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا)، فهم أعداء للحسبة والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر يحبون أن يتصيدوا الأخطاء وأن يجسدوا الأخطاء يقولوا عن أهل الحسبة ما يقولون إذا تكلموا في أحكام الشريعة سعوا في الطعن فيها والطعن فيما يتولاها وإيجاد المعائب قدر استطاعتهم ليهدموا هذا الكيان ويظهروا أنه متناقض لأنهم شريكون بأحكام الله لا يريدون تطبيقها ولا يريدون بقاءها فهم أعداء لأحكام الشريعة في كل الأحوال وأخبر الله عنهم بقوله: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ)، إذا قيل لهؤلاء آمنوا بالله وبدينه وبنبيه كما آمن المسلمون ماذا يجيبون؟ (أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ)، إذا فالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقاءه والقضاء والقدر هو سفه في رأيهم وأهله سفهاء ضعفاء العقول لا يدركون شيئا ولا يفهمون شيئا (قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ)، فجعلوا النبي وأتباعه سفهاء الأحلام لماذا لأنهم آمنوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا رسولا وهذا يغيظ أولئك المنافقين لا يرضون بذلك يقولون أهل الإيمان بالسفه بسفه الرأي وقلة الإدراك وضعف التصور وهذا من الخطر العظيم نسأل الله السلامة والعافية وأخبر عنهم بقوله: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ* اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)، إذا لقوا المؤمنين تظاهروا بالإيمان (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا)، ولكن إذا خلوا إلى شياطينهم وأئمة الظلال ودعاة الشر والفساد والمتربصون بالإسلام وأهل الدوائب والذين يريدون الكيد من الإسلام وأهله قالوا: (إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ)، ما آمنا ولا صلينا ولا صمنا إلا استهزاء بهم وإلا فنحن معكم في باطننا ليست صلاتنا ولا التزام الدين حقيقة وإنما هو استهزاء وسخرية لنحقن الدماء ونحفظ الأموال وإلا فنحن كافرون بما عملنا، هذا حالهم نسأل الله العافية وأخبر الله عنهم بقوله: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ)، يقول لأعداء الإسلام سنطيعكم في بعض الأمر وسننقاد إليكم ونحن معكم وعلى طريقتكم وعلى منهجكم هكذا يتمادون على الإسلام وأهله ويكيدون للإسلام المكائد ويبغون له الغوائي فهم مخالفون مناقضون وأخبر الله عنهم بقوله أن أعمالهم كلها رياء لا إخلاص فيها: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً)، فهم لا يقيمون الصلاة لله ولا تعبد ولكن رياء وسمعة ليخدعوا به المؤمنين ويحسب على الإسلام وأهله والله يعلم من قلوبهم خلاف ذلك.
أيها المسلم، اتق الله في نفسك واتق الله فيما تقول واتق الله فيما تكتب واتق الله فيما تنشر وقف محاسبًا لنفسك هل ما قلت من قول موافقًا لشرع الله فتكون من المحسنين أم مخالف لشرع الله فتبتعد عن ذلك وتحذر النفاق وأهله فإن المنافقين مستهزئون بالإسلام ساخرون بالإسلام وأهله قال الله جل وعلا: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)، إذا سألتهم عما يقولون (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ)، أي الأقوال التي نقولها ونتفوه بها نتسلى بها ولكنها ألفاظ دالة على خبث قلوبهم وما انطوت عليه من العداء للإسلام وأهله قال تعالى: (وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ)، فأحذر أخي المسلم من النفاق وطريقته وأهله وأخلاقهم وأعمالهم كن صادقًا مع الله فيما تقول كن صادقًا مع الله فيما تفعل فالله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور إياك أن تظهر للناس خلاف ما تعتقده تظهر الخير لهم وتبطن خلاف ذلك تظهر انتسابك للإسلام والله يعلم من قلبك عداءك لهذا الدين وبغضك لهذا الدين ومحاربتك لأخلاق الدين فإن المسلم حقا يعظم شعائر الله يعظم أوامر الله ويعظم نواهي الله يعظمها بقلبه وسائر أعماله (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ)، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).
أيها المسلم، إن النفاق بلاء عظيم ومصيبة كبرى لا ينجوا منه إلا من مكن الله الإيمان في قلبه فرضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبي رسولا سمع لله واستجاب وأطاع وقدم طاعة الله وطاعة رسوله على كل أحد كائنا من كان إن المؤمن حقا صريح في منهجه واضحًا في أسلوبه إلا إذا قرأت له راية الخير والهدى أما أولئك المنافقين الذين يكتبون كتابات سيئة وأحيانا إذا تأملتها وجدت فيها عداء لهذا الدين عداء لأخلاق الإسلام عداء لأوامره ونواهيه عداء لأحكامه وتشريعاته فليحذر المسلم من أن يكون منافق من حيث لا يشعر ليكن واقعًا في نفسه متدبرًا ما يقول متأملا فيما يكتب أهو موافق للشرع فيمضي على ذلك أهو مخالف له فيتخلص منه ولا يغرنه ما يؤيده من يخالفون الحق والهدى من أولئك القوم الذين سخروا بالإسلام وبأوامره ونواهيه وضاق به درعا لا يريدون التقيد بأوامر الشرع ونواهيه والله يقول: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)، فالمؤمن مستجيب لله (* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)، فلنتق الله في أنفسنا ولنتعوذ بالله من هذا الداء العضال ولنكن صرحاء في أمورنا واضحين في أمرنا لا يكون هناك التباس ولا التواء في الأقوال بل تكن أقوال صادقة والمقالات واضحة والمسلم الداعي إلى الله في أقواله وداعيا إلى الله في أفعاله المسلم دائما داعيًا إلى الله في أقواله وأعماله فهو قدوة في الخير وأسوة صالحة في الهدى بعيدًا عن النفاق وأهله أسأل الله أن يثبتنا وإياكم على قوله الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إنه على كل شيء قدير أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبِه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ:
فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى.
عباد الله، يقول الله جل وعلا: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمْ الْفَاسِقُونَ)، يقول الله: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمَعْرُوفِ)، يأمرون بالمنكر يأمر بالباطل والفساد وينهون عن الخير والهدى أمرة بالمنكر ونهاة عن المعروف إذا سمعوا من يأمر بالمعروف نهى عن المنكر أبغضوه وكرهوه وكتبوا حوله ما كتبوا وقالوا عنه ما قالوا وجرموا أقوله وتحدثوا عنه وحاولوا إسقاطه بكل ما يمكنهم لأنهم يأمرون بالمنكر يأمرون بما يخالف الشرع يأمرون بالرذائل يأمرون بسقيط الأخلاق يأمرون بما يخالف شريعة الله يأمرون يما يناقض أحكام الله يأمرون بالتآمر مع أعداء الإسلام ومد اليد مع أعداء الإسلام والالتفات حول أعداء الإسلام والحرص على تغريب الأمة وإفساد دينها وأخلاقها (يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمْ الْفَاسِقُونَ)، وقال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
فأيها المسلم، انظر نفسك مع أي الفريقين هل أنت ممن يأمر بالمنكر ويدعو إلى الضلال وينشر الفساد والإجرام ويعادي الأمة ويمد يد العون لأعداء الإسلام ضد الأمة وضد أمنها وضد رخائها وضد استقرارها وضد أحكام شريعتها وضد أخلاقها وضد سلوكها وأعمالها أم أنت مما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يأمر بكل خير ويحذر من كل شر ويدعو الأمة إلى الاستقامة على الهدى والالتفات مع الولاة والتعاون مع القيادة بكل ما يحقق للأمة من خير واستقامة وطمأنينة وتحكيم الشريعة لتعيش الأمة في ظل أحكام الشريعة العادلة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتحكم شرع الله وتقيم حدود الله وتدعو الأمة للاستقامة والالتفاف على ذلك ميز نفسك أخي المسلم من أي الفريقين حتى تكون على بصيرة من أمرك فإن كنت من أهل الإيمان كنت آمر بالمعروف ناهيًا عن المنكر مقيمًا لشعائر الدين مواليًا لأهل الإسلام محبًا لهم معظمًا لهم وإلا كنت منافقًا تأمر بالمنكرات وتنهى عن المعروف وتحارب الشريعة وتقدح فيها وتحاول الانتقاص منها بأي أسلوب أمكنك ذلك فأتق الله في نفسك وحاسب نفسك مع أي الفريقين أنت فالله جل وعلا يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والله جل وعلا أمرنا بتقواه في كل أحوالنا (وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ).
واعلموا رحمكم اللهُ أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ؛ ومن شذَّ شذَّ في النار، وصَلُّوا رَحِمَكُم اللهُ على عبدالله ورسوله محمد، كما أمركم بذلك ربُّكم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم، وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين الأئمةِ المَهدِيِّين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانِكَ، يا أرحمَ الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين، ودمِّرْ أعداءَ الدين، وانصُرْ عبادَك المُوَحِّدين، واجعلِ اللَّهُمَّ هذا البلدَ آمنًا مُطمئِنًا، وسائرَ بلاد المسلمين، يا ربَّ العالمين، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلحْ أئمتََََّنا ووُلاةَ أمرِنا، ووفِّقْهُم لما فيه صلاح الإسلامِ والمُسلمين، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ عبدَ الله بنَ عبدِ العزيزِ لكلِّ خير، وأمده بالصحة والسلامة والعافية وكن له عونًا في كل ما أهمه إنك على كل شيء قدير، اللهم شد عضده بولي عهده سلطان بن عبدالعزيز ووفقه بالصواب في أقواله وأعماله ووفق النائب الثاني وأعنه على كل خير إنك على كل شيء قدير (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار، اللهم أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك وبلاغا إلى حين، اللهم أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك وبلاغا إلى حين، اللَّهمَّ أغثنا، اللّهمَّ أغثنا، اللهمَّ أغثتنا، اللهم سقيا رحمةٍ، لا سقيا بلاءٍ، ولا هدمٍ، ولا غرقٍ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90]؛ فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكرْكم واشكروه على عموم نعمه يزدْكم، ولذكرُ الله أكبرُ، والله يعلم ما تصنعون.


[/URL][URL="http://af.org.sa/archive/menbar_daawah/al-shiek/1432-01-11.rm"]حفـظ (http://af.org.sa/page.php?pg=media_desc&media_id=1467&cat_id=57)