المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لو كفر الناس كلهم و كانوا على قلب إبليس والله لا يضروا الله شيئا ولا ينقص من ملكه مثقال ذرة سبحانه وتعالى / ربيع المدخلي



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
01-Jan-2011, 08:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


لو كفر الناس كلهم و كانوا على قلب إبليس والله لا يضروا الله شيئا ولا ينقص من ملكه مثقال ذرة سبحانه وتعالى ــ لفضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
وبعد
فبالأمس شرحوا شيئا ،جزءا من حديث أبي ذر ، الحديث القدسي ، شرحوا شيئا منه وأحب اليوم أن أكمل شرحه بما ييسره الله تبارك وتعالى ، هو حديث عظيم ينبغي حفظه وتذكر ما دلت عليه من المعاني العظيمة الدالة على عظمة الله وكبريائه وغناه عن عباده سبحانه وتعالى وافتقارعباده إليه سبحانه وتعالى الغني الحميد الذي وسعت رحمته كل شيء .
أظن أنا وصلنا فيه إلى" يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم وشرحت أظن هذه الجملة وعندها وقفت ، بعدها " يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد ما زاد ذلك في ملكي شيئا ".
عباد الله منذ خلق آدم إلى آخر نفس كلهم لوكانوا على قلب آدم ومحمد وإبراهيم في التقوى والصلاح والإستقامة وعبدوا الله ليلا و نهارا مع الجن والملائكة كل هذا لا يزيد في ملك الله ذرة سبحانه وتعالى تصوروا أيها الإخوة يعني هذا الرب العظيم ، هذه العظمة ، هذا الغنى عن العباد وأعمالهم وتقواهم وصلاحهم وجهادهم والذي يعمل صالحا فلنفسه وإن أساء فعليها الذي يعمل صالحا لنفسه هو بحاجة إلى أن يعمل وأن يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى وأن يخشاه وأن يتقيه وأن يراقبه ، أما الله سبحانه وتعالى فهو الغني الحميد ، ليس بحاجة إلى هذه الأعمال يشرع التشريعات للعباد لمصالحهم لا لحاجته سبحانه وتعالى . فأنت حينما تعبد الله وتتصدق وتجاهد لا لحاجة الله إليك وإنما لمصلحتك ولمنفعتك لأنك تقصد من الله هذا العمل جزاءا عظيما فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة أما الله سبحانه وتعالى بيّن ذلك ليس بحاجة إلى شيء من هذه الأعمال كلها ، وما خلق الخلق بحاجة إليهم ولا شرع لهم العبادات ولا كلفهم التكاليف وإلى غير ذلك تعالى الله عن ذلك لذا ينبغي أن يذكرالإنسان مدى عظمة الله سبحانه وتعالى ومدى غناه عن الخلق ، ومدى افتقار العباد إلى الله سبحانه وتعالى (( إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد )) [ إبراهيم : 8 ] . سبحانه وتعالى لا يضروا الله شيئا والأعمال الصالحة والعبادات كلهالا تزيده شيئا سبحانه وتعالى .
" يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكه شيئا " لا يزيد في ملكه أعمال الملائكة والأعمال الصالحة والإستقامة لا تزيد في ملك الله شيئا وكفرهم بالله لو كفروا جميعا من أولهم إلى آخرهم إنسهم وجنهم لا يضروا الله شيئا سبحانه وتعالى الغني الحميد والكون واسع لا نستطيع أن نتصور مدى عظمة الله ومدى عظمة ملكه وجلالة صفاته وعظمته ما نستطيع .
هذا الحديث حديث عظيم لمن تدبره , لو كفر الناس كلهم ، كانوا على قلب إبليس ، كلهم كانوا كفارا على قلب هذا الخبيث والله لا يضروا الله شيئا ولا ينقص من ملكه مثقال ذرة سبحانه وتعالى وهذا يجعل الإنسان يعظم الله تبارك وتعالى ويتصور مدى ملكه ومدى عظمته ,ومدى غناه ينبغي أن تمتلئ جوارحه وقلبه بهذه المعاني ، بهذه المعرفة العظيمة فيزداد إيمانه ويقوى يقينه وهذا ينفعه ويقربه إلى الله ويرفع درجاته عند الله عزوجل ... بالعبادات والأعمال الصالحة ....سبحانه وتعالى ، أنت الفقير المسكين المحتاج إلى الله سبحانه وتعالى في كل لحظة من لحظات حياتك ، إلى الصحة ، إلى العافية ، إلى الرزق إلى ، إلى ، إلى كل ما تحتاج له , أنت فقير إلى الله سبحانه وتعالى .

" يا عبادي لوأن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك من ملكي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل في البحر " .

كل الناس ، كل الجن ، كل الإنس يسألون الله عزوجل ويعطيهم كل ما يطلبون لا ينقص ذلك من ملك الله شيء ، المخيط إذا أدخل في البحر ماذا ينقص ؟ المحيط الذي تمده البحار كلها إذا أدخل فيه المخيط تنقصه شيئا ؟لا شيء فهذا يجعل الإنسان يفكر في عظمة الله وسعة ملكه وغناه سبحانه وتعالى .
إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإن ذلك لا يغيض من ملكه شيئا
يد الله سحّاء الليل والنهار ،أرأيتم ماذا أنفق منذ خلق السموات والأرض ؟فإن ذلك كله لا ينقص شيئا من ملك الله سبحانه وتعالى .
حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره . الله أكبر .
الله سبحانه وتعالى من رحمته احتجب بهذا النور لو أبعد هذا الحجاب لهلك كل شيء لاحترق كل شيء من نور وجهه سبحانه وتعالى وجلالة عظمته , شيء عظيم ما نقدر أن نعبرعن معنى الحديث هذا وعن ما يتضمنه من المعاني العظيمة فيأخذ كل إنسان بقدر ما يحفظ، سبحانه وتعالى ((تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده )) [ الإسراء : 44 ] . كل شيء خاضع إلى جلاله وخاضع لعظمته ، كل شيء يعبده طوعا وكرها كل شيء ذليل أمام الله سبحانه وتعالى ماشي وفق إرادة الله شاء أم أبى ، هو الذي يخلق كما يريد هو الذي يجعلك غنيا أو فقيرا هو الذي يجعلك ملكاأوكناسا ووو، كل شيءخاضع لإرادته ومشيئته وهذه المخلوقات كلها تسبح بحمده ، السموات والأرض والجبال والبحار والنجوم والأسماك والحيوانات والأشجار كل شيء يسبح بحمده لعظمته وجلاله وكبريائه سبحانه وتعالى .
فعظموا الله وقدروا حق قدره لأن الكفار والفاسقين والمجرمين (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون )) [ الزمر : 67 ] . ما قدروا الله حق قدره والله ، الذي يتخذ مع الله أندادا ، الذي يعصي الله ليلا ، نهارا هوما عظم الله وما قدر الله حق قدره لجهله وغبائه وبلادة مشاعره وكفره و كنوده وجحوده والعياذ بالله إن كان كافرا ولفسقه وانحرافه إن كان فاسقا ما قدر الله حق قدره.
سبحان من لو سجدنا بالجباه له على شفا الشوك والمحقنة من الإبر، لن نبلغ العشر والمعشار من نعمته ولا العشير ولا المعشار (...) لوسجدنا بالجباه و العيون له سبحانه وتعالى .
لهذا الملائكة يسبحون ليلا ونهارا لا يفترون فهم عرفوا الله وعرفوا قدره يسبحون الليل والنهار لا يفترون ((الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم )) [ غافر : 7 ] حملة العرش والملائكة ما من موضع شبر في السموات إلا ولله ملك ساجد سبحانه وتعالى (( قتل الإنسان ما أكفره ))[ عبس : 17 ] ـ (( إن الإنسان لظلوم كفار )).[ إبراهيم : 34 ] .
الله خلقك من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم أعطاك السمع والبصر وأمدك بالنعم وأنت تعصيه ؟ وذاك يكفر به (( قتل الإنسان ما أكفره )).[ عبس : 17 ]
فأيها الإخوة ....هذه الأحاديث وادبروا هذه الأيات في عظمة الله سبحانه وتعالى فإنها تزيدنا إيمانا وإقبالا على طاعة الله وقيام بما نستطيع من حقوقه ولا نوفيه شيء من حقه أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا ممن يحب الله ، ويقدره قدره ، ويعظمه ويجله ،ويخضع لعظمته وجلاله ويطيع أوامره ويجتنب نواهيه إن ربنا سميع الدعاء .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


تم تفريغ هذه المادة يوم 21 ـ 1 ـ 1432 هـ بقسنطينة

.

المصدر :
شريط بعنوان : لقاء مفتوح [ 4 ـ 2 ـ 2005 ] لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله .


للإستماع

http://ia700102.us.archive.org/8/ite...fto7-rabee.wma (http://ia700102.us.archive.org/8/items/rabee12345/lqa2-mfto7-rabee.wma)