المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحزبية الممقوتة



أبو همام
15-Jan-2011, 04:44 PM
الحزبية الممقوتة
فضيلة الشيخ د. عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم : فمصطلح " الحزب " و " الحزبية " : مصطلح شاع الحديث عنه فى المجالس ، وكثر الخوض فيه ، وهو مصطلح أطلق في كتاب الله تعالى على معنيين اثنين : معنى محمود ، ومعنى مذموم ، فمن أطلق على هذا المصطلح الذم دون تقييد ، أو العكس ؛ فقد خرج عن الصواب .

ان " الحزب " قد ينسب إلى الله تعالى فيكون محمودًا ، وقد ينسب إلى الشيطان أو أحد أعوانه فيكون مذمومًا .

قال الله تعالى عن الأول : ( أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) . [ المجادلة : 22 ] . أى : جنده الذين يمتثلون أوامره ، ويقاتلون أعداءه ، وينصرون أولياءه .

وعن الثاني يقول تعالى : ( أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) . [ المجادلة : 19 ] . أى : جنوده وأتباعه ورهطه .

فحزب الله : هم جماعة المسلمين : الذين أمر المسلم بالانضمام إليهم ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) . [ آل عمران : 103 ] . ونهى عن مفارقتهم والخروج عليهم ( فإن من خرج عن الجماعة قيد شبر ؛ فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ) ، وإذا مات ( مات ميتة جاهلية ) .

وهذا الحزب الذى هو جماعة المسلمين ، وهم الذين انتظمهم إمام معلوم له قدرة ، ينفذ الحدود ، ويردع الظالم ، ويقيم الصلاة .

فهذا حزب الله يمدح أهله ، ويحمدون في الشرع إذً هم الناجون السالمون ، نجوا من النار وسلموا من البدع ، فلا يسع المسلم سوى اللحوق بركبهم ، ونصرتهم والذب عنهم والنصح لهم .

ومن خرج عن هذه الدائرة : جماعة المسلمين ؛ فقد خرج إلى " حزب الشيطان " بشعبه العديدة ، وطرقه الكثيرة الموصلة إلى سخط الله والنار .

فالكفار : حزب الشيطان ، والمشركون : حزب الشيطان ، وأهل البدع - الخوارج ، والجهمية ، والقدرية ، والرافضة - : حزب الشيطان ، وهكذا كل من فارق جماعة المسلمين بقلبه ، أو يده ، أو لسانه ؛ فهو من حزب الشيطان .

فمن جاء إلى بلاد مسلمة ؛ كالبلاد السعوديه ، فأقام حزبًا ، أو دعى إلى إقامه حزب ، فهو على غير هدى ، وهو فى ضلال عريض ، نصوص الوحى الشريف تبطل عمله ، وتدحض حجته ، وتلحقه بأهل الجاهلية الأولى ، أيًا كان قصده ، وعلى أى حال كانت نيته ، فليس له حجة مقبولة عند الله تعالى ؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم - : ( من نزع يدًا من طاعة لقى الله يوم القيامة ولا حجة له ) .

وبيان فساد حجته واضح جلى ، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - ذكر حالين ؛ - كما فى حديث حذيفة - ، وذكر حكم كل حال ببيان واضح صريح ، فالحال الأولى : حال وجود جماعة المسلمين ، والحكم عندئذ : وجوب الاعتصام بها ولزومها ، وتحريم الخروج عليها .

والجماعة : هى من قام عليها حاكم مسلم له سلطة ، ينفذ بها الحدود ، ويرد بها المظالم ، ويحمى بها البلاد من الأعداء ، ويقيم الصلاة .

والحال الثانيه : حال عدم وجود جماعة المسلمين ، فليس للمسلمين إمام يجتمعون عليه ، يقيم فيهم القسط ، وشعائر الله ، والحكم - عندئذ - اعتزال الفرق كلها .
منقول من سحاب السلفية