المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صوتي و تفريغ نصيحة الشيخ محمد بن هادي المدخلي إلى ولاة أمور المسلمين في تونس



أم الرميصاء السلفية
22-Jan-2011, 01:32 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته






الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على أله و صحبه أجمعين و من اهتدى بهديه و اتبع سنته إلى يوم الدين
أما بعد:

فإضافة إلى ما كنا قد تكلمنا به من نصيحة لعموم إخواننا المسلمين في دولة تونس الشقيقة وأبنائنا طلبة العلم وأهل السنة فإنني أحب أيضا أن أُُذَكر من تولى , فهذه كلمة إلى من ولاه الله سبحانه و تعالى الأمر بعد ذهاب ذلكم الرئيس البئيس فأقول :


إن الواجب عليهم أن يتقوا الله سبحانه وتعالى يتقوا الله - سبحانه وتعالى - في أنفسهم و يقوموا بأمر الله -جل وعلا- و يقوموا بأمر رسوله - صلى الله عليه و سلم - و يتبعوا كتاب الله و سنة رسوله - صلى الله عليه و سلم - إذا أرادوا الخير لأنفسهم و لشعوبهم فالنبي - صلى الله عليه وسلم- كما أمر عموم المسلمين بالسمع والطاعة لمن يتولى عليهم أيضا أمر الولاة بتقوى الله - سبحانه و تعالى- وأمرهم بأن يعدلوا في الرعية وأن يقوموا فيهم بأمر الله سبحانه وتعالى و أمر رسوله - صلى الله عليه و سلم - و أن يتبعوا كتاب الله و سنة رسوله - صلى الله عليه و سلم- فهذا الواجب على من تولى شيئاً من أمر المسلمين وإن الله سبحانه وتعالى سائله عن ذلك فإن هو قام بأمر الله فليبشر بالخير إذا هو تنكب الصراط فإن مصيره سيكون كمصير من سبقه فعليه مهمة عظيمة ومسؤولية عظيمة فأنصح لكل من تولى بعد هذا الرجل أن يعتبر بحاله كيف كان في غاية من القوة وكيف انتهى في لمحة البصر إلى غاية من الضعف, فما أهون الخلق على الله إن هم ضيعوا أمره فالله ..الله أيها الوالي الذي تلي أمر المسلمين في هذا القطر الشقيق في تونس الشقيق الله ..الله بالمسلمين و الرحمة بهم والرأفة بهم والشفقة عليهم والنصيحة لهم والعطف عليهم و سياستهم بأمر الله و أمر رسوله - صلى الله عليه و سلم- و تطبيق شرع الله - تبارك و تعالى- و تطبيق ما أمر به رسول الله - صلى الله عليه و سلم - في الرعية وليُعلم العز كله في إتباع كتاب الله و سنة رسوله - صلى الله عليه و سلم- وإلا فليُعلم أن المصير هو المصير و العاقل هو من يتعظ إذا نظر في مصارع القوم و يتدبر إذا نظر في أحوالهم و عواقبهم .




أيـن عادٌ أين فرعونُ ومن ** رفـعَ الأهرامَ مـن يسمعْ يَخَلْ
أينَ من سادوا وشادوا وبَنَوا ** ذَهب الكلُّ ولـم تُـغنِ القُلَل



ليعلم من يلي أمر المسلمين في هذا البلد أنه موقوف أمام الله تبارك و تعالى و مسؤول و ليعلم أن خيار الائمة الذين يحبهم الرعية و يحبون الرعية و يدعون للرعية و الرعية يدعون لهم وشرارهم من هم ضد ذلك من يبغض الرعية و يبغضه الرعية و يسب الرعية و يسبونه الرعية.


فأوصي كل من تولى أمر إخواننا المسلمين في تونس أن يتقي الله في المسلمين وأن يحكم شرعه المطهر كتابه العظيم وسنة رسوله الكريم - صلى الله عليه و سلم - وأن يأخذ على أيدي الناس ويأطرهم على دين الله -تبارك وتعالى - وأن لا يدع لهم الحبل على الغارب و ليبشر بخير{الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }1 , {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }2.


فالواجب على من يتولى أمر المسلمين أن يقوم فيهم بدين الله العظيم و كتابه كتاب الله الكريم و سنة رسوله - صلى الله عليه و سلم - فأوصي من يتولى بذلك وأذكره بمصرع من سبقه إن هو تنكب لذلك وأذكره بأن الله - سبحانه و تعالى- سائله وأذكره بأن الله أقوى منه وأذكره بأن الذي سلب ملك من قبله وأخرجه بعد أن كان قويا عزيزا ذليلا مخزيا أذكره بأن مصيره إن هو لم يعدل في الرعية ولم يقم فيهم بأمر الله أن مصيره مصير من تقدم فعلى إخواننا أن يتقوا الله - تبارك و تعالى- في عموم المسلمين.
على الأخ المتولي أن يتقي الله في عموم المسلمين و أن يسوسهم بالشرع و الدين المطهر الذي جاء به رسول الله - صلى الله عليه و سلم-من عند ربه - تبارك و تعالى- { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }3 ,{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}4.

فالواجب عليكم أيها الولاة أن تتقوا الله في أنفسكم وأن تتقوا الله فيمن ولاكم عليهم وأن تعتبروا بمن تقدم وأن تعلموا أن الأيام دول وأن تعلموا أن الذي أسقط غيركم ممن تقدمكم إن أنتم خالفتم أمره سيسقطكم والأمر إنما هو بيد الله { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّمَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}5 ولا يغرن إنسان جيشه و لا يغرن إنسان خيله ورجله لا يغرنه ذلك فإن الله - سبحانه و تعالى- إذا أراد شيئا قال له كن فيكون.


وليُعلم أن هذه الحادثة التي نزلت فيها عبرة وعظة لكل ظالم وفيها عظة و عبرة لكل متجبر فيها عظة و عبرة لكل جبارأينما كان و فيها عظة و عبرة لكل متغطرس أينما كان وليُعلم بسببها الملك إنما هو بيد الله يؤتيه من يشاء و ينزعه ممن يشاء و يعز- سبحانه و تعالى- من يشاء و يضل من يشاء

فإذا هو نظر الى ذلك و اعتبر و تعض فهذا هو الموفق و إن هو أعرض و زعم أن جيشه وخيله ورجله ستحميه فقد سفه نفسه .



زعمت سخينة أن ستغلب ربها *** وليغلبن مغالب الغلاب


من الذي يغلب الله - تبارك و تعالى- و أنظروا إلى الآية و تفكروا فيها أيها الولاة في هذا القطر الشقيق إلى هذه الآية العظيمة { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء } فما نزعه من غيركم و ولاكم إلا ليختبركم و ليرى ما تعملون فإذا أنتم أحسنتم كان الخير لكم و لعموم المسلمين و إن أنتم أسأتم فطريقكم طريق من تقدم { وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء} والله - سبحانه و تعالى- لا يعز إلا من أعتز بهذا الدين و ينصر الدين و يُظهر الدين و يُذل من أذل الدين وأهله وسعى في التضييق عليهم فعليكم ايها الولاة أن تتقوا الله - تبارك و تعالى- فالواجب عليكم أن تتقوا الله تبارك و تعالى و أن تعتبروا بمن كان قبلكم و أن تعدلوا في الرعية وأن تقوموا فيهم بأمرالله - تبارك و تعالى- و أن تتلمسوا حوائجهم وأن تقضوها بكل ما تستطيعون و أن تسعوا في صالحهم ديناً و دنيا حتى يستقيم لهم الدين و تستقيم لهم الدنيا فإنه إذا استقام الدين استقامت الدنيا {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ } 6 .
فالواجب عليكم أول ما تسعون تسعون في إصلاح الدين و دعوة البرية للقيام بأمر رب العالمين واستقامتهم على ذلك فالله - سبحانه و تعالى- يعينكم و يوفقكم و ينصركم و يسهل لكم الأمر وأسال الله - سبحانه و تعالى- أن يريكم الحق حقا و يرزقكم إتباعه و يريكم الباطل باطلا و يرزقكم إجتنابه وأن يعينكم على ما وليتم وأن يوفقكم وأن يسددكم و أن يهيئ لكم البطانة الصالحة الناصحة وأن يجعلكم هداة مهتدين و أن يجعلكم ممن إذا ذُكِر ذَكَر و إذا بصَِراستبصر وإذا أُعطي شكر وإذا أذنب استغفر كما أساله سبحانه وتعالى أن يدفع بكم عن المسلمين وعن بلاد المسلمين كل سوء و مكروه و أن يوفقكم لكل خير وأن يجنبنا و إياكم جميعا كل شر إنه جواد كريم و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على عبده و رسوله نبينا محمد و على أله و أصحابه و أتباعه بإحسان إلى يوم الدين .

---------------------------
1) الحج {41}
2) الأنعام {82 }
3) آل عمران {85}
4) المائدة {3}
5) آل عمران {26}
6) الأعراف {96}



لتحميل المادة الصوتية الشيخ حفظه الله من هنا (http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=7910&stc=1&d=1295665943)


التفريغ في المرفقات بصيغة word و pdf