المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (مادة صوتية مفرغة)(قسوة أهل السنة على أهل البدع إنما هي رحمة لهم)للشيخ محمد بن عبد الوهاب العقيل حفظه الله



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
26-Jan-2011, 12:11 PM
قسوة أهل السنة على أهل البدع إنما هي رحمة لهم



القاعدة الرابعة[1] (http://sahab.net/forums/#_ftn1): هجر المبتدعة.
وهذا يتمثل:
1- بهجر كتبهم.
2- وعدم مجالستهم.
3- وعدم النظر في مواقعهم على الإنترنت وقنواتهم الفضائية.
4- وعدم نقل شبههم.
5- وعدم مجادلتهم إلا بالتي هي أحسن لحاجة-وفق الضوابط الشرعية-.

نعم عندنا ولاء وبراء، نعم والله يا أحبتي، أهل السنة والجماعة وسط بين أهل الفرق كما أن الإسلام وسط بين الأديان، كما عندك ولاء وبراء لدين الإسلام يجب أن يكون عندك ولاء وبراء لهذه الجماعة، لأنه إن كان ما عندك ولاء وبراء تدري إيش يحدث؟، يحدث أمران خطيران: إما أن تضر نفسك، أو تضر غيرك.

كيف تضر نفسك؟، قد تتأثر بأهل البدع، ولذلك اجتمع أهل البدع مع افتراقهم، أهل البدع لم يجتمعوا على شيء إلا على بغض السنة، والله يا أحبتي الفضلاء أبدًا.

خذوها قاعدة: ما اجتمع أهل البدع، الآن هناك مبتدعة يكفرون علي بن أبي طالب-رضي الله عنه وأرضاه-، وهناك مبتدعة يعبدون علي بن أبي طالب-رضي الله عنه وأرضاه-، تصدق أنهم الآن مجتمعين؟!، كيف يا أحبتي الفضلاء؟، يا سبحان الله كيف تجتمعون؟!، قالوا: اجتمعوا على بغض أهل السنة.

ندوات، ومؤتمرات، وقنوات، ومقالات، وروح وتعال وما بيننا خلاف، إنما خلافنا مع فرقة واحدة وهي أهل السنة المحضة.

مع افتراقهم وتناقضهم يعني: والله لا يمكن أن يجتمعا أبدًا، لكن بغضنا جمعهم الله أكبر إيش هذا العز ها؟، حبك يجمع وبغضك يجمع ها؟، الله أكبر إيش هذا العز ها؟، هذا هو العز-بارك الله فيك-ولاء وبراء، إذًا: تضر نفسك.

الأمر الثاني: تضر هذا المبتدع المسكين المريض، لأنك إن لم تقم عقيدة الولاء والبراء معه ما داويته، لو أن الطبيب يا أحبتي الفضلاء إذا جاءه المريض وقال له: أنت ما فيك مرض، أنت طيب، أنت ما شاء الله على خير، وجهك وجه القمر ما شاء الله، والمرض ينخر في كبده، في رئته، في قلبه، نفعه ولَّا ضره؟، ضَرَّه، أعطاه مسكن، ما تعالج، مات هذا المسكين.

لكن لو قال: يا أخي انتبه!، أنت مريض، قلبك مريض، كبدك مريض، طحالك مريض، كِلَاكَ مريضة، لا بد أن نَحْجُرُكَ حَجْرًا ممنوع الزيارة، يقول: نعم احجرني، احجرني وأشفى خير من أن أخالط الناس وأموت ويموت الناس، فيحجر أو تقطع يده أو تقطع كبده أو يفتح قلبه وهو راضي، لأن في هذا ماذا؟، حياة له، سلامة له وسلامة للآخرين.

فنحن والله في هجرنا لأهل البدع والله نرحمهم، ولذلك أهل السنة والجماعة أحرص الخلق على الخلق، أرحم الخلق بالخلق، يقول بعض المبتدعة لشيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: (والله إنكم أرحم بنا من أنفسنا)، ولذلك أهل السنة يخطئون ولا يكفرون.

وانظر إذا قامت دولة المبتدعة، إذا قامت دولة للمبتدعة يبيدون أهل السنة، وهذه دولة أهل السنة قائمة في هذه البلاد منذ ثلاث مائة سنة، والله ما سمعنا مبتدع ظلم في دينه، ولا في دمه، ولا في عرضه ولا في ماله، ونراهم أمام أعيننا يخالفون السنة، ويدعون إلى البدعة، ويبيعون ويشترون ويزرعون ويأكلون ويشربون ويتناكحون ويتناسلون وما ظلموا قيد أنملة، بل ولا يظلم النصراني في بلاد الإسلام ولا اليهودي ولا الذمِّي، فكيف يظلم المبتدع؟.

لكن إذا قامت دولة المبتدعة يباد أهل السنة إبادة، والتاريخ شاهد-حفظكم الله-، إذًا نحن في هجرنا، في قسوتنا في الظاهر على أهل البدع والله نرحمهم، والله قسوتنا إنما هي في الظاهر كقسوة الطبيب على المريض حتى ينتبه لنفسه، ليش هجروني؟، ليش ذموني؟، ليش ردوا عَلَيَّ؟.

وكما قيل: (صديقك من بكاك وأبكى الناس عليك، وعدوك من أضحكك وأضحك الناس عليك).
المبتدع إذا جاملته ومات على بدعته تنفعه أنت يوم القيامة؟، هل تنفعه يوم القيامة؟، لكن إذا أقمت عقيدة الولاء والبراء ونصحته وناصحته وبينت له الحق يغضب ولَّا يرضى نفعته يوم القيامة، قد يهديه الله إلى السنة فيكون من أهل الجنة يوم القيامة، فهذه قضية مهمة.



لسماع المادة الصوتية:



(قسوة أهل السنة على أهل البدع إنما هي رحمة لهم (http://www.box.net/shared/iayt87mimq))





قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد



الاثنين الموافق: 12/ صفر/ 1432 للهجرة النبوية الشريفة.


[1] (http://sahab.net/forums/#_ftnref1)من محاضرة (الحرص على جماعة المسلمين ووحدة كلمتهم)لفضيلة الشيخ: محمد بن عبد الوهاب العقيل حفظه الله