أبو أنس بشير بن سلة الأثري
08-Feb-2011, 08:55 PM
إرشادات وتوجيهات لمن يشارك في المنتديات / قطوف من كلام الشيخ الفاضل عبدالعزيز البرعي حفظه الله ( وفيه الرد على من يشارك في منتديات أهل البدع)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وصلى الله على سيدنا محمد ، النبي الأمي ، وآله وسلم ، وبالله أستعين وحسبي الله ونعم الوكيل
أما بعد :
فإن الله عز وجل ، وتقدست أسماؤه ، اختص من خلقه من أحب ، فهداهم للإيمان ، ثم اختص من سائر المؤمنين من أحب ، فتفضل عليهم ، فعلمهم الكتاب والحكمة وفقههم في الدين ، وعلمهم التأويل وفضلهم على سائر المؤمنين ، وذلك في كل زمان وأوان ، رفعهم بالعلم وزينهم بالحلم ، بهم يعرف الحلال من الحرام ، والحق من الباطل ، والضار من النافع ، والحسن من القبيح . فضلهم عظيم ، وخطرهم جزيل ، ورثة الأنبياء ، وقرة عين الأولياء ، الحيتان في البحار لهم تستغفر، والملائكة بأجنحتها لهم تخضع ، والعلماء في القيامة بعد الأنبياء تشفع ، مجالسهم تفيد الحكمة ، وبأعمالهم ينزجر أهل الغفلة ، هم أفضل من العباد ، وأعلى درجة من الزهاد ، حياتهم غنيمة ، وموتهم مصيبة ، يذكرون الغافل ، ويعلمون الجاهل ، لا يتوقع لهم بائقة ، ولا يخاف منهم غائلة ، بحسن تأديبهم يتنازع المطيعون ، وبجميل موعظتهم يرجع المقصرون ، جميع الخلق إلى علمهم محتاج ، والصحيح على من خالف بقولهم محجاج . الطاعة لهم من جميع الخلق واجبة ، والمعصية لهم محرمة ، من أطاعهم رشد ، ومن عصاهم عند ، ما ورد على إمام المسلمين من أمر اشتبه عليه ، حتى وقف فيه فبقول العلماء يعمل ، وعن رأيهم يصدر ، وما ورد على أمراء المسلمين من حكم لا علم لهم به فبقولهم يعملون ، وعن رأيهم يصدرون ، وما أشكل على قضاة المسلمين من حكم ، فبقول العلماء يحكمون ، وعليه يعولون ، فهم سراج العباد ، ومنار البلاد ، وقوام الأمة ، وينابيع الحكمة ، هم غيظ الشيطان ، بهم تحيا قلوب أهل الحق ، وتموت قلوب أهل الزيغ ، مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء ، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر ، إذا انطمست النجوم تحيروا ، وإذا أسفر عنها الظلام أبصروا
فمن هؤلاء، من أهل الفضل والعلم والنصح الشيخ الفاضل المفضال عبد العزيز البرعي حفظه الله ورفع قدره، فكم له بفضل الله تعالى ومنه وكرمه من يد في نشر العلم وتبيين السنة وتعليم الجاهلين ونصح للخلق ومن الدعوة إلى الله.
ومن ذلك ما ألقاه في هذه الآونة الأخيرة من كلمة في غرفة الإمام الآجري بعنوان"طلب العلم والانترنت" فهذا الدرس عبارة عن توجيهات وإرشادات وجهه الشيخ الكريم عبد العزيز ـ رعاه الله وسدد خطاه ـ إلى طلبة العلم السلفي المشاركين في المنتديات والشبكات السلفية، فلله دره قد أجاد وأفاد ونصح وأرشد.
ولهذا من باب التعاون على البر والتقوى والسعي في نشر العلم، والمساهمة فيه أقدم للقراء الكرام أهل الفضل والإحسان أهل السنة والإيمان بعض التوجيهات والنتف والأزهار التي ينبغي أن يتحلى بها طالب العلم السني السلفي النبيل النجيب التقي الذي يكتب ويشارك في منتديات وشبكات ومواقع الانترنت.
بعدما كانت في حيز المسموع بصوت الشيخ حفظه الله صارت في حيز المكتوب المقروء وذلك بتفريغي لهذه الكلمات، وهذا من فضل الله ومنه وخيره علينا معشر أهل السنة، نسأله تعالى أن يوفقنا لتفريغ كلام وعلم أئمتنا ونشره في منتدياتنا السلفية .
ثم علقت عليه ببعض التعليقات، وزيادة بعض الفوائد منبها على فضاعة وبشاعة وجرم المشاركة في منتديات أهل البدع والضلال، وأن المشارك فيها قد جانب الصواب واستحق العتاب ووقع عليه اللوم، و بعمله هذا خالف الصراط المستقيم والنهج القويم وقول أئمة الدين .
إن الانترنت من الوسائل التي لها الأحكام والمقاصد
قال الشيخ عبدالعزيز البرعي حفظه الله
((هذه الشبكات يمكن أن تستخدم فتكون نعمة وأن تستخدم فتكون نقمة وحالها كحال المذياع يمكن أن يضعه الإنسان على إذاعة القران الكريم ويمكن أن يضعه على إذاعات أخرى غنائية وكل هذا يرجع إلى تقوى الإنسان وخوفه من الله عز وجل ومراقبته فالله مطلع والله يراك ((الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) ) [ الشعراء ] { أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } [هود: 5] فالله عز وجل مطلع عليك ولو كنت في غرفتك وحدك أو داخل .... مستقلة لا يحضر عندك أحد ولكن الله عز وجل قد علم ما أنت فاعل
الخير الموجود المستفاد من مواقع الانترنت هو ما كان في حيز مواقع أهل السنة
قال الشيخ عبدالعزيز البرعي حفظه الله
فلهذا معشر الأخوة هذه الشبكات فيها علم جم مواقع لعلماء الإسلام الشيخ ابن باز ،للمفتي ،للفوزان ، لمقبل ، للألباني ،لربيع، لغيرهم من علماء السنة الأحياء والأموات فيها الخير الكثير، هذه الشبكات السلفية يمكن أن تقرأ وأن تستمع إلى علوم العلماء إلى أن تموت ما تنتهي منها فيها خير كثير مسائل محققة في التوحيد وفي العقيدة وفي الفقه وفي التفسير وفي الأصول والفرائض وغير ذلك من علوم الشريعة .
فيها بيان كيف تدعو إلى الله عز وجل ،فيها بيان للمنهج السلفي ،فيها بيان للبدع وأهلها لجميع أصناف البدع القديمة والمعاصرة، فيها الردود على شبهات أهل الباطل ،فيها كل ما تريد ،فيها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فيها أثر السلف ،فيها منهجهم ودعوتهم التي ساروا عليها، لهذا يمكن أن يستفاد من هذه الشبكات في طلب العلم ورب بحثا تجده جاهزا ليس عندك منه سطرا واحدا فيوفر عليك ذاك الباحث ما قد بذل من الجهد فهذا من نعمة الله عز وجل.
مواقع ومنتديات أهل الإلحاد و البدع والضلال تجتنب ويحذر منها ولا يسمح للمشاركة فيها
قال الشيخ عبدالعزيز البرعي حفظه الله
هناك في المقابل قنوات لأهل البدع بشتى أصنافهم وأشكالهم هناك مواقع للرافضة ومواقع للشيعة ومواقع للصوفية ومواقع للخوارج ومواقع للجهاديين أصحاب التفجيرات مواقع لجميع أصحاب البدع ينشرون ضلالهم وينشرون بدعهم وانحرافهم ، يشككون الناس في أمر دينهم ، يجعلونهم في ارتباك، يورطون الجاهلين يضلونهم يحرفونهم عن الصراط المستقيم
هذه المواقع تحذر ولا يدخل فيها ، ولا تقول أجرب ولا أنظر، قطعا لا يورد الممرض على المصح وفر من المجذوب فرارك من الأسد والجذام الفكري أخطر من الجذام البدني فأحذر على نفسك واتق الله عز وجل ولا تلج إلى تلك المواقع ولا تفتحها ولا تجرب على نفسك السموم.
لا تشرب ماء النقيع السم معتمدا .... على عقاقير قد جرب بالعمل
فلا تجرب على نفسك الباطل ولا تجرب على نفسك الدخول إلى تلك المواقع فرب شبهة لا تجد جوابها تكون سببا لضلالك، اقصر نفسك على كلام العلماء على سير السلف الصالح (1)
مهما كانت خيرية الانترنت فالكتب تبقى أفضل منها
قال الشيخ عبدالعزيز البرعي حفظه الله
نعم وقد سمعت أن في تلك المواقع علما كثيرا ومع ذلك فإن طلب العلم من الكتب أنفع من الطلب على الكومبيوتر حتى لو كان على مستوى المكتبات التي ليست عبر الإنترانت وإنما عندك في كومبيوترك فإن طلب العلم من الكتب أنفع من طلب العلم عبر الكومبيوتر نعم تستفيد من الكومبيوتر اكتشاف المواضيع التي تريد الوصول إليها وما هو إلا أن تصل وتعرف الموقع الذي تريده فأرجع إلى الكتاب الذي في مكتبتك إن كان لديك ولاسيما وأن هناك أخطاء مطبعية كثيرة في الكتب التي هي النازلة في الكومبيوترات هناك أخطاء مطبعية كبيرة جدا ربما تغير سياق الكلام ومعناه ويوجد أيضا سقط في مواطن أخرى فلهذا بارك الله فيك لا نعتمد عليها اعتمادا كليا وإنما هي إرشادات .....
الذي يشارك في المنتديات السلفية يشارك باسمه المعروف الواضح الصريح
قال الشيخ عبدالعزيز البرعي حفظه الله
ينبغي لمن شارك في الانترنت أن يشارك باسمه الذي يعرفه الناس به ولا حاجة للأسماء المجهولة والأسماء الخيالية فرب إنسان يكتب بعدة أسماء ولا يدرى منه ويكون بين أصحابه وهو يرد عليهم ويردون عليه ويظنونه من البلد الأخرى وهو بجانبهم ولهذا أنا انصح بأن يكتب باسمه المعروف ....
الذي يكتب في المنتديات السلفية وصفحات المنابر يكون من ذوي المتانة والأهلية العلمية تمكنه من الكتابة وعرض العلم السني السلفي القوي المتين للأمة الإسلامية
قال الشيخ عبدالعزيز البرعي حفظه الله
ينبغي للأخوة المشاركين في المواقع السلفية أن يكونوا ذوي المتانة والجدية لا يكون كلامهم هزيلا ولا باردا ولا سمجا ، بعض الناس كأنه يتكلم مع صديقه في الغرفة ما يدري بأن كلامه منتشر في العالم حياك الله يا فلان ، وينك أنت ، متى رجعت من السفر؟ ، كيف حالك ؟ وين رحت ؟ وهكذا من هذا الكلام ،أنت في صدد نشر العلم ، أبعث له رسالة خاصة بينك وبينه ، هناك مراسلات خاصة ، دردش معه تكلم معه براحتك بالمرسلات الخاصة واجعل ما يظهر على مواقع الانترنت من الكلام المتين ،الكلام القوي الذي فيه نشر للعلم والشيء ينفع الله عز وجل به .
أما أنه يكون موقع سلفي ثم نجد الكلام باردا فهذا مما لا نحمده
كذلك بارك الله فيكم اختيار المواضيع فنحن نحب أن تكون مشاركات إخواننا السلفيين بالمواضيع المهمة، ما نشارك بالنكت خاصة نكت المعاصرين كلها كذب وكلها باردة إلا القليل النادر ولهذا بارك الله فيك ما عندك وقت يا أيها السلفي للنكت والكلام المضحك والسخرية والاستهزاء بالآخرين وغير ذلك ليكون كلامك جديا وتشارك بالكلام النافع القوي المتين الذي يهابك فيه كل من قرأه فإن قدرت أن تشارك بالكلام المتين وإلا فليس ذلك عليك باللازم ويكفي أن تقرأ ولا يلزم أن تشارك ،أنظر فقط ،واستمع فقط ، واقرأ فقط ،ولا يحتاج أن تشارك ....
وأيضا بارك الله فيكم إذا كانت هناك مشاركة ومداخلة مع بعض إخوانك فتكون بالعلم لا بالمهاترات، شارك بآية شارك بحديث شارك بحكمة شارك بفتوى لأهل العلم بمقال ناقش المسألة نقاشا علميا لا سخرية ولاستهزاء ولا تشكك في أخيك مادمت ترى أن كلامه كلام واقع وكلام له محمل حسن حتى ترى عندك ما يستدعيك إلى أن تغلظ له القول وتعطيه عبارة قوية فكل شيء له وقت وكل كلام له دور وطور، هذا بارك الله فيك الذي ينبغي أن يتنبه له إخواننا
ـ السؤال :يقول توجد منتديات للعوام على شبكة الانترنت بحيث عددها كبير جدا وأي موضوع يطرح يتم نقله في باقي المنتديات بالشكل السريع وجل من يشرف عليها ويسيرها عوام وهم يميلون في أغلب الأحيان إلى القصاصين وأصحاب البدع والزيغ بحيث تشرب قلوبهم السموم التي ينشرونها وهم لا يعلمون فهل من الممكن أن تنشر دعوة التوحيد وتنشر الحق وإظهار فساد أهل الباطل بالحجة والبرهان في هذه المواقع بحيث إذا جاء رد من المتعصب لا يرد عليه إلا بأقوال أهل العلم وفتواهم حتى نساهم في انتفاء هذه السموم من قلوب الناس ؟؟
الجواب :أنا أتوقع أن مقالك بهذه الصورة لن يسلم إما أن يحذف وإما أن يستلمك كتابهم بالسخرية والاستهزاء بالتعليقات، وبناء على ذلك ستجد تحت مقالك عشرات السخريات والاستهزاءات فأنت في غنى عن ذلك واكتب في المواقع السلفية التي تنشر لك كلامك وتسلم من هذه السخرية والاستهزاء (1)
التعليق والزوائد مبينا فيها جرم المشاركة في المنتديات البدعية
هنا تنبيه وملاحظة وزيادة إيضاح فيما يخص ما حذر منه شيخنا الكريم الفاضل المفضال عبد العزيز البرعي حفظه الله من عدم مشاركة أهل السنة في المنتديات والمواقع البدعية والدخول فيها وأن يحذر منها وينبغي أن تهجر ولابد .
وإن مما يأسف ويندى له الجبين أن نرى بعض إخواننا طلبة العلم الذين يكتبون معنا في منتدياتنا السلفية ونحسبهم على الجادة والسوية وما عرفنا عليهم إلا خيرا
ولكن مما يأسف كما قلت أن لاحظنا عليهم في هذه الآونة الأخيرة أن لهم مشاركات ـ مكثفة وكثيرة ـ في بعض المنتديات البدعية ، فلما نصحناهم بتركها والهجر منها وعدم الدخول فيها والمشاركة معهم وأن هذا الفعل ليس من منهج السلف وطريقتهم في معاملة المخالف ، فبقدر ماكنت أنتظر من هذا المشارك الشكر على هذه النصيحة والتأييد والمناصرة،إذ به يواجهني ويبادرني وللأسف باعتذار بارد وحجة أوهى من بيت العنكبوت على تبرير مشاركته في هذه المنتديات، منتديات الزيغ والهلاك والضلال قائلا لي ((وعَمَلِي هذا من باب: (لا يُترَكُ المكان كله لأهل الشر)) وقوله ((ولا أعلم مانعا من الكتابة في المنتديات (المخلوطة) المخالفة إذا كان الكاتب طالب علم متمكن ومتأصل, وكثير من إخواننا طلاب العلم كانوا يكتبون ولا زالوا يكتبون في تلك المنتديات أو غيرها, من أمثال الشيخ فلان والشيخ فلان ))
فأقول : جوابا على هاتين الشبهتين تذكيرا لي ولهذا الأخ الكريم ولجميع من يشارك في هذه المواقع وتنبيها وتبيينا لأصول أهل السنة والجماعة فيما يخص هذه القضية والمسألة .
أولا: أن الحجة ليست في عمل فلان وفلان وقول عمرو أو زيد وإنما الحجة في الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة من الخيرية والصراط المستقيم والنهج القويم قال الله عز وجل ((اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون)) الأعراف 03
قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله (لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه )
وقال الإمام مالك بن أنس رحمه الله:
( إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه ) وقال ( ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم )
وقال الإمام الشافعي رحمه الله ( ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لخلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي )
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (( لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا ))
وفي رواية : (( لا تقلد دينك أحدا من هؤلاء ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فخذ به ثم التابعين بعد الرجل فيه مخير ))
وقال مرة : (( الإتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه ثم هو من بعد التابعين مخير))
فهذه الجملة من الآثار ذكرها العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله في مقدمة كتابه العظيم القيم ( صفة الصلاة النبي صلى الله عليه وسلم ) تبين أن الحجة والإتباع ما كان في الكتاب والسنة وعليه سار سلف الأمة في جميع أبواب الدين قال الله تعالى في تنزيله المحكم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ 208) البقرة
ولهذا لا يجوز لأحد أن يحتج بأقوال الرجال المخالفة للحق كائنا من كان في تبرير خطئه وعمله المجانب فيه الصواب وهدي السلف ،وليعلم أن من أصول أهل السنة (اعرف الحق تعرف الرجال ولا تعرف الحق بالرجال) و(أن الرجال يحتج لهم ولا يحتج بهم)
ثانيا : أما قوله ((لا يُترَكُ المكان كله لأهل الشر))
نقول : في كلام شيخنا الفاضل المفضال عبد العزيز حفظه الله ما يكفي ويشفي لرد هذه الشبهة ردا قويا لا مزيد من التوضيح والبيان بعده فقد نصح وبين أبلغ البيان بقوله ـ حفظه الله ـ ((لا تقول أجرب ولا أنظر، قطعا لا يورد الممرض على المصح وفر من المجذوب فرارك من الأسد والجذام الفكري أخطر من الجذام البدني فأحذر على نفسك واتق الله عز وجل ولا تلج إلى تلك المواقع ولا تفتحها ولا تجرب على نفسك السموم
لا تشرب ماء النقيع السم معتمدا .... على عقاقير قد جرب بالعمل
فلا تجرب على نفسك الباطل ولا تجرب على نفسك الدخول إلى تلك المواقع فرب شبهة لا تجد جوابها تكون سببا لضلالك اقصر نفسك على كلام العلماء على سير السلف الصالح)) وقوله ((أنا أتوقع أن مقالك بهذه الصورة لن يسلم إما أن يحذف وإما أن يستلمك كتابهم بالسخرية والاستهزاء بالتعليقات وبناء على ذلك ستجد تحت مقالك عشرات السخريات والاستهزاءات فأنت في غنى عن ذلك واكتب في المواقع السلفية التي تنشر لك كلامك وتسلم من هذه السخرية والاستهزاء ))
ثالثا : نقول لهذا الأخ وغيره من إخواننا أهل السنة الذين يشاركون في هذه المنتديات، منتديات أهل البدع والزيغ والانحراف أين أنتم من منهج السلف في إجماعهم على الهجر والتحذير من أهل البدع والأهواء وعدم الجلوس إليهم والإصغاء لكلامهم والخوض معهم في الجدال ؟؟؟!!!
ولهذا أنصح إخواننا من أهل السنة الذين اغتروا بهذه الشبه الفاسدة المفسدة أن يقرؤوا كتاب الشيخ الفاضل المفضال خالد الظفيري حفظه الله ( إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الهواء ) ففيه علم جم وفوائد عزيزة وغزيرة وآثار سلفية نيرة وتأصيل قوي فيما يخص هذه المسائل المتمثلة في معاملة أهل البدع فعليك بها يا أثري ياسلفي عض عليها بالنواجذ واقرأها بتأني وتدبر مع فهمك لها واجعلها نبراس حياتك فهي منهج سلفك الصالح الذي فيه نجاتك ولا تعرض عنها يمينا ولا يسارا وتبتغي غيرها فلا يسعك إلا ما وسع سلفك الصالح أئمة الحديث والسنة ومنها ما ذكره الشيخ الفاضل خالد من الصفحة 48 إلى الصفحة 142 فهذه بعض الآثار من الكتاب أذكرها في نصيحتي هذه نتمنى ونرجو أن يستفيد منها إخواننا في الله
((قال الإمام الأوزاعي – رحمه الله – في كتابٍ له ״تاريخ دمشق 6/362
( اتقوا الله معشر المسلمين، واقبلوا نصح الناصحين، وعظة الواعظين، واعلموا أن هذا العلم دين فانظروا ما تصنعون وعمن تأخذون وبمن تقتدون ومن على دينكم تأمنون؛ فإن أهل البدع كلهم مبطلون أفّاكون آثمون لا يرعوون ولا ينظرون ولا يتقون ولا مع ذلك يؤمنون على تحريف ما تسمعون ويقولون مالا يعلمون في سرد ما ينكرون وتسديد ما يفترون، والله محيـط بما يعملون فكونوا لهم حذرين متهمين رافضين مجانبين، فإن علماءكم الأولين ومن صلح من المتأخرين كذلك كانوا يفعلون ويأمرون، واحذروا أن تكونوا على الله مظاهرين، ولدينه هادمين، ولعراه ناقضين موهنين بتوقير لهم أو تعظيم أشد من أن تأخذوا عنهم الدين وتكونوا بهم مقتدين ولهم مصدّقين موادعين مؤالفين، معينين لهم بما يصنعون على استهواء من يستهون، وتأليف من يتألفون من ضعفاء المسلمين لرأيهم الذي يرون، ودينهم الذي يدينون، وكفى بذلك مشاركة لهم فيما يعملون ).
2/قول عبد الرحمن بن أبي الزناد.( ت: 174 هـ )
قال ابن بطة رحمه الله: حدثنا أبو القاسم حفص بن عمر، قال: حدثنا أبو حاتم الرازي، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد قال:
( أدركنا أهل الفضل والفقه من خيار أوليّة الناس يعيبون أهل الجدل والتنقيـب والأخذ بالرأي أشد العيب، وينهوننا عن لقائهم، ومجالستهم، وحذرونا مقاربتهم أشد التحذير، ويخبرونا أنهم على ضـلال، وتحريـف لكتاب الله وسنـن رسوله صلى الله عليه وسلم، وما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كره المسائل، والتنقيب عن الأمور، وزجر عن ذلك، وحذره المسلمين في غير موضع حتى كان من قول النبي صلى الله عليه وسلم في كراهيـة ذلك أن قال: " ذروني ما تركتكم، فإنما هلك الذين من قبلكم بسؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ") الإبانة لابن بطة 2/532.
3/ قول الفضيل بن عياض.(ت: 187 هـ )
قال – رحمه الله -: ( إن لله عزوجل ملائكة يطلبون حلق الذكر، فانظر مع من يكون مجلسك، لا يكون مع صاحب بدعة؛ فإن الله تعالى لا ينظر إليهم، وعلامة النفاق أن يقوم الرجل ويقعد مـع صاحب بدعة، وأدركت خيار الناس كلهم أصحـاب سنـة وهم ينهون عن أصحاب البدعة) حلية الأولياء 8/104 .
قلت ( الشيخ خالد ) :والفضيل بن عياض - رحمه الله - له كلام كثير نفيس في ذم أهل البدع والتحذير منهم، فمن ذلك:
قوله: " من جالس صاحب بدعة لم يعط الحكمة "
وقال: " لا تجلس مع صاحب بدعة، فإني أخاف أن تنـزل عليك اللعنة"
وقال: " من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه "
وقال: " آكل مع يهودي ونصراني ولا آكل مع مبتدع
وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد " انظر شرح السنة للبربهاري ص : 138-139 ، والإبانة لابن بطة2/460. .
4/ قول الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام.( ت: 224 هـ )
قال - رحمه الله تعالى - في كتابه ״ الإيمان ص : 34-35 ״ ( باب ذكر ما عابت به العلماء من جعل الإيمان قولاً بلا عمل، وما نهوا عنه من مجالِسهم.
وذكر فيه بعض الآثار منها :
قال أبو عبيد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن مهدي بن ميمون، عن الوليد بن مسلم قال: (دخل فلان - قد سماه إسماعيل ولكن تركت اسمه أنا - على جندب بن عبد الله البجلي فسأله عن آية من القرآن؟ فقال: أحرج عليك إن كنت مسلماً لما قمت، قال: أو قال: أن تجالسني أو نحو هذا القول) .
قال أبو عبيد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب، قال لي سعيد بن جبير غير سائله ولا ذاكراً له شيئاً:
(لا تجالس فلاناً * وسماه أيضاً* فقال:إنه كان يرى هذا الرأي )
والحديث في مجانبة الأهواء كثير، ولكنّا إنما قصدنا في كتابنا لهؤلاء خاصةً.
وعلى مثل هذا القول كان سفيان والأوزاعي ومالك بن أنس، ومن بعدهم من أرباب العلم وأهل السنة الذين كانوا مصابيح الأرض وأئمة العلم في دهرهم، من أهل العراق والحجاز والشام وغيرها، زارين على أهل البدع كلها ، ويرون الإيمان : قولاً وعملاً) .
5/ قول الإمام أحمد بن حنبل.( ت: 241 هـ )
قال ابن بطة – رحمه الله تعالى -:
( حدثني أبو صالح محمد بن أحمد، قال: حدثنا أبو الحسن على بن عيسى بن الوليد العكبري، قال: حدثني أبو علي حنبل بن إسحاق بن حنبل، قال: كتب رجل إلى أبي عبد الله – رحمه الله – كتاباً يستأذن فيه أن يضع كتاباً يشرح فيه الرد على أهل البدع، وأن يحضر مع أهل الكلام فيناظرهم ويحتج عليهم، فكتب إليه أبو عبد الله:" بسم الله الرحمن الرحيم.
أحسن الله عاقبتك، ودفع عنك كل مكروه ومحـذور، الذي كنا نسمع، وأدركنا عليه من أدركنا من أهل العلم، أنهم يكرهون الكلام والجلوس مع أهل الزيغ، وإنما الأمور بالتسليم والانتهاء إلى ما كان في كتاب الله أو سنة رسول الله لا في الجلوس مع أهل البدع والزيغ لترد عليهم، فإنهم يلبسون عليك وهم لا يرجعون.
فالسلامة إن شاء الله فيترك مجالستهم والخوض معهم في بدعتهم وضلالتهم.
فليتق الله امرؤ، وليصر إلى ما يعود عليه نفعه غداً من عمل صالح يقدمـه لنفسه، ولا يكن ممن يحدث أمراً، فإذا هو خرج منه أراد الحجة، فيحمل نفسه على المحال فيه، وطلب الحجة لما خرج منه بحق أو بباطل، ليزين به بدعته وما أحدث، وأشد مـن ذلك أن يكون قد وضعه في كتاب قد حمل عنه فهو يريد أن يزين بالحق والباطل، وإن وضح له الحق في غيره.
ونسأل الله التوفيق لنا ولك والسلام عليك ) مسائل الإمام أحمد لابنه صالح2/166-167، والإبانة لابن بطة 2/472 .
وقال الإمام أحمد -أيضاً- :(عليكم بالسنَّة والحديث وما ينفعكم الله به وإياكم والخوض والجدال والمراء؛ فإنّه لا يفلح من أحب الكلام وكل من أحدث كلاماً لم يكن آخر أمره إلا إلى بدعة؛ لأن الكلام لا يدعو إلى خير، ولا أحب الكلام ولا الخوض ولا الجدال، وعليكم بالسنن والآثار والفقه الذي تنتفعون به، ودعوا الجدال وكلام أهل الزيغ والمراء، أدركنا الناس ولا يعرفون هذا ويجانبون أهل الكلام، وعاقبة الكلام لا تؤول إلى خير أعاذنا الله وإياكم من الفتن وسلمنا وإياكم من كل هلكة)الإبانة( 2/539 ).
وقال -رحمه الله- :(تجنبوا أصحاب الجدال والكلام، عليكم بالسنن،وما كان عليه أهل العلم قبلكم؛ فإنّهم كانوا يكرهون الكلام والخوض في أهل البدع والجلوس معهم، وإنما السلامة في ترك هذا، لم نؤمر بالجدال والخصومات مع أهل الضلالة؛ فإنَّه سلامة له منه ) الإبانة ( 2/539 ).
وقال ابن أبي يعلى -رحمه الله-: (لا تختلف الرواية في وجوب هجر أهل البدع وفساق الملة) كتاب التمام (2/259).
6/ قول الإمام إسماعيل بن يحيى المزني.( ت:264هـ )
قال - رحمه الله تعالى - في رسالته شرح السنَّة:(ص:85) ( والإمساك عن تكفير أهل القبلة، والبراءة منهم فيما أحدثوا، ما لم يبتدعوا ضلالاً؛ فمن ابتدع منهم ضلالاً، كان على أهل القبلة خارجاً، ومن الدين مارقاً، ويتقرب إلى الله - عز وجل - بالبراءة منه، ويهجر ويحتقر، وتجتنب غدّته، فهي أعدى من غدة الجرب.
ثمّ قال: هذه مقالات وأفعال اجتمع عليها الماضون الأوّلون من أئمة الهدى، وبتوفيق الله اعتصم بها التابعون قدوةً ورضىً، وجانبوا التّكلف فيما كفوا، فسددوا بعون الله ووفقوا، لم يرغبوا عن الاتباع فيقصّروا، ولم يجاوزوه تزيّداُ فيعتدوا .فنحــن بالله واثقــون، وعليه متوكلــون، وإليه في اتبـاع آثارهم راغبـون)
7/قول أبي زرعة وأبي حاتم الرازيــين.( ت:264 هـ )ـ( ت:277 هـ )
قال اللالكـائي – رحمه الله – في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة:ص 1/197 ـ 202( أخبرنا محمد بن المظفر المقري، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن حبش المقري قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال:" سألت أبي وأبا زرعة، عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان في ذلك؟
فقالا: أدركنـا العلماء في جميع الأمصار – حجازاً وعراقاً وشاماً ويمناً– فكان من مذهبهم:ثم ذكرا عدداً من عقائد أهل السنة، ثم قال أبو محمد: وسمعت أبي وأبا زرعة: يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع، يغلظان في ذلك أشد التغليظ، وينكران وضع الكتب برأي في غير آثـار، وينهيان عن مجالسة أهل الكلام والنظر في كتب المتكلمين، ويقولان لا يفلح صاحب كلام أبداً.
قال أبو محمد: وبه أقول أنا.
وقال أبو علي بن حبيش المقري: وبه أقول.
قـال شيخنا (ابن المظفر): وبه أقول.
وقال شيخنا –يعني المصنف – وبه نقول. )
قلت:وبه يقول كل صاحب سنة، حيث إنه إجماع السلف الصالح ومأخوذ من الكتاب والسنّة، ومن لم يقل به ويعتقده فقد ضل السبيل وماذا بعد الحق إلا الضلال.
8/ قول الإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري.( ت:360 هـ )
قال – رحمه الله تعالى في״ كتابه الشريعة 3/574 ״ .
(ينبغي لكل من تمسك بما رسمناه في كتابنا هذا، وهو كتـاب الشريعة، أن يهجـر جميع أهل الأهواء من الخوارج، والقدرية، والمرجئة، والجهمية، وكل من ينسب إلى المعتزلة، وجميع الروافض، وجميع النواصب، وكل من نسبه أئمـة المسلمين أنه مبتـدع بدعة ضلالة، وصح عنه ذلك، فلا ينبغي أن يكلم ولا يسلم عليه، ولا يجالس، ولا يصلى خلفه، ولا يزوج، ولا يتزوج إليه من عرفه، ولا يشاركه، ولا يعامله، ولا يناظره، ولا يجادله، بل يُذله بالهوان له، وإذا لقيته في طريق أخذت في غيرها إن أمكنك.
فإن قال: فلم لا أناظره، وأجادله، وأرد عليه قوله؟
قيل له: لا يُؤمَن عليك أن تناظره، وتسمع منه كلاماً يفسد عليك قلبك، ويخدعك بباطله الذي زيّن له الشيطان فتهلك أنت، إلا أن يضطرك الأمر إلى مناظرته، وإثبات الحجة عليه، بحضرة سلطان أو ما أشبهه، لإثبات الحجة عليه، فأما لغير ذلك فلا.
وهذا الذي ذكرته لك، فقول من تقدم من أئمة المسلمين، وموافق لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم )
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وصلى الله على سيدنا محمد ، النبي الأمي ، وآله وسلم ، وبالله أستعين وحسبي الله ونعم الوكيل
أما بعد :
فإن الله عز وجل ، وتقدست أسماؤه ، اختص من خلقه من أحب ، فهداهم للإيمان ، ثم اختص من سائر المؤمنين من أحب ، فتفضل عليهم ، فعلمهم الكتاب والحكمة وفقههم في الدين ، وعلمهم التأويل وفضلهم على سائر المؤمنين ، وذلك في كل زمان وأوان ، رفعهم بالعلم وزينهم بالحلم ، بهم يعرف الحلال من الحرام ، والحق من الباطل ، والضار من النافع ، والحسن من القبيح . فضلهم عظيم ، وخطرهم جزيل ، ورثة الأنبياء ، وقرة عين الأولياء ، الحيتان في البحار لهم تستغفر، والملائكة بأجنحتها لهم تخضع ، والعلماء في القيامة بعد الأنبياء تشفع ، مجالسهم تفيد الحكمة ، وبأعمالهم ينزجر أهل الغفلة ، هم أفضل من العباد ، وأعلى درجة من الزهاد ، حياتهم غنيمة ، وموتهم مصيبة ، يذكرون الغافل ، ويعلمون الجاهل ، لا يتوقع لهم بائقة ، ولا يخاف منهم غائلة ، بحسن تأديبهم يتنازع المطيعون ، وبجميل موعظتهم يرجع المقصرون ، جميع الخلق إلى علمهم محتاج ، والصحيح على من خالف بقولهم محجاج . الطاعة لهم من جميع الخلق واجبة ، والمعصية لهم محرمة ، من أطاعهم رشد ، ومن عصاهم عند ، ما ورد على إمام المسلمين من أمر اشتبه عليه ، حتى وقف فيه فبقول العلماء يعمل ، وعن رأيهم يصدر ، وما ورد على أمراء المسلمين من حكم لا علم لهم به فبقولهم يعملون ، وعن رأيهم يصدرون ، وما أشكل على قضاة المسلمين من حكم ، فبقول العلماء يحكمون ، وعليه يعولون ، فهم سراج العباد ، ومنار البلاد ، وقوام الأمة ، وينابيع الحكمة ، هم غيظ الشيطان ، بهم تحيا قلوب أهل الحق ، وتموت قلوب أهل الزيغ ، مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء ، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر ، إذا انطمست النجوم تحيروا ، وإذا أسفر عنها الظلام أبصروا
فمن هؤلاء، من أهل الفضل والعلم والنصح الشيخ الفاضل المفضال عبد العزيز البرعي حفظه الله ورفع قدره، فكم له بفضل الله تعالى ومنه وكرمه من يد في نشر العلم وتبيين السنة وتعليم الجاهلين ونصح للخلق ومن الدعوة إلى الله.
ومن ذلك ما ألقاه في هذه الآونة الأخيرة من كلمة في غرفة الإمام الآجري بعنوان"طلب العلم والانترنت" فهذا الدرس عبارة عن توجيهات وإرشادات وجهه الشيخ الكريم عبد العزيز ـ رعاه الله وسدد خطاه ـ إلى طلبة العلم السلفي المشاركين في المنتديات والشبكات السلفية، فلله دره قد أجاد وأفاد ونصح وأرشد.
ولهذا من باب التعاون على البر والتقوى والسعي في نشر العلم، والمساهمة فيه أقدم للقراء الكرام أهل الفضل والإحسان أهل السنة والإيمان بعض التوجيهات والنتف والأزهار التي ينبغي أن يتحلى بها طالب العلم السني السلفي النبيل النجيب التقي الذي يكتب ويشارك في منتديات وشبكات ومواقع الانترنت.
بعدما كانت في حيز المسموع بصوت الشيخ حفظه الله صارت في حيز المكتوب المقروء وذلك بتفريغي لهذه الكلمات، وهذا من فضل الله ومنه وخيره علينا معشر أهل السنة، نسأله تعالى أن يوفقنا لتفريغ كلام وعلم أئمتنا ونشره في منتدياتنا السلفية .
ثم علقت عليه ببعض التعليقات، وزيادة بعض الفوائد منبها على فضاعة وبشاعة وجرم المشاركة في منتديات أهل البدع والضلال، وأن المشارك فيها قد جانب الصواب واستحق العتاب ووقع عليه اللوم، و بعمله هذا خالف الصراط المستقيم والنهج القويم وقول أئمة الدين .
إن الانترنت من الوسائل التي لها الأحكام والمقاصد
قال الشيخ عبدالعزيز البرعي حفظه الله
((هذه الشبكات يمكن أن تستخدم فتكون نعمة وأن تستخدم فتكون نقمة وحالها كحال المذياع يمكن أن يضعه الإنسان على إذاعة القران الكريم ويمكن أن يضعه على إذاعات أخرى غنائية وكل هذا يرجع إلى تقوى الإنسان وخوفه من الله عز وجل ومراقبته فالله مطلع والله يراك ((الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) ) [ الشعراء ] { أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } [هود: 5] فالله عز وجل مطلع عليك ولو كنت في غرفتك وحدك أو داخل .... مستقلة لا يحضر عندك أحد ولكن الله عز وجل قد علم ما أنت فاعل
الخير الموجود المستفاد من مواقع الانترنت هو ما كان في حيز مواقع أهل السنة
قال الشيخ عبدالعزيز البرعي حفظه الله
فلهذا معشر الأخوة هذه الشبكات فيها علم جم مواقع لعلماء الإسلام الشيخ ابن باز ،للمفتي ،للفوزان ، لمقبل ، للألباني ،لربيع، لغيرهم من علماء السنة الأحياء والأموات فيها الخير الكثير، هذه الشبكات السلفية يمكن أن تقرأ وأن تستمع إلى علوم العلماء إلى أن تموت ما تنتهي منها فيها خير كثير مسائل محققة في التوحيد وفي العقيدة وفي الفقه وفي التفسير وفي الأصول والفرائض وغير ذلك من علوم الشريعة .
فيها بيان كيف تدعو إلى الله عز وجل ،فيها بيان للمنهج السلفي ،فيها بيان للبدع وأهلها لجميع أصناف البدع القديمة والمعاصرة، فيها الردود على شبهات أهل الباطل ،فيها كل ما تريد ،فيها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فيها أثر السلف ،فيها منهجهم ودعوتهم التي ساروا عليها، لهذا يمكن أن يستفاد من هذه الشبكات في طلب العلم ورب بحثا تجده جاهزا ليس عندك منه سطرا واحدا فيوفر عليك ذاك الباحث ما قد بذل من الجهد فهذا من نعمة الله عز وجل.
مواقع ومنتديات أهل الإلحاد و البدع والضلال تجتنب ويحذر منها ولا يسمح للمشاركة فيها
قال الشيخ عبدالعزيز البرعي حفظه الله
هناك في المقابل قنوات لأهل البدع بشتى أصنافهم وأشكالهم هناك مواقع للرافضة ومواقع للشيعة ومواقع للصوفية ومواقع للخوارج ومواقع للجهاديين أصحاب التفجيرات مواقع لجميع أصحاب البدع ينشرون ضلالهم وينشرون بدعهم وانحرافهم ، يشككون الناس في أمر دينهم ، يجعلونهم في ارتباك، يورطون الجاهلين يضلونهم يحرفونهم عن الصراط المستقيم
هذه المواقع تحذر ولا يدخل فيها ، ولا تقول أجرب ولا أنظر، قطعا لا يورد الممرض على المصح وفر من المجذوب فرارك من الأسد والجذام الفكري أخطر من الجذام البدني فأحذر على نفسك واتق الله عز وجل ولا تلج إلى تلك المواقع ولا تفتحها ولا تجرب على نفسك السموم.
لا تشرب ماء النقيع السم معتمدا .... على عقاقير قد جرب بالعمل
فلا تجرب على نفسك الباطل ولا تجرب على نفسك الدخول إلى تلك المواقع فرب شبهة لا تجد جوابها تكون سببا لضلالك، اقصر نفسك على كلام العلماء على سير السلف الصالح (1)
مهما كانت خيرية الانترنت فالكتب تبقى أفضل منها
قال الشيخ عبدالعزيز البرعي حفظه الله
نعم وقد سمعت أن في تلك المواقع علما كثيرا ومع ذلك فإن طلب العلم من الكتب أنفع من الطلب على الكومبيوتر حتى لو كان على مستوى المكتبات التي ليست عبر الإنترانت وإنما عندك في كومبيوترك فإن طلب العلم من الكتب أنفع من طلب العلم عبر الكومبيوتر نعم تستفيد من الكومبيوتر اكتشاف المواضيع التي تريد الوصول إليها وما هو إلا أن تصل وتعرف الموقع الذي تريده فأرجع إلى الكتاب الذي في مكتبتك إن كان لديك ولاسيما وأن هناك أخطاء مطبعية كثيرة في الكتب التي هي النازلة في الكومبيوترات هناك أخطاء مطبعية كبيرة جدا ربما تغير سياق الكلام ومعناه ويوجد أيضا سقط في مواطن أخرى فلهذا بارك الله فيك لا نعتمد عليها اعتمادا كليا وإنما هي إرشادات .....
الذي يشارك في المنتديات السلفية يشارك باسمه المعروف الواضح الصريح
قال الشيخ عبدالعزيز البرعي حفظه الله
ينبغي لمن شارك في الانترنت أن يشارك باسمه الذي يعرفه الناس به ولا حاجة للأسماء المجهولة والأسماء الخيالية فرب إنسان يكتب بعدة أسماء ولا يدرى منه ويكون بين أصحابه وهو يرد عليهم ويردون عليه ويظنونه من البلد الأخرى وهو بجانبهم ولهذا أنا انصح بأن يكتب باسمه المعروف ....
الذي يكتب في المنتديات السلفية وصفحات المنابر يكون من ذوي المتانة والأهلية العلمية تمكنه من الكتابة وعرض العلم السني السلفي القوي المتين للأمة الإسلامية
قال الشيخ عبدالعزيز البرعي حفظه الله
ينبغي للأخوة المشاركين في المواقع السلفية أن يكونوا ذوي المتانة والجدية لا يكون كلامهم هزيلا ولا باردا ولا سمجا ، بعض الناس كأنه يتكلم مع صديقه في الغرفة ما يدري بأن كلامه منتشر في العالم حياك الله يا فلان ، وينك أنت ، متى رجعت من السفر؟ ، كيف حالك ؟ وين رحت ؟ وهكذا من هذا الكلام ،أنت في صدد نشر العلم ، أبعث له رسالة خاصة بينك وبينه ، هناك مراسلات خاصة ، دردش معه تكلم معه براحتك بالمرسلات الخاصة واجعل ما يظهر على مواقع الانترنت من الكلام المتين ،الكلام القوي الذي فيه نشر للعلم والشيء ينفع الله عز وجل به .
أما أنه يكون موقع سلفي ثم نجد الكلام باردا فهذا مما لا نحمده
كذلك بارك الله فيكم اختيار المواضيع فنحن نحب أن تكون مشاركات إخواننا السلفيين بالمواضيع المهمة، ما نشارك بالنكت خاصة نكت المعاصرين كلها كذب وكلها باردة إلا القليل النادر ولهذا بارك الله فيك ما عندك وقت يا أيها السلفي للنكت والكلام المضحك والسخرية والاستهزاء بالآخرين وغير ذلك ليكون كلامك جديا وتشارك بالكلام النافع القوي المتين الذي يهابك فيه كل من قرأه فإن قدرت أن تشارك بالكلام المتين وإلا فليس ذلك عليك باللازم ويكفي أن تقرأ ولا يلزم أن تشارك ،أنظر فقط ،واستمع فقط ، واقرأ فقط ،ولا يحتاج أن تشارك ....
وأيضا بارك الله فيكم إذا كانت هناك مشاركة ومداخلة مع بعض إخوانك فتكون بالعلم لا بالمهاترات، شارك بآية شارك بحديث شارك بحكمة شارك بفتوى لأهل العلم بمقال ناقش المسألة نقاشا علميا لا سخرية ولاستهزاء ولا تشكك في أخيك مادمت ترى أن كلامه كلام واقع وكلام له محمل حسن حتى ترى عندك ما يستدعيك إلى أن تغلظ له القول وتعطيه عبارة قوية فكل شيء له وقت وكل كلام له دور وطور، هذا بارك الله فيك الذي ينبغي أن يتنبه له إخواننا
ـ السؤال :يقول توجد منتديات للعوام على شبكة الانترنت بحيث عددها كبير جدا وأي موضوع يطرح يتم نقله في باقي المنتديات بالشكل السريع وجل من يشرف عليها ويسيرها عوام وهم يميلون في أغلب الأحيان إلى القصاصين وأصحاب البدع والزيغ بحيث تشرب قلوبهم السموم التي ينشرونها وهم لا يعلمون فهل من الممكن أن تنشر دعوة التوحيد وتنشر الحق وإظهار فساد أهل الباطل بالحجة والبرهان في هذه المواقع بحيث إذا جاء رد من المتعصب لا يرد عليه إلا بأقوال أهل العلم وفتواهم حتى نساهم في انتفاء هذه السموم من قلوب الناس ؟؟
الجواب :أنا أتوقع أن مقالك بهذه الصورة لن يسلم إما أن يحذف وإما أن يستلمك كتابهم بالسخرية والاستهزاء بالتعليقات، وبناء على ذلك ستجد تحت مقالك عشرات السخريات والاستهزاءات فأنت في غنى عن ذلك واكتب في المواقع السلفية التي تنشر لك كلامك وتسلم من هذه السخرية والاستهزاء (1)
التعليق والزوائد مبينا فيها جرم المشاركة في المنتديات البدعية
هنا تنبيه وملاحظة وزيادة إيضاح فيما يخص ما حذر منه شيخنا الكريم الفاضل المفضال عبد العزيز البرعي حفظه الله من عدم مشاركة أهل السنة في المنتديات والمواقع البدعية والدخول فيها وأن يحذر منها وينبغي أن تهجر ولابد .
وإن مما يأسف ويندى له الجبين أن نرى بعض إخواننا طلبة العلم الذين يكتبون معنا في منتدياتنا السلفية ونحسبهم على الجادة والسوية وما عرفنا عليهم إلا خيرا
ولكن مما يأسف كما قلت أن لاحظنا عليهم في هذه الآونة الأخيرة أن لهم مشاركات ـ مكثفة وكثيرة ـ في بعض المنتديات البدعية ، فلما نصحناهم بتركها والهجر منها وعدم الدخول فيها والمشاركة معهم وأن هذا الفعل ليس من منهج السلف وطريقتهم في معاملة المخالف ، فبقدر ماكنت أنتظر من هذا المشارك الشكر على هذه النصيحة والتأييد والمناصرة،إذ به يواجهني ويبادرني وللأسف باعتذار بارد وحجة أوهى من بيت العنكبوت على تبرير مشاركته في هذه المنتديات، منتديات الزيغ والهلاك والضلال قائلا لي ((وعَمَلِي هذا من باب: (لا يُترَكُ المكان كله لأهل الشر)) وقوله ((ولا أعلم مانعا من الكتابة في المنتديات (المخلوطة) المخالفة إذا كان الكاتب طالب علم متمكن ومتأصل, وكثير من إخواننا طلاب العلم كانوا يكتبون ولا زالوا يكتبون في تلك المنتديات أو غيرها, من أمثال الشيخ فلان والشيخ فلان ))
فأقول : جوابا على هاتين الشبهتين تذكيرا لي ولهذا الأخ الكريم ولجميع من يشارك في هذه المواقع وتنبيها وتبيينا لأصول أهل السنة والجماعة فيما يخص هذه القضية والمسألة .
أولا: أن الحجة ليست في عمل فلان وفلان وقول عمرو أو زيد وإنما الحجة في الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة من الخيرية والصراط المستقيم والنهج القويم قال الله عز وجل ((اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون)) الأعراف 03
قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله (لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه )
وقال الإمام مالك بن أنس رحمه الله:
( إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه ) وقال ( ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم )
وقال الإمام الشافعي رحمه الله ( ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لخلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي )
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (( لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا ))
وفي رواية : (( لا تقلد دينك أحدا من هؤلاء ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فخذ به ثم التابعين بعد الرجل فيه مخير ))
وقال مرة : (( الإتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه ثم هو من بعد التابعين مخير))
فهذه الجملة من الآثار ذكرها العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله في مقدمة كتابه العظيم القيم ( صفة الصلاة النبي صلى الله عليه وسلم ) تبين أن الحجة والإتباع ما كان في الكتاب والسنة وعليه سار سلف الأمة في جميع أبواب الدين قال الله تعالى في تنزيله المحكم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ 208) البقرة
ولهذا لا يجوز لأحد أن يحتج بأقوال الرجال المخالفة للحق كائنا من كان في تبرير خطئه وعمله المجانب فيه الصواب وهدي السلف ،وليعلم أن من أصول أهل السنة (اعرف الحق تعرف الرجال ولا تعرف الحق بالرجال) و(أن الرجال يحتج لهم ولا يحتج بهم)
ثانيا : أما قوله ((لا يُترَكُ المكان كله لأهل الشر))
نقول : في كلام شيخنا الفاضل المفضال عبد العزيز حفظه الله ما يكفي ويشفي لرد هذه الشبهة ردا قويا لا مزيد من التوضيح والبيان بعده فقد نصح وبين أبلغ البيان بقوله ـ حفظه الله ـ ((لا تقول أجرب ولا أنظر، قطعا لا يورد الممرض على المصح وفر من المجذوب فرارك من الأسد والجذام الفكري أخطر من الجذام البدني فأحذر على نفسك واتق الله عز وجل ولا تلج إلى تلك المواقع ولا تفتحها ولا تجرب على نفسك السموم
لا تشرب ماء النقيع السم معتمدا .... على عقاقير قد جرب بالعمل
فلا تجرب على نفسك الباطل ولا تجرب على نفسك الدخول إلى تلك المواقع فرب شبهة لا تجد جوابها تكون سببا لضلالك اقصر نفسك على كلام العلماء على سير السلف الصالح)) وقوله ((أنا أتوقع أن مقالك بهذه الصورة لن يسلم إما أن يحذف وإما أن يستلمك كتابهم بالسخرية والاستهزاء بالتعليقات وبناء على ذلك ستجد تحت مقالك عشرات السخريات والاستهزاءات فأنت في غنى عن ذلك واكتب في المواقع السلفية التي تنشر لك كلامك وتسلم من هذه السخرية والاستهزاء ))
ثالثا : نقول لهذا الأخ وغيره من إخواننا أهل السنة الذين يشاركون في هذه المنتديات، منتديات أهل البدع والزيغ والانحراف أين أنتم من منهج السلف في إجماعهم على الهجر والتحذير من أهل البدع والأهواء وعدم الجلوس إليهم والإصغاء لكلامهم والخوض معهم في الجدال ؟؟؟!!!
ولهذا أنصح إخواننا من أهل السنة الذين اغتروا بهذه الشبه الفاسدة المفسدة أن يقرؤوا كتاب الشيخ الفاضل المفضال خالد الظفيري حفظه الله ( إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الهواء ) ففيه علم جم وفوائد عزيزة وغزيرة وآثار سلفية نيرة وتأصيل قوي فيما يخص هذه المسائل المتمثلة في معاملة أهل البدع فعليك بها يا أثري ياسلفي عض عليها بالنواجذ واقرأها بتأني وتدبر مع فهمك لها واجعلها نبراس حياتك فهي منهج سلفك الصالح الذي فيه نجاتك ولا تعرض عنها يمينا ولا يسارا وتبتغي غيرها فلا يسعك إلا ما وسع سلفك الصالح أئمة الحديث والسنة ومنها ما ذكره الشيخ الفاضل خالد من الصفحة 48 إلى الصفحة 142 فهذه بعض الآثار من الكتاب أذكرها في نصيحتي هذه نتمنى ونرجو أن يستفيد منها إخواننا في الله
((قال الإمام الأوزاعي – رحمه الله – في كتابٍ له ״تاريخ دمشق 6/362
( اتقوا الله معشر المسلمين، واقبلوا نصح الناصحين، وعظة الواعظين، واعلموا أن هذا العلم دين فانظروا ما تصنعون وعمن تأخذون وبمن تقتدون ومن على دينكم تأمنون؛ فإن أهل البدع كلهم مبطلون أفّاكون آثمون لا يرعوون ولا ينظرون ولا يتقون ولا مع ذلك يؤمنون على تحريف ما تسمعون ويقولون مالا يعلمون في سرد ما ينكرون وتسديد ما يفترون، والله محيـط بما يعملون فكونوا لهم حذرين متهمين رافضين مجانبين، فإن علماءكم الأولين ومن صلح من المتأخرين كذلك كانوا يفعلون ويأمرون، واحذروا أن تكونوا على الله مظاهرين، ولدينه هادمين، ولعراه ناقضين موهنين بتوقير لهم أو تعظيم أشد من أن تأخذوا عنهم الدين وتكونوا بهم مقتدين ولهم مصدّقين موادعين مؤالفين، معينين لهم بما يصنعون على استهواء من يستهون، وتأليف من يتألفون من ضعفاء المسلمين لرأيهم الذي يرون، ودينهم الذي يدينون، وكفى بذلك مشاركة لهم فيما يعملون ).
2/قول عبد الرحمن بن أبي الزناد.( ت: 174 هـ )
قال ابن بطة رحمه الله: حدثنا أبو القاسم حفص بن عمر، قال: حدثنا أبو حاتم الرازي، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد قال:
( أدركنا أهل الفضل والفقه من خيار أوليّة الناس يعيبون أهل الجدل والتنقيـب والأخذ بالرأي أشد العيب، وينهوننا عن لقائهم، ومجالستهم، وحذرونا مقاربتهم أشد التحذير، ويخبرونا أنهم على ضـلال، وتحريـف لكتاب الله وسنـن رسوله صلى الله عليه وسلم، وما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كره المسائل، والتنقيب عن الأمور، وزجر عن ذلك، وحذره المسلمين في غير موضع حتى كان من قول النبي صلى الله عليه وسلم في كراهيـة ذلك أن قال: " ذروني ما تركتكم، فإنما هلك الذين من قبلكم بسؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ") الإبانة لابن بطة 2/532.
3/ قول الفضيل بن عياض.(ت: 187 هـ )
قال – رحمه الله -: ( إن لله عزوجل ملائكة يطلبون حلق الذكر، فانظر مع من يكون مجلسك، لا يكون مع صاحب بدعة؛ فإن الله تعالى لا ينظر إليهم، وعلامة النفاق أن يقوم الرجل ويقعد مـع صاحب بدعة، وأدركت خيار الناس كلهم أصحـاب سنـة وهم ينهون عن أصحاب البدعة) حلية الأولياء 8/104 .
قلت ( الشيخ خالد ) :والفضيل بن عياض - رحمه الله - له كلام كثير نفيس في ذم أهل البدع والتحذير منهم، فمن ذلك:
قوله: " من جالس صاحب بدعة لم يعط الحكمة "
وقال: " لا تجلس مع صاحب بدعة، فإني أخاف أن تنـزل عليك اللعنة"
وقال: " من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه "
وقال: " آكل مع يهودي ونصراني ولا آكل مع مبتدع
وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد " انظر شرح السنة للبربهاري ص : 138-139 ، والإبانة لابن بطة2/460. .
4/ قول الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام.( ت: 224 هـ )
قال - رحمه الله تعالى - في كتابه ״ الإيمان ص : 34-35 ״ ( باب ذكر ما عابت به العلماء من جعل الإيمان قولاً بلا عمل، وما نهوا عنه من مجالِسهم.
وذكر فيه بعض الآثار منها :
قال أبو عبيد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن مهدي بن ميمون، عن الوليد بن مسلم قال: (دخل فلان - قد سماه إسماعيل ولكن تركت اسمه أنا - على جندب بن عبد الله البجلي فسأله عن آية من القرآن؟ فقال: أحرج عليك إن كنت مسلماً لما قمت، قال: أو قال: أن تجالسني أو نحو هذا القول) .
قال أبو عبيد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب، قال لي سعيد بن جبير غير سائله ولا ذاكراً له شيئاً:
(لا تجالس فلاناً * وسماه أيضاً* فقال:إنه كان يرى هذا الرأي )
والحديث في مجانبة الأهواء كثير، ولكنّا إنما قصدنا في كتابنا لهؤلاء خاصةً.
وعلى مثل هذا القول كان سفيان والأوزاعي ومالك بن أنس، ومن بعدهم من أرباب العلم وأهل السنة الذين كانوا مصابيح الأرض وأئمة العلم في دهرهم، من أهل العراق والحجاز والشام وغيرها، زارين على أهل البدع كلها ، ويرون الإيمان : قولاً وعملاً) .
5/ قول الإمام أحمد بن حنبل.( ت: 241 هـ )
قال ابن بطة – رحمه الله تعالى -:
( حدثني أبو صالح محمد بن أحمد، قال: حدثنا أبو الحسن على بن عيسى بن الوليد العكبري، قال: حدثني أبو علي حنبل بن إسحاق بن حنبل، قال: كتب رجل إلى أبي عبد الله – رحمه الله – كتاباً يستأذن فيه أن يضع كتاباً يشرح فيه الرد على أهل البدع، وأن يحضر مع أهل الكلام فيناظرهم ويحتج عليهم، فكتب إليه أبو عبد الله:" بسم الله الرحمن الرحيم.
أحسن الله عاقبتك، ودفع عنك كل مكروه ومحـذور، الذي كنا نسمع، وأدركنا عليه من أدركنا من أهل العلم، أنهم يكرهون الكلام والجلوس مع أهل الزيغ، وإنما الأمور بالتسليم والانتهاء إلى ما كان في كتاب الله أو سنة رسول الله لا في الجلوس مع أهل البدع والزيغ لترد عليهم، فإنهم يلبسون عليك وهم لا يرجعون.
فالسلامة إن شاء الله فيترك مجالستهم والخوض معهم في بدعتهم وضلالتهم.
فليتق الله امرؤ، وليصر إلى ما يعود عليه نفعه غداً من عمل صالح يقدمـه لنفسه، ولا يكن ممن يحدث أمراً، فإذا هو خرج منه أراد الحجة، فيحمل نفسه على المحال فيه، وطلب الحجة لما خرج منه بحق أو بباطل، ليزين به بدعته وما أحدث، وأشد مـن ذلك أن يكون قد وضعه في كتاب قد حمل عنه فهو يريد أن يزين بالحق والباطل، وإن وضح له الحق في غيره.
ونسأل الله التوفيق لنا ولك والسلام عليك ) مسائل الإمام أحمد لابنه صالح2/166-167، والإبانة لابن بطة 2/472 .
وقال الإمام أحمد -أيضاً- :(عليكم بالسنَّة والحديث وما ينفعكم الله به وإياكم والخوض والجدال والمراء؛ فإنّه لا يفلح من أحب الكلام وكل من أحدث كلاماً لم يكن آخر أمره إلا إلى بدعة؛ لأن الكلام لا يدعو إلى خير، ولا أحب الكلام ولا الخوض ولا الجدال، وعليكم بالسنن والآثار والفقه الذي تنتفعون به، ودعوا الجدال وكلام أهل الزيغ والمراء، أدركنا الناس ولا يعرفون هذا ويجانبون أهل الكلام، وعاقبة الكلام لا تؤول إلى خير أعاذنا الله وإياكم من الفتن وسلمنا وإياكم من كل هلكة)الإبانة( 2/539 ).
وقال -رحمه الله- :(تجنبوا أصحاب الجدال والكلام، عليكم بالسنن،وما كان عليه أهل العلم قبلكم؛ فإنّهم كانوا يكرهون الكلام والخوض في أهل البدع والجلوس معهم، وإنما السلامة في ترك هذا، لم نؤمر بالجدال والخصومات مع أهل الضلالة؛ فإنَّه سلامة له منه ) الإبانة ( 2/539 ).
وقال ابن أبي يعلى -رحمه الله-: (لا تختلف الرواية في وجوب هجر أهل البدع وفساق الملة) كتاب التمام (2/259).
6/ قول الإمام إسماعيل بن يحيى المزني.( ت:264هـ )
قال - رحمه الله تعالى - في رسالته شرح السنَّة:(ص:85) ( والإمساك عن تكفير أهل القبلة، والبراءة منهم فيما أحدثوا، ما لم يبتدعوا ضلالاً؛ فمن ابتدع منهم ضلالاً، كان على أهل القبلة خارجاً، ومن الدين مارقاً، ويتقرب إلى الله - عز وجل - بالبراءة منه، ويهجر ويحتقر، وتجتنب غدّته، فهي أعدى من غدة الجرب.
ثمّ قال: هذه مقالات وأفعال اجتمع عليها الماضون الأوّلون من أئمة الهدى، وبتوفيق الله اعتصم بها التابعون قدوةً ورضىً، وجانبوا التّكلف فيما كفوا، فسددوا بعون الله ووفقوا، لم يرغبوا عن الاتباع فيقصّروا، ولم يجاوزوه تزيّداُ فيعتدوا .فنحــن بالله واثقــون، وعليه متوكلــون، وإليه في اتبـاع آثارهم راغبـون)
7/قول أبي زرعة وأبي حاتم الرازيــين.( ت:264 هـ )ـ( ت:277 هـ )
قال اللالكـائي – رحمه الله – في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة:ص 1/197 ـ 202( أخبرنا محمد بن المظفر المقري، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن حبش المقري قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال:" سألت أبي وأبا زرعة، عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان في ذلك؟
فقالا: أدركنـا العلماء في جميع الأمصار – حجازاً وعراقاً وشاماً ويمناً– فكان من مذهبهم:ثم ذكرا عدداً من عقائد أهل السنة، ثم قال أبو محمد: وسمعت أبي وأبا زرعة: يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع، يغلظان في ذلك أشد التغليظ، وينكران وضع الكتب برأي في غير آثـار، وينهيان عن مجالسة أهل الكلام والنظر في كتب المتكلمين، ويقولان لا يفلح صاحب كلام أبداً.
قال أبو محمد: وبه أقول أنا.
وقال أبو علي بن حبيش المقري: وبه أقول.
قـال شيخنا (ابن المظفر): وبه أقول.
وقال شيخنا –يعني المصنف – وبه نقول. )
قلت:وبه يقول كل صاحب سنة، حيث إنه إجماع السلف الصالح ومأخوذ من الكتاب والسنّة، ومن لم يقل به ويعتقده فقد ضل السبيل وماذا بعد الحق إلا الضلال.
8/ قول الإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري.( ت:360 هـ )
قال – رحمه الله تعالى في״ كتابه الشريعة 3/574 ״ .
(ينبغي لكل من تمسك بما رسمناه في كتابنا هذا، وهو كتـاب الشريعة، أن يهجـر جميع أهل الأهواء من الخوارج، والقدرية، والمرجئة، والجهمية، وكل من ينسب إلى المعتزلة، وجميع الروافض، وجميع النواصب، وكل من نسبه أئمـة المسلمين أنه مبتـدع بدعة ضلالة، وصح عنه ذلك، فلا ينبغي أن يكلم ولا يسلم عليه، ولا يجالس، ولا يصلى خلفه، ولا يزوج، ولا يتزوج إليه من عرفه، ولا يشاركه، ولا يعامله، ولا يناظره، ولا يجادله، بل يُذله بالهوان له، وإذا لقيته في طريق أخذت في غيرها إن أمكنك.
فإن قال: فلم لا أناظره، وأجادله، وأرد عليه قوله؟
قيل له: لا يُؤمَن عليك أن تناظره، وتسمع منه كلاماً يفسد عليك قلبك، ويخدعك بباطله الذي زيّن له الشيطان فتهلك أنت، إلا أن يضطرك الأمر إلى مناظرته، وإثبات الحجة عليه، بحضرة سلطان أو ما أشبهه، لإثبات الحجة عليه، فأما لغير ذلك فلا.
وهذا الذي ذكرته لك، فقول من تقدم من أئمة المسلمين، وموافق لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم )