المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (مادة صوتية مفرغة)لا يقول بهذه القواعد إلا خدام المناهج الحركية



أبو أيوب الجزائري
08-Mar-2011, 03:49 PM
لا يقول بهذه القواعد إلا خدام المناهج الحركية



شيخنا حفظكم الله: أهل السنة ولله الحمد يطلبون العلم ويفقهون في دين الله، وإذا أردوا أن ينصحوا رجلًا من أهل السنة أو يرون أنه يستفيد من هذه النصيحة، فيدعونه إلى طلب العلم وأخذ العلم من العلماء الموثوقين.

وإذا حذروا ونقلوا كلام أهل العلم في بعض الناس المنحرفين قالوا-وهي شبهة تتردد شيخنا-حفظكم الله-كثيرًا على ألسنتهم-: (أن الله-عز وجل-لا يسألنا في القبر عن فلان وفلان)، فما تعليقكم-حفظكم الله وبارك فيكم-؟.

أولًا الجواب:

الحمد لله، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أولًا: أيها الإخوة في الله: كثيرٌ من هذه القواعد والتشغيبات والشبه والاستشكالات، لو تأملتم فيها-في مؤداها في التخذيل-تخذيل أهل الحق عن نصرة الحق وأهله، وأيضًا مؤداها في الحماية والوقاية لأهل الأهواء والبدع والضلال.

هذه القواعد في التعامل مع المخالفين كثرت وتنوعت، ومنذ بدأ العمل السياسي الحركي الإسلامي الذي وسيلته الجمع لا ينطلق من الشرع، فلمَّا كانت وسيلته لتحقيق أهدافه هي الجمع والحرص عليه، أنتج لهم ذلك المنهج المنحرف-منهج التجميع والجمع-مثل هذه التخذيلات والقواعد الفاسدة.

ولهذا: لو ادعى رجل السنة ونطق بهذه القواعد لعلمت أنه أُتِيَ من هؤلاء.

أولًا: لو تأملتم في هذه القواعد كلها وبهذه التشكيلات والتشكيكات والتخذيلات، هل تصدر من عالم-راسخ في العلم قدمه؟، لا، كل هذا أذكركم بقواعد سابقة.

كل هذه القواعد:

(قاعدة: المعذرة والتعاون)هـــي للجمـــع.

(قاعدة: الموازنات)هي للحماية والوقاية لأهل البدع.

قاعدة، قاعدة، قاعدة، كثير من هذه القواعد: (أجْمِل في المثالب، فصِّل في المناقب)هذه أخطر من الموازنات.

كل هذه القواعد التي تنتشر هل صدرت من راسخ في العلم؟، لا، إنما يقولها سادنو هذه الحركات، وخادمو مناهجها، ويقولها بعض من أراد أن يجمع بين المنهج السلفي والعمل الحركي وأنَّى له ذلك.

فإن المنهج السلفي اعتصامه بالوحي وطبيعته ليتنافى منافاة كاملة مع هذه المناهج الحركية المحدثة البدعية، فمن أراد أن يجمع بينهما جاء بمثل هذه التخليطات.

فأولًا:

تأملوا فيها هل صدرت من عالم راسخ في القديــم والحديـــث؟.

هل سمعتم هذه الكلمة يقولها مثل الإمام الألباني في إمامته وحديثـــه؟.

أو يقولها الإمام ابن باز في إمامتـــه وعلـمه ودعوتــه وصبـره؟.

أو يقولها الإمام ابن عثيمين-رحمه الله تعالى-في سلفيته وفي علمه وفي فقهه؟.

أو يقولها العلامة الإمام مجدد العلم والسنة في الديار اليمنية مقبل بن هادي الوادعي في علمه وسنته ودعوته؟.

أو يقولها أمثال هؤلاء الجبال ممن مات وممن هو على قيد الحياة من أقرانهم ومن تلاميذهم وتلاميذ تلاميذهم ممن هم على السنة؟.

إنما يقولها-بارك الله فيك-: من هو من خدام هذه المناهج الحركية، أو من يريد أن يعيش وسطًا بين المنهج الحركي وبين المنهج السلفي، فلذلك ينطقون بمثل هذه الكلمات، والله ما سمعناها من راسخ في العلم، ما سمعناها من علماءنا الكبار.

وإذا كان علماءنا الكبار عرضت عليهم هذه القواعد في التعامل مع المخالف فمنهم من وصفها بالبدعة، كوصف الألباني لقاعدة الموازنات مثلًا.

ومنهم من وصفها بأنها قواعد تخذيل: كوصف العلامة ابن عثيمين لقواعد عدنان عرعور، والتي حتى القاعدة لم يسألك مؤداها مؤدى قاعدة عدنان عرعور لما سمع ابن عثيمين وهي قوله: (إذحكمت حوكمت وإذا سَكَتَّ سلمت وإذا دعوت أجرت).

قال ابن عثيمين: (هذه قواعد مداهنة لأهل الأهواء والبدع)، هذا حكم الراسخين.

فأولًا يا إخوة: انظروا عمَّن تولدت هذه الكلمات، لم تصدر من عالم راسخ أبدًا، وإنما صدرت من هؤلاء، أو من متعالمين، من أصحاب شهادات الدكتوراة وأصحاب الدراسات الأكاديمية الذين إذا حصل أحدهم الشهادة ظن أنه قد بلغ العلم والعيادة، وما عنده شيء، ما عنده شيء إلا التعالي والتعاظم ونفخ نفسه، ولا عرف بالجلوس بين أيدي أهل العلم، أو تتلمذ شخص تتلمذ على الكتب، هؤلاء أنواع هذه أجناس هؤلاء الذين يصدرون مثل هذه القواعد.

قولوا لهذا القائل وغيره:

أما علم أن من مِنَ المسلمين يعذب في قبره على بوله وعدم استنزاهه من البول؟.

أما علم أن من المسلمين من يعذب في قبره من سعيه في النميمة؟.

ومؤدى النميمة في التفريق بيـن المسلميـن؟.

وهل فرق بين المسلمين إلا البدع والمحدثـات؟.

إن تفريق البدعة وإحداثها الفرقة بين المسلمين شيء مشهود له بالنصوص، ومشهور في الواقع من قديم الزمان إلى اليوم.

ماذا أحدثت البدع من فرقة؟.

ماذا أحدثت بدعة الخوارج؟.

ماذا أحدثت بدعة الشيعة والقدرية والمرجئة والجهمية؟.

ماذا أحدثت البدع، والأشاعرة ولاكلابية والبدع الحركية المعاصرة، ماذا أحدثت في الأمة من فرقة؟.

قولوا له: أما حفظ من الصحيحين من حديث عبد الله بن عباس: (مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِه وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ الْبَوْلِ وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ...)، في رواية عند البخاري ) لَا يَسْتَنْزِهُ مِنَ الْبَوْلِ)، (وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ).

ثم قولوا لهذا القائل:

هل العذاب محصور في القبر فقط والبرزخ؟.

لا شك أن القبر والبرزخ أول منازل الآخرة، ولا شك أن أعظم ما يسأل عنه العبد ويفتتن فيه في القبر السؤال عن دينه ونبيه وربه-جل وعلا-.

كما في حديث أسماء في الصحيحين في قصة صلاة الكسوف، أنها قالت: (أتيت عائشة زوج النبي-صلى الله عليه وسلم-حين خسفت الشمس، فإذا الناس قيام يصلون، وإذا هي قائمة تصلى، فقلت: ما للناس؟، فأشارت بيدها نحو السماء وقالت: سبحان الله! فقلت: آية؟، فأشارت برأسها أن نعم .

قالت: فقمت حتى تجلاني الغشي، وجعلت أصب فوق رأسي الماء، فحمد الله رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وأثنى عليه، ثم قال : ( ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا، حتى الجنة والنار، ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريبًا من فتنة الدجال(لا أدري أيتهما قالت أسماء).

يؤتى أحدكم فيقال له: ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن(لا أدري أي ذلك قالت أسماء)فيقول: هو محمد رسول الله، جاءنا بالبينات والهدى، فأجبنا، وآمنا، واتبعنا، فيقال له: نم صالحًا، قد علمنا إن كنت لمؤمنا، وأما المنافق أو المرتاب(لا أدري أيتهما قالت أسماء)فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا، فقلته)[1] (http://sahab.net/forums/#_ftn1)يعني النبي-صلى الله عليه وسلم-إلى آخر الحديث.

فلا شك أن هذا أعظم ما يسأل عنه العبد في قبره، ولكن ليس فيه دلالة على أنه لا يعذب على غيره، بل النصوص الصحيحة الصريحة فعامة عذاب القبر من البول؟، وغير ذلك من النصوص التي تدل على أن الإنسان يعذ في قبره على كثير من المحرمات إن لم يشفع الله فيه من صلى عليه، وإن لم يسبق له عفو من رب العزة والجلال-سبحانه وتعالى-.

ثم أليس هناك الميزان؟.

أليس هناك الصراط؟.

أليس هناك من الأعمال الحب في الله والبغض في الله؟.

أليس هناك من الأعمال الدعــوة إلى الحــق؟.

أليس هناك من الأعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟.

الذي شرط النبي-صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ)حديث أبي سعيد رواه مسلم.

وحديث أبي رافع مولى رسول الله عن ابن مسعود: (مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ)أين يذهبون بهذه النصوص والأدلة.

هذه يا أخي لا تنطق ولا تخرج إلا من رجل خلوٍ من النصوص، أو أنه كما قلت لكم: إما أنه من خدام هذه المناهج الحركية، وإما أنه ممن يريد أن يجمع بين المنهج السلفي وبين المنهج الحركي وأنَّى له ذلك، فإنهما متضادان لا يلتقيان، نعم[2] (http://sahab.net/forums/#_ftn2).



لسماع المادة الصوتية:



(لا يقول بهذه القواعد إلا خدام المناهج الحركية (http://www.box.net/shared/lmmaj1rlme))





قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد.



الأربعاء الموافق: 7/ ربيع الأول/ 1432 للهجرة النبوية الشريفة.


[1] (http://sahab.net/forums/#_ftnref1) وضعت الحديث كاملً للفائدة

[2] (http://sahab.net/forums/#_ftnref2) من محاظرة للشيخ الفاضل عادل بن منصور (أبو العباس) - حفظه الله تعالى- ألقاها فضيلته لأبنائه وأحبابه في العراق عبر الهاتف ليلة الأربعاء 29 صفر




المصدر
(http://www.bayenahsalaf.com/vb/showthread.php?t=10483)