المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضوابط معاملة السني للبدعي فضيلة الشيخ عبيد بن عبد الله بن سليمان الجابري- حفظه الله-



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
27-Mar-2011, 11:38 PM
ضوابط معاملة السني للبدعي
(شريط مفرغ)

فضيلة الشيخ عبيد بن عبد الله بن سليمان الجابري- حفظه الله-

عندي الآن مجموعة من الأسئلة لو تكرمت علينا، أكرمكم الله.
قال الشيخ آمين.

السؤال الأول: أطال الله عمرك، ما حكم مخالطة وبالأخص مجالسة أهل البدع والأهواء من الإخوان والتبليغ والحزبيين على نوعَيهم المكفّرون وغير المكفرون. نعم؟
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن ولاه:
يجب على السني أن يفاصل أهل البدع وأن يبتعد منهم وأن يحذرهم، هذه القاعدة العامة في أهل البدع سواء كانوا مكفّرين أو غير مكفرين، لكن مناصحة أفراد من أهل البدع سواء كانوا إخوانيين أو تبليغيين أو سروريين، تبليغيين أو غيرهم، مناصحة أفراد منهم جٌرّب نفعها وعلى هذا فإنه في مجالسة أهل الأهواء التفصيل الآتي:
أولا: عدم مجالسة الجماعة المتميزة في أهل البدع وعدم مخالطتهم في مراكزهم ومنتدياتهم.
ثانيا: جواز مخالطة عدد يسير منهم جرب أنهم يستفيدون من المجالسة.
ثالثا: إذا كان هذا المجالس وهذا المخالط من العَلَم أو من الأعلام في السنة فإنه يجب أن يبتعد منهم ولا يأتيهم، حيث تجمعاتهم لأن يغتّربه كثير من الناس، إذا جلس إليهم الرجل العلَم في السنة المعروف بالذب عن السنة ومناصرتها فإنهم أهل البدع يلبّسون به ويتكسبون به، يلبسون به على الناس ويغرون به الناس ويتكسبون به وفي مخالطته إياهم تنفى الصبغة الشرعية، فلهذا نقول لا يجوز له، لكن إنسان أقل منه ليس بمشهور لا مانع أن يخالط قلّة قليلة يستزيرهم أو يزورهم ليبذل النصح لهم فإذا جرّب النفع وظهرت الثمار واستبان لهم الحق يستمر معهم، وإلا فليرفع يديه عنهم وليتركهم ولا يدوم معهم مداومة يتقوَّون بها، المعروف أن أهل البدع سواء كانوا قليلين أو كثيرين إذا داوم السني معهم الخلطة فإنه يغتر به غيره، وهم يتقوون به، هم يتقوون به، نعم هذا هو الأصح. نعم.

السؤال الثاني:أحسن الله إليكم،آمين.هل يفرق في الهجر بين صاحب البدعة الذي يدعو إلى بدعته والذي لا يدعو إليها وكيف تكون معاملة كل منهما جزاكم الله خيرا آمين؟
لا شك أن التفريق بين الصنفين واجب، فإنّ من كان ساكتا على بدعته ولا يدعو إليها ولا ينشرها فالناس لا يتضررون به بل ضرره على نفسه، بخلاف الداعية الذي يدعو إلى بدعته ويقررها وينشرها في الملأ ويعلنها، فهذا هو الذي يستحق الهجر، والمفاصلة والمصارمة والحذر منه، الأول ينصح في نفسه وأما الثاني فإنه يهجر ولكن كيف يهجر؟
أولاً، ينظر إذا كانت المصلحة راجحة في هجره بأن تكون الغلبة لأهل السنة والقوة لهم، فإنه يهجر ولا كرامة ويحذر منه ولا كرامة، وإن كانت الغلبة له ولأمثاله وتأثيرهم قوي ونافذ في العامة والخاصة فإنه يهجر هجر جزئي ولا يحذر منه علنا، ترد أخطاؤه، ومن كان فلان أو علان يترك دروسه ولا يستمع إليه لكن لا يحذر منه لما في ذلك من المفسدة، وإنما يحذرون من البدع عموما، ويردون خطأ هذا الرجل بالدليل خاصة حتى يعرف الخاصة والعامة أنه على خطأ، لأنهم لو هجروه وحذروا منه ألّب عليهم العامة والخاصة وسبب فتنة، واعتدى أهل البدع الذين هم أقوياء الشوكة وأهل الصولة والجولة يعتدون على أهل السنة ويذلونهم ويهينونهم ويفرقون جماعتهم ويرجفون فيهم، فذر المفاسد يا ابني يا زهير مطلوب، ذر المفاسد مطلوب، فالنبي صلى الله عليه وسلّمما قتل عبد الله بن أبي بن سلول رأس النفاق بالمدينة حينا قال كلمة السوء واستأذن عمررضي الله عنهفي قتله، قال: «لا، لا يتحدث الناس أن محمد يقتل أصحابه»، مع أن قتل هذا المنافق فيه كف شره وزجر من ورائه، ولكن يرجح بهذا يرجح بهذا، نعم.

جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم، بالنسبة لصاحب البدعة الذي لا يدعو إلى بدعته إذا نصح فلم ينتصح وأصر بعد العلم والبيان فكيف يعامل جزاكم الله خيرا؟
يترَك، أقول يترك لا يحذَّر منه، يترك ويشدد عليه فالكثير من أهل الحديث معروفون بالبدع متهمون بالبدع سكت الناس عنهم وأخذوا العلم عنهم، نعم.
عافاكم الله منه.
السؤال الثالث:إذا كان الحديث الدائر في هذه المجالسات واللقاءات لا يتعلق بالبدعة، ولكنه في أمور دنيوية ليس لها علاقة بالدين فما حكمها أيضا جزاكم الله كل خير.آمين؟
ينبغي أن يكون بين المسلمين عامة وأهل السنة بصفة خاصة مذاكرة في التوحيد وفي السنة وفي الفقه حتى يكون المجلس مجلس علم وتحفه الملائكة وينزل الله عليهم السكينة والرحمة، أما المجالس الدنيوية في الغالب ما تخلو من قيل وقال، وفيه إضاعة وقت وهي تثبت قسوة القلوب فينبغي لطالب العلم اللبق اللبيب أنه إذا جلس مجلسا وسلم على أهله وحياهم بما يناسبهم وأنزل كلا منهم في التحية منزلته من قومه، أن يدعوهم إلى استماع بعض الأحاديث وبعض الأحكام ولا يملهم لأن أحيانا تجمعهم مناسبات: وليمة عرس أو عقيقة أو غير ذلك من المناسبات تجمعهم فيلتقون يسلمون على بعضهم ويباركون لبعضهم ويسأل بعضهم بعض عن الحال فهذا الأمر لا بأس به، لكن إذا رأى أنهم سينشغلون بأمور فيها ضرر عليهم، فإنه يشغلهم بذكر الله، وليستعمل اللباقة وليوسع صدره وليصبر وليحتسب فقد يسمع همزا ولمزا وغمزا من الناس، لكن يجب عليه أن يوسع صدره حتى يكسب العامة والخاصة. نعم.
يعني جوابكم هذا بالنسبة لمجالسة أهل البدع أيضا؟
لا، أنا
يعني إذا كان الحديث الدائر في هذه المجالسات يعني بين أهل السنة وأهل البدع لا يتعلق بما له صلة في الدين وإنما في أمور دنيوية فقط، فما حكمه جزاكم الله خيرا؟
إذا احتاج السني إلى أن يقضي حاجة من مبتدع فلا بأس، لكن لا يجوز أن يكون ذلك كثيرا طاغيا على الحال، فإن أهل البدع يضرون لكن لو احتاج أن يبيع من هذا أو يشتري من هذا أو مثلا والد الرجل المبتدع والده سني فأراد أن يسأله عن حاله أو جمعه به مجلس من غير قصد فلا بأس، أما أن يتجالس أهل سنة وأهل بدعة ويقضون الوقت في القيل والقال فهذا خطأ، هذا لا يجوز، نحن نحذر من مجالسة أهل البدع. نعم.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
لكن كلامي على مجالسة أهل السنة - الكلام المتقدم -في مجالسة أهل السنة أو المجالس العامة أحيانا مجالس عامة تجمع سني وبدعي.نعم. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.
أقول الحكمة مطلوبة والسياسة الحسنة مطلوبة حتى نكسب الناس ونبين لهم الحق، فإن بعض البلدان السنة فيها مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود، السنة قليلة والبدعة هي الغالبة، والذائعة والشائعة ولها الصولة والجولة والشوكة فلا بد أن يكون السني حكيما حتى يكسب الناس وينقذهم من الهاوية والضلال. نعم.

السؤال الرابع:جزاكم الله خيرا. الاخوة يسألونك أيضا فيقولون: إذا كان السلفي ذا قرابة مع صاحب البدعة كأن يكون هذا الأخير أخا له أو عمه أو صهره وما شابه فكيف يعامله السلفي في هذه الحال. تقبل الله منكم آمين؟
هذا موجود ولا شك، فإن الكثير من البيوت تجد السني السلفي واحد، رجلا واحدا أو امرأة واحدة، والبقية كلهم أهل بدع، فهذا لا بد أن تكون سياسته حسنة وليتودد ويتحبب إليهم ويجلبهم بالحسنى، نعم، ويبين لهم الحق بيان ود ومحبة وصفاء، ولا ينقلب عليهم انقلاب الأسد على فريسته أو يظهر لهم أنهم ضلاّل وأنه هو على الحق والهدى، بل عليه أن ينتهج أو أن ينتهز فرصة القرابة، يغتنم فرصة القرابة ويبين لهم حتى يهديهم الله عز وجل وعليه الصبر والإحتساب، لا يستعجل ما دامت البدعة مفسقة فعليه أن يصبر ويحتسب ويجدّ في ذلك ويجتهد، ويلجأ إلى الله بالدعاء أيضا في طلب هدايتهم وردهم إلى السنة. نعم.

بارك الله في علمكم، آمين...
الناس حسب تجربتنا سواء كانوا عوام أو علماء تنفع منهم الحكمة والسياسة الحسنة، وأما المعاند فهذا يعامل بحسب القوة والقدرة. نعم.

السؤال الخامس:جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. ما حكم السلفي الذي يصر بعد نصيحته على مخالطة أهل البدع من التبليغ والإخوان وغيرهم؟ وما حكم الذي يقر بوجوب هجرهم لكنه يمتنع عنه إما لمصلحة دنيوية تجمعه به، وإما لكونه يستند إلى فتوى العلامة الألباني رحمه الله تعالى رحمة واسعة والتي مضمونها أن هذا الزمان لا يسمح فيه الهجر غالبا لأن أهل السنة ليس عندهم شوكة. وجزاكم الله خيرا.
هذا نتعاهده ونقويه ونعينه على الحق، وفيما بيننا وبينه نشد عليه، ولكن لا نفاصله، ما دام أنه معنا يقوي شوكتنا ويسير في منهجنا ولا يناصر أهل البدع علينا، وإنما هو استند إلى فتوى بعض أهل العلم فهذا منا ونحن منه، ولي بالمناسبة بارك الله فيكم شريط سماه الاخوة "جناية التميع على المنهج السلفي".
(وصلنا يا شيخ والاخوة يتداولونه جزاكم الله خيرا).
الحمد لله ما دام وصل إليكم فيعني راجعوه مراجعة جيدة بارك الله فيكم.
وفيكم بارك الله وزادكم الله علما وعملا به آمين.

السؤال السادس:هل القول الآتي صحيح مع زيادة البيان منكم جزاكم الله خيرا آمين. الكلام هو: ((الحق يقبل من أي قائل به والباطل يردّ علي أي قائل به فلو قال المبتدع بل حتى الشيطان والكافر كلمة الحق فإنها تقبل منه ويقر عليها مصداقاًلقوله تعالى : ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾[المائدة:8]، ولكن لا يجوز التلقي على المبتدع وطلب الحق منه كما هو منهج السلف الصالح وإنما يطلب الحق من أهل الحق العاملين به وهم علماء أهل السنة لا غير)). انتهى الكلام بارك الله في علمكم آمين.
هذه القاعدة صحيحة إن شاء الله تعالى فالحق يقبل ممن جاء به ولكن ليس كل من أصاب الحق هو إماما في الحق. فالشيطان الذي علّم أبا هريرة رضي الله عنهآية الكرسي. النبي صلى الله عليه وسلّمقال: «صدقك وهو كذوب». والحَبر اليهودي الذي قال: يا أبا القاسم إنّا نجد في التوراة أن الله يحمل السموات على أصبع، الحديث، كان الرسول صلى الله عليه وسلّميسبّح يقول:«سبحان الله سبحان الله»ويضحك حتى بدت أنيابه تصديقا للحبر، يقول ابن مسعود رضي الله عنهتصديقا للحبر، فقائل الحق يصدّق لكن من قال الحق هو عندنا، أو القائلون بالحق أقسام:
·منهم صاحب السنة الذي هو منا ونحن منه.
·ومنهم صاحب البدعة الكافر.
·ومنهم الكافر.
هذه القاعدة صحيحة مادام كما بالقيد الذي ذكرت" نقبل الحق ممن قاله ولكن لا نأخذه إلا عن أهل السنة "هذا صحيح، وأنبّه إلى أن البدعي الذي لا يدعو إلى بدعته لا مانع من الأخذ منه عند الحاجة، لا مانع من أخذ العلم منه عند الحاجة، معنى هذا أننا إذا استغنينا بأهل السنة فلا نركن إلى أهل البدع وإن كانوا لا يدعون إلى بدعهم.نعم.
ختم الله بالصالحات أعمالكم. آمين.

السؤال السابع:هل القول الآتي صحيح مع البيان منكم جزاكم الله خيرا -آمين- "علماء أهل السنة قسمان: علماء يعرفون المنهج، وعلماء لا يعرفون المنهج،" انتهى القول وجزاكم الله خيرا –آمين-.
لا ليس بصحيح، أبدا، لا يوجد عالم من علماء السنة إلا وهو يعرف العقيدة والمنهج ويقرّر العقيدة والمنهج، لكن أحيانا يخطئ العالم السني، يخطئ فخطؤه لا يتابع عليه، وهو مأجور إن شاء الله على اجتهاده ونحفظ كرامته ولا نتابعه على زلته.نعم.

في الأخير نعلمكم أننا نحبكم في الله تعالى كثيرا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر بكم الحق والإسلام وأن ينفع بكم الإسلام والمسلمين وجزاكم الله عنا كل خير في الدنيا والآخرة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، سلم على الإخوة السلفيين عندكم.

الله الله في السنة، وعليكم بالرفق وعليكم بالحكمة، وتعاونوا فيما بينكم على البر والتقوى وإذا أخطأ سلفي فلا تشهروا خطأه في العامة والخاصة ناصحوه، فإن السلفي تردّه السنة حياك الله يا أخي.
جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السؤال الثامن:هو أنه يوجد في ولايتنا مساجد يكثر فيها التكفيريون والحزبيون يدعون إلى باطلهم ويلبسون على الشباب السلفي، شباب التصفية والتربية بالشبهات وخاصة على حدثاء العهد منهم بالسنة، ومن هؤلاء التكفيريين مجموعة من الشباب يتهمون الإمامين أبا حنيفة والألباني رحمهم الله تعالى بالإرجاء ويتهمون الشيخ المجاهد ربيع حفظه الله تعالى بالكذب على سيد قطب وهم أيضا يكفرون الحكام ويفسرون قوله تعالى:﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾[المائدة:44
]،بخلاف ما فسرها به سلفنا الصالح، كما أنهم يدعون إلى منهج سيد قطب التكفيري ويشهرون به وبكتب القطبين المنحرفين، ولذلك فإننا نطلب من شيخنا الكريم الجابري إن شاء الله تعالى نصيحة توجيهية ومنهجية في كيفية التعامل مع أولئك التكفيريين والوقوف ضدهم لعلّ الله تعالى ينفعنا بها جميعا إن شاء الله (كما نفع بأشرطتكم ولله الحمد) فإن لكم في قلوب أهل السنة منا منزلة رفيعة ونسأل الله الحي القيوم أن يثبتكم على الحق حتى الممات وأن يختم بالصالحات أعمالكم إنه جواد كريم -آمين-.
بسم الله والحمد لله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد فإني أحييكم وأقول أحبكم الذي أحببتمونا من أجله وشكر الله لكم هذه الثقة وأشهد الله من الحضرة من الملائكة وأشهدكم أني دون ما وصفتموني به ولكني ولله الحمد طالب علم وعندي أهلية أعرف بها معالجة القضايا، وما تيسر من الجرح والتعديل ولله الحمد. هذا فضل الله، ثم بفضل أئمتنا المعاصرين والقدامى، وأما سؤالك عن هؤلاء القوم وكيف تتعاملون معهم فالجواب على هذا السؤال يتضمن أوجها عدة:
الوجه الأول: كذبوا على الألباني إذا اتهموه بالإرجاء أو قالوا فيه بالإرجاء ورفعوا عقيرتهم بذلك. فمن حكم على الألباني بالإرجاء وصفه بالإرجاء فإنه إما أنه لا يعرف الألباني أو لا يعرف الإرجاء، وهذه تُكأَة يتكئ عليها دعاة الباطل دائما ليجروا الناس إلى تكفير العصاة عامة والحكام خاصة، فالألباني ليس من الإرجاء في شيء، وما خالفنا فيه وخالف أهل السنة فإنه يعتمد فيه على أصول وأدلة لا يخرجه عن حيز السلفية بل هو إمام من أئمة أهل السنة عند المنصفين من إخوانه وأبنائه.
وأما أبو حنيفة فنعم، هو من المرجئة الفقهاء فأبو حنيفة -رحمه الله- عنده أن الإيمان هو القول والإعتقاد ولا يرى العمل من مسمى الإيمان وقوله هذا مرجوح مخالف للنص والإجماع. ولهذا فإن بعض شيوخ السنة بدّعه وبعضهم شنع عليه ولكن القول الوسط أنه في أهل السنة جملة ويؤخذ عليه هذا المأخذ ويشنع عليه فيه ويعد أنه مخطئ فيه ومجانب للصواب إذا أخرج العمل من مسمى الإيمان، وذلك الذي سمعناه منه مخالف للنص والإجماع.
ثانيا: كذبوا على الشيخ ربيع -حفظه الله- لأنّ الشيخ ربيع قال ما قاله في سيد قطب معتمدا على كتبه ناقلا من كتبه، وكتب الرجل شاهدةعليه وأقول لكم ولكل من تبلغه الرسالة الصوتية هذه إن مصادر الجرح عندنا ثلاثة:
·أحدها: كُتب الرجل أو منشوراته التي تصدر عنه بخط يده.
·ثانيها: صوته مسجل عليه.
·وثالثها: نقل الثقات عنه.
هذه كلها مصادر جرح عندنا.
فسيد قطب كتبه شاهدة عليه، فيها القول بوحدة الوجود، وفيها الكلمات الكفرية وفيها تعطيل الصفات، وفيها القول بوحدة الأديان وفيها التكفير، والخروج على الحكام وغير ذلك من الشطط والشرور والإنحراف، ولهذا فإنه لا ينصح بكتب سيد قطب إلا واحد من ثلاثة:
vالأول: صاحب المشرب نفسه الذي هو على مشرب سيد قطب ومذهبه التكفيري وهذا هو الذي يجب على الأمة الحذر منه، فإنه خارجي عصري وإن تظاهر بالسلفية ودعوة الناس إليها.
vالثاني: رجل ليس عنده فرقان، وإن كان على السنة، لكن ليس عنده فرقان يعني كل ما يسمع من كلام جيد يتخذه قاعدة على القائل أنه في هذا الكلام جيد، وفي هذا الكلام مصداقية ما عنده فرقان، وهذا لا يعتد به ولا يؤخذ عنه شيء.
vالثالث: من هو جاهل بسيد قطب ولا يعرف من حاله شيء أو زكيّ له من قبَل أهل الفتنة والضلال فمشى على هذا.
هذا هو الوجه الثاني.
الوجه الثالث: أقول لكم جدوا في نشر السنة بل أنتم إعتصموا بالسنة، الكتاب والسنة، وفق سيرة السلف الصالح وشدوا في ذلك، عضوا عليه بالنواجذ وكذلك أدعوا إلى هذه السنة بالحكمة والموعظة الحسنة، وادعوا إلى مناصرة أهلها وملازمتهم الذين عرفوا بنشر السنة ومناصرتها ومناصرة أهلها والذبّ عنها ودحض البدع.
كذلك أوصيكم ألاّ تتجادلوا مع هؤلاء ولا تصطبروا معهم ولا تدخلوا معهم في نقاش أنتم اعتصموا وادعوا إلى السنة فمن كان إماما فلينشر السنة من مسجده ومن كان معلما فلينشر السنة من قسم الدراسة دون التعرض للأشخاص أنشروا السنة علموها الناس واتصلوا بالخاصة والعامة وعلموهم السنة، أما هؤلاء فحذروا منهم، حذروا من تستطيعون تحذيره منهم ما أدرى الحقيقة يعني عن مستواكم العلمي ونضوجكم أنا لا أدري عن هذا لكن تعلمون أن التحذير يحتاج إلى قوة، إلى قوة شخصية وقوة علمية وقوة مكانية عند الناس، فإن توفرت القوة العلمية والقوة الشخصية والقوة المكانية عند الناس فحذروا منهم وإذا ما توفرت فحذروا فيما بينكم وحذروا من تمنون عليه ويقبل كلامكم الناس ذروه من هؤلاء هذه هي نصيحتي بارك الله فيكم.

السؤال التاسع:شيخنا الكريم جزاكم الله خيرا بقي سؤال لو سمحتم وهو أنه عندنا شبابا منتسبون إلى السلفية ولله الحمد ويحبون السلفية ولكنهم لا يهجروا هؤلاء التكفيريين بل هم يخالطونهم ويضاحكونهم محسنون الظنون بهم ويقولون بأن الحق لم يتبيّن لهم بعد وعندهم شبهات فنحن نرحمهم ولا نهجرهم، فبم تنصحونهم شيخنا الكريم جزاكم الله خيرا وكيف تكون بارك الله فيكم أيضا معاملتنا لهم آمين؟
بلغوا هؤلاء مني السلام والنصيحة وبأن يكتفوا بمناصحة هؤلاء إذا كان التكفير وما ذكرت ثابتا عنهم، بلغوا قومكم مني السلام وقولوا لهم يسلم عليكم فلان ويقول لكم إكتفوا بنصيحة هؤلاء في جلسات محدودة وبيان الحق لهم فمن قبل منهم فضموه إليكم وهو منكم وأنتم منه، ومن لم يقبل منهم فارفعوا أيديكم عنه واغسلوها منه واهجروه. بارك الله فيكم بيان الحق. نعم.
هذا هو يا شيخ
نعم.

في الأخير نسأل الله الحي القيوم أن ينفع بكم الإسلام والمسلمين وينصر بكم الحق والسنة إنه جواد كريم وقريب مجيب وإنا نحبك في الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فرّغهذه المادة: أبو عبد الله القسنطيني الأثري

منقول من سحاب

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
21-Apr-2012, 07:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للرفع