المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفقه الرعاع فساد الدين، وتفقه السفلة فساد الدنيا-للشيخ عبد السلام بن برجس آل عبدالكريم-رحمه الله-



أبو الغريب زين اليافعي
20-Apr-2011, 02:51 PM
قال الشيخ عبد السلام بن برجس آل عبدالكريم-رحمه الله تعالى- وهو يتحدث عن العلم والعلماء والتفقه في الدين وتفقه من ليس أهلاً للفقه :

"ولهذا العلماء نبهونا على قضية مهمة وهي قضية تفقه من ليس أهل للفقه وأن هؤلاء داءهم على الأمة أكبر من داء غيرهم فقال الإمام مكحول الشامي فيما رواه عنه بن عبد البر"تفقه الرعاع فساد الدين ، وتفقه السِفلة فساد الدنيا" أو كما قال رحمه الله تعالى.
إذا فالعلماء من قديم يفطنون إلى أن من يتولى العلم لا بد من أن يكون على أهل وعلى أهلية, ولا بد أن يكون له قدرة ولا بد أن يكون له صبر ومصابرة , ومثابرة , ابن عباس يأتي عند بيت زيد بن ثابت ويستلقي فتسفي الريح على بُرده فيخرج زيد ويسأله ابن عباس عن حديث ويقول يا ابن رسول الله أفلا جلست في بيتك حتى آتيك فيقول لا " إنا هكذا أُمرنا أن نصنع بالعلماء"
قال بعض أهل العلم أُمروا أن يصنعوا بالعلماء لزومهم والصبر على ما ينال طالب العلم من أذى حتى يتوصل إلى حكم مسألة أو معرفة حديث أو تفسير آية من كلام الله عز وجل , فالمسألة بذل جهد وليست مسألة مشتركة للجميع فكل من أراد أن يتكلم عن قضايا الشرع يتكلم , وهذا الذي يريده
كثيرٌ من الضالين ممن يُنسبون وينتسبون إلى العلمانيين ونحوهم من المذاهب الكفرية الضآلة
يريدون أن يكون العلم مشاعا مشتركا يكتب الصحفيٌ فيه, ويكتبُ فيه الطبيب , ويكتبُ فيه المهندس , سبحان الله!
الطب أُلفَ فيه كتب كثيرة بحيث أن كثير من الناس يستطيع أن يقرأها وأن يعرف ماذا يدور فيها لكن هل جَرِى أحد يوما من الأيام أن يراجع كتاب دكتور بوك أو غيره من الكتب المشتهرة في الطب والتي تذكر المرض وتشخصه وتعطيك العلاج فيأخذ منها ويذهب ويشتري من الصيدلية ويأخذ العلاج؟ أبدًا.
كلٌ يذهب إلى الأطباء ويتفاوتون الناس منهم من لا يذهب إلا إلى الاستشاريين حتى يتأكد , فإذا كان هذا في طب الأبدان فكيف بطب الأرواح ؟ فكيف بطب القلوب وهو الشريعة ؟
إن الشريعة الإسلامية ليس فيها كحال النصرانية رجال كهنوت أو نحو ذلك , لا , ولكن فيها علماء عن طريقهم يُتلقى العلم ويؤخذ عنهم العلم , لماذا؟ لأنهم هم أهله وهم القائمون عليه وهم الذين بذلوا الوسع في سبيل تحصيله , فهم يعرفون لُغة العرب ، ويعرفون مدلول الألفاظ ، ويعرفون الناسخ من المنسوخ , ويعرفون المطلق من المقيد , ويعرفون المجمل من الُمبين , ويعرفون العام من الخاص ويتعاملون مع نصوص الشرع بالتعامل الصحيح الذي كان يفعله الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين ,
لا أحب أن أُطيل عليكم كثيرا فالذي أختم به هذا الحديث أنني أكرر دعوتي أن الأمة في الزمن المستقبل بحاجة ماسة إلى علماء ليست بحاجة إلى أنصاف علماء , لأن أنصاف العلماء يضرون لا ينفعون , فمن الذي منكم يحتسب وينتصب للزوم علمائنا الكبار في أخذ العلم عنهم والتروي والبِداءة بصغار العلم قبل كباره حتى ننعم به ونقر به عينًا عندما تكون الأمة تتلمس وتبحث بين أبناءها من هو العالم الذي ينهض بها .
كل منا يجعل هذا الأمر في مخيلته وفي ذهنه , أسال الله عز وجل أن يرزقني وإياكم علمًا نافعا وعملا صالحا وأن يثبتنا على الإسلام والسنة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قام بتفريغها
الفقير إلى ربه والراجي عفوه
أبو الغريب السلفي اليماني