المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجرح والتعديل يقض مضاجع القوم لما فيه من تمييز أهل الحق من أهل الباطل



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
20-Apr-2011, 04:55 PM
الجرح والتعديل يقض مضاجع القوم لما فيه من تمييز أهل الحق من أهل الباطل[1]


السائل: يا شيخ عندنا في العراق يشغبون على قواعد الجرح والتعديل، ويقولون أن علم الجرح والتعديل من باب الاجتهاد وليس باب الأخطاء، نريد التفصيل في هذا الكلام؟.

الجواب: والله هذه المسألة تكلمنا حولها وعليها كثيرًا في دروسنا في شرحنا لكتاب الضوابط للجرح والتعديل، ولعله كان درسًا مطولًا حول الرد على مثل هذه الشبه.

وأنا أسأل: هل المتكلمون في مثل هذه المسائل أهل لهذا الكلام، أو في هذا الكلام؟. هل هم من أهل الفن حتى يتكلموا؟. من ليس من أهل الفن، وليس من أهل العلم به، فنقول له كما في المثل العربي الشهير المشهور: (ما هذا بعشك فادرجي).

ثانيًا: إن كان من أهل هذا الفن، ويعرف هذا الفن، فما أظنه يقول هذا الكلام ليشغب على أهل الحق به، لأن علم الجرح والتعديل هو سيف مسلط على رقاب المخالفين، وهو من سيوف الإسلام.

أقول: هو من سيوف الإسلام، بيان المخطئ من المصيب، نعم، الثقة من غيره، السُنِّي من الخلفي، ولذلك هذا يقض مضاجع القوم لِمَا في ذلك من تمييز أهل الحق من أهل الباطل، والمخطئ من المصيب إلى غير ذلك.

فنحن وإن قلنا ابتداءًا: نعم هو قائم على الاجتهاد، لكن ماذا يريدون؟.

هل يريدون بهذا رد هذا الباب؟.

دفع نتائج هذا الباب الصحيحة؟.

رد أن يكون هذا العلم سيفًا مسلطًا على رقاب أهل الأهواء؟.

من قال هذا؟.

ثم ما شاء الله-تبارك الرحمن-ما هذا الفقه الذي جاءهم الآن وغاب عن أئمة السنة؟.

أقول: ما هذا الفقه الذي يعني: اختزله الله-جل وعلا-لهم فانبروا لبيانه وغاب عن أئمة أهل السنة، حتى جاءنا هؤلاء المتشدقون الذين هم ليسوا من أهل هذا الفن أصلًا؟.

وكما قال الحافظ ابن حجر: (...من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب...)، وما أكثر العجائب في المتكلمين في هذا الباب، على كل حال أنا أحيلك إلى ما تكلمت به في شرحي للضوابط حول هذه المسألة.



لسماع المادة الصوتية: (الجرح والتعديل يقض مضاجع القوم لما فيه من تمييز أهل الحق من أهل الباطل (http://www.box.net/shared/n34l77y17t) )

قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد الاثنين الموافق: 15/ جمادى الأولى/ 1432 للهجرة النبوية الشريفة.


1- من محاضرة (الصدق في إتباع السنة) لفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري-حفظه الله- موعظة منهجية ألقاها فضيلته حين لقائه بمجموعة من أبنائه من العراق ليلة السبت 12 جمادى الأولى من 1432هـ في مسجد قباء بالمدينة، وبعدها تفضل بالإجابة على بعض أسئلة الحاضرين