المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اتهام أهل السنة بأنهم يتحسسون أخطاء الناس وينبشون عنها ويفتشون، هذه فرية مما لا يحصى من الفريات



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
01-May-2011, 03:38 PM
اتهام أهل السنة بأنهم يتحسسون أخطاء الناس وينبشون عنها ويفتشون، هذه فرية مما لا يحصى من الفريات

لفضيلة الشيخ الوالد عبيد بن عبد الله الجابري-حفظه الله-وبارك فيه



بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بادئ ذي بدء أقول: إن أخانا فضيلة الشيخ أبي محمد زيد بن محمد قد وَفَّى وكَفى وشَفى، أروى الغليل وشفى العليل.
فشكر الله له أولًا: زيارة إخوانه في الله.
وشكر الله له ثانيًا: ما سمعناه في المحاضرة القيمة في مسجد القبلتين، بعنوان نصائح للشباب، أقول حتى الشِيَّاب والنصيحة.
وشكر الله له ثالثًا: هذه الجلسة التي أتحفنا بما سمعتم، وإن كان لا بد أن أقول وقد أبى أبو أنس أن ينتقل بكم من زيد إلى عبيد، فهو مكرر لكن مادام طلب مني ما أستطيع أهرب أنا بين جمع كبير بعدين وين أروح؟.
أقول: ما أكثر مكايد أهل البدع والأهواء، وما سمعناه من السؤال المؤلف من شطرين الذي أجاب عليه فوفى أخونا فضيلة العلامة الشيخ زيد-حفظه الله-ومتعه بالصحة والعافية في الدين والدنيا والآخرة، وأطال عمره وبارك له في عمره وعلمه.
شطر هو من إفراز قاعدة المعذرة والتعاون: (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه) تلكم القاعدة الفاجرة الملعونة التي فتحت الباب على مصراعيه لولوج كل نحلة ضالة مضلة، سواءًا كانت هذه النحلة منتسبة للإسلام كالرافضة أو غير منتسبة إلى الإسلام كاليهودية والنصرانية وغيرها.
ولهذا في بعض الأخبار يقول بعض المتفذلكة: (يجب أن نُعَلِّمْ الديانات الأرضية دين الإسلام)، فالديانات عندهم قسمان:
1- ديانات سماوية، وهي فيما يزعمون اليهودية والنصرانية مع الإسلام.
2- وديانات أرضية كالبوذية والهندوكية وغيرها مما يسمونه ديانات أرضية.
وهذه القاعدة ولله الحمد تكلمت فيها وبسطت القول بما أدين الله فيها أنها ضالة مضلة في مواطن كثيرة، موجودة في تسجيلات ابن رجب وغيرها، وفي بعضها عرضت تاريخ الإخوان المسلمين، يعني: حال الإخوان المسلمين العقدي والمنهجي عرضته قدر ما فتح الله-سبحانه وتعالى-عليّ من الكلام في هذا الموضع.
وأما الشطر الثاني: فهو ليس ببعيد أيضًا، لكنه من تلطيف البدع وأهلها، ومنهم من يقول: إن الجرح والتعديل قد انتهى زمنه فلا حاجة إلى جرح وتعديل.
أقول:
أولًا: ليس الجرح والتعديل قاصرًا على نقلة أخبار النبي-صلى الله عليه وسلم-وأخبار أصحابه، بل هو شامل يشمل هذا ويشمل كذلك أحوال الناس من حيث مناهجهم، ومعتقداتهم، وسلوكهم. فبالنسبة للنوع الأول ما على من أراد أن يسلك سلوك المحدثين في الحكم على ما يدخل في السنة أو يخلط فيه بين صحيح وسقيم ما علينا إلا أن نسلك مسلك هؤلاء العلماء ونسير على قواعدهم، ولأن الأمر انتهى بقي التطبيق العملي لنا.
الثاني:
أقول: وهو الكلام في أحوال الناس غير نقلة أخبار النبي-صلى الله عليه وسلم-.
أقول: أنتم مضطرون إليه، واقعكم يكذب ما تقولون أنتم، واقعكم الحياتي أو العمل في الحياة يكذب حكايتكم هذه، فانتم مضطرون، بل جميع الناس مضطرون.
وعلى سبيل المثال: لو أن شخصًا خطبت إليه موليته ممن لا يعرفه فسأل عنه رجلين أو ثلاثة.
فقال أحدهم: والله نراه في المسجد ويظهر عليه الخير والطيبة.
ثم سأل آخر، قال: أنت ماذا تريد لَمَّا تسأل عن فلان؟.
قال له: لا أخفيك الأمر كذا وكذا.
قال: لا!، إياك!، هذا رجل طلق منه عدة نسوة ظلمًا عدوانًا، سيء الخلق.
فبالله عليكم هل يقدم على تزويجه؟.
الجواب: لا.
مثال آخر: إذا طلب القاضي بينة على المدعي فإنه يسأل المدعى عليه:
هل تطعن فيهم؟.
هل تجرحهـم؟.
فإن قال: نعم، طلب منه سبب الجرح، وإن لم يأت بجرح أو من يجرح أو يؤكد دعواه-الجرح-جرحهم، فإن القاضي يطلب تزكية على هؤلاء الشهود.
والمقصود أيها الإخوة والأبناء: أقول:
لا تظنوا أن أهل البدع يسكتون، ولكن إذا قويت السنة في نفوس أهلها واجتمعت كلمتهم عليها وساروا كما ذكر أخونا الشيخ زيد على المراتب الأربعة-مراتب جهاد النفس-أهل البدع ينشمرون، وتنكسر شوكتهم شيئًا، وإذا ضعف أهل السنة فإنهم يقوون هذا أمر.
الأمر الثاني: يفهم من السؤال المشار إليه اتهام أهل السنة بأنهم يتحسسون أخطاء الناس وينبشون عنها ويفتشون، هذه فرية مما لا يحصى من الفريات، أهل السنة لا يصنعون هذا، ولكن من بان خطئه فإنهم لا يقبلون المخالفة إذا كانت المخالفة في أمر ليس من موارد النزاع ولا من موارد الاجتهاد، يردونها ويشددون-يردونها بقوة-بقوة الدليل والحجة. ثم المخالف ينظرون إليه نظرة، فإن كان من أهل السنة فإنهم مع ردهم مخالفته يحفظون كرامته، ويذبون عن عرضه، ويقولون أخطأ، ولا نقبل خطأه ولا نتابعه عليه، وبهذا القدر أكتفي حتى لا يطول الوقت على الشيخ لأنه قد أتى من شقة بعيدة ووقته ثمين-وفقه الله-، فأقتصر على ما سمعتم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.[1]



لسماع المادة الصوتية: ( اتهام أهل السنة بأنهم يتحسسون أخطاء الناس وينبشون عنها ويفتشون، هذه فرية مما لا يحصى من الفريات (http://www.box.net/shared/xdnz2yxphk))
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
السبت الموافق:
27/ جمادى الأولى/ 1432 للهجرة النبوية الشريفة.

[1]من محاضرة (وصية فضيلة الشيخ العلامة زيد بن محمد المدخلي-حفظه الله-لأبنائه في المدينة/ 25/ جمادى الأولى/1432 للهجرة النبوية الشريفة)

محمد بن سلة
02-May-2011, 02:14 PM
بارك الله فيك
وشبهها كيف تردون على فلان ولا تردون على آخر، وهذا من التعامل بمكيالين؟!
وهكذا أهل الباطل العاجزين عن الحق علما أو عملا يسوغون هذه الشبه للتلبيس على ضعاف البصيرة، لتبقى لهم ريادتهم المشؤومة.