المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المطالب العالية في تزكية الامام ربيع للشيخ عبداللطيف الكردي وصد عدوان البغاة حلقة(1)



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
11-May-2011, 06:08 AM
http://albarbhary.net/images/besmellah.gif
فلقد طلب من الأخ أبوعبدالرحمن كمال العرقي ،أن أضع هذا المقال في سحاب

مقال من هنا (http://www.albarbhary.net/vb/showthread.php?t=1838)

لتحميل المقال
http://www.albarbhary.net/vb/images/attach/rar.gif المطالب العالية12.rar (http://www.albarbhary.net/vb/attachment.php?attachmentid=66&d=1305054614) (20.0


المطالب العالية

في تزكية الإمام ربيع للشيخ عبد اللطيف الكردي

وصد عدوان البغاة !!

(الحلقة الأولى)

المقدمة
إن الحمد لله نحمده, ونستعينه, ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد آن محمدا عبده ورسوله.
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران : 102].
{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء : 1].
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب : 70 ، 71].

أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وبعد: فإنه منذ أن ضربت فتنة الجمعيات الحزبية بجرانها في العراق قبل بضع سنين؛ حتى فرقت السلفية إلى ثلاث فرق: فرقة فرطت بمنهجها, وثوابت عقيدتها؛ حتى ميعت أصوله, وقواعده القائم عليها, فالتحقت بفكر الجمعيات المنحرف عن سواء الصراط, ومن ابرز عناصرها, ومفكري قياداتها, والمنظرين لأصولها الفاسدة داخل العراق: عماد طارق الموصلي .
والفرقة الثانية: أفرطت في الشدة, الغير منضبطة بضوابط أهل العلم, القائمة على مراعاة أصول, وقواعد المنهج السلفي في هذا الأصل العظيم, فالتحقوا بفكر الحدادية المنجرف إلى تبديع كل من لم يوافقهم على آرائهم المحدثة, ومن أشهر هؤلاء (حسيب العراقي)!!.
والفرقة الثالثة: توسطت هذين المذهبين مذهب التبديع الغالي, ومذهب التمييع الجافي؛ وهذه الجماعة: هي الجماعة السائرة على منهج الفرقة الناجية, والطائفة المنصورة إلى قيام الساعة, والذي يرعى حماها في بلاد العراق الشيخ العالم الفاضل عبد اللطيف بن احمد بن مصطفى البتويني, المشهور بأبي عبد الحق الكردي ( حفظه الله تعالى).
ولما كان لكل أحد أن يدَّعي الوسطية, ويتبناها, وينادي لنفسه بفحواها؛ كان لا بد من إقامة الدليل, وإيراد الحجة على تلك الدعاوى؛ ليظهر صدقه في ما ادعاه, ويبين صحة قوله, ومرماه.

الدعاوى إن لم تقيموا عليها…بينات أبناؤها أدعياء

ومن أقوى الحجج, وأظهر الأدلة على كون الشيخ عبد اللطيف رافعٌ لراية السلفية الوسطية في بلاد العراق؛ كتاب ربنا الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت : 42], فقد حوى القران الكريم على اجمع آية في بيان معنى الوسطية, فقال سبحانه وتعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة : 143], قال الإمام البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: "بَاب قَوْلِهِ تَعَالَى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}, وَمَا أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلُزُومِ الْجَمَاعَةِ, وَهُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ"(1), فالإمام البخاري يتأول القران, ويفسره بالسنة, فاخذ ترجمة كتاب الاعتصام من قوله تعالى: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران : 103], ثم بين خلال هذا الكتاب أن أعظم ما يجتمع بسببه المؤمنون؛ لزوم الوسطية في الدين, فترجم الباب بقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}, ثم فسر الوسطية بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بلزوم الجماعة, ثم فسر الجماعة المأمور لزومها أنهم أهل العلم.
فتبين أن الالتزام بغرز العلماء: هو الوسطية التي أمر الله تعالى به, ورسوله صلى الله عليه وسلم, وفي عصرنا هذا اجمع أهل السنة السلفية على إمامة ثلاثة من أهل العلم, وهم سماحة العلامة عبد العزيز بن باز(رحمه الله), والإمام محمد بن ناصر الألباني(رحمه الله), وفضيلة العلامة الأصولي محمد بن صالح العثيمين(رحمه الله), وهؤلاء ألائمة الثلاث, وغيرهم من أئمة السنة كسماحة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان(حفظه الله), ومقبل بن هادي الوادعي(رحمه الله), واحمد بن يحيى النجمي(رحمه الله), وعبيد الجابري(حفظه الله), وغيرهم من أهل العلم السلفيين؛ قد اقروا جميعهم بإمامة الإمام الناقد, وسيف الله المجاهد, الشيخ ربيع بن هادي بن عمير المدخلي (حفظه الله تعالى), وفضَّله، وقدَّمه أولئك الأثبات على غيره من أهل العلم، لما له خبرة، وتجربة، ونقد, وتمحيص للمناهج, والطوائف, والرجال المخالفة لمنهاج السنة, وأعلامها المنشورة, وخاصة فيما يتعلق بالذين لبسوا لباس السلفية, وتمسحوا بمسوحها, فجاهد في سبيل إعلاء السنة, والدفاع عنها, وعن أهلها جهادا مشكورا, وسعى إلى قمع البدع, والتشهير بأهلها سعيا مبرورا؛ من غير أن تأخذه في الله تعالى لومة لائم, حتى حفظ الله تعالى به السنة, واهلها, وقمع الله تعالى به البدع, واهلها, فجزاه الله تعالى, وإخوته من أهل العلم عنا, وعن الأمة خير الجزاء.

يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:" وأهل العلم المأثور عن الرسول أعظم الناس قيامًا بهذه الأصول، لا تأخذ أحدهم في الله لومة لائم، ولا يصدهم عن سبيل الله العظائم، بل يتكلم أحدهم بالحق الذي عليه، ويتكلم في أحب الناس إليه، عملاً بقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [ النساء : 135 ] ، وقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [ المائدة : 8 ] . ولهم من التعديل والتجريح، والتضعيف والتصحيح، من السعي المشكور، والعمل المبرور، ما كان من أسباب حفظ الدين، وصيانته عن إحداث المفترين"(2).

وهذا الجهاد من أهل الطائفة المنصورة, والذي من ابرز معالمه علم الجرح والتعديل؛ للتمييز بين الأصيل, والدخيل لازال, ولن يزال مستمرا إلى قيام الساعة, وهو من أعظم مظاهر النصح لله تعالى, ولكتابه, ولرسوله, وأئمة المسلمين, وعامتهم, وهو من العهد الذي أخذه الله تعالى على أهل العلم أن يبينوه للناس ولا يكتمونه.

ولما كان الجرح مبناه قائم على تحذير المسلمين من انحراف المجروح في باب شرح السنة, وبيان ما يناقضها, والتحذير من الأخذ بروايته في باب الرواية, وأما التعديل فعلى العكس من ذلك فان مبناه قائم على التزكية للمعدل في ديانته, إن كان في باب تقرير منهجه, وعقيدته, وقبول حديثه, وروايته إن كان التعديل في باب الرواية, ومن هذا الباب جاءت تزكيات الأئمة بعضهم لبعض, وثناء السابق لللاحق في عقيدتهم, ومنهاجهم, والنصح للمسلمين بالتمسك بالشخص الذي يرونه أهلا لان يؤخذ عنه العلم, لا سيما في العقيدة, والمنهج.
فهذه السلسلة الاسنادية في التعديل, والتزكية التي توارثها أهل السنة كابرا عن كابر, والتي انتهت في زماننا هذا إلى الإمام ربيع؛ بشهادة أهل العلم في باب الجرح والتعديل كما سيأتي قريبا, إن شاء الله تعالى, فهذه الإمامة للشيخ ربيع في هذا الباب تحتم على كل منتسب لمذهب السلف أن يلتزم قوله في التجريح والتعديل لا لشخصه, أو الاعتقاد بعصمته, ولكن عملا بقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة : 143], وهم أهل العلم؛ الشهود العدول الذين لا يقبل الله تعالى إلا شهادتهم, كما قال سبحانه: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [آل عمران : 18، 19], فالعلماء هم الذي ورثوا من النبي صلى الله عليه وسلم الشهادة على هذه الأمة من بعده, ومن هذه الشهادات المتصلة بسلسلة العدول من أهل العلم شهادة الإمام ربيع بتزكية الشيخ الفاضل عبد اللطيف سدده الله تعالى, نصحا, وشفقة على سلفية العراق بان يعرفوا له قدره, وانه أهل لأخذ العلم عنه لسلامة منهجه, وعقيدته, وان من شنأه, ونصب له العداء فليس من السلفية في شيء.
ولما اقتضت حكمة الله تعالى, ومشيئته أن يجعل للأنبياء, وأتباعهم عدوا من المجرمين, فقد انبرى لهذه النصيحة النفيسة أعداء السلفية؛ الذين ناصبوا الشيخ عبد اللطيف العداوة؛ حسدا من عند أنفسهم, وبغيا منهم من بعد ما جاءهم العلم بهذه النصيحة من أهل العلم المشهود لهم بالإمامة, والرسوخ في العلم.
يقول شيخ الإسلام في معرض كلامه عن المتبعين لأولياء الله تعالى:" أن أهل التوحيد, والسنة يصدقونهم فيما أخبروا, ويطيعونهم فيما أمروا, ويحفظون ما قالوا, ويفهمونه, ويعملون به, وينفون عنه تحريف الغالين, وانتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين, ويجاهدون من خالفهم, ويفعلون ذلك تقربا إلى الله تعالى؛ طلبا للجزاء منه لا منهم, وأهل الجهل, والغلو لا يميزون بين ما أمروا به, ونهوا عنه, ولا بين ما صح عنهم, وما كذب عليهم, ولا يفهمون حقيقة مرادهم, ولا يتحرون طاعتهم, ومتابعتهم بل هم جهال بما أتوا به؛ معظمون لأغراضهم إما لينالوا منهم منفعة, أو ليدفعوا بهم عن أنفسهم مضرة"(3).

ثم إن داهية الدهور, وقاصمة الظهور-لأهل البغي- الثناء العطر, والتزكية المعطاة من الإمام ربيع للشيخ عبد اللطيف, ومدرسته السلفية؛ اعترافا بفضله, وتبجيلا لخطره, وإقرارا بنباهته, وتفضيلا لشأنه, وتزكية لأثاره, وإحمادا لسنته, وإيثارا لاصطفائه, وارتساما برسومه, ومعرفة بقدره, واختيارا لاجتنائه, واقتداء بأهليته, وتنبيها بأدبه, وفضله, فثارت ثائرتهم, وجن جنونهم؛ حتى أخرجهم الحسد, والبغي إلى التعريض حتى بالأئمة الأعلام, ومن ثم التصريح, بالثلب, والعيب بأهل العلم الكرام.
وتواصلا مع أهل العلم, والانتساب لهم, والدفاع عنهم, باعتبارهم يمثلون المنهج السلفي, الذي إذا ما شوهت صورتهم؛ شوهت صورته, ولئلا يتسلق المبطلون الأفاكون على سور منهج الأنبياء, والمرسلين المتمثل بأهل العلم؛ جاء هذا البحث لينبري سهما في نحور البغاة, وصدور العداة, وليكشف النقاب للسلفية خارج العراق حقيقة عبث هؤلاء المخالفين لأهل العلم, المخذلين لإتباعهم, المداهنين لأعدائهم, وأنهم ليس لهم إلا التشاغل بالافتراء, والطعن, والسب, للشيخ عبد اللطيف أعانه الله تعالى, فما زالوا يبثون له المصائد, وينصبون له الحبائل, ويبغون له الغوائل, ويجمعون له المكائد, ويدبون له الضراء.
فملئوا البلاد تشهيرا بالتحذير منه, ومن مدرسته أشكالا, وألوانا, وعبوا شبكات الانترنت كذبا وإفكا, وزورا, وبهتانا. كُلَّاً على ما انطوت عليه سجيته, وقاءت به قريحته.
فتراصفت هذه الكلمات لتجمع شمل مطالب في بيان شرف أهل العلم عالية, وفرائد للدفاع عمن زكاهم الأئمة غالية, فأطلق عليها: ( المطالب العالية في تزكية الإمام ربيع للشيخ عبد اللطيف, وصد عدوان البغاة( .
والله المسؤول بأخلص نية, وإلى الله الابتهال بأمحض طوية, والمرجو بأخضع مسألة: أن يسدي التوفيق, وأن يخول التسديد, وأن يهدي للرشاد كاتبه, وقارئه؛ انه الواهب لكل سؤل الميسر لكل مأمول, ولا قوة إلا بالله، ولا حول .


المطلب الأول: الشيخ ربيع إمام أهل السنة, ومرجعهم في باب التعديل, والتجريح والتمحيص, والتنقيح.

لعل قائل أن يقول: إن إمامة الشيخ ربيع, وتقدمه على غيره في نقد الرجال, والطوائف, والنحل أمر لا يختلف فيه سلفيان, ولا ينتطح عليه كبشان, فلا طائل إذا لذكر هذا المبحث هنا, وزجه, وإقحامه بما لا طائل تحته.
والجواب: إن هذا الاعتراض في محله, والاستدراك في موضعه, إلا أن الغرض من إثبات إمامته, وعلو كعبه في هذا الباب؛ هو الإلزام لمن ادعى انتسابه للإمام ربيع حفظه الله, وانه أولى به من غيره؛ -إن كان صادقا فيما ادعاه- أن يطيع الأمام الربيع في توصياته, ويتابعه في نصائحه, ويعض عليها بنواجذه, والتي منها تزكيته حفظه الله تعالى للشيخ عبد اللطيف سدده الله تعالى, وان يتبرأ من جعجعة المميعة الجفاة الفارغة, وقعقعة الحدادية الغلاة الماذقة .
وعلى هذا سينبني الكلام في هذا المطلب على عدة محاور:
الأول: تزكية أئمة الإسلام, وشيوخ السنة الأعلام للإمام ربيع؛ بالرسوخ في المنهج, والصحة في الاعتقاد, والأمانة في النصح للأمة, ومجاوزة القنطرة في العدالة, والتوثيق.

فقد سئل الإمام العلامة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-.عن الشيخ ربيع بن هادي والشيخ محمد أمان فقال: ((بخصوص صاحبي الفضيلة الشيخ محمد أمان الجامي والشيخ ربيع بن هادي المدخلي، كلاهما من أهل السنة، ومعروفان لدي بالعلم والفضل والعقيدة الصالحة". وقال: ((الشيخ ربيع من خيرة أهل السنّة والجماعة، ومعروف أنّه من أهل السنّة، ومعروف كتاباته, ومقالاته)), وقال الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي في كتابه "إزهاق أباطيل عبد العبد اللطيف باشميل", ((لقد زرت سماحة الشيخ ابن باز –حفظه الله- فنصحني بالرد على كل مخالف للحق والسنة. ونِعْمَة النصيحة، فما أعظمها، وأوجبها على من يستطيع القيام بها)), وقال الشيخ خالد بن ضحوي الظفيري:", وقد سمعت بأذني الشيخ ابن باز –رحمه الله- يقول مخاطباً الشيخ ربيعاً: ((يا شيخ ربيع رد على كل من يخطئ، لو أخطأ ابن باز رد عليه، لو أخطأ ابن إبراهيم رد عليه))… وأثنى عليه ثناءً عاطراً، والله على ما أقول شهيد.
وسئل فضيلتة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين –رحمه الله- عن الشيخ ربيع كما في (شريط الأسئلة السويدية) فقال :" أما بالنسبة للشيخ ربيع فأنا لا أعلم عنه إلا خيراً والرجل صاحب سنة وصاحب حديث".
وسئل -رحمه الله تعالى- في شريط " إتحاف الكرام": هاهنا سؤال حول كتب الشيخ ربيع؟
فأجاب -رحمه الله تعالى-: ((الظاهر أن هذا السؤال لا حاجة إليه، وكما سئل الإمام أحمد عن إسحاق بن راهويه -رحمهم الله جميعاً- فقال: مثلي يسأل عن إسحاق ! بل إسحاق يسأل عني,
وجاء في الشريط الأول الذي هو بعنوان (كشف اللثام عن مخالفات أحمد سلام ) -عبر الهاتف من هولندا-:
سؤال: ما هي نصيحتكم لمن يمنع أشرطة الشيخ ربيع بن هادي بدعوى أنها تثير الفتنة وفيها مدح لولاة الأمور في المملكة وأن مدحه ـ أي مدح الشيخ ربيع للحكام ـ نفاق؟ الجواب : ((رأيُنا أن هذا غلطٌ وخطأٌ عظيم، والشيخ ربيع من علماء السنة، ومن أهل الخير، وعقيدته سليمة، ومنهجه قويم. لكن لما كان يتكلم على بعض الرموز عند بعض الناس من المتأخرين وصموه بهذه العيوب)).
وقال ايضا:(( الرجل أعرف أنه حريص على اتباع السنة وهو ممن نحبه في الله ، وقد أثنى عليه من هو أعظم منِّي وأعرف بحاله )) انتهى(4).

الثاني: ان الامام ربيع نعمة عظيمة, ومنة كبيرة من الله تعالى على هذه الأمة؛ بما أودعه فيه سبحانه من النصح لله, ولرسوله, ولكتابه, وللأمة المسلمين, وعامتهم, من غير أن تأخذه في الله لومة لائم, وبيان المنهج الحق الذي جاءت به الرسل من الله تعالى.

فالشيخ ربيع نعمة موصولة من الله تعالى, وهو امتداد لأولئك الرجال الذين حفظ الله سبحانه بهم الدين, وأقام بهم الملة, فيستحق عليها الشكر, والثناء, وانظر أيها السلفي لعلم السنة, وناصر الدين الألباني مع علو شانه, ورفعة منزلته, وكونه شيخا للإمام الربيع كيف يحمد الله تعالى, ويثني عليه الخير؛ لما قيض الله تعالى لهذا الدين الإمام ربيع حفظه الله.

فيقول الإمام الألباني -رحمه الله-: " نحن بلا شك نحمد الله عز وجل أن سخر لهذه الدعوة الصالحة القائمة على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، دعاة عديدين في مختلف البلاد الإسلامية يقومون بالفرض الكافي الذي قل من يقوم به في العالم الإسلامي اليوم، فالحط من هذين الشيخين، الشيخ ربيع والشيخ مقبل الداعيين إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح"(5).
إذن أيها السلفي ألا تشكر مولاك سبحانه, وتثني عليه؛ أن جعل لك مرجعا ينير لك طريق الحق الذي خفي في وسط غياهب الباطل, ويبدد عن عينيك ضباب الانحراف كما صنع الإمام الألباني في شكره, وحمده لربه على ما انعم على هذه الأمة بالإمام ربيع .

ثم انظر وفقك الله لما يحب, ويرضى بعين بصيرتك التي جردتها من التعصب, والتقليد كيف أن العلامة الإمام الأصولي محمد بن صالح العثيمين رحمه الله يحمد الله تعالى أن يسر للإمام الربيع زيارته في مدينته, ونزوله عليه بين طلابه, وتلامذته, وهو من هو علما, وفقها ودراية لأحكام الدين, وشرائعه, وسننه.

يقول الشيخ ابن عثيمين: " إننا نحمد الله سبحانه وتعالى أن يسر لأخينا الدكتور ربيع بن هادي المدخلي أن يزور هذه المنطقة حتى يعلم من يخفى عليه بعض الأمور أن أخانا - وفقنا الله وإياه - على جانب من السلفية طريق السلف، ولست أعني بالسلفية أنها حزب قائم مضاد لغيره من المسلمين، لكني أريد بالسلفية أنه على طريق السلف في منهجه, ولا سيما تحقيق التوحيد, ومنابذة من يضاده، ونحن نعلم جميعاً أن التوحيد هو أصل البعثة التي بعث الله بها رسله عليهم الصلاة والسلام،،، زيارة أخينا الشيخ ربيع بن هادي إلى هذه المنطقة, وبالأخص إلى بلدنا عنيزة لا شك أنه سيكون له أثر، ويتبين لكثير من الناس ما كان خافياً بواسطة التهويل, والترويج, وإطلاق العنان للسان.إلى أن قال: وأنا تكلمت في أول كلامي عن الذي أعلمه عن الشيخ ربيع وفقه الله, وما زال ما ذكرته في نفسي حتى الآن، ومجيئه إلى هنا, وكلمته التي بلغني عنها ما بلغني لا شك أنه مما يزيد الإنسان محبة له, ودعاء له "(6).

أفلا يسعنا بعد هذا الإطراء, والثناء ما وسع علماؤنا الأفذاذ في أن نقتدي بهم ونحذو حذوهم في أن يزداد حبنا للإمام الربيع, وان نرفع اكف الدعاء إلى المولى سبحانه أن يحفظه, ويسدد خطاه ويقصم ظهور من عاداه.

ثالثا: قيامه بالواجب الكفائي عن هذه الأمة في الرد على كثير من الملحدين, وصد عدوان كثير من المنحرفين المتسترين تحت خيمة السلف الصالحين.

فالإمام ربيع بشهادة الأئمة العدول, والجهابذة الفحول قد بذل نفسه, وعمره, وماله, وعرضه للدفاع عن السنة الغراء, والمحجة البيضاء من غير أن تأخذه في الله لومة لائم, ولا تهريج من مخذل ظالم.
كتب الشيخ الألباني –رحمه الله- معلقاً على كتاب الشيخ ربيع "العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم":((كل ما رددته على سيد قطب حق وصواب، ومنه يتبين لكل قارئ مسلم على شيء من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه, فجزاك الله خيراً أيها الأخ الربيع على قيامك بواجب البيان, والكشف عن جهله, وانحرافه عن الإسلام))(7).
ويقول الشيخ الأستاذ الدكتور محمد بن عمر بازمول حفظه الله تعالى:" الشيخ ربيع رجل متفرد في كلامه في هذه الأمور يكاد يكون ما فيش, وحده في هذا الباب، لا أعرف رجلاً يعني مفرد كلامه, ووقته لهذه القضايا, وهو أسقط عن العلماء اسم فرض الكفاية، لولا أن الشيخ ربيع قام, وأمثاله من أهل العلم قاموا بهذه الأمور لزم أهل العلم بسكوتهم عن أهل البدع, وعن أهل الباطل, وعن بيان الأخطاء التي يقع فيها هؤلاء الناس".انتهى(8)

فاعرف أيها السني للشيخ ربيع قدره, وانزله منزلته التي آتاه الله تعالى إياها ببذل حياته للدفاع عن سنة نبيك صلى الله عليه وسلم, وكن له مؤيدا, وناصرا, ومؤزرا, فانك بالدفاع عنه تدافع عن السنة التي انتصر لها, وذب عن حياضها من خلال كتاباته, وأشرطته, ونصائحه, وتوجيهاته, والتي منها مما نحن بصدد الحديث عنه, وصيته للعراقيين بالتمسك بغرز الشيخ عبد اللطيف, ومدرسته بان يعرفوا له قدره, ويعضوا عليهما بالنواجذ, وإياك أن تجبن, واحذر من أن تتردد في ذلك مما يهوله أعداء السنة من الذين يريدون أن يسقطوه حتى يخلو لهم الجو في تمشية باطلهم وانحرافهم.

رابعا: وقوفه على رأس كتائب أولياء الله تعالى المتقين, وحزبه المفلحين في جهاده, وذبه عن سنة سيد الأولين, والآخرين صلى الله عليه وسلم.

فالإمام الربيع آية من آيات الله تعالى في الجهاد, والمراغمة لأولياء الشيطان الماذقين وحزبه المارقين, فدك حصونهم, وقلع قلاعهم, وكشف أوكارهم, وفضح أستارهم, وشرد بهم من خلفهم, مع كثرتهم الكاثرة, وأموالهم الوافرة, واختلاف مللهم, وتنوع نحلهم, فمنهم السلاطين والأمراء, والرؤوس, والكبراء, ولم يثنه عن جهادهم في جحورهم, أو أن يقصر في غزوهم في اكوارهم, سطوتهم, وجبروتهم, ووحشيتهم الإجرامية القائمة على تصفية الخصم إذا ما تمكنوا إلى ذلك سبيلا, وإنفاقهم للأموال الطائلة لحربهم الإعلامية عبر, وسائله المتنوعة, في الطعن والتشويه, ورمي المخالف بالعمالة وخدمة الكفار, وغير ذلك من الافتراءات الكاذبة الآثمة, والانتحالات الظالمة الغاشمة, وأخيرا شراءهم ذمم أصحاب الأغراض, والأهواء, المتآكلين بدينهم, والمتلبسين بزي السلفية كالماربي والحلبي, وغيرهم من الذين أصلوا الأصول, وقعدوا القواعد لضرب الدعوة السلفية من خلال إسقاط حامل رايتها, وراعي حماها, الإمام الربيع حفظه الله, فتنبَّهَ لهذه المكيدة الرعناء, والدسيسة الشنعاء أئمةُ الدعوة السلفية, فبيَّنوا لكل سلفي صادق في أتباعه لنور الوحيين منزلة الإمام ربيع, وموقعه من جهاد هؤلاء المتربصين بالسنة, وأهلها.

يقول الشيخ العلامة مفتي جازان أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله تعالى:" الشيخ ربيع رجل مجاهد جزاه الله خيراً، وأنا أغبطه بجهاده في نشر السنة، وقمع البدع, وأهلها، واهتمامه بالسنة, ونشرها بكل ما يستطيع؛ أسأل الله أن يجزيه عن ذلك خير الجزاء، ومن أجل ذلك، فأنا وجميع أهل السنة نحبه, وقال أيضاً رحمه الله تعالى: الشيخ ربيع درس في المعهد، وأنا ممن درسه في المعهد، ولكن الشيخ ربيعاً خير مني؛ لأنه مجاهد في إحياء السنن، وإماتة البدع، والرد على المبتدعين، وخصّص نفسه لهذا الشيء، نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى, وقال أيضاً رحمه الله تعالى: إن الواجب على من عرف من نفسه القدرة على تمييز الحق من الباطل، والسنة من البدعة أن يقوم بذلك، ولعل الشيخ ربيع ممن جرب نفسه في هذه المواقف الجهادية فنجح ولله الحمد, وقال أيضاً رحمه الله تعالى :" الشيخ ربيع معروف بجهاده في إظهار السنة والرد على المبتدعين"(9).

خامسا: الحامل لراية الجرح والتعديل والمحيي لاصل الولاء والبراء مع اهل البدع والانحراف في هذا العصر الامام ربيع حفظه الله.

إن لغربة السنة, وأهلها, وذيوع الجهل, وأهله, والبعد عن حقيقة الإسلام؛ أثره الظاهر, ووقعه الواضح في مداراة أهل السنة للعامة من المسلمين, ومحاولة التأليف لقلوبهم, وهو أصل ديني, ومطلب شرعي منطو تحت الأصول الشرعية, والقواعد المرعية, من الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة, والموعظة الحسنة. إلا أن من المخلفات التي تركها الاستعمار خلفه انتشار الدعوات العلمانية, والشيوعية, واستبدال نظمهم بشريعة الإسلام, أدى بالمقابل إلى التنادي إلى دعوة إسلامية مناوئة تطالب بإرجاع الخلافة الإسلامية, ولما كانت الأنظمة العلمانية, والشيوعية قائمة على التحزب, والتكتل, ظهرت بالمقابل أحزاب إسلامية جميعها ينادي بالخلافة الإسلامية بغض النظر عن عقيدة أصحاب هذه الأحزاب المهم أن الغاية تبرر الوسيلة.
ومن هنا اختلطت الأوراق, وتبعثرت الإفهام, فاستصحب كثير من دعاة السنة المداراة, والتأليف للعامة من المسلمين إلى أصحاب الأحزاب والدعوات الإسلامية المنحرفة, وعاملوهم كما عاملوا غيرهم من المسلمين, فأحسنوا الظن بهم, وجالسوهم, وخالطوهم, واخذوا العلم عنهم, والحضور لمنتدياتهم, ومراكز دعواتهم, فلا يميز بين السني, والبدعي, والسلفي, والخلفي, لكن بعد أن تبين لائمة, وعلماء السنة انحراف, وخطر هذه الأحزاب, والدعوات قاموا بواجب النصح للمسلمين من التحذير, والتشهير بأخطاء, وانحرافات القوم.

إلا أن الذي تصدى بحزم, وقوة, وتسخير ما يملك من طاقات, وإمكانات في كشف دغل بدع الجماعات الإسلامية, وانحرافاتهم من خلال إحياء أصول, وضوابط منهج السلف الصالح في معاملة أهل البدع, ورصد كل شاردة, وواردة تظهر ممن تصدر للدعوة إلى السنة, وفضح خبايا بدع المنحرفين الذين يدسون فيها السم بالعسل, فاستخرج بدعهم بالمناقيش الأثرية, وغربل دعاتهم بالمقاييس السلفية, وميز بين الدعاة إلى السنة, والدعاة إلى غيرها, حتى انكشف ليل البدع بشمس السنة فعادت بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
كل ذلك حدى بأئمة, وعلماء الدعوة السلفية إلى أن يشهدوا للشيخ ربيع بالإمامة, والتقدم على غيره في باب الجرح, والتعديل, والتمييز بين الأصيل, والدخيل, فهو الركن المنيع الذي لا يصدع, والحصن المتين الذي لا يردع.

قال الإمام الألباني رحمه الله: "وباختصار أقول إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبداً، والعلم معه"(10).

وقال الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب البنا شفاه الله وعافاه:" إمام الجرح والتعديل الصادق الأمين أخونا ربيع هادي والله إمام الجرح والتعديل في القرن الرابع عشر الله يبعث على كل رأس مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها فالمجدد للجرح والتعديل بعدل وصدق وأمان والله ربيع هادي ونتحدى أنه تكلم عن أي واحد بدون الدليل من كلامه ومن أشرطته ومن كتبه"انتهى(11).

وقال الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى:" بحمد لله أهل السنة يغربلون المجتمع غربلة، الشيخ ربيع، لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، الشيخ ربيع في أرض الحرمين ونجد، نعم بحمد الله يغربل الحزبيين غربله ويبيّن ما هم عليه)).
وقال -رحمه الله- في شريط "الأسئلة السنية لعلاّمة الديار اليمنية، أسئلة شباب الطائف": ((مِنْ أبصر الناس بالجماعات وبدخن الجماعات في هذا العصر الأخ الشيخ ربيع بن هادي -حفظه الله-، مَن قال له ربيع بن هادي إنه حزبي فسينكشف لكم بعد أيام إنه حزبي، ستذكرون ذلك، فقط الشخص يكون في بدء أمره متستراً ما يحب أن ينكشف أمره لكن إذا قوي وأصبح له أتباع، ولا يضره الكلام فيه أظهر ما عنده، فأنا أنصح بقراءة كتبه و الاستفادة منها -حفظه الله تعالى-)).
وقال الشيخ –رحمه الله- في جواب له على سؤال: ((وأنا أنصح الأخوة بالاستفادة من كتب أخينا الشيخ ربيع بن هادي –حفظه الله تعالى- فهو إن شاء الله [بصير] بالحزبيين، ويخرج الحزبية بالمناقيش، قال بعضهم: إنّ بعض المحشين على الكشاف يخرج الاعتزال بالمناقيش، هذا –أيضاً- يخرج الحزبية بالمناقيش، أنا أنصح بالاستفادة من كتبه، وكذلك بالاستفادة من أشرطته)).

وفي السؤال (135) لما سئل عن العلماء الذين يرجع إليهم قال: ((والشيخ ربيع بن هادي المدخلي، فهو آية من آيات الله في معرفة الحزبيين، لكن لا كآيات إيران الدجالين)) (12).









سادسا: صحة معتقده, وسلامة منهجه من أي خطأ ظاهر, وزلل واضح, مخالف للكتاب والسنة وفهم سلف الامة؛ مع كثرة كتبه, وسعة تأليفه في الرد على المناوئين للسنة وأهلها.

يأبى الله تعالى إلا لكتابه أن لا يوجد فيه اختلاف, قال تعالى: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا [النساء : 82], فالشيخ ربيع كغيره من بني ادم خطاء, ولابد أن يقع في أخطاء, فعن أنس : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون)(13), لكن الأخطاء التي يقع فيها الناس تنقسم بحسب الشخص المخطئ إلى نوعين:
الأول: الخطأ الصادر عن شخص عالم مجتهد, فهذا النوع مغفور له خطأه مثاب على ما اجتهد فيه يقول شيخ الاسلام رحمه الله:" وكل من خالف ما جاء به من الكتاب, والحكمة من الأقوال المرجوحة، فهي من الأقوال المبتدعة التي أحسن أحوالها أن تكون من الشرع المنسوخ الذي رفعه الله بشرع محمد صلى الله عليه وسلم، إن كان قائله من أفضل الأمة وأجلها، وهو في ذلك القول مجتهد قد اتقي الله ما استطاع، وهو مثاب على اجتهاده وتقواه، مغفور له خطؤه، فلا يلزم الرسول قول قاله غيره باجتهاده"(14).
الثاني: الخطأ الصادر من شخص ليس ممن تأهل للعلم وضبط الأصول الشرعية, ومعرفة القياس الصحيح الذي هو التسوية بين المتماثلين، والتفريق بين المختلفين، والجمع بين الأشياء التي جمع الله ورسوله بينها فيه والتفريق بينها فيما فرق الله ورسوله بينها فيه, فهذا كاذب على الله ورسوله آثم فيما اجتهد فيه من المسائل, والأحكام.
يقول النووي:" قوله صلى الله عليه و سلم ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر ) قال العلماء أجمع المسلمون على أن هذا الحديث في حاكم عالم أهل للحكم فإن أصاب فله أجران أجر باجتهاده وأجر باصابته وإن أخطأ فله أجر باجتهاده وفي الحديث محذوف تقديره إذا أراد الحاكم فاجتهد قالوا فأما من ليس بأهل للحكم فلا يحل له الحكم فإن حكم فلا أجر له بل هو آثم ولا ينفذ حكمه سواء وافق الحق أم لا لأن إصابته اتفاقه ليست صادرة عن أصل شرعي فهو عاص في جميع أحكامه سواء وافق الصواب أم لا وهي مردودة كلها ولا يعذر في شئ من ذلك"(15).
ويقول شيخ الإسلام رحمه الله:" والذي يدل عليه القرآن أن كل من تكلم بلا علم فأخطأ فهو كاذب كالذين حرموا وحللوا وأوجبوا وان كان الشيطان قد زين لهم ذلك وأوهمهم أنه حق ولهذا قال {قل هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم}, وهي تتنزل على من يظن أنه يصدقها قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون}, وقال تعالى: {وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم}"(16).
فالإمام الربيع إذا أخطا, فهو من النوع الأول الذي يغفر لصاحبه فيما اخطأ فيه, ويؤجر على ما اجتهد, واستفرغ فيه وسعه, وذلك لإمامته في العلم, ورسوخ قدمه في العلم.
مع أن أئمة السنة, وأعلامها قد شهدوا للإمام ربيع بخلوا كتبه المنهجية من خطا يخالف فيه الكتاب, أو السنة, أو إجماع سلف الأمة. فها هو علم السنة الإمام الألباني رحمه الله يقول:" فأريد أن أقول إن الذي رأيته في كتابات الشيخ الدكتور ربيع إنها مفيدة، ولا أذكر أني رأيت له خطأً، وخروجاً عن المنهج الذي نحن نلتقي معه ويلتقي معنا فيه "(17).
وسئل فضيلة العلامة صالح ابن العثيمين ما نصّه: يقال أن منهج الشيخ ربيع يخالف منهج أهل السنة والجماعة؟ فأجاب بقوله: ((ما أعلم أنه مخالف، والشيخ ربيع أثنى عليه أهل العلم المعاصرين، أنا ما أعرف عنه إلا خيراً))[شريط ثناء أئمة الدعوة على الشيخ ربيع](19).
أما المخالفين للإمام ربيع حفظه الله من أنصاف المتعلمين كالحلبي, ومن لف لفه, فهؤلاء كاذبون على الله ورسوله فيما يخطئون فيه, آثمون, فيما اجتهدوا فيه من مخالفة أهل العلم الراسخين فيه, فيما أصلوه من أصولهم الفاسدة وقواعدهم المنحرفة.

جمع وإعداد: سامي عويد احمد

المدرس في قسم علوم القران / كلية التربية / جامعة تكريت
الهوامش
ـــــــــــ
(1) الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه, تأليف: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو عبد الله, تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر,دار طوق النجاة,ط1, 1422هـ, (9 / 107).
(2) مجموع الفتاوى , تأليف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني, تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم, مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية, 1416هـ/1995م, (1 /10).
(3)الرد على البكري, تأليف: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس, تحقيق: محمد علي عجال, مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة, ط1، 1417, (2 / 586).
(4) الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع, تأليف: خالد بن ضحوي الظفيري, الطبعة الثانية, ص6.
(5) المصدر نفسه, ص10.
(6) المصدر نفسه, ص12.
(7) المصدر نفسه, ص11.
(8) إعلام العباد بأن الشيخ العلامة ربيع المدخلي حامل راية الجهاد ضد أهل البدعة والعناد , تأليف: أحمد بن عمر بازمول, مصدر الكتاب المكتبة الشاملة, ص 4.
(9) المصدر نفسه, ص3.
(10) إرواء الغليل في الدفاع عن الشيخ العلامة ربيع المدخلي حامل لواء الجرح والتعديل, تأليف: أبو عُمَرَ أسامةُ بنُ عَطَايَا بنِ عُثمانَ العُتَيْبِيُّ, تقريظ: الشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي حفظه الله, مصدر الكتاب المكتبة الشاملة, ص8.
(11) إعلام العباد بأن الشيخ العلامة ربيع المدخلي حامل راية الجهاد ضد أهل البدعة والعناد, ص3.
(12) الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع, ص18-19.
(13) الجامع الصحيح سنن الترمذي, تأليف: محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي, تحقيق : أحمد محمد شاكر وآخرون, دار إحياء التراث العربي – بيروت,(4 / 659).
(14) مجموع الفتاوى, (33 / 40).
(15) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج, تأليف: أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي, دار إحياء التراث العربي – بيروت, الطبعة الطبعة الثانية، 1392,(12 /13- 14).
(16) النبوات, تأليف: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس, المطبعة السلفية - القاهرة ، 1386, (1 / 216).
(18) إرواء الغليل في الدفاع عن الشيخ العلامة ربيع المدخلي حامل لواء الجرح والتعديل, ص8.
(19) الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع, ص14.
المصدر شبكة سحاب (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=120570)

أبو هنيدة ياسين الطارفي
12-May-2011, 08:46 PM
بارك الله فيك ....موضوع يحتاج إلى تأمل وتعلم...من عرف حق الشيخ ربيع عرف قدره.

والله المستعان.