المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صدُّ تشنيعِ الحلبيِّ عن شيخِنا الرّبيعِ الأبيِّ



أبو خالد الوليد خالد الصبحي
26-May-2011, 08:25 PM
بسم الله الرّحمن الرّحيم

صدُّ تشنيعِ الحلبيِّ عن شيخِنا الرّبيعِ الأبيِّ
الوقفةُ الأولى معَ (الحلقة الأولى) من "صدّ تشنيع الحلبيّ"
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على رسوله الأمين، وعلى آله وأزواجه وأصحابه أجمعين.

أمّا بعد :

فلقد قال النّبيُّ-صلّى اللهُ عليه وعلى آله وسلّم-: ((يَحْمِلُ هذا العِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُوْلُه؛ ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحالَ الـمُبطِلين، وتأويلَ الجاهلين)).

وإنّ مِن هؤلاء الغالين الـمُحرِّفين الّذين عرَفَهُم أصحابُ الحديثِ بالخيانةِ العلميّة الـمُتمثّلةِ في التّحريف، والبَتْر، والتّغيير، والزّيادة، وتَقويلِ أهلِ العلمِ مالم يقولوه، وسرقة كلامِ أهل العلم ونسبته لنفسه..إلخ رجلٌ قد حكَمَ ثُلَّةٌ من أعيان عُلماءِ العصر عليه بالبدعة والانحراف؛ هو : عليُّ بنُ حسنٍ الحلبيُّ-هداه الله-.

ولقد أدانه-قديمًا-علماءُ لجنة الإفتاء السّعوديّة بالتّحريف الـمُسقِطِ للعدالة؛ فقالوا: ((ويَبْنِي هذين الكتابين على نقولٍ مُحرَّفَةٍ عن شيخ الإسلام ابن تيميّة، والحافظِ ابنِ كثيرٍ، وغيرهما...))؛ ثمّ ذكروا أمثلةً من تحريفِه كلامَ أهلِ العلم، وتقوُّلِه عليهم.

ولكنّ الرّجل لم يرعوِ؛ بل لا يزال سادرًا في غيّه، ينوّعُ-في كلّ مرّةٍ-أشكالَ تحريفه، ويُغيّرُ-في كلّ كرّةٍ-أسباب تصريفه!.

والمذكورُ لا يتعبُ من الحيدةِ والميلِ عن سواء السّبيل، ولا يشبعُ من القال والقيل، ولا يملُّ من التّشغيب، ولا يكلُّ من التّهريج والألاعيب؛ حتّى خرجَ على النّاس بتسويده الأخير الموسوم بـ "صدّ التّشنيع"؛ نشر منه-إلى الآن-حلقةً أولى!.

ولقد تصفّحتُها-على عَجَلٍ-؛ فوجدتُ الحيدةَ هي الحيدة، والتّشغيبَ هو التّشغيب، والتّهريجَ والألاعيب هي الألاعيب والأكاذيب..!.

والتّحريفُ الّذي صارَ صِبغةً للرّجل ظاهرٌ في تسويده هذا، ولقد بيّنتُ في كتاباتٍ منها "براءةُ الأساتيذ من كذب التّلاميذ"، وبيّن غيري كأخينا الفاضل الشّيخ أحمد بن عمر بازمول-حفظه الله-في "صيانة السّلفيّ من وسوسة وتلبيسات عليٍّ الحلبيّ" أمثلةً من تحريفات وتلبيسات المذكور-هداه الله-.

وقبلَ أنْ أُبيّنَ تحريفَه الـمُراد تبيينه في هذه (الوقفة) أنْقُلُ ما قاله ابنُ القيّم-رحمه الله-في بيان أنواع التّحريف؛ حين قال في "الصّواعق الـمُرسلة: 1/358": ((والتّحريف نوعان: تحريف اللّفظ؛ وهو: تبديله، وتحريف المعنى؛ وهو: صرف اللّفظ عنه إلى غيره مع بقاء صورة اللّفظ)).

وقال-رحمه الله-في "هداية الحيارى: 49": ((تحريف الكلم عن مواضعه؛ وهو نوعان: تحريف لفظه، وتحريف معناه)).

ويكون تحريف اللّفظ: بزيادةٍ، أو بنُقصانٍ، أو بتغيير حركةٍ إعرابيّةٍ، أو غير إعرابيّة؛ كالبناء ونحوه.

وأمّا تحريف المعنى؛ فهو: إعطاء اللّفظ أو التّركيب معنى لفظٍ أو تركيبٍ آخر؛ إمّا بقدرٍ مشتركٍ بينهما، أو بغير قدرٍ مُشترك.

فإذا عرفتَ هذا؛ فاعلم أنّ الحلبيّ قد وقع في سطرٍ واحدٍ في "صدِّ تشنيعه" في نوعي التّحريف كليهما.

فلقد حرّف لفظَ كلامٍ بـ(بتره)، وحرّف معناه إذ غيّر لفظه؛ فـ(الألفاظُ قوالبُ المعاني)، ثُمّ بنى على تحريفيه لمبنى الكلام ومعناه التّشغيبَ على عالمٍ من فُرسان العلماء، وشنّع عليه بالباطل؛ رغم اتّهامه هو له بالتّشنيع عليه؛ فكان هو ذا التّشنيع الّذي يستحقُّ التّأديب والتّقريع.

ذلكم أنّ الحلبيّ يقول في "صدّ تشنيعه: 9": ((نَعم; أنا أُخطِئُ, وأُخطِئُ, وأُخطِئُ...

ولكنِّي لا أقولُ كما قال (بعضُ الناس!): أنا لا (أعرِفُ) لي خطأً!!

ولعلَّهُ(!) أرادَ أنْ يَقولَ: أنا لا (أعتَرفُ!) أنَّ لي خطأً!!)).

والتّعليق:

أوّلاً: أينَ قال شيخُنا العلاّمةُ الـمُحدِّثُ أبو محمّدٍ الرّبيعُ بنُ هادي المدخليّ-أحسنَ الله محياهُ ومماتَه-: ((إنّه لا يعرف لنفسه خطأً))؟!.

وثانيًا: أتباعُك (الحلبيّون!)-وهم يفخرون ويتشرّفون بهذه النّسبة ، وبتسميتهم بـ(الفرقة الحلبيّة)!!!؛ كما في المقال المنشور-بعد مراجعة وتدقيق الـمُشرفين-في (منتدياتك) بعنوان: "الفرقة الحلبيّة"!!!-ينقُلون هذا الكلام -في منتدياتك-هكذا: ((أنا لا أعرِفُ لي خطأً في المنهج))؛ فلماذا حرّفتَ الكلامَ ببتره أيّها الـمُحرّفُ؟!.

نعم!.

حرّفتَ مبناه؛ لتدلف إلى تحريف معناه؛ فتشغِّب وتشنّع على هذا العالم السّلفيّ الّذي ذاع صيته، وعمّ فضله؛ مُتناسيًا ما كُنتَ قُلتَه في "صدّ تشنيعك: 9": ((الظُّلْمُ ظُلمات...وحبل الكذِبِ قصير!)).

وثالثًا: إذا كان يلزمُ من عدمِ معرفةِ شخصٍ غلطًا لنفسه أو لغيره في بابٍ من الأبوابِ عدمُ الاعترافِ بالأخطاء؛ فيكون ادّعاءًا مزعومًا للعصمة؛ فهاتِ أخطاءك أنتَ في (المنهج!)، و(العقيدة!)، وعدّد لنا أخطاءك في ( مسائل الإيمان!) ، وغيرها ، وغيرها..

ألستَ تُشنّعُ على الرّبيع زاعمًا أنّه لا يعترفُ بأخطائه؛ مُقارنًا إيّاهُ بنفسك الشّريفةِ الـمُتواضعةِ للحقّ الـمُعترفةِ بالغلطِ؛ حينَ قلتَ: ((نَعم; أنا أُخطِئُ, وأُخطِئُ, وأُخطِئُ...))؛ بهذا النّمط التّوكيديّ الثّلاثيّ؟!!.

فهاتِ أخطاءَكَ وأخطاءَك وأخطاءَك في المنهاج والـمُعتَقد وأصول الدّين..!.

وإلاّ؛ فأنتَ مُتكبّرٌ، مُدَّعٍ للعصمةِ، لا تعترفُ بخطأٍ..!.

هذا هو ميزانُك الأعوج؛ فاكتوِ بنارك!.

ورابعًا: هل تُفرِّقُ بينَ أن لا يعرفَ الرّجلُ لنفسه أو لغيره خطأً في بابٍ من أبواب الدّين، وبين أن ينفي عن نفسه الخطأ عمومًا؛ أو لا تفرّق؟!.

فإنّ العجيب-يا هذا!-أنّ يُقرّ الرّجلُ على نفسه بالخطأ ثمّ لا يذكره ولا يعترفُ به، ولا يرجعُ عنه؛ لا أن يرى المرءُ نفسه على هُدًى يطمئنُّ له.

وخامسًا: هل تُفرِّقُ بين أن لا يعرفَ الرّجلُ لنفسِهِ أو لغيره خطأً في بابٍ من أبواب العلم أو العمل، وبين زعمه أنّه أو غيره لا يقع في الغلط والخطأ؟!.

فالأولى: حكايةُ حالٍ وواقع.

والثّانيةُ: ادّعاءُ نزاهةٍ وعصمة!.

وهذا ما أوقعَ ناسًا من الرّافضة في ادّعاء العصمة لآل البيتِ؛ لأنّهم رأوهم لم يواقعوا الذّنوب والخطايا!؛ غيرَ مفرّقين بين حكاية الواقع والحال، وبين إمكانيّة وقوع الذّنب منهم؛ الشّيء الّذي يُنافي العصمة الـمُدّعاة؛ كما شرحَ ذلك إمامنا الألبانيُّ-رحمه الله-في "الصّحيحة" في معرض ردّه على نسيبٍ الرّفاعيّ (الحلبيّ!-موطنًا-) القائل بعصمة أمّهات المؤمنين من الزّنا واستحالة وقوعهنّ فيه؛ بمجرّد عدم وقوعهنّ فيه!.

وسادسًا: إنّ الظّنَّ الأكيدَ بكُلّ مُجتهدٍ من عُلماء السُّنّةِ والأثر-ولو رأيناه مُخطئًا في مسألةٍ أو مسائلَ-أنّه لا يرى نفسه مُخطئًا!؛ وإلاّ كنّا نرميه بالزّيغ والعناد؛ فافهم!.

وسابعًا: هل إمامُنا الألبانيُّ-رحمه الله-مُتعصّبٌ للرّبيع مُدّعٍ له العصمةَ حينَ قال: ((ولا أذكر أنّي رأيتُ له خطأً وخروجًا عن المنهج))؟!.

وما الفرق بين العبارتين-إن كنتم تنطقون-؟!.

وثامنًا: فإنّ الظّنّ بشيخنا الرّبيع-سلّمه الله-وبغيره من علماء السّنّة-لو قال قائلُهم مثل هذه العبارة المزعومة-أنّه يعني: أنّه لو عرفَ لنفسه خطأً لبادَرَ بالرّجوع عنه، ولسارعَ إلى التّوبة منه؛ لا على ما شوّه به الحلبيّ حين زعم أنّ معنى العبارة (لعلّه!!!) عدم الاعتراف بالخطأ!.

والعجيبُ أنّ الحلبيّ الزّاعمَ أنّه يُخطئُ!، ويُخطئُ!، ويُخطئُ!!!، والقائلَ-ما معناه-: إنّ في كتاب "منهجه الطّالح" خطأً ولا بُدّ؛ ثمّ لم يذكر؛ لا هو، ولا الحلبيّون ذكروا له خطأً واحدًا في (تسويده) أو غيره؛ ليس هو الّذي لا يعترفُ بخطئه!؛ ويكون مَن يُرمى بذلك-ظُلمًا وبُهتانًا-شيخنا الرّبيعُ الّذي لا يزالُ النّاسُ يرونه يتراجعُ عن كلّ خطأٍ يظهر له، ويرونه يُطالبُ النّاسَ بمراجعةِ إنتاجه؛ لتبيين أخطائه؛ ليرجع عنها، ويرون أبناءه وطُلاَّبه ينبّهون على ما يرونه خطأً عند شيخهم وغيره؛ بالعلم وبالأدب والحلم!!!.

وأخيرًا: فهل هذا التّحريفُ والتّشنيعُ والكذبُ والتّشغيبُ الحلبيُّ يُصدِّقُ أم يُكذِّبُ ما يُردِّدُه-كثيرًا-(بلسانه!)، وقالَه في "صدّ تشنيعه: 50": ((لاَ يُجْزِئُ مَنْ عَصَى اللهَ فِيكَ؛ بِأَحْسَنَ مِنْ أَنْ تُطِيعَ اللهَ فِيه))؟!.

فكيف؟!؛ وأنتَ تُقابلُ الإحسانَ بالإساءةِ والتّحريفِ والتّشنيع والبتر والتّغيير؟!.

وهذه آخر التّعليقات على سطرٍ حلبيّ واحد!.

فكيفَ لو تتبّع تلبيسَه مُتتبّع؟!.





والحمدُ للهِ ربّ العالمين.
وكتب:
أبو عبد الرّحمن الأثريّ
معاذُ بنُ يُوسُفَ الشّمّريّ
-أعانه مولاه-
في: الأردن؛ إربد؛ 21-جمادى الثّانية-1432هـ.