المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفهرس المبين لضلالات عبد السلام ياسين الحلقة الرابعة عشر فصل أشعرية عبد السلام ياسين ودعوته إلى العقيدة الأشعرية



أبو ناصر عبد العزيز
28-May-2011, 02:51 PM
فصل



أشعرية عبد السلام ياسين ودعوته إلى العقيدة الأشعرية




1 عبد السلام ياسين يقول إن فضلاء الحنابلة أشاعرة


يقول عبد السلام ياسين :
( يقول سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام: "إن المالكية والشافعية والحنفية وفضلاء الحنابلة أشعريون" .)

الإحسان مقالة " الحنابلة أهل الحديث والأشاعرة "

قلت : أي حقد هذا ! أي تلبيس هذا ! وأنا أسال عبد السلام ياسين هل هناك فضلاء حنابلة أشعريون وحنابلة غير أفاضل ؟ وأنت تقصد الإمام أحمد بن حنبل وأتباعه أهل السنة والجماعة , وتقصد بالحنابلة الغير أفاضل شيخ الإسلام إبن تيمية وتلميذه العالم الرباني إبن القيم الجوزية ومن نهج منهجهم ونحى نحوهم , إلى أن تصل إلى شيخ الإسلام محمد إبن عبد الوهاب ومدرسته السلفية التي مازالت تخرج العالم تلو العالم الذين نصحوا لله ورسوله وكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم . وعلى رأسهم العلماء الكبار أمثال العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني والشيخ العلامة القدوة مفتي الأنام عبد العزيز بن باز وفقيه الأمة العلامة الشيخ محمد الصالح العثيمين وإخوانهم العلماء أمثال الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي وغيرهم من علماء هذه المدرسة السلفية الذين مازالوا شوكة في حلق المبتدعة والصوفية والخرافيين من أمثال عبد السلام ياسين . وإذا ظهر السبب بطل العجب , فيظهر بذلك لما يحقد أمثال المبتدع عبد السلام ياسين على الدعوة السلفية وعلماءها , فالدعوة السلفية هدّمت القباب والأضرحة وقضت على الشرك والقبورية , وأهل البدع الصوفية من أمثال عبد السلام ياسين يحزّ في نفوسهم هذا والعياذ بالله وإلاّ لما هذا الحقد ؟

يقول عبد السلام ياسين :
( رحم الله البغدادي، لو استثنى من أهل الحديث الأئمة جماعة الأفاضل الحنابلة الذين كانوا قبل ابن تيمية أقلية متحركة غير ذات شأن. لو استثناهم! وأنى له أن يعرف أن الأشعري الذي كان شجاً في حلوق الطوائف الضالة سيصبح اسمه يوما رمزا للبدعة عند طائفة من المتوترين! )

الإحسان مقالة " إيمان الصوفية "

ويقول عبد السلام ياسين :
( والخصام بين الصوفية والحنابلة، كالخصام بين الحنابلة والعقيدة الأشعرية، لا ينتهي. )

تنوير المومنات ص 118

ويقول عبد السلام ياسين :
( التعايش بين فصائل الإسلاميين أهل الصدق والإيمان ينبغي أن تؤَسَّسَ عُقُودُه وعهوده على الوَلاية الواجبة بين المومنين بشرط أن لا ينتصبَ بعض المومنين وفي يده سوءُ ظنه بالناس يتخذه مقرعة يحشر بها المسلمين في قفص الاتهام، كل من لا يقول مقالته فهو زائغ العقيدة. وقد قرأتُ في هذا العصر البِترولي كتاب دكتور يخرج الأشاعرة جميعا من حظيرة أهل السنة والجماعة ليبقى وحده وطائفتُه من المهتدين. )

العدل الإسلاميون والحكم ص 248

ويقول عبد السلام ياسين :
( قال هذا الأستاذ القشيري، وهو من أئمة الفقهاء والمتكلمين والصوفية، جمع الله فيه خيرا كثيرا، في رسالة له يدافع فيها عن العقيدة الأشعرية، ... )

الإحسان مقالة " جناية المصطلحات "

ويقول عبد السلام ياسين :
( خاض الأستاذ القشيري الصوفي الأشعري معارك حامية دفاعا عن الاعتقاد الأشعري قبل ابن تيمية، معارك حمل فيها على صولجان الحاكم ومظاهرات الحنابلة بمسبحة المربي وخُطَبِ العالم الجليل من على منبره. )

الإحسان مقالة " إيمان الصوفية "

ويقول عبد السلام ياسين :
( لكن إذا نبع مُعاند لجأ من كان منهم مبتلى بمعاشرة الخلق إلى أسلحة الأشعري الجدلية ليدافع عن الحق ويحرِّر عقائد العامة من المسلمين. )

الإحسان مقالة " إيمان الصوفية "



2 العقيدة الأشعرية إنتصرت في الخلاف العقائدي


يقول عبد السلام ياسين :
( ..., واختلفوا في الإستدلال على الكليات فظهر المعتزلة وانتهى الأمر إلى انتصار عقيدة الأشعرية .)

الإسلام غدا ص 265



3 أهل السنة هم الأشاعرة والصوفية , و هم أئمة التوحيد


يقول عبد السلام ياسين :
( كتب عز الدين كلامه قبل أن تطلُع بارقة ابن تيمية. (توفي رحمه الله وابن تيمية في صباه الأول)، وقبل أن يشهر ابن تيمية سلاح "لكن مجرد الانتساب إلى الأشعري بدعة". سلطان العلماء في زمانه ارتكب هذه "البدعة" وشهد أن اعتقاد الأشعري هو اعتقاد أهل السنة واعتقاد أهل الطريقة. معناه أن الصوفية هم أهل سنة، وأهل السنة هم الأشاعرة والصوفية. خارج السياج الحنبلي، قبل ابن تيمية وبعده، كان الصوفية والمتكلمون من أهل السنة ومنهم الأشاعرة يُعتبرون هم أئمة التوحيد.)

الإحسان مقالة " إيمان الصوفية "

ويقول عبد السلام ياسين :
( كان له تفصيل ما بين "الأشاعرة الجهمية" الذين فيهم بقايا من التفكير الاعتزالي وبين الأشاعرة الأشاعرة الخُلص. هؤلاء عنده ناجون. يقول: "وأما من قال منهم (الأشاعرة) بكتاب "الإبانة" الذي صنفه الأشعري في آخر عمره ولم يظهر مقالة تناقض ذلك، فهذا يعد من أهل السنة. لكن مجرد الانتساب إلى الأشعري بدعة" .)

الإحسان مقالة " إيمان الصوفية "

ويقول عبد السلام ياسين :
( إذا علمنا أن جمهور علماء الأمة، منذ القرن الرابع، على مذهب الأشعري في الدفاع عن العقائد تبين لنا خطورة القول بزيغ الأشعرية. )

الإحسان مقالة " الحنابلة أهل الحديث والأشاعرة "

ويقول عبد السلام ياسين :
( في القرن الرابع عقب القرون الثلاثة الفاضلة ظهر رجل من عظماء الأمة اسمه أبو الحسن الأشعري. عاش أربعين سنة مع المعتزلة القدرية يصوغ الأقيسة ويستدل بالاستقراء والتماثل، ويبني "القضية الكبرى" على الصغرى حتى أصبح واحدا من ألمع تلامذة الجبائي، أحد زعمائهم. ثم اهتدى، وبه اقتدى من بعده جمهورُ علماء الملة، خلا طائفة من الحنابلة أهل الحديث أشهرهم ابن تيمية ومدرسته. )

الإحسان مقالة " الحنابلة أهل الحديث والأشاعرة "

ويقول عبد السلام ياسين :
( لهذا اجتمع أهل الحق على سفينة الأشعري ينقذون بها الأمة من الغرق، وأخذوا من صيدليته وطبه علاجا، ومن كلامه حجة. )

الإحسان مقالة " إيمان الصوفية "

ويقول عبد السلام ياسين :
( وكان من أهل السنة والجماعة الإمام الأشعري الذي ردَّ على الجبرية والقدرية ...)

الإحسان مقالة " أفعال العباد "

ويقول عبد السلام ياسين :
( وبنى بعض الأشاعرة على أصل الإمام الأشعري فقالوا: إن قدرة العبد الكَاسِبَةَ المُحْدَثَةَ لا تأثير لها في إحداث الفعل. فثارت ثائرة أهل الحديث، وتضخَّم صدى المعركة في مكتوبات ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله، وألزموا الأشاعرة مع تبنيهم لفكرة "كسب غير فاعل" أنهم جبرية. )

الإحسان مقالة " أفعال العباد "


4 دفاع عبد السلام ياسين عن العقيدة الأشعرية والماتريدية


يقول عبد السلام ياسين :
( دافع أبو الحسن الأشعري، ومثله الإمام أبو المنصور الماتريدي مع خلاف يسير، عن ما جاء من عقائد في الكتاب والسنة بكل وسائل الإقناع العقلي وإلزام الخصم بالحجة العقلية والنقلية. وسلك في مسائل الصفات مسلكا وسطا بين الجهمية والمعتزلة المعطلين وبين المشبهة والحشوية المجسمين. )


الإحسان مقالة " الحنابلة أهل الحديث والأشاعرة "


5 أي حقد هذا يا عبد السلام ياسين ! تتمنى لو أن البغدادي إستثنى أهل الحديث أهل السنة والجماعة حقا وصدقا


يقول عبد السلام ياسين :
( قال البغدادي في أوائل القرن الخامس: "الجنيد شيخ الصوفية وإمام الموحدين له في التوحيد رسالة على شرط المتكلمين وعبارة الصوفية. ثم بعدهم شيخ النظر وإمام الآفاق في الجدل والتحقيق أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري الذي صار شجاً في حلوق القدرية والنجارية والجهمية والجسمية والروافض والخوارج. وقد ملأت كتبه الدنيا. وما رُزق أحد من المتكلمين من التَّبَع ما قد رزق، لأن جميع أهل الحديث، وكل من لم يتمعزل من أهل الرأي على مذهبه"
رحم الله البغدادي، لو استثنى من أهل الحديث الأئمة جماعة الأفاضل الحنابلة الذين كانوا قبل ابن تيمية أقلية متحركة غير ذات شأن. لو استثناهم! )

الإحسان مقالة " إيمان الصوفية "



6 شيخ الإسلام إبن تيمية كان يتبنى مقالات السوء في الأشاعرة


يقول عبد السلام ياسين :
( لم يكن أحد من المعترضين على الصوفية يعترض على أصل التصوف، بل كان الكل يعتبر الصوفية جزءا لا يتجزأ من أهل السنة والجماعة. ولا كان الحنابلة المحدثون يعدون الأشاعرة فرقة خارجة عن أهل السنة والجماعة كما يفعل بعض قراء ابن تيمية في زماننا. فرغم خلاف ابن تيمية الشديد للأشاعرة وجولاته معهم، كان يحصر الخلاف في ثلاث مسائل يعدهن أمهات الخلاف : وصف الله بالعلو على العرش، ومسألة القرآن، ومسألة تأويل الصفات. كان هو في مسألة الاستواء على العرش يشير إلى الجهة فيلزمه الخصوم باعتقاد التحيز المُلزم للتجسيم. ومسألة خلق القرآن كانت من الرواسب الاعتزالية، لا يقول بخلق القرآن أحد من الأشاعرة إلا إن دخل الجدل في اللفظ والكتابة. أما في تأويل الصفات فيحمل ابن تيمية حملاته الشعواء، ويحكي قول أعداء الأشاعرة فيهم، متبنيا مقالات السوء. )

الإحسان مقالة " إيمان الصوفية "



7 ردّ العلامة إبن عثيمين على الأشاعرة



قال الشيخ العلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى ردا على منهج الأشاعرة :

( إذا قال قائل: قد عرفنا بطلان مذهب أهل التأويل في باب الصفات ومن المعلوم أن الأشاعرة من أهل التأويل لأكثر الصفات فكيف يكون مذهبهم باطلاً وقد قيل : إنهم يمثلون اليوم خمسة وتسعين بالمائة من المسلمين؟!.
وكيف يكون باطلاً وقدوتهم في ذلك أبو الحسن الأشعري؟
وكيف يكون باطلاً وفيهم فلان وفلان من العلماء المعروفين بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم؟
قلنا :الجواب عن السؤال الأول: أننا لا نسلّم أن تكون نسبة الأشاعرة بهذا القدر بالنسبة لسائر فرق المسلمين، فإن هذه دعوى تحتاج إلى إثبات عن طريق الإحصاء الدقيق.
ثم لو سلمنا أنهم بهذا القدر أو أكثر فإنه لا يقتضي عصمتهم من الخطأ لأن العصمة في إجماع المسلمين لا في الأكثر.
ثم نقول :إن إجماع المسلمين قديماً ثابت على خلاف ما كان عليه أهل التأويل فإن السلف الصالح من صدر هذه الأمة "وهم الصحابة" الذين هم خير القرون والتابعون لهم بإحسان وأئمة الهدى من بعدهم كانوا مجمعين على إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الأسماء والصفات وإجراء النصوص على ظاهرها اللائق بالله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
وهم خير القرون بنص الرسول، صلى الله عليه وسلم، وإجماعُهم حجة ملزمة، لأنه مقتضى الكتاب والسنة وقد سبق نقل الإجماع عنهم في القاعدة الرابعة من قواعد نصوص الصفات.
والجواب عن السؤال الثاني: أن أبا الحسن الأشعري وغيره من أئمة المسلمين لا يدّعون لأنفسهم العصمة من الخطأ، بل لم ينالوا الإمامة في الدين إلا حين عرفوا قدر أنفسهم ونزلوها منزلتها وكان في قلوبهم من تعظيم الكتاب والسنة ما استحقوا به أن يكونوا أئمة قال الله تعالى: ]وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون[(1) (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn1). وقال عن إبراهيم: ]إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين . شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراطٍ مستقيمٍ[(2) (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn2).
ثم إن هؤلاء المتأخرين الذين ينتسبون إليه لم يقتدوا به الاقتداء الذي ينبغي أن يكونوا عليه وذلك أن أبا الحسن كان له مراحل ثلاث في العقيدة:
المرحلة الأولى ـ مرحلة الاعتزال: اعتنق مذهب المعتزلة أربعين عاماً يقرره ويناظر عليه ثم رجع عنه وصرح بتضليل المعتزلة وبالغ في الرد عليهم(1) (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn3).
المرحلة الثانية: مرحلة بين الاعتزال المحض والسنة المحضة سلك فيها طريق أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب(2). قال شيخ الإسلام ابن تيمية ص471 من المجلد السادس عشر من مجموع الفتاوي لابن قاسم: (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn4)
والأشعري وأمثاله برزخ بين السلف والجهمية أخذوا من هؤلاء كلاماً صحيحاً ومن هؤلاء أصولاً عقلية ظنوها صحيحة وهي فاسدة. ا.هـ.
المرحلة الثالثة: مرحلة اعتناق مذهب أهل السنة والحديث مقتدياً بالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كما قرره في كتابه: (الإبانة عن أصول الديانة) وهو من آخر كتبه أو آخرها.
قال في مقدمته:
(جاءنا ـ يعني النبي، صلى الله عليه وسلم، ـ بكتاب عزيزٍ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، جمع فيه علم الأولين، وأكمل به الفرائض والدين، فهو صراط الله المستقيم ، وحبله المتين، من تمسك به نجا، ومن خالفه ضل وغوى وفي الجهل تردى وحث الله في كتابه على التمسك بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فقال عز وجل: ]وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا[(3) (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn5). إلى أن قال: فأمرهم بطاعة رسوله كما أمرهم بطاعته ودعاهم إلى التمسك بسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم، كما أمرهم بالعمل بكتابه، فنبذ كثير ممن غلبت شقوتهم، واستحوذ عليهم الشيطان، سنن نبي الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم، وعدلوا إلى أسلاف لهم قلدوهم بدينهم ودانوا بديانتهم، وأبطلوا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفضوها وأنكروها وجحدوها افتراء منهم على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين.
ثم ذكر - رحمه الله - أصولاً من أصول المبتدعة، وأشار إلى بطلانها ثم قال:
فإن قال قائل: قد أنكرتم قول المعتزلة، والجهمية، والحرورية، والرافضة والمرجئة فعرفونا قولكم الذي به تقولون، وديانتكم التي بها تدينون؟.
قيل له قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها: التمسك بكتاب ربنا - عز وجل - وبسنة نبينا، صلى الله عليه وسلم، وما روي عن الصحابة، والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان يقول به أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل ـ نضر الله وجهه ورفع درجته، وأجزل مثوبته ـ قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون، لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل) ثم أثنى عليه بما أظهر الله على يده من الحق وذكر ثبوت الصفات، ومسائل في القدر، والشفاعة، وبعض السمعيات، وقرر ذلك بالأدلة النقلية والعقلية.
والمتأخرون الذين ينتسبون إليه، أخذوا بالمرحلة الثانية من مراحل عقيدته، والتزموا طريق التأويل في عامة الصفات، ولم يثبتوا إلا الصفات السبع المذكورة في هذا البيت:
حي عليم قدير والكلام له إرادة وكذاك السمع والبصر
على خلاف بينهم وبين أهل السنة في كيفية إثباتها.
ولما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ما قيل في شأن الأشعرية ص359 من المجلد السادس من مجموع الفتاوي لابن قاسم قال:
ومرادهم الأشعرية الذين ينفون الصفات الخبرية وأما من قال منهم بكتاب (الإبانة) الذي صنفه الأشعري في آخر عمره ولم يظهر مقالة تناقض ذلك فهذا يعد من أهل السنة وقال قبل ذلك في ص310: وأما الأشعرية فعكس هؤلاء وقولهم يستلزم التعطيل، وأنه لا داخل العالم، ولا خارجه وكلامه معنى واحد، ومعنى آية الكرسي وآية الدَّين، والتوراة، والإنجيل واحد، وهذا معلوم الفساد بالضرورة ا.هـ.
وقال تلميذه ابن القيم في النونية ص312 من شرح الهراس ط الإمام:
واعلم بأن طريقهـم عكـس الطريـ ق المستقيم لمن له عينان
إلى أن قال:
فاعجب لعميان البصائر أبصروا كون المقلد صاحب البرهان
ورأوه بالتقليد أولـى مـن سوا ه بغير ما بصر ولا برهان
وعموا عن الوحيين إذ لم يفهموا معناهما عجباً لذي الحرمان
وقال الشيخ محمد أمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان ص319جـ2 على تفسير آية استواء الله تعالى على عرشه التي في سورة الأعراف: اعلم أنه غلط في هذا خلق لا يحصى كثرة من المتأخرين فزعموا أن الظاهر المتبادر السابق إلى الفهم من معنى الاستواء واليد مثلاً في الآيات القرآنية هو مشابهة صفات الحوادث وقالوا: يجب علينا أن نصرفه عن ظاهره إجماعاً قال:ولا يخفى على أدنى عاقل أن حقيقة معنى هذا القول أن الله وصف نفسه في كتابه بما ظاهره المتبادر منه السابق إلى الفهم الكفر بالله تعالى والقول فيه بما لا يليق به ـ جل وعلا ـ. والنبي صلى الله عليه وسلم الذي قيل له: ]وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم[(1) (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn6). لم يبين حرفاً واحداً من ذلك مع إجماع من يعتد به من العلماء على أنه، صلى الله عليه وسلم، لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه وأحرى في العقائد لا سيما ما ظاهره المتبادر منه الكفر والضلال المبين حتى جاء هؤلاء الجهلة من المتأخرين فزعموا أن الله أطلق على نفسه الوصف بما ظاهره المتبادر منه لا يليق والنبي صلى الله عليه وسلم، كتم أن ذلك الظاهر المتبادر كفر وضلال يجب صرف اللفظ عنه وكل هذا من تلقاء أنفسهم من غير اعتماد على كتاب أو سنة سبحانك هذا بهتان عظيم ولا يخفى أن هذا القول من أكبر الضلال ومن أعظم الافتراء على الله ـ جل وعلا ـ ورسوله، صلى الله عليه وسلم.
والحق الذي لا يشك فيه أدنى عاقل أن كل وصف وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فالظاهر المتبادر منه السابق إلى فهم من في قلبه شيء من الإيمان هو التنزيه التام عن مشابهة شيء من صفات الحوادث. قال: وهل ينكر عاقل أن السابق إلى الفهم المتبادر لكل عاقل هو منافاة الخالق للمخلوق في ذاته وجميع صفاته؟ لا والله لا ينكر ذلك إلا مكابر.
والجاهل المفتري الذي يزعم أن ظاهر آيات الصفات لا يليق بالله، لأنه كفر وتشبيه، إنما جر إليه ذلك تنجيس قلبه بقذر التشبيه بين الخالق والمخلوق، فأداه شؤم التشبيه إلى نفي صفات الله ـ جل وعلا ـ وعدم الإيمان بها مع أنه ـ جل وعلا ـ هو الذي وصف بها نفسه، فكان هذا الجاهل مشبّهاً أولاً، ومعطلًا ثانياً فارتكب مالا يليق بالله ابتداء وانتهاء ولو كان قلبه عارفاً بالله كما ينبغي، معظماً لله كما ينبغي طاهراً من أقذار التشبيه لكان المتبادر عنده السابق إلى فهمه أن وصف الله تعالى بالغ من الكمال والجلال ما يقطع أوهام علائق المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين، فيكون قلبه مستعداً للإيمان بصفات الكمال، والجلال الثابتة لله في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، مع التنزيه التام عن مشابهة صفات الخلق على نحو قوله: ]ليس كمثله شيء وهو السميع البصير[(1) (http://www.al-amen.com/vb/#_ftn7). أ.هـ كلامه ـ رحمه الله.
والأشعري أبو الحسن - رحمه الله - كان في آخر عمره على مذهب أهل السنة والحديث وهو إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل. ومذهب الإنسان ما قاله أخيراً إذا صرح بحصر قوله فيه كما هي الحال في أبي الحسن كما يعلم من كلامه في الإبانة. وعلى هذا فتمام تقليده اتباع ما كان عليه أخيراً وهو التزام مذهب أهل الحديث والسنة، لأنه المذهب الصحيح الواجب الاتباع الذي التزم به أبو الحسن نفسه.
والجواب عن السؤال الثالث من وجهين:
الأول: أن الحق لا يوزن بالرجال، وإنما يوزن الرجال بالحق هذا هو الميزان الصحيح وإن كان لمقام الرجال ومراتبهم أثر في قبول أقوالهم كما نقبل خبر العدل ونتوقف في خبر الفاسق لكن ليس هذا هو الميزان في كل حال فإن الإنسان بشر يفوته من كمال العلم وقوة الفهم ما يفوته فقد يكون الرجل ديناً وذا خلق ولكن يكون ناقص العلم أو ضعيف الفهم فيفوته من الصواب بقدر ما حصل له من النقص والضعف أو يكون قد نشأ على طريق معين أو مذهب معين لا يكاد يعرف غيره فيظن أن الصواب منحصر فيه ونحو ذلك.
الثاني: أننا إذا قابلنا الرجال الذين على طريق الأشاعرة بالرجال الذين هم على طريق السلف وجدنا في هذه الطريق من هم أجل وأعظم وأهدى وأقوم من الذين على طريق الأشاعرة فالأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبوعة ليسوا على طريق الأشاعرة.
وإذا ارتقيت إلى من فوقهم من التابعين لم تجدهم على طريق الأشاعرة.
وإذا علوت إلى عصر الصحابة والخلفاء الأربعة الراشدين لم تجد فيهم من حذا حذو الأشاعرة في أسماء الله تعالى وصفاته وغيرهما مما خرج به الأشاعرة عن طريق السلف.
ونحن لا ننكر أن لبعض العلماء المنتسبين إلى الأشعري قدم صدق في الإسلام والذب عنه، والعناية بكتاب الله ـ تعالى ـ وبسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم رواية ودراية، والحرص على نفع المسلمين وهدايتهم ولكن هذا لا يستلزم عصمتهم من الخطأ فيما أخطؤوا فيه، ولا قبول قولهم في كل ما قالوه، ولا يمنع من بيان خطئهم ورده لما في ذلك من بيان الحق وهداية الخلق.
ولا ننكر أيضاً أن لبعضهم قصداً حسناً فيما ذهب إليه وخفي عليه الحق فيه، ولكن لا يكفي لقبول القول حسن قصد قائله، بل لا بد أن يكون موافقاً لشريعة الله - عز وجل - فإن كان مخالفاً لها وجب رده على قائله كائناً من كان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
ثم إن كان قائله معروفاً بالنصيحة والصدق في طلب الحق اعتذر عنه في هذه المخالفة وإلا عومل بما يستحقه بسوء قصده ومخالفته. )

مجموع فتاوي ورسائل : الحزء الثالث ـ محمد الصالح العثيمين



8 عقيدة التفويض عند عبد السلام ياسين


يقول عبد السلام ياسين :
( اعتقاد الصوفية العارفين وتلامذتهم هو التفويض، يُمضون ما أخبر الله به عن نفسِه ورسولُه كما جاء، لا يسألون ولا يؤولون. )

الإحسان مقالة " إيمان الصوفية "

ويقول عبد السلام ياسين :
(عقيدتهم التفويضية عبَّر عنها واحد من أجلة السلف الإمام الشافعي حيث قال رَضي الله عنه: "آمنت بالله وبما جاء عن الله بمراد الله. وآمنت برسول الله وما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم". )

الإحسان مقالة " إيمان الصوفية "



9 حسن البنا سلف عبد السلام في التفويض


قال حسن البنا في مجموعة رسائله ص (498) مبيّنًا في جانب الأسماء والصفات:
( ونحن نعتقد أنّ رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تبارك وتعالى أسلم وأولى بالاتباع..).



10 ردّ العلامة إبن عثيمين على الأشاعرة أصحاب عقيدة التفويض



قال الشيخ العلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى ردا على منهج الأشاعرة في مسألة التفويض :
( وبهذا علم بطلان مذهب المفوضة الذين يُفَوِّضُون علم معاني نصوص الصّفات، ويدعون أن هذا مذهب السلف. والسَّلفُ بريئون من هذا المذهب، وقد تواترت الأقوال عنهم بإثبات المعاني لهذه النصوص إجمالاً أحياناً وتفصيلاً أحياناً وتفويضهم الكيفية إلى علم الله ـ عزّ وجلّ ـ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه المعروف بـ"العقل والنقل" ص116 جـ1 المطبوع على هامش (منهاج السنة): وأما التفويض فمن المعلوم أن الله أمرنا بتدبر القرآن وحضنا على عقله وفهمه، فكيف يجوز مع ذلك أن يراد منا الإِعراض عن فهمه ومعرفته وعقله إلى أن قال ص118 : وحينئذ فيكون ما وصف الله به نفسه في القرآن أو كثير مما وصف الله به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه بل يقولون كلاماً لا يعقلون معناه قال : ومعلوم أن هذا قدح في القرآن والأنبياء إذ كان الله أنزل القرآن وأخبر أنه جعله هدى وبياناً للناس وأمر الرسول أن يبلغ البلاغ المبين وأن يبين للناس ما نزل إليهم وأمر بتدبر القرآن وعقله، ومع هذا فأشرف ما فيه وهو ما أخبر به الرّب عن صفاته.. لا يعلم أحد معناه فلا يعقل ولا يتدبر، ولا يكون الرسول بيّن للناس ما نزل إليهم، ولا بلغ البلاغ المبين، وعلى هذا التقدير فيقول كل ملحد ومبتدع : الحق في نفس الأمر ما علمته برأيي وعقلي، وليس في النصوص ما يناقض ذلك لأن تلك النصوص مشكلة متشابهة، ولا يعلم أحد معناها، وما لا يعلم أحد معناه لا يجوز أن يستدل به، فيبقى هذا الكلام سدًّا لباب الهُدَى والبيان من جهة الأنبياء، وفتحاً لباب من يعارضهم ويقول : إن الهدى والبيان في طريقنا لا في طريق الأنبياء لأننا نحن نعلم ما نقول ونبينه بالأدلة العقلية، والأنبياء لم يعلموا ما يقولون فضلاً عن أن يبينوا مرادهم، فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد أ.هـ. كلام الشيخ وهو كلام سديد، من ذي رأي رشيد، وما عليه مزيد ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وجمعنا به في جنات النعيم. )


مجموع فتاوي ورسائل : الحزء الثالث ـ محمد الصالح العثيمين

(1) (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref1) سورة السجدة، الآية: 24.

(2) (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref2) سورة النحل، الآيتان: 120-121.

(1) (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref3)مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية ص72جـ4.

(2) (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref4) مجموع الفتاوى ص556 جـ5.

(3) (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref5) سورة الحشر، الآية: 7.

(1) (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref6) سورة النحل، الآية: 44.

(1) (http://www.al-amen.com/vb/#_ftnref7) سورة الشورى، الآية: 11.




يتبع إنشاء الله تعالى

أبو يوسف عبدالله الصبحي
10-Mar-2013, 05:22 PM
جزاك الله خيرا