المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ردود الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله على الحلبي المتلاعب



أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
25-Jun-2011, 12:42 AM
ردود الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله على الحلبي المتلاعب مجموع ردود الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله على الحلبي المتلاعب
1- تأثر الحلبي بالفكر الإخواني وسبب ذلك:
فقد سئل الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى:
وصلنا تسجيلكم حول الفتنة التي حدثت في الأردن وتأثربهابعض الأخوة فهذا التسجيل ننشره أوْ لا فيما يتعلق بفتنة علي الحلبي؟
الجواب : نعم : علي الحلبي عفا الله عنا وعنه وأصلح الله حالناوحاله ومآلنا ومآله أصبح الآن يتلاعب، وأنا والله أخشى أنه تأثر بفكرالأخوان أنه خالطهم وأثر عليه الأخوان وما استطاع أن يظهر هذا في حياة شيخهم الإمام العلامة الشيخ ناصر رحمه الله ما استطاعوا أن يظهروا هذا فلما رحل شيخهم الذي فقده أهل الإسلام العارفون بقدره وبقدر أهل العلم والفضل أظهروا ما عندهم انتهى .
المصدر : شبكة سحاب : المنبر الإسلامي : مقال لأبي ليث هادي بعنوانأسئلة مهمة أجاب عنها شيخنا عبيد بن عبدالله الجابري حفظه الله تعالى.
وكانت يوم الجمعة الموافق: 25/6/1430هـ .

2- الحلبي يزكي جزافاً:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
جريا على متابعة الأكابر الراسخين في العلم في المستجدات والمدلهمات ليحيى من حيّ عن بينة ويهلك من هلك عن بينة
اليكم اخواني التسجيل الكامل مفرغ وصوتي
لفضيلة الشيخ الوالد العلامة عبيد الجابري - حفظه الله-
في محمد حسان الفتان التي بلغت فتنته الآفاق بعنوان:
( الإيضاح والبيان عن حال محمد حسان)
سائلين المولى - عز وجل- أن يجزل فضيلة الشيخ عبيد الجابري خير الجزاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
1-شيخنا- حفظكم الله- ما رايكم في محمد حسان حبث قال في أحد خطبه :"ولكننا نحن المسلمين ، نحن الموحدين ، نحن المؤمنين ، نحن الدعاة الى هذا الدين اختلفنا فيما بيننا ، اختلفنا على أمور فرعية لا تسمن ولا تغني من جوع ، وتركنا الأصول وكلنا جميعا موحدون وكلنا جميعا مؤمنون وكلنا جميعا مسلمون لا اله لنا الا الله ولا كتاب لنا الا كتاب الله ولا زعيم لنا الا ابن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - فلما هذه الأحقاد ولما هذه الإختلافات ولما هذه النزاعات سبحان الله لا فرق بين أخٍ سلفي لافرق بينه وبين أخيه من جماعة التبليغ ولا فرق بين هذا وبين أخيه من جماعة الإخوان ولا فرق بين هذا وبين أخيه من جماعة أنصار السنة ، كلنا جميعا نقول لا اله الا الله ، كلنا جميعا نقول محمد رسول الله فما تعليقكم شيخنا -حفظكم الله- على هذا الكلام؟
فضيلة الشيخ الوالد العلامة المجاهد عبيد بن عبد الله الجابري - حفظه الله-:
بسم الله ، والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد:
فإن هذا الكلام من محمد حسان المصري ، ليس فيه الا تقرير لقاعدة المعذرة والتعاون ، نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ، وهذه القاعدة هي قاعدة المنار أولاً ، ثم هي قاعدة الإخوان المسلمين المصرية التي أسسها حسن البنا في مصر ، في منتصف القرن الماضي الميلادي تقريبا ، وجعلها منهجاً يسلكه كل من ينتمي الى جماعته من بعده، وخلاصة ما تضمنه كلام محمد حسان هذا في أمرين

الأمر الأول: وصف جميع المسلمين أنهم على التوحيد ، وإنما كان خلافهم واختلافهم في امور فرعية ، وهذا ليس بصحيح ، فإن من خبر حال المنتسبين إلى الإسلام يجد أنهم ليسوا كلهم على التوحيد ، بل في كثير من أوساط المسلمين تُشيّد القُبب تُشيّد القِبب ، وتُرفع المشاهد ، والأضرحة التي تُعبد من دون الله -سبحانه وتعالى-
وثانياً: برَرَ ما نقمه على المسلمين من اختلاف أن الكل يقول: لا اله الا الله -كلمة غير مفهومة- يشهد الشهادتين ولازمه ان هذا كافٍ في الحكم على المرء بأنه مسلم ، لإن لازم قوله يكفي في المرء الشهادتان ، وهذا ليس بصحيح فإن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون الشهادتين حين منعوا الزكاة ، وقاتل علي -رضي الله عنه- السبئية وأحرقهم بالنار مع أنهم يشهدون الشهادتين ، وأجمع المسلمون على أن الفاطميين الذين حكموا مصر والمغرب في القرون المتأخرة بأنهم كفار ، أعني الفاطميين ، وأن دارهم دار حرب مع انهم يشهدون الشهادتين ، فهذا القول من محمد حسان يدل على جهله بالشهادتين وما تُقَيّدانِ به ، من القيود العظيمة فليس كل من قال الشهادتين ونطق بالشهادتين ، هو مسلم معصوم الدم والمال ، بل لا بد مع القول للشهادتين من العلم بمعناهما ، والعمل بمقتضاهما، فهل محمد حسان يفقه هذا ؟ أو قال مقولته هذه عاطفة ؟ فإن كان يفقه هذا وتركه فإنه غاشٌ للإسلام ِ وأهله ، وخائن للدعوة، لإنه قرر أن القول أن قول لا اله الا الله ومحمد رسول الله والقرآن كتاب الله كافٍ في الحكم على المرء بالإسلام ، وإن كان لا يفقههُ فإنه ليس من الدعاة الى الله على بصيرة ، بل هومن دعاة الجهل ، فيجب على محمد حسان أن يتعلم الطريق الصحيح للدعوة إلى الله ، وأن يقرر في الشهادتين ما قرره أئمة السُّنَّة ، من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أهل القرون المفضلة ، ومن هو على منهجهم ، ولا يتكلم بهذه الكلمات التي هي تقريرٌ لقاعدة المعذرة والتعاون التي تلقّفها حسن البنا ولا يزال ُ منظروا حركته جماعة الإخوان المسلمين على هذا ، بل يظهر لي أن الرجل إخواني لإنه حَكَمَ على جميع المنتسبين للإسلام بأنهم كلهم موحدون ، وأن اختلافاتهم على أمور فرعية ، وهذا الكلام لا يقوله الا كذاب أو جاهل ، نعم
2-السائل: حفظكم الله شيخنا ثانياً يمدح محمد حسان سيد قطب ويقول عنه : فهو الرجل الذي قدم دمه وفكره وعقله لدين الله ، ويقول: وأنا أشهد الله أني أحب هذا الرجل في الله ثم يطعن على من رد عليه ويتهمه بالظلم فما رأيكم شيخنا حفظكم الله؟
فضيلة الشيخ عبيد الجابري: إن حال سيد قطب المصري قد انكشفت واستبانت لمن كان كان له قلب او القى السمع فهو شهيد ، من خلال ما يأتي :
أولاً : أحصى الشيخ عبد الله بن أحمد الدويش - رحمه الله- على الرجل في كتابه التفسير الموسوم في ظلال القرآن إحدى وثمانين ومئة خطيئة ، فيها الجبر والقول بوحدة الوجود وتعطيل الصفات والقول بخلق القرآن والتكفير.
ثانياً: رد عليه الشيخ محمود شاكر - رحمه الله- فيما يتعلق بطعنه في الصحابة فأبى وأصرّ ، ولم يتراجع
ثالثاً: أبان بيانا وافيا شافيا وافيا ، أخونا الأكبر الشيخ ربيع - حفظه الله- حال الرجل ، وضلاله ، من خلال ما نقله عنه من كتبه ، وأظن ما كتبه أخونا أبو محمد- حفظه الله- عن سيد قطب في خمسة كتب أو أربعة ، وفي جميعها ينقل من كتب سيد قطب ما يدل على أن الرجل منحرف ، وإن انتسب الى الإسلام ، فهو منحرف عن منهج الإسلام الحق ، وعن منهج أهل السنة والجماعة ، وهاك عبارة واحدة كافية في ضلال سيد قطب ، كما أنها دليل على أن الرجل يدعو الى وحدة الأديان ، وهذه العبارة منقولة من كتابه " معركة الإسلام والرأسمالية" قال سيد قطب: ولا بد للإسلام أن يَحْكُمْ ، لإنه العقيدة الإيجابية الإنشائية الوحيدة، التي تصوغ مزيجاً متكاملا من الشيوعية والنصرانية معاً، يتضمن أهدافهما ، ويزيد عليهما التوازن والتناسق والإعتدال، فما مضمون هذه العبارة ملخصة ؟ إن مضمونها ملخصاً يتضمن واحاً من معنيين وكلاهما فاسد
المعنى الأول: أن الإسلام خليط من الشيوعية والنصرانية فهما أصلٌ له ، فكأنه يقول الإسلام -كلمة غير مفهومة- خُلِّطَ من هذه وهذه ،
والمعنى الثاني : أن الإسلام أصل للشيوعية والنصرانية ، وليس أحد المَعْنَيين هو أصلح من الآخَر ، بل كلاهما فاسد ، وكُفُرْ بالله - سبحانه وتعالى- كفر ناقل عن ملة الإسلام ، بقي هل يعتقد سيد قطب هذا اولا؟ هذا بينه وبين الله ، ولكن الإخوان المسلمين وإن كان بعضهم قد رد عليه أوّل الأمر ، رأوا في منهجه الفاسد خدمة لمنهجهم ، وسُلُّماً يعبرون من خلاله الى عواطف عوام المسلمين ، لإن عوام المسلمين ما كانوا يعلمون حال سيد ابن قطب المصري ، وإن إحتجّ أحداً بأنه لا يزال أناسٌ يُبَجِّلون سيد ابن قطب ويمدحونه ويثنون عليه ويشيدون به ، أنا أقول : نعم ولكنهم ثلاثة أصناف
صنفٌ لا يعلمون عن سيد قطب ما علمه غيرهم ممن أبانَ حالهُ وكشف ضلاله ، وإنما يعلمون عنه أموراً في التعدد في حكم من النكاح مثلاً في البر والصله وهذه أمور يمكن لكل مسلم أن يتكلم فيها ،
الثاني : عالمٌ ربّاني لكنه ابتلي ببطانة سوء ، حجبت عنه اقوال إخوانِهِ من علماء السنة الذين انبروا لسيد قطب وغيره من أئمة الضلال
الثالث: صاحب الهوى وهذا لا غرابة أن يبجله ويثني عليه ويشيد بمنهجه لإنه يخدمه وهو سلمٌ له ومعبرٌ له الى من ليس عنده فقه في السنة
وخاتمة القول : ان من خَبَرَ معالم في الطريق وهو من أشهر كتب الرجل يستبين له إن كان متجرداً للحق ، ان سيد قطب حامل لواء التكفير في هذا العصر بلا منازع ، فتكفير الأمّة والمجتمعات الإسلامية عند الرجل جُزافاً ، فهل يعقل هذا محمد بن حسان ؟ هل أدرك هذا؟ أو أنه يقول بلا علم ؟ ولا دراية؟ وما أظنه الا من الأول لإنه أعلن أنه يحبه ، وأنه قدم عقله وفكره ودمه ، ونحن نقول : يا شيخ ابن حسان إعلم أن مجرد حُسن النية لا يكفي في تسويغ العمل والحكم بأنه صالح ، بل لا يكون العمل صالحاً حتى يستجمع أمرين وهما تجريد الإخلاص لله وتجريد المتابعة لرسوله -صلى الله عليه وسلم- فهل ما سطره سيد قطب ودوّنه وفتحت به كتبه هل كان فيه متابعا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم؟ أو كان ضالاً مضلاً منحرفاً عن جادة الصواب؟ فتفطن الى هذا وأدركه واتق الله في المسلمين ولا تثني على رجل طال فساد حاله وبان ضلاله من خلال كتبه ، وما نقله أهل العلم عنه، إيّاكُ أن تَغِشّ أمّة الإسلام ، واحذر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :" وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا " فلا تثني على هذا الرجل وتُغرر به ، وتغرر بثناءك من لم يفقه حاله ويعلم ضلاله ، فإنك إن فعلت ذلك فقد بُئتَ بإثمكَ وإثم من تضللهم بسيد قطب وأمثاله من أئمة الضلال نعم
3-السائل: بارك الله فيكم شيخنا ثانيا يقول محمد حسان عن اسامة بن لادن يقول هذا البطل اسأل الله أن يحفظه بحفظه وإخوانه جميعاً الذين ردّوا شيئاً من الكرامة المسلوبة للامة فما تعليقكم على هذا الكلام بارك الله فيكم ؟
فضيلة الشيخ عبيد الجابري: يكفي دليلاً على فساد هذه المقولة ، أن من يُعتدُّ بقوله من علماءنا وأئمتنا وعلى رأسهم سماحة الإمام الأثري الفقيه المجتهد شيخ الإسلام عندنا وعند من يعرف قدره من المسلمين في أقطارٍ شتى أعني به الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- قد أفتى هؤلاء العلماء بأن الرجل خارجي ، والخوارج ليسوا من أهل السنة ، أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتلهم وقتالهم ووصفهم بأنهم شر قتلى تحت أديم السماء ، هذا أولاً
وثانياً: أيّةُ كرامة مسلوبة أعادها هؤلاء ؟ فانظر الى افغانستان كيف احتلها الأمريكان وفرضوا سيطرتهم عليها؟ ولا سبيل لهم سلكوه الى هذا الصنيع الا حماقة بن لادن ومن سار في ركابه وانتهج منهجه ، الم تعلم أن سبب احتلال أمريكا افغانستان هي حادثة الحادي عشر من سبتمبر التي دبّرها بن لادن ؟ فأين الكرامة المسلوبة التي ردّوها؟ يا بن حسان ما أظنك تفقه ما تقول ، ولا أظنك تدري ما يخرج من رأسك ويسطره قلمك فنصيحتي لك أن تجلس الى أهل العلم وان تتعلم السنة من دواوينها الأصيلة ، كصحيحي البخاري ومسلم والمسانيد والسنن والدواوين الأخرى كالإبانة لابن بطة العكبري وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، وإياك أن تندسّ في ظلال قاعدة المعذرة والتعاون فإن أمرها وأمر أهلها قد انكشف وعُلِمَتْ هذه القاعدة وعُلِمَ أساطينها ومنظريها فلن يعدو هذا الفكر الذي تدندن به خافياً على أهل السنة ، فانحز الى أهل السنة وانظُمْ اليهم ودع عنك بُنَيّات الطريق دع عنك الكلام المزخرف المُنمّق فإنك بهذا الصنيع تضلُّ وتُضِلّ ونسال الله العافية
4-السائل: بارك الله فيكم شيخنا يقول رابعاً سُئِل عن جماعة التبليغ فقال: هي جماعة على خير لا تَعْدَمُ خيراً كثيراً تقدمه للامة وذكر عن الشيخ ابن عثيمين انه قال: هي من افضل الجماعات التي تعمل الآن على الساحة الا أنه ينقصها العلم فما رأيكم شيخنا - حفظكم الله-؟
فضيلة الشيخ عبيد الجابري : أظنك يا بن حسان في ثناءك هذا على جماعة التبليغ أحد رجلين :
إما أنك لا تعرف حالهم وما خبرت مسلكهم فإن كنت كذلك فاقرأ ما كتبه أهل العلم عنهم ، ومنهم الشيخ ربيع - حفظه الله- والشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصين - حفظه الله- ومنهم شيخنا الشيخ سيف الرحمن بن أحمد الدهلوي -رحمه الله- وغيرهم فقد أبانوا مسلك هذه الجماعة وأنها جماعة ضالة مضلة منحرفة عن سبيل المؤمنين
أظنك رجلٌ توافقهم على توافقهم على تفسيرهم للا اله الا الله الذي لا يعدو توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يدخلهم في الإسلام فتفسير الجماعة للا اله الا الله هكذا لا خالق الا الله ولا رازق الا الله ولا يدبر الامر الا الله فإن كنت على هذا المسلك فإنك لم تفقه لا اله الا الله ولم تعرف منها الا توحيد الربوبية فهل انت في دعوتك الناس على توحيد الربوبية ؟
هذا إن كانت لك دعوة وبئست الدعوة هذه أن رجلاً ينتسب الى الدعوة ويزعم انه يدعو الى دين الله الخالص يوافق هذه الجماعة على ما تقرره من توحيد الربوبية ، فضلاً عما لدى القوم من الشركيات ، أحيطك علماً إن كنت تطلب العلم بأن آخر ما تبايع عليه هذه الجماعة من يتبعها السلسلة الرباعية الصوفية وهي الجشتية والقادرية والسهروردية والنقشبندية فأي خير في هذه الجماعة؟ لكن أظنك اسطوناً من أساطين قاعدة المعذرة والتعاون التي أسلفناها وبهذا يظهر انك ليس عندك علمٌ يؤهلك يا بن حسان الى ان تكون داعية الى الله على بصيرة ، وأما قولك أن الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله- كان يثني عليها فلا نزاع عندنا معك فيه ، ولكن هل تدري الى ما انتهى اليه امر الشيخ - رحمه الله- في هذه الجماعة وجماعة الإخوان المسلمين ؟
إنه آخر أمرِهِ كان يبدِّعُ هاتين الجماعتين ولا يعدهما في الفرقة الناجية بل يعدهما هو وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحم الله الجميع- في الثنتين والسبعين الفرقة الهالكة وأقول لك خاتمة جوابي على هذا السؤآل يابن حسان : أنت مولعٌ بتقرير قاعدة المعذرة والتعاون واعلم ان هذا لن ينطلي على من كان عنده شيىءٌ من الفقه ، فضلاً عمن كان عنده علمٌ وبصيرة بدعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعم
5-السائل: شيخنا ما رأيكم في طعنه في الصحابي الجليل عمر بن الحَمِق حيث يقول عنه هذا الغبي الوقح الأحمق ابن الحَمِق الخزاعي وهو يطعن عثمان - رضي الله عنه- تسعة طعنات فيقول : طعنت عثمان تسعة طعنات ثلاث طعنات لله وستة طعنات لما كان في صدري عليه ولو صدق الكاذب الوقح المجرم الخبيث لقال: طعنته تسعة طعنات لما كان في صدري عليه ليس فيها شيىء ٌ لله وكيف يكون في قتل عثمان شيىء لله تعالى فما رأيكم بهذا الكلام - حفظكم الله- ؟
فضيلة الشيخ عبيد الجابري:
ليس غريباً من اشرب حب سيد قطب أن يقول مثل هذا القول ، فإن سيد قطب فان سيد ابن قطب من قبل قال: في خلافة عثمان - رضي الله عنه- بأنها فجوة بين خلافة علي والشيخين وكان يقع في عمر بن العاص ومعاوية ابن ابي سفيان وأبيه ابي سفيان وأمه هند - رضي الله عنهم أجمعين - ومما قاله في عمر ومعاوية - رضي الله عنهما- شراء أهل شراء الذمم او قال الذين يشترون الذمم فابن حسان أنا متيقن ٌ أنه ينهل من بحر سيد قطب ويشرب منه ولهذا كانت كلماته هذه كلها كدر وأما القصة التي جعلها مستندا له في النيل من ذلكم الصحابي والحمل عليه فهي من طريق الواقدي والواقدي متروك عند اهل العلم لا يحتج به في مثل هذا ولكن الظاهر ان الرجل يقمش ولا ينبش وما دام انه يستقي من بحر سيد قطب العفن الكدر فلا يستغرب منه هذا والا لو كان على سنة ما غاب عنه قوله - صلى الله عليه وسلم- :" اذا ذُكِرَ أصحابي فأمسكوا" وقوله -صلى الله عليه وسلم-:" لا تسبوا اصحابي فلو ان لأحدكم مثل أحد ذهبا فانفقه في سبيل الله ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفة " وهكذا أهل الأهواء فإنهم يحملون على أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - -ورضي عنهم - ويقعون فيهم ولا يرقبون فيهم الا ولا ذمة ، إن من كان صاحب سنة لا يجرؤ على مثل ما قاله ابن حسان وإن كان صحيحا عملا بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم ، وتوقيراً للصحابة -رضي الله عنهم- وكنت كثيرا ما أسئل عن ابن حسان هذا فأقول: هوعندي مجهول ليس عندي ما يسوغ فيه الكلام لا جرحاً ولا تعديلا وأما الآن فقد ثبت لدي أن الرجل منحرفٌ في منهجه عن أهل السنة والجماعة فهو لا يقرره ولا يدعو به وإنما هو على منهج الإخوان المسلمين أهل الشطط لا سيما سيد قطب والمودودي وغيرهما فيجب على من بلغته هذه المحادثة أن يحذر الرجل ، وأن يبتعد منه فمن خلال هذه العبارات المعروضة يستبين أن الرجل سفيه وقح فاسد المنهج ولا يغرنكم أيها المسلمون أن الشيخ علي الحلبي زكّاه ، فإن الشيخ علياً ابن حسن ابن علي ابن عبد الحميد الشامي الأثري يزكي من ليس أهلا للتزكية ، بل يزكي ضلالاً عُرِفَ ضلالهم مثل عدنان عرعور وأحمد السوكجي الأنصاري الذي أسس جماعة الارشاد في اندونيسيا فهومسكين ضائع في هذا الباب فلا يوثق من تزكيته ، ولا يغرنكم قول الأخ علي أن ابن حسان رجع عن مدحه لسيد قطب فهذا لا يكفي
أولاً: لما ذكرت لكم من تساهل الرجل في التزكيات فهو يزكي جزافاً
وثانياً هذه العبارات التي شاعت وذاعت وانتشرت عن ابن حسان في كتبه وفي خطبه وفي محافل اخرى صوتية له يجب اذا تاب ان يسلك نفس المسار وأن يتوب علناً معلناً براءته من منهج الإخوان ومن الثناء على اسامة بن لادن ومن الثناء على ابن قطب والمودودي وغيرهم وأن يفاصل هذا المنهج مفاصلة علنية ظاهرة وباطنة وأن يكون انحيازه الى اهل السنة والا فهو على ما هو عليه والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أملاه : عبيد بن عبد الله بن سليمان بن سليمان الجابري - المدرس بالجامعة الاسلامية سابقا
وكان هذا الاملاء عصر يوم الخميس الثاني والعشرين من جماد الآخرة عام 1429 المصادف للسادس والعشرين من يونيو عام 2008

منقول من شبكة الخير شبكة سحاب السلفية
لتحميل المادة
http://www.fatwa1.com/upfiles/files/6743/idahwabayan. صلى الله عليه وسلم m

3- نماذج من تلاعب الحلبي وقواعده الفاسدة:
مجموعة أسئلة حول بعض قواعد علي الحلبي الجديدة الفاسدة في الجرح والتعديل.
سألها: أبو عبد الرحمن رائد بن عبد الجبار المهداوي.
وأجاب عنها: الشيخ العلامة عبيد بن عبد الله بن سليمان الجابري – حفظه الله –وذلك في منزله العامر في المدينة النبوية بتاريخ 29/ شعبان/ 1429 هـ
السائل: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد:
فأودُّ شيخنا الفاضل أنْ أعرض عليكم بعض النقول من كلام علي حسن الحلبي التي جاءت في بعض التسجيلات المنتشرة، حيث يقول:
س1: "إنَّ علم الجرح والتعديل أصلاً وجد للمصلحة، علم الجرح والتعديل لا هو موجود في أدلة الكتاب ولا في أدلة السنّة، هو علم ناشئ؛ نشأ لحفظ الكتاب والسنّة، إذاً هو علم مصلحة" فما رأيكم بهذا الكلام حفظكم الله؟
ج1: الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ الملك الحقّ المبين، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله؛ سيد ولد آدم أجمعين، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وسلّم تسليماً كثيراً على مرِّ الأيام والليال، والشهور والسنين. أما بعد:
فإنّ هذا القول منشأه فيما يظهر لي الفلسفة، والروغان، والقياس العقلي. والجواب عليه من عدة أوجه:
الوجه الأول: أنّ علم الجرح والتعديل قد دلّ عليه الكتاب والسنّة والإجماع؛ فمن الكتاب الكريم قوله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ..." الآية، فهذه الآية نصّ صريح في قبول خبر الواحد العدل، ووجه ذلك أنه سبحانه وتعالى؛ أمر بالتثبت والتبيُّن حينما يأتي الخبر من قبل الفاسق، ومفهوم ذلك؛ أنّ العدل لا يتثبت من خبره، والعدل: هو من عرف بالصدق والأمانة والتثبت في نقل الأخبار، ووجه الدلالة من هذه الآية؛ في تقسيم النّاس إلى قسمين:
أحدهما: من يجب التثبت والتبيّن في خبره؛ وهذا هو الفاسق الذي عرف فسقه، والآخر: من يجب قبول خبره؛ لأنه قد عرفت عدالته، فإذاً أول القسمين مجروح؛ ولهذا كان خبره ساقطاً، والثاني معدّل مزكّى؛ ولهذا كان خبره مقبولاً.
وأما من السنّة المستفيضة عن النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلم ـ فقوله: "إيذنوا له بئس أخو العشيرة"، فلمّا دخل عليه الرجل هشّ له وبشّ، وألان له الكلام، فلمّا خرجوا من عنده قالوا: يا رسول الله! قلت في الرجل ما قلت، وصنعت معه ما صنعت قال:"إنّ شرّ الناس من تركه النّاس أو قال: من ودعه النّاس اتقاءَ فحشه"، وجه الدلالة في جملتين من هذا الحديث:
إحداهما في قوله: بئس اخو العشيرة، فهذا ذمٌ لذلكم الرجل باتّفاق أهل الشرع واللغة.
والجملة الثانية في قوله: إنّ شرّ الناس إلى آخره، فهذا تنبيه إلى شيئين:
أحدهما: أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلم ـ كان ما صنعه مع الرجل من لين الكلام والهشاشة والبشاشة له هو من قبيل المداراة، والمداراة سياسة شرعية واجبة في موضعها، والثاني مؤكد لما سبق من أن الرجل مذموم ممقوت، صاحب فحش، وهذا جرح آخر منه - صلّى الله عليه وسلم - لذلكم الرجل.
وأما الحديث الثاني: فهو حديث فاطمة بنت قيس ـ رضي الله عنها ـ ؛ أنها جاءت إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلم ـ، فقالت يا رسول الله: إنَّ أبا جهم ومعاوية خطباني، فقال:"أما معاوية: فصعلوك لا مال له، وأما أبو جهمٍ: فكان لا يضع العصا عن عاتقه.." الحديث، فالشاهد منه أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلم ـ تكلم في ذينكم الصحابيين ـ رضي الله عنهما ـ بما يجعل تلكم المرأة لا تقبل بأحد منهما؛ لأن الرسول ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ عاب كل منهما بعيب لا تطمئنُّ له المرأة المخطوبة، فالمرأة تريد رجلاً غنياً مستقرّاً عندها، فمعاوية فقير، وأبو جهم كثير الترحال، وعنه كنى بقوله لا يضع العصا عن عاتقه؛ وقيل في معناها: كثير الضرب، فهو ضرّاب للنساء، وسواءً كان ذا أو ذاك؛ فإنّ النساء لا تحب من هذا وصفه.
وأما الإجماع: فيدركه من نظر في كتب الجرح والتعديل التي لا تحصى، فأهل العلم قديماً وحديثاً يرجعون إلى هذه الكتب، وينظرون فيمن تكلموا فيه؛ أهو مزكىً عندهم معدل فيقبلون خبره، أو هو مجروح عندهم مذموم فيردون خبره، وما أظن أخانا الشيخ علياً يجهل هذا؛ ولكن أحياناً ينطبع على لسان الرجل قواعد فلسفيّة، فيعبر بعبارات فيها خبط وخبط، فيضيع السامع معها ويحار.
الوجه الثاني في قوله "ناشئ للمصلحة".
نحن نقول: أية مصلحة هذه؟ هل هي مصلحة نفعية دنيوية شخصيّة، أو هي مصلحة شرعية؟
الجواب هو الثاني، هو لمصلحة حفظ دين الله من العبث والخلط والخبط والدس، ومن هنا نقول: إنَّ علم الجرح والتعديل على ضربين:
أحدهما: متعلق برواة الأخبار ونقلتها عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وموضوعه سلسلة الإسناد من مصنف الكتاب الحديثي إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ، فهذا قد فرغ من أصوله وقواعده ودونها الأئمّة؛ فما علينا إلا أن نسير على قواعدهم تصحيحاً وتضعيفاً، جرحاً وتعديلاً.
الثاني: يتعلق بأهل المقالات والسلوك، يتعلق بأحوال الناس، فهذا العلم باقٍ ببقاء هذه السنّة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وأعني بالسنةّ سنّة رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلم ـ، والناس مضطرون إلى هذا العلم حتى فيما بينهم من المعاملات، وعلى سبيل المثال: فمن استشار في جوار رجل أو مداينته أو غير ذلك من التعامل؛ فإنه يرجع إلى أهل الخبرة به، فإن أثنوا عليه خيراً اطمأن، وإن أثنوا عليه شرّاً انشمر عنه وابتعد منه، ومثال آخر: لو أن رجلاً خطب إلى آخر موليته، فإن كان هذا الرجل المخطوب منه صاحب فطنة وكياسة وقبل ذلك نصحاً لموليته؛ فإنه يتذكر قوله صلّى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" صحيح بمجموع طرق.
فبناءً على هذا فإنه يسأل عنه الناس، يسأل جيرانه، ومعارفه وزملائه في العمل حتى يقف على حاله، فإذا انتهى به السؤال إلى أنه مرضيّ الدين والخلق؛ زوَّجه، وإن انتهى به السؤال إلى غير ذلك؛ فإنه لا يقبل به زوجاً لموليته، ومن هنا يعلم أن من زوج موليّته رجلاًً ثم بان بعد أنه غير كفءِ لها؛ لأنه إما غير مرضي الدين أو غير مرضي الخلق، وكان قبل تزويجه إياها لم يسأل عنه؛ فإنه ملوم ويتحمل التبعة جرّاء ما يجري على موليته من ظلم وبخس وتعدّ.
وهات السؤال الثاني، نعم.
السائل: بارك الله فيكم شيخنا وحفظكم الله.
ثانياً: يقول علي الحلبي مقعداً: فإذا ضاقت الأمور واختلفنا في فلان، فلا يجوز البتة أن نجعل اختلافنا في غيرنا سبباً للاختلاف بيننا. فما رأيكم حفظكم الله بهذا الكلام؟
ج2: أظنُّ أنّ أخانا علياً يشير إلى ما يجري في الساحة من الكلام على بعض الأشخاص، وهاهنا لا بدّ من بيان أمور:
الأمر الأول: أنّ الاختلاف في الأشخاص من حيث الجرح والتعديل هذا قديم، وليس هو وليد هذا العصر، بل منذ عرف هذا العلم - علم الجرح والتعديل - والأئمة يختلفون في أشخاص من حيث جرحهم وتعديلهم، والمعول عليه في هذا الأمر الدليل، ومن الأدلة التي ترجح أحد القولين: قول أهل الخبرة والمعرفة به من خلال معاشرتهم له أو نظرهم في كتبه، فمن أقام الدليل على رجل أنه مجروح، وأظهر الدليل على جرحه من كتبه أو من مقالاته، وبان أنه بهذه الأدلة مجروح؛ وجب قبول الجارح وُترك قول المعدِّل، لأنّ الجارح عنده زيادة علم خفيت على المعدِّل، ولعلنا نذكر هنا مثالاً بل مثالين:
الأول: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، يعدله الشافعي ويوثقه ويزكيه ويقول أحياناً: حدثني من لا أتهمه؛ يعنيه والعلماء على خلاف ذلك، من ذلكم أنّ مالكاً ابن أنس إمام دار الهجرة - رحمه الله - سئل عن إبراهيم هذا،أكان ثقة؟ قال: لا، ولا في دينه. فتُرك تعديل الشافعي لإبراهيم بن أبي يحيى هذا وقُبل جرح الأئمة له، فلم يعد عندهم شيئاً؛ متروك الحديث، فلم تنفع إبراهيم تزكية الشافعي، ولم تضرّ الشافعي نفسه؛ لأن هذا خفي عليه.
المثال الثاني: عبد الرحمن بن صالح العَتَكِي، الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ مع جلالة قدره وإمامته وسابقته في الفضل يعدله، وأبو داود يجرحُه، فقول أبي داود فيه مقبول وراجح؛ لأن أبا داود أبان سبب الجرح.
والخلاصة - وهو الأمر الثاني -: أنّ الجرح المفسر مقدمٌ على التعديل المجمل.
وثالثاً: في هذا العصر أثبت أخونا الشيخ ربيع -حفظه الله - فساد منهج سيد قطب وفساد عقيدته، وأقام الدليل على ذلك من كتب الرجل بما لا يدع مجالاً للشك، فالمنصفون والفطنا والحريصون على حفظ العقيدة والذبّ عنها وعن أهلها قبلوا كلام الشيخ ربيع؛ لأنه أقام الدليل من كتب الرجل، وأما أهل اللجج والشطط والحزبيات فإنهم إلى اليوم على تمجيد الرجل، وتبجيل الرجل، ورفعه فوق الرؤوس، والثناء عليه، وعدّه في مصاف الأئمة كذباً وزوراً وبهتاناً، وبهذا يعلم أنّ هذه القاعدة غير سديدة بل هي فاسدة، فأهل السنّة ينظرون في الأدلّة ويوازنون بينها، ويقبلون من الأقوال ما قام الدليل القطعي على صحته وترك القول الآخر. ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ رُوي عنه:"والله ما أظنُّ أنَّ أحداً أحبَّ إلى الشيطان هلاكاًً منيَ اليوم" فقيل: وكيف؟ قال: "تحدث البدعة في المشرق أو المغرب فيحملها الرجل إلي فإذا انتهت إلي قمعتها بالسنّة فتردّ عليه".
فيتحصل لدينا أنّ الناس قسمان:
قسمٌ لا يعبأ بالجرح و التعديل، ويراه من الاختلاف الذي فيه مندوحة، وهذا منهج فاسد لا يسلكه إلا جاهل أو صاحب هوى.
والقسم الثاني: من ينظر إلى أقوال العلماء في الرجال الذين لم تسبق له به معرفة، فيحكم الدليل، فما قام الدليل على جرحه فهو مجروح ساقط، وما لم يقم الدليل على جرحه فإنه يبقى على الأصل، ومن هنا يقال: الناس ثلاثة ـ المتكلم فيهم ثلاثة ـ:
- قسم ظهرت عدالته واستقامته، فهذا هو العدل السليم المقبول.
- وقسم ظهر جرحه وانحرافه بمقتضى الأدلة ، وهذا مجروح منبوذ.
- وقسم آخر الثالث مستور، فهذا يكفي أنه مستور فلا يتعب الناس أنفسهم في البحث عنه.
وهنا مسلك عظيم وهو الحقيقة في قاعدة؛ أنه في حال الفتن التي تعصف في الناس وتموج بهم كان القدامى من الأئمة يمتحنون الوافدة إليهم من الأقطار فإن أثنوا على علمائهم وخيارهم أهل السنّة فيهم خيرا قرّبوهم، وإن أثنوا عليهم شراً أبعدوهم ، ومن أقوالهم في ذلك: امتحنوا أهل المدينة بمالك، وامتحنوا أهل الشام بالأوزاعي، وامتحنوا أهل مصر بالليث بن سعد، وامتحنوا أهل الكوفة بسفيان، وامتحنوا أهل الموصل بالمعافى بن عمران. نعم.
السائل: بارك الله فيكم يا شيخنا.
السؤال الثالث: يقول علي الحلبي : ثمّ موقف عامّة الطلبة إذا أجمع أهل العلم على تبديع واحد لا يسعهم أن يخالفوه، إذا ما اجمعوا أنا أقول: إذا استطاعوا الترجيح لهم أن يرجحوا، ما استطاعوا يأخذوا الأحوط كأي مسألة شرعية ثم إذا كنت مقلداً حتى لو رجّحت فحسبك أن تكون مقلدا أما أن تكون مقلداً ومجتهداً ومدافعاً وناشراً وحامل لواء التعديل والجرح في هذا الباب هذا الحقيقة يخالف منهج السلف . فما قولكم – حفظكم الله- في هذا الكلام؟
ج3: أقول: الذي عرفناه عن أئمتنا وورثناه عنهم هو ما سبقت الإشارة إليه أن العبرة بالدليل، فمن قام الدليل عنده على بدعية رجل معيّن وجب عليه أن يبدعه بعينه هذا أولاً.
وثانياً تضمن كلام الأخ علي أمرين أو ثلاثة:
الأول : أن العبرة بالإجماع، بإجماع الأئمة على أن فلاناً من الناس مبتدع، أقول: هذا خطأ فاحش، فإن كثيراً من أهل البدع الموصوفين بأنهم معتزلة أو أشاعرة أو كُلاَّبية أو غيرهم من أهل البدع قبل الناس فيه كلام رجل أو رجلين ما دام أن هذا الكلام من عالم ورع تقي ذي خبرة بالرجال، وقام الدليل من كتبهم أو أقام البيّنة بمصادر أخرى، ومن الأمثلة:
- أنّ الإمام أحمد - رحمه الله - هجر داود بن علي الظاهري ـ رحمه الله ـ لأنه قال: القرآن محدث، وخلاصة القصّة أن داود هذا قدم على أحمد ـ رحم الله الجميع ـ فوجد ولده عبد الله في الباب، فقال: استأذن لي على أبيك قل له رجل من خراسان يريد أن يسلم عليك، فقال الإمام احمد ـ رحمه الله ـ: إن كان داود بن علي فلا يدخل، وكان داود يعتذر والإمام أحمد يقول: لا والله لا يدخل علي، كتب لي عنه بقوله القرآن محدث محمد بن يحيى الذهلي، فلم يطلب الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ الإجماع على ذلك من أهل العلم، ومثال آخر: لما جاء المتوكل العباسي الذي فرّج الله به عن أهل السنّة من محنة القول بخلق القرآن، بعث المتوكل رجلاً إلى الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ يستشيره في أناس ليوليهم، وكان الإمام أحمد يقول هذا لا يصلح، فلان لا يصلح، فلان كذا، فلان معتزلي، فلان كذا، فقبل الخليفة قوله ولم يطلب منه أوافقه أحد على ذلك أو لا، فمن أين لأخينا علي بن حسن الحلبي أصلح الله حالنا وحاله هذه القاعدة وهي: أنّه لا يقبل قول أحدٍ في تبديع أحد إلا بإجماع أهل العلم، نعم إن حصل الإجماع فمن يردّه؟؛ لكن ليس شرطاً كما هو صريح عبارة أخينا علي الحلبي عفا الله عنّا وعنه.
الأمر الثاني: يعني طلب الترجيح عند الاختلاف ووصف المرجح بأنه مقلّد، هذا لم نعرفه، لم نعرف عن الأئمة وصف من يرجح الراجح من الأقوال بدليله أنه مقلّد، إلا مجتهد المذهب الذي يرجح الذي ينظر في أقوال إمامه ويرجح الراجح منها،هذا مقلد، لكن المرجح الذي ينظر في الأقوال المختلفة وينظر في أدلّتها فيرجح بعضها بالأدلة هذا لا يسمى مقلداّ؛ هذا من الاجتهاد الذي عليه من أهل العلم ما لم يحصوْا قديماً ولا حديثاً، ثم هذا الاختلاف الذي يذكره أخونا الشيخ علي هو خلاف بين من؟ الخلاف المعتبر هو ما يكون بين أهل السنّة، أما خلاف المبتدعة فهو غير معتبر، ولا ينظر إليه في مسائل العقيدة والمنهج؛ لأنهم أهل هوى وأهل ابتداع، وإنما إذا اختلف أهل السنة في رجل أهو على سنّة أو على بدعة فإنَّ من كان من أهل العلم فرضه النظر في أدلة كلِّ فريق ثم يأخذ بما هو راجح قام الدليل على ترجيحه من الأقوال كما قدّمنا.
وأمر آخر في قوله "وحسبك أن تكون مقلداً"، أقول: يفهم بعض الناس من هذه العبارة الدعوة إلى التقليد على وجه الإطلاق أو على سبيل الإطلاق وهذا ليس بصحيح، فالناس قسمان:
قسم لا يسوغ له التقليد؛ وهذا هو العالم الذي بلغ رتبة الاجتهاد فإنه يجب عليه النظر في الأدلة حتى يصل إلى اليقين أو الظنّ الغالب إلى الحكم.
الثاني: من كان عامياً أو كان عنده علم لكنّه لم يبلغ رتبة الاجتهاد فهذا يقلّد من يثق بدينه وأمانته، وقد يقلّد العالم حينما يُعوِزُهُ الدليل إماماً يثق بدينه وأمانته في مسألة واحدة أو مسائل معيّنة، أما أن يكون الإنسان مجتهداً ومقلّداً في آنٍ واحد أو مرجحاً ومقلّداً في آن واحد على الإطلاق فلا، فالأمر ما بيّناه وفق ما ذكر الأئمة ـ رحمهم الله ـ.
السائل: جزاكم الله خيراً.
رابعاً: يقول عليٌ الحلبي - مجيباً عن سؤالٍ حول التفريق بين العقيدة والمنهج - يقول: ممكن هذا موجود هذا موجود، يوجد الآن نحن نعرف بعض الناس يعني في العقيدة تراه في توحيد الألوهية في الأسماء والصفات في باب القدر في كلّ الأبواب، لكن في باب الحكام يكفر الحكّام، في باب المنهج نراه حزبياً متعصباً، ممكن تواطؤ موجود؛ لكن أنا أقول كلمة أكررها دائماً: أقول: المنهج هو الإطار الحامي للعقيدة. فما قولكم بارك الله فيكم في هذا التفريق؟
ج4: أولاً: العقيدة إذا أطلقت عند أهل السنّة فإنها تنصرف إلى ما يستقر في القلوب؛ من الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، وما يتبع ذلك من مسائل الإيمان وأمور الغيب التي لا سبيل للوصول إليها إلا بكتابٍ أو سنّة صحيحة، وفي هذا أُلفت دواوين، وسميت كتب السنّة وتسمى كتب العقائد؛ لأنها تقرر عقائد أهل السنّة في هذه الأمور وما يتبعها مما يجب فيه الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله - صلّى الله عليه وسّلم -،ويذكرون ضمن ذلك توحيد العبادة، توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، فمن كان اعتقاده موافقاً لما دلّ عليه الكتاب والسنّة وأجمع عليه الأئمّة فعقيدته صحيحة، ومن خالف ذلك فعقيدته فاسدة ،إما عن جهل وإما عن هوى لكن عقيدته فاسدة.
ثانياً: المنهج في اللغة: الطريق والمراد به شرعاً: هو الطريق الذي يبين به أحكام الله في العبادات العلمية والعملية وفي المعاملة بين الناس.
الأمر الثالث: العقيدة والمنهج متلازمان، فمن وقع عنده خلل في المنهج تخبط في أمور الاعتقاد، ومن وقع عنده خلل في العقيدة تخبط في أمور المنهج، على سبيل المثال: الجهميّة والمعتزلة حينما يذكرون في أصولهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يريدون به الخروج على الولاة ولا يشك أحد في فساد عقيدة هاتين الطائفتين، الخوارج لما فسد منهجهم وانحرفوا عن الكتاب والسنّة وسيرة السلف الصالح وقعوا في استباحة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، وهذا مجمع على تحريمه، يرون أنّ قتال عليّ ـ رضي الله عنه ـ ومن معه من الصحابة وخيار التابعين يرونه طريقاً إلى الجنّة؛ يقولون الرواح الرواح الجنّة ، استحلوا دماء خير الناس بعد رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ من هذه الأمّة، خير الناس من هذه الأمّة بعد نبينا ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ، واعتقدوا أنّهم كفار.
والخلاصة: أنّ الإسلام يعني في مجال الدعوة يتألف من العقيدة والمنهج؛ من سلامة هذين، فمن سلمت عقيدته استقام منهجه ولا بدّ، ومن اختلّت عقيدته اختلّ منهجه وكذلك العكس، من اختلّ منهجه حصل عنده خلل في العقيدة ، فالخوارج يكفرون بالكبيرة، يكفرون المسلم بالكبيرة، فيستحلون دمه وماله ويسبون أهله، فهو في الدنيا عندهم كافر، ويحكمون عليه بالخلود في النار إن مات على كبيرته، والمعتزلة جعلت صاحب الكبيرة في الدنيا في منزلة بين منزلتين؛لا مسلم ولا كافر، ويوافقون الخوارج في الحكم الأخروي على مرتكب الكبيرة، فخالفوا الكتاب والسنّة والإجماع، وكلها قد تضافرت على أنّ الفاسق الملّي - يعني عاصي الموحدين عاصي أهل المؤمنين - هو في الدنيا مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، وهو في الآخرة تحت مشيئة الله، فخلل منهجهم قام على خلل عقيدتهم، وإلا لماذا يقاتلون الحكام ويخرجون عليهم؛ لأنهم يعتقدون أنهم كفار وأن أموالهم ودمائهم وأعراضهم حلال. نعم .
السائل: حفظكم الله شيخنا.
السؤال الخامس([1]): قال علي الحلبي عن جمعية إحياء التراث الكويتية: إنهم من أكثر من دافع عن عقيدة أهل السنّة ونصرة منهج الشيخ الألبانيّ في مسائل الإيمان، كيف يقال تكفيريون؟! هذا لا يقال لكن في ملاحظات في ملاحظات، أيهما أولى أن نكون قريبين منهم ونستغل قربنا منهم في نصحهم وتوجيههم على الخير، أم أن نعاديهم لننشغل بهم وينشلوا بنا ونترك دعوتنا الأعظم والأشمل في ذلك، ومع ذلك نحن نقول ليس لنا صلة بالتراث حتى لا يؤخذ كلامي على أساس بأنه دفاع؛ ولكنه دفاع عن الحق، أقول: جمعية إحياء التراث لها من النشاط وعندها من طلبة العلم وعندها من القدرات الشيء الكبير، الأول والأولى أن يكون هناك تواصل وتناصح معهم، التناصح معهم قد يؤثر فيهم المعاداة لهم لن تؤثر فيهم ، لا يزالون ينتشرون في كلّ يوم أكثر وأكثر، وللأسف نحن شئنا أم أبينا كأننا ننحسر أكثر وأكثر بسبب هذا الأسلوب العدائي. فما قولكم بارك الله فيكم في هذا الكلام؟.
ج5: أقول ابتلي أخونا الشيخ علي بن حسن الحلبي - عفا الله عنّا وعنه - بهذه التقعيدات الفلسفية، وما يدري أنها تغمسه في قاعدة المعذرة والتعاون؛ نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، وهذا المسلك أنا أربأ بأخينا عنه لأنه لا يسلكه إلا ساذج مغفّل أو لعّاب ماكر، جمعية إحياء التراث بشهادة العدول من أهالي الكويت على أنها جمعية منحرفة، وخير شاهد عليها أنها تؤوي القطبيين والإخوانيّين والتبليغيّين إليها وترفعهم إلى مصافّ أهل العلم، وهذا المسلك لا تسلكه جمعيّة أخذت على نفسها نصرة السنّة وأهلها، ولا يسلكه فرد ولا جماعة إلا إذا كان يلعب على الحبلين؛ إلى هؤلاء بوجه وإلى هؤلاء بوجه، فما أدري ماذا يريد الشيخ علي حينما يدعوا إلى التقرب إليهم، وعدم مفاصلتهم، وغمز من يفاصلهم، بأن أسلوبه أسلوب عدائي، سؤال هنا: هل الشيخ علي يرى الولاء والبراء من أصول أهل السنّة أو لا؟! فإن كان يراه فإنّ من فاصل جمعية إحياء التراث وغيرها من الجمعيات المنحرفة ينطلق من قاعدة الولاء والبراء، فإنّ الحبّ في الله والبغض في الله، وإن كان لا يرى هذا - وأعيذه بالله من ذلك - فإنه منغمس وغارق في الإخوانيّة؛ فإنّ جماعة الإخوان المسلمين عندهم ولاء ولا براء، فإنّ هذا القول من رجل ينتسب إلى الحديث وأهله من أبطل الباطل، لأنه يغرر بمن ليس عنده فطنة ولا كياسة ولا دراية بأهل البدع فيواليهم من حيث لا يشعر.
ومن وجه آخر: يَحْمِلُ على من يفاصل أهل البدع، ولهذا كان الخلل في هذه العبارة، ومن خبر هذه الجمعية وخبر سياستها وعرف حالها يجد أنها تلعب على الحبلين وتسير بين الناس بوجهين، تعمل سياسة تقريب بين أهل السنّة وأهل البدعة؛ وهذا هو عين مسلك حسن البنا حينما دعا إلى التقريب بين السنّة والشيعة وأنشأ دوراً في مصر لهذا العمل. نعم.
السائل: سادساً([2]) : اتهم الحلبي في أحد التسجيلات المنتشرة الشيخ ربيعاً المدخلي بأنّ كلامه فتنة وأنه يكيل بمكيالين ويزن بميزانين. فما قولكم بارك الله فيكم؟
ج6: هذا الجواب عنه من وجهين:
أولاً: كان لأخينا الكبير الشيخ ربيع- حفظه الله - السبق في تعرية أئمة الضلال، والكشف عن فساد عقائدهم ومناهجهم، ومن ذلكم ابن قطب المصري، كما أنّه له كذلك راية قويّة وشوكة في صدور أعداء أهل السنّة من المتحزبة، راية - ولله الحمد - ما هانت ولا لانت ولا يقدر قدرها إلا أهل السنّة، فمواقفه معروفة، وهي محلُّ الثناء والتقدير والاحترام من إخوانه العلماء، وأبنائهم طلاب العلم أعني أهل السنّة.
ثانياً: هذا الذي قاله الشيخ علي - المبتلى بهذه الفلسفات وهي في الحقيقة وصمة في جبين من ينتسب إلى الحديث وأعيذه بالله من ذلك - أول ما عرفناه من الحدادية، وهي فرقة اندست بين السلفيين تتظاهر بالسلفيّة وسلت حربتها على أهل السنّة، كيف يا أهل السنّة الشيخ ربيع وإخوانه تنقمون على سيد قطب ولا تنقمون على ابن حجر والنووي؟ وقد أجاب أهل العلم ولله الحمد عن هذه الفرية، وخلاصة جوابهم أنّ ابن حجر والنووي ـ رحمهم الله ـ أولاً هم أهل علم وفضل؛ علم بالحديث الشريف ونشر له ومحبّة له ولأهله وأما سيد قطب وأمثاله فجهلة ليس عندهم علم، وكلّ ما عندهم شقشقة عبارات وزخارف أقوال.
ثانياً: أخطاء النووي وابن حجر لم تتخذ منهجاً يوالى ويعادى فيه، بخلاف منهج سيد بن قطب فإنه اتّخذه الحزبيون وأتباع الجماعات الدعويّة الحديثة - التي كلها ضالّة مضلّة - اتخذوه منهجاً يوالون ويعادون عليه، فكان لزاماًُ على الشيخ ربيع وإخوانه أن ينبروا لهذا المنهج الفاسد ويعروه ويبينوا حاله وضلاله، فهذا الذي أثار حنق هؤلاء، فرقة تتظاهر بالسلفية وهي ضالّة مضلّة أعني الحدادية، فلا أدري كيف وقع الشيخ علي - عفا الله عنّا وعنه - في هذا المسلك المشين، هل يريد من الشيخ ربيع وإخوانه أن يساووا في النقد بين علماء حديث وجهلة ضلال؟! أو ماذا يريد الشيخ علي؟ ليبين المكيالين الذين يكيل بهما الشيخ ربيع وإخوانه، هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، عرفونا على المكيالين. نعم.
السائل: حفظكم الله شيخنا الفاضل.
هذا هو السؤال السابع والأخير: يقال: إنكم أثنيتم على علي الحلبي قديماً والآن اختلف كلامكم، فالبعض اتهمكم بالتناقض فما قولكم بارك الله فيكم؟
ج7: أولاً: ليس الباعث على تزكية رجل والثناء عليه هو التقرب إليه والتزلف له، كما أنه ليس الباعث على ذم رجل وجرحه ومقته هو التشفي منه، فما ورثناه عن الأئمة أنّ الجرح والتعديل مبني على مصلحة شرعية، وقدّ دلّ الدليل على أنّ هذا المنهج هو من أصول أهل السنّة والجماعة، بالجرح والتعديل يذبّون عن السنّة وعن أهلها، فالتزكية تقوي العزيمة عند أهل السنّة وتشد أزرهم وتعينهم على ما هم عليه من السنّة، والجرح هو دحض البدع والوقوف في وجه المبتدعة؛ حتى لا تتسرب أفكارهم الفاسدة إلى صفوف أهل السنّة فتفرق جمعهم وتشتت صفّهم.
ثانياً: يثنى على الرجل ويزكّى حين يظهر الخير، ومن ذلك الذبّ عن السنّة وأهلها والتقرب إلى السنّة وأهلها ونشر السنّة في مقالاته وفي كتاباته؛ بهذا يستوجب الثناء، ويذمّ الرجل ويجرح - وإن كان قد زكّي من قبل - إذا انحرف عما كان عليه من منهج وسمت؛ فأصبح يخلط ويخبط، ويلقي عبارات تجرّؤ أهل البدع وتناصرهم على أهل السنّة وتقوّي شوكتهم.
الأمر الثالث: يعلم مما سبق أنّا ولله الحمد لم نتناقض في أمر أخينا الشيخ علي، فنحن زكينا بما أظهر لنا من السنّة، وتعرفنا عليه من خلاله؛ فاقتربنا منه وفرحنا به، لا سيما أنه ينتسب إلى إمام الحديث شيخ الإسلام الثالث في هذا العصر اعني به الشيخ ناصر الألباني ـ رحمه الله ـ ، لكن ظهرت من أخينا الشيخ علي ـ عفا الله عنّا وعنّه وهدانا وإياه وإياكم إلى مراشد الأمورـ كلمات وعبارات تفت في عضد أهل السنّة وتشدّ أزر المبتدعة، يعني نظرنا فيه، وأصبحت تزكياته عندنا غير مقبولة، وأقولها ولا أجد غضاضة تزكيات الشيخ علي عندنا غير مقبولة؛ لأنه زكّى رجالاً ليس أهلاً للتزكية، هاكم أمثلة:
أولاً: يزكي عدنان بن أحمد عرعور ويصف ما بينه وبين الشيخ ربيع من الردود التي ظهر خلالها أنّ الرجل فاسد المنهج ـ أعني عدنان ـ يقول : هذا مما يحدث بين الأقران، أنظروا من يقول إن عدنان بن أحمد عرعور هو قرين الشيخ ربيع في العلم والفضل ونصرة السنّة، بل ثبت عندنا أنّ عدنان عرعور هذا قطبيٌ محترق، وبضاعته في أوروبا وفي أمريكا - يعني في الغرب - هي نشر فكر سيد قطب، ويعاونه في هولندا أحمد سلاّم، أظنه شامياً.
ثانياً: زكّى حسين عشيش لا أدري من أي الأقطار هو، حسين عشيش هذا يقول في شروط لا إله إلا الله أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو الذي أتى بها ـ يعني يقول إنها بدعة ـ ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - لم يأتِ بها من تلقاء فكره بل أتى بها مدلّلاً عليها من الكتاب والسنّة، وهكذا كل شروط يذكرها العلماء يدلّلون عليها من الكتاب والسنّة، يزكّيه الشيخ علي ويثني عليه ويذكر أنه من السلفيين.
ثالثاً: لمّا ظهرت فتنة أبي الحسن المأربي ـ مصطفى بن إسماعيل السليماني، المصري منشأً، الذي استوطن مأرباً باليمن ـ لمّا تكلّمنا فيه مع من تكلّم فيه من أهل السنّة وأبنّا فساد منهجه، شارك بقية المشايخ في الشام - ومنهم مشهور وسليم - فصدر عنهم بيان ضدنا، وهذا البيان أملاه عليهم أبو الحسن نفسه باعتراف أبي الحسن - اعترف بهذا وذكر انه أملاه عليهم - ، فأنا أنصح أخانا الشيخ علي أن يعود إلى أهل الحديث فيسلك مسلكهم، ويبتعد عن أهل الحزبيات والبدع فإنهم لا يألون جهداً في التفريق بينه وبين إخوانه، وسيوغرون صدره وصدر الآخرين بغضاً وعداوةً وحقداً وحسداً، أنصحه أن يعود إلى إخوانه أهل السنّة، وأن يدع هذه العبارات الفلسفيّة والقواعد التي مبناها على القياس الفاسد، والله وبالله وتالله إني ناصحٌ له، وإلى الآن ما تكلمت فيه كما أتكلم في أهل البدع أعيذه بالله من ذلك ولكن أقول مكرراّ خاتماً بها المجلس والإجابة على أسئلتكم: تزكيات الشيخ علي غير مقبولة؛ لما فيها من التعدي على أهل السنّة، وظلمهم، وشد أزر أهل البدع، وتقوية صفوفهم، وأسأل الله الكريم ربّ العرش العظيم - وأنا في ختام هذه الكلمة - أن يرينا وإياكم والشيخ علياً الحقّ حقّاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا جميعاً الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله ملتبساً علينا فنضل.
خُتم هذا المجلس وسجلت إجابات الأسئلة فيه بعد مغرب السبت، التاسع والعشرين من شعبان، عام تسعةٍ وعشرين وأربع مئةٍ وألف، الموافق للثلاثين من أغسطس آب - عندكم يا أهل الشام - سنة ثمانٍ وألفين.
أملى ذلكم عبيد بن عبد الله بن سليمان الجابري المدرس بالجامعة الإسلامية سابقاً.
السائل: بارك الله فيكم يا شيخنا، وأحسن إليكم، ونصركم، ونصر بكم الحق والسنّة، وجزاكم الله خيراً.
4- ننصح بعدم قراءة كتب علي الحلبي الأخيرة لما فيها من طعن في أهل السنة وتزكية للمبتدعة وانحراف عن السلفية:
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا]
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فقد اتصلت بشيخنا العلامة عبيد بن عبدالله الجابري حفظه الله تعالى اليوم الثلاثاء الموافق 29/11/1430هـ ضحى وسألته عن فتواه في قراءة كتب الحلبي وعن أخذ العلم عنه، وقرأت عليه الموضوع الذي نزله الأخ أبو ليث هادي جزاه الله خيراً في شبكة سحاب السلفية تحت عنوان (الأطوار التي مرّ بها الشيخ علي الحلبي هدانا الله وإياه يبينها شيخنا الجابري حفظه الله) وكانت قراءتي فقط لسؤال وجواب الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله تعالى (وهل تنصحون بقراءة كتبه خاصة ما يتعلق بالمنهج؟
وقد أصلح الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى بعض الكلمات وأضاف جملاً مهمة تبين مقصوده في هذه الفتوى!
كما سألته سؤالاً آخر بقولي : هل نفهم من كلامك يا فضيلة الشيخ أن الحلبي يعتبر مرجعاً لجميع فئات الناس في بلده ؟ فأجاب حفظه الله بجواب كافٍ شافٍ وسأنقل الآن فتواه الأولى ثم جوابه عن سؤالي :
سئل الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله تعالى : هل تنصحون بقراءة كتبه – أي علي الحلبي - خاصة ما يتعلق بالمنهج ؟
فأجاب حفظه الله تعالى : كتبه : كتبه الأخيرة لا أنصح في الحقيقة بقراءتها لما فيها من التحامل على أهل السنة وفي المقابل الثناء على المتلوثين بالبدع والمحدثات مثل محمد حسان وعدنان عرعوروغيرهم، وأما قبل ذلك بسنين فالظاهر أنه لا بأس بقراءتها، له كتاب يثنون عليه أنا ما أطلعت عليه عنوانه (فقه الواقع بين النظرية والتطبيق ) وله كتب حديثية أظن في الصلاة بين السواري وغيرها نافعة ، أما كتبه الأخيرة المتعلقة بالساحة فأنا في الحقيقة لا أنصح بقرائتها، نعم من كان راسخا ًفي العلم قويا ً متضلعا ً بالسنة هذا يمكن أن يطلع عليها ويعرف ما عند الرجل إن أراد أن يرد عليه ردا ً علميا ً مؤصلا ً أو يناصحه حسبما تيسر، وقد يكون الرد واجباً إذا رآها انتشرت في قطره وفتن بها الناس يبين ما فيها من خطأ، حتى لا يغتر بها الناس .
حتى الساعة في الحقيقة نحن لم نقل الأخ علي مبتدع ضال لكني أنصح أن لا يَرِد الناس إليه من خارج قطره أما من هم من قطره فالظاهر أنهم في حاجة إليه وهم في حاجة إلى من دونه على ما فيه لأننا لا نعلم في قطره عالما ً بعد الألباني عالما ً يرجع إليه ويصدر عن أقواله وفتاويه وأحكامه لا أعلم أحدا ً حتى الساعة ، فكونه يرد إليه من هو من أهل قطره ويأخذون عنه الحديث وفي شروح كتب العقائد الصافية هذا لا مانع منه إن شاء الله ، أما الوفود عليه من خارج قطره فلا ، لأن الآن الوقت وقت حرب ضروس وهو شاهر سيفه الحاد على أهل السنة بلا هوادة عفا الله عنا وعنه ونسأل الله أن يرده إلى الحق ردا ً جميلا ً انتهت الفتوى.
ثم زاد الشيخ العلامة عبيد الجابري قوله :
وبهذا يعلم أن فتوانا في أخذ العلم عن الرجل مقيدة بثلاثة قيود :
1- الاقتصار على كتبه القديمة مثل ما سمي منها .
2- أن يشرح نصوص الكتاب والسنة على وفق فهم السلف الصالح؛ فلا يزيد على ذلك ولا ينقص منه.
3- الثالث : أن لا يدخل في تقريراته العلمية أفكار المنحرفين. انتهى
ثم سألت شيخنا عبيد الجابري : هل نفهم من كلامك يا فضيلة الشيخ أن الحلبي يعتبر مرجعاً لجميع فئات الناس في بلده ؟
فأجاب حفظه الله تعالى : إن الرجل يصلح مرجعاً لغير الحاذقين من طلاب العلم، أما من كان متبصراً في المنهج وراسخاً في العقيدة فهو في غنى عنه، وعن أمثاله.
ولكن عوام المسلمين هناك في الأردن بحاجة إلى من يعلمهم العقيدة الصحيحة والفقه في دين الله.
والقادر على الرجوع لأهل العلم حيثما كانوا في صحة العقيدة وسلامة المنهج فلا يسوغ له الرجوع إليه.
وأنبه إلى أنه لا يوثق من الحلبي في الثناء والتزكيات كما أسلفنا غير مرة انتهى كلامه حفظه الله تعالى.
قلت : من أقوال الشيخ العلامة عبيد الجابري في تزكيات الحلبي :
ما قاله حفظه الله تعالى في أجوبته على أسئلة الشيخ رائد المهداوي : ظهرت من أخينا الشيخ علي ـ عفا الله عنّا وعنّه وهدانا وإياه وإياكم إلى مراشد الأمورـ كلمات وعبارات تفت في عضد أهل السنّة وتشدّ أزر المبتدعة، يعني نظرنا فيه، وأصبحت تزكياته عندنا غير مقبولة، وأقولها ولا أجد غضاضة تزكيات الشيخ علي عندنا غير مقبولة؛ لأنه زكّى رجالاً ليسوا أهلاً للتزكية ..
وقال في نفس الأجوبة : تزكيات الشيخ علي غير مقبولة؛ لما فيها من التعدي على أهل السنّة، وظلمهم، وشد أزر أهل البدع، وتقوية صفوفهم انتهى.
وقال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى : إن الشيخ علياً بن حسن بن علي بن عبد الحميد الشامي الأثري يزكي من ليس أهلا للتزكية، بل يزكي ضُلالاً عُرِفَ ضلالهم، مثل عدنان عرعور وأحمد السوكجي الأنصاري، الذي أسس جماعة الإرشاد في أندونيسيا فهو مسكين، ضائع في هذاالباب فلا يوثق من تزكيته انتهى
وقال حفظه الله تعالى كما في مقال أبي ليث هادي (الأطوار التي مر بها الحلبي ) : إن الرجل لا يوثق من تزكياته وأنه ضايع في هذا المجال. انتهى.
فجزى شيخنا العلامة عبيد الجابري على هذا البيان والنصيحة الصادقة!
وقد سبق مني أن منعت من قراءة كتب الحلبي القديمة والجديدة وأعني التي قام بتأليفها أمَّا كتب الحلبي التي هي عبارة عن تحقيق كتب العلماء فهذه يمكن أن يؤخذ بتحقيق غيره إن كان جيداً أو يستفاد من تحقيق الحلبي للكتاب إن لم توجد عليه ملاحظة.
ولا يتعارض قولي مع قول العلامة عبيد الجابري؛ لأن منعي من القراءة لكتب الحلبي (القديمة) هو من باب الهجر له، وحفظ الشباب السلفي من الحلبي والتأثر به؛ فمعلوم أن من يقرأ في كتب شخص سيتأثر به، ويألفه .
ولذلك قال الشيخ النجمي رحمه الله تعالى في الحلبي وزمرته الذين يزكون أهل البدع كالمغراوي والمأربيوغيرهما :" هؤلاء معدودون من السلفيين؛ ولكن نقلتَ عنهم أنَّهم يؤيدون أبا الحسن، ويؤيدون المغراوي، ويزكونهم، ومن يزكي المغراوي التكفيري؛ فإنَّ عليه ملاحظات، ولا نستطيع أن نقول فيه أنَّه يؤخذ عنهم العلم .انتهى .
ولا شك أن من صور أخذ العلم القراءة في كتبهم.
خاصة وأنه توجد كتب سلفية كثيرة تغني عن كتب الحلبي .
ولا شك أن الكتب الصافية خصوصاً في مسائل المنهج أولى بدلالة الناس عليها .
وأما كتب الحلبي المخالفة لمنهج السلف فتحريم القراءة فيها إلا لمن أراد الرد عليه : هو قول أهل العلم.
قد سئل الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى في تحفة المجيب (209رقم7) : الذين كانوا يعتبرون على المنهج الصحيح ثم زاغوا عنه هل يجوز لنا الاستماع إلى أشرطتهم أو قراءة كتبهم المؤلفة قديماً وكذا محاضراتهم؟
فأجاب رحمه الله تعالى بقوله: أنا لا أنصح بقراءةكتبهم ولا سماع أشرطتهم،وتعجبني كلمة عظيمة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول فيها : لو أن الله ما أوجد البخاري ومسلماً ما ضَيَّع دينه .
فالله سبحانه وتعالى قد حفظ الدين، يقول الله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}فأنصح بالبعد عن كتبهم وأشرطتهم وحضور محاضراتهم وهم محتاجون إلى دعوة، وإلى الرجوع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى من الذي حصل منهم في قضية الخليج وفي غيرها انتهى
وقد سئل العلامة ربيع المدخلي حفظه الله كما في شريط لقاء الشيخ ربيع مع الإخوة السلفيين الفلسطينيين: هل ينتفع بكتب أهل البدع إذا كانت قد ألفت قبل انحرافهم أو بعدهُ إذا كانت خالية من الانحراف وجيدة في الباب ؟
فأجاب حفظه الله تعالى :إن في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي تراث سلفنا الصالح الطاهر النظيف من البدع. ما يغني عن الرجوع إلى كتب أهل البدع سواء ألفوها قبل أن يقع في البدع أو ألفوها بعد ذلك لأن من مصلحة المسلمين إخماد وإخمال ذكر أهل البدع فتعلق بكتبهم بقصد الاستفادة يرفع من شانهم وُيعلى منازلهم في قلوب كثير من الناس ومن مصلحةالمسلمين والإسلام إخماد وإخمال ذكر رءوس البدع والضلالة. وما يخلوا كتاب من الحق حتى كتب اليهود والنصارى وطوائف الضلال ... فالأولى بالمسلم أن يركز على ما ذكرناه سلفاً فإنه آمن للمسلم وأضمن له وأبعد له من أن يكرم من أهانه الله هذا ما أقول عن إجابة هذا السؤال قد لمح بعض الأئمة وذهب إلى أنه لا ينبغي الأخذ عن أهل البدع حتى لو – يعني - كان حقاً وإذا أمكن أخذ الحديث من غير طريق المبتدع فالأولى الابتعاد عنه ولو كان عنده هذا الحديث الأولى الابتعاد عنه إخماداً لذكره كما أسلفنا انتهى.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .
أخوكم المحب
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الثلاثاء 29/11/1430هـ