المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصيحة لعلماء الدّعوة السلفية حول ما يجري الآن من التحريش بينهم



أم عبد الصمد الجزائرية
28-Jun-2011, 12:48 AM
نصيحة لعلماء الدّعوة السلفية حول ما يجري الآن من التحريش بينهم

الحمد لله ربّ العالمين و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه و من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدّين .
أما بعد ؛ فعن أبي رقية تميم بن أوس الداري t أنّ النبي r قال : (( الدّين النصيحة )) . قلنا : لمن ؟ قال : (( لله ولكتابه ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم )) ([1] (http://www.al-amen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=105#_ftn1)).

و بعد ؛ فإنّه من المؤسف جدّا ما يحصل في هذه السنوات الأخيرة من تبادل بعض أهل العلم للطعون ، مقرونة بألفاظ من السباب والشتائم تُذهل ألباب أهل السنة أن يسمعوها تقال في مشايخهم وقدوتهم ، أو تصدر منهم في حق إخوانهم .

و من منطلق وجوب إحسان الظن بأهل الخير ، و لاسيّما مُقَدَّميهم فإنّي و إخواني في الله ممّن بغيتهم – إن شاء الله – معرفة الحق ، والعمل به اجتهدنا في حمل كل ما يجري على أحسن المحامل ، دون غلوّ أو جفاء .
مستعينين بعد الله – جل وعلا – بما تعلّمناه من أولئك المشايخ الفضلاء من القواعد التي يجب أن تسلك في مناصحة العالم إن أخطأ ، و ضرورة حسن الأدب معه ، والترفق به ، وعدم التشنيع عليه ... إلى آخر ذلك من الآداب العظيمة . فوجدنا باستقراء ما يحصل الآن أنّه في واد وتلك القواعد في واد آخر !!
فيا أيّها العلماء ، ألستم أنتم الذين علّمتمونا أنّ العالم إن أخطأ فإن مخالفته تردّ و لكن بتأدّب معه ، فيناصح برفق منبعه الحرص على اهتدائه ، و مراعاة مكانته التي بوّأه الله إيّاها ، وسدّ الباب في وجه من قد يتخذ ذلك الخطأ سببا للطعن فيه ، وتنفير الناس عنه ، و إسقاطه من أعين طلابه ...؟!

و أنّ المناصحة تكون سرّا ما لم يؤدّ ذلك إلى انتشار الخطإ ؛ فتبذل علانية مع حفظ كرامته ، و صيانة عرضه ، وعدم التطاول عليه بنابيات العبارات ؟!!

ثمّ إن حصل و أصرّ على الخطإ لِمَ لا يُترفق به ؟! و لاسيّما إن كان الخطأ اجتهاديّا ؟!
لِمَ لم تلتفتوا أيّها العلماء إلى ما يسبّبه طعن بعضكم في بعض من تنفير الناس عن الدعوة السلفية ؟! ومن اغتنام أهل الأهواء الفرصة للتشكيك في أصولها ، و في كلامكم في كثير من قادتهم ورؤسائهم بزعم أنّكم لم تتركوا أحدا إلاّ وطعنتم فيه ؟! وما أسرع تأثير هذه الشبهة على قلوب ضعفاء العلم والإيمان و لاسيّما في هذا الزمان الذي قبض فيه العلم ، و فشى الجهل ؟!

و إذا بلغ العالم طعن أخيه فيه أليس من الضروري أن يكون حليما ، رفيقا ، صبورا ؟! فيسعى جاهدا لإصلاح ذات البين . ويا حبّذا بل و قد يتعيّن عليه أن يتّصل بأخيه مباشرة و لاسيّما في مثل هذا الوقت الذي عاث فيه النّمّامون بين أهل العلم فسادا . فيستفسر بحلم جمّ عن أسباب ما حصل ، و يحرص مبتغيا بذلك وجه الله – جل وعلا – على اتباعه و أخيه للحق في المسألة التي اختلفا فيها . فإن حصل الوفاق و إلا فيصبر ويستمر في المناصحة . فهو خير من التشهير بأخيه بألفاظ من الشتائم!! التي تسبّب ما الله به عليم من الفساد العريض .

إنّي – أيها العلماء – لست في مقام المتعالم الذي يسرد عليكم أمورا يعلمها صغار طلاب العلم ، و إنما أنا أذكّركم بما غفلتم عنه ، مستدلّين بقوله تعالى : }وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا{([2] (http://www.al-amen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=105#_ftn2)) ! ناسين أنّكم قدوة ، يتعيّن عليكم الاقتداء برسول الله r في حلمه و صبره و أنّ مقابلتكم للسبّ بمثله أو بما هو أفظع منه ضرره على الناس عظيم . من ناحية دينهم و أخلاقهم ؛ إذ تفقدونهم الثّقة بعلمائهم و تشكّكونهم في علمهم ، و تسقطون هيبتهم من قلوبهم ، و تجرّئونهم عليهم . كما أنكم تصرفونهم عن الأخلاق الفاضلة من الصبر على الأذى و الحلم والصفح و العفو... وغيرها من أركان حسن الخلق الذي يبلّغ صاحبه درجة الصائم القائم .

قد يستدل البعض على جواز استعمال بعض ألفاظ السّبّ حال التّجريح بصدور شيء من ذلك من بعض علماء السلف في بعض أهل الأهواء . فيجاب عليه – حسب علمي -:
1- أن ذلك كان في حق أهل البدع و الضلال .
2- أن أهل السنة في تلك الأعصار كانت لهم الشوكة ، و القوة ، والكثرة ، والكلمة المسموعة ...

3- أنهم كانوا يقصدون بها الزجر والتنفير من الباطل و أهله .

4- أن تلك الألفاظ كانت تصدر منهم أحيانا ، و ليست ديدنا لهم .

5- أن خير الهدي هدي محمد r .

6- أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح .

هذا ما تيسر لي تقييده بحمد الله . والذي أردت به الذب عن أعراض بعض العلماء السلفيين في السعودية واليمن سواء من تكلموا أو تكلم فيهم . وما قصدت به أهل الأهواء والبدع من أمثال علي حسن الحلبي وغيره من الحزبيين .

اللهم اجمع كلمة أهل السنة ، و وحد صفوفهم و ألف بين قلوبهم . إنك لسميع الدعاء .

}رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10){ ([3] (http://www.al-amen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=105#_ftn3))

}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18){ ([4] (http://www.al-amen.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=105#_ftn4)).

كتبته الفقيرة إلى رحمة ربها وعفوه
أم عبدالصمد الجزائرية
غفر الله لها ولوالديها
في الجزائر بتاريخ 25/07/1432ه

([1]) رواه مسلم (55) ، والترمذي (1926) ، و النسائي (4197-4200) ، و أبو داود ( 4944) من حديث تميم بن أوس الداري t


([2]) الشورى : 40


([3])الحشر: 10


([4]) الحشر : 18

أم ريان السلفية
18-May-2014, 06:33 PM
جزاك الله خيرا