المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنيأ لك وبشرى يا أيها السلفي الصادق ( وفقة أخوية مع الشيخ الفاضل الكريم يوسف لعويسي حفظه الله )



أبو أنس بشير بن سلة الأثري
19-Jul-2011, 01:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن إتبعه بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فإن لنا وقفة مع الأخ الفاضل والشيخ الكريم المبجل يوسف لعويسي وقفة فائدة وإستفادة وإعتبار ومحبة
فنشكر الشيخ يوسف حفظه الله على تواضعه ورجوعه للحق وأخذ بنصائح إخوانه
فمن اليوم نزل ذلك ـ نعم كما قال الشيخ ـ التشهير ، فقلت في قرارة نفسي والله هذا خير ، وكم من أخ كلمني فيما يخص هذا الموضوع والحادثة !! فقلت الشيخ سيبين ونأمل فيه الخير إن شاء الله
وكان كما ظننا في الشيخ حفظه الله فوضح مما هو واجب عليه أن يوضحه ويبينه ، وماذاك إلا لمعرفتنا بمواقف الشيخ الحسنة التي يشكر عليها ويشجع ، ومن ذلك رجوعه إلى الحق وتواضعه في مناقشة المسائل العلمية التي تكون بينه وبين إخوانه من طلبة العلم وأنه يناقش وصدره منشرح لأدلة الكتاب والسنة وإحترامه كلام الأئمة ، ومما لحظته فيه أنه حريص على أن يستفد من إخوانه ولو كانوا أصغر منه سنا وعلما ، وبالطبع هذا هو الملحوظ عليه وقد وقع لنا معه في هذا كم من واقعة ، وهذا إن يدل ، يدل على أن الرجل يتمتع بخلق رفيع نبيل من سمت أهل العلم ودلهم وهديهم الحسن وهكذا أيضا غيره من مشايخنا الكبار الأفاضل من أمثال الشيخ المجاهد عبدالغني عويسات والشيخ المبجل الدكتور عبدالمجيد جمعة حفظهم الله ، والله ما تتكلم مع أحدهم إلا وتشعر بذاك الحنان الأبوي ويفسح لك المجال ويصبر عليك في الكلام ويسمع لك ، ويتبادل الكلام بين الطرفين والأب من تواضعه يقول لذاك الأبن ما أنا إلا طالب علم ، وما أنا إلا مستفيدا ، ماذاك منه إلا تواضعا وإحتراما لهذا العلم العظيم ميراث النبوة ، ويزدك من نصائحه وتوجيهاته أنه يشجعك على الطلب والجد في هذا الميدان والمثابرة فيه
والله يا إخوتاه لما نرى مثل هذه المواقف ممن كان لهم السابقية في السن والسنة والعلم لنخجل من أنفسنا ونقول أين نحن مع هؤلاء ؟ ماهو واجبنا نحوهم ؟ وماذا علينا أن نقوم به إتجاههم ؟ وخاصة في هذه الآونة الأخيرة التي تكالب فيها الحدادية والمأربية على أهل السنة
بالطبع سيكون جواب كل غيور على السنة وأهلها : أن الواجب علينا نحوهم التوقير والإحترام ونصرتهم ومعاونتهم على الحق ودفاع عنهم من غير الإفراط ولا التفريط لما هم عليه من الحق وحملهم له ، حيث أن العبد يرفع على قدر تمسكه بالسنة وهذا لا يعني أننا نسكت عن أخطائهم التي خالفوا فيها الحق وخاصة إذا إنتشرت وشهرت فالنصيحة وبيان الخطأ واجب ولكن هذا منوط بآدبه وشروطه المقررة المعروفة ولكل مقام مقال
وعليه فالشيخ يوسف حفظه الله يعتبر بيننا طالب علم وشيخ على قدر منزلته التي أنزلها إياه أهل العلم الذين عرفوه ووقفوا على كتاباته وإطلاعوا على مواقفه الحسنة فلا نغلوا ولا نجفوا في حقه وننزله منزلته التي أنزلها له أهل العلم ويحترم ويوقر وإذا بدى منه خطأ مثل هذا الخطأ الذي وقع منه فإنه ينصح بالتي هي أحسن للتي هي أقوم لا أن يشهر به ويعير ويتربص به الدوائر ويتمنى له الشر والفضيحة ـ وهذا سواء له أو لغيره من أهل الإسلام عموما ـ لأن هذا ليس من خلق أهل الإسلام إنما هو من خلق أهل النفاق نعوذ بالله منه جميعا
وهو الحمد لله قد قام بما كان عليه أن يقوم به وأبدى إعتذاره وإستغفر وتاب وكان هذا درس له ولنا جميعا والسعيد من إتعظ بغيره ، وهذا إن شاء الله يعد من مناقبه وفضائله التي تدون في ملفه السلفي السني ، ويحسن إليه ويهنأ على هذا الفعل الممدوح لا أن يتمادى في تشهير بخطائه كما رأينا من بعض إخواننا هداهم الله وسدد خطاهم وعلمنا وإياهم ما ينفعنا وبصرنا بعيوبنا قبل عيوب غيرنا
مع إن أخانا الفاضل الكريم النبيل يوسف قد تاب وإعتذر مما وقع له ونحن نحسن فيه الظن أنه لم يكن يتوقع أن الأمر يصل به إلى هذه الدرجة والحد ولكن كما قال الشيخ أسامة العتيبي حفظه الله لما سأله الشيخ يوسف حيث جاء عنه
(( وقد اتصلت بالشيخ أبي عمر أسامة العتيبي عن طريق السكايب بتاريخ 16/7/2011م وسألته هذا السؤال : هل قرأت ما نشر وما رددت به ووضحته ، فأرجو أن تقرأه وتخبرني هل ذلك يعد من السرقة ؟؟ وأرجو أن لا تجاملني فيه ، فأجاب وفقه الله.
[10:18:57] أسامة أحمد: ، تصرفك خلاف الأولى حتى ولو كان من أوراق مجهولة المؤلف ولكن توصيله للسرقة فهذا من المبالغة لا سيما من شخص لا يعرف بالسرقة وليس هذا من مألوف أفعاله ، ولو كان الحكم على كل من يحصل من ذلك بأنه سرق لم يسلم أحد وإنما السارق هو الذي يتعمد السرقة ولا عذر له، ولا سيما إذا نصح وأصر وأنت بارك الله فيك قد وضحت وبينت واعتذرت وانتهى الأمر فلا حاجة لهذا المسلك المزري من التشهير وما يفرح به الأعداء .
فأرجو إغلاق هذه الصفحة نهائياً ولا أسمح في منابر النور ولا في البيضاء أن يتعرض لك بسوء وأما إذا كتب أحدهم ما يشينك وتريد الرد عليه في موقعك أو الموقع الذي تشرف فيه فهذا من شأنك وفقكم الله .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك .)) انتهى
فكلام وتوضيح الشيخ العتيبي حفظه الله ما بعده توضيح وكما قيل ((قطعت جهيزة قول كل خطيب))
وعليه يا إخوتاه أقول تذكيرا لي ولكم جميعا معشر أهل السنة علينا أن نتواصى بالتقوى فيما بيننا وأن نصبر على بعضنا بعض ولا أن نتشفى من أخطاء بعضنا بعض ونجعلها حجة للقذف والتعيير وخاصة بعدما تاب منها صاحبها وإعترف بالخطأ وهو لا يلام عليها في هذه الحالة وليست بالحجة للطعن فيه ، فالعبد خطاء وأكثر ما يكون خطأه في الميدان الذي هو مشتغل فيه ، فالبطع إذا كان ميدانه العلم ستكون أخطأه في العلم ومسائله التي يتكلم فيها ولكل جواد كبوة ، ولكن الفضيلة كل فضيلة أن يكون المتكلم في العلم رجاعا للحق متى تبينت مخالفته للحق موطنا نفسه على ذلك كأنه يشرب في الماء
وهذا الذي نحسبه في الشيخ يوسف كذلك لا كما نرى من بعض المتعالمين المتغطرسين المتعجرفين يقع في عشرات من المخالفات وهي قد تكون في الأصول ولا يرجع عنها بل يتمادى في باطله ويعقد عليها الولاء والبراء ويبدع من خالفه فيها ، وزد على هذا أنه أبتلي بالسرقة العلمية حيث أنه يسرق مؤلفات الرجال ويحاضر منها ويقوم بها الدورة وينسبها إلى نفسه ويقول أنها من تألفه وجمعه ويقرأ منها بعجرها وبجرها ولا يتورع حتى في القراءة منها والمصيبة أن هذه كتب أصحابها من أهل البدع ، وأنه ينشر في ضلال أهل البدع ويطعن في مشايخنا في الملأ بكل صراحة ووضوح وفي دوراتهم العلمية السلفية ، بل يشهر حتى بمساوئ الحكام في الملأ
هذا الصنف نعم يشهر به ويحذر منه وتكثف الجهود لكشفه ويغلظ في الرد عليه وتثبت المواضيع في رد عليه ويؤخذ على يديه بالشدة حتى يرتدع وينزجر ويترك مثله مثل الأجرب المفلس
أما الشيخ يوسف وفقه الله وسدد خطاه فرجل طيب متواضع رجاعا للحق متى ظهر له نحسبه كذلك من خيرة طلبة العلم الذين يكتبون معنا في مواقع السلفية ونستفيد منه من مقالاته القوية المتينة السلفية الأثرية جزاه الله خيرا
التنبيه الأولى : الذي يريد أن يشهر بإخوانه من أهل السنة والجماعة الذين عرفوا بالإستقامة والمنهجية الصحيحة ـ لا بالتميع والكذب والخبث والمكر ـ فليعلم هذا المشهر كما تدين تدان ، إنما الجزاء من جنس العمل ، أعلم رحمك الله كما أنت تفعل بأخيك هذه الأفاعيل كذلك يفعل بك ويتربص بك ، وأعلم يا أيها السني السلفي الأخ العزيز الكريم أن أهل البدع عاجزون على أن يردوا على أهل السنة وأن يظهروا عليهم وليس لهم القدرة على ذلك ، وإنما الذي لهم القدرة على ذلك هم أهل السنة فيما بينهم وأن الناقد بصير بمن يريد أن يخطأه له قدرة على ذلك فمن رزقه الله الفهم والعلم فليستعمله في نشر السنة ودفاع عن أهلها و، إياه إياه أن يظهر أهل البدع على أهل السنة
وإياك وإياك يا أخي السني أن يسبقك الهوى حتى ولوكان ضعيفا وإحتمالا تحتمله عند النقد فيتمكن منك ويعش عشه في نفسك فلا يجد منك طردا فهذا مزلق خطير ودقيق وصعب على أهل العلم وقل من يوفق لمعرفته وضبط نفسه معه
قال العلامة عبدالرحمن المعلمي رحمه الله في ( التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل 1/ 56)
(( وإذا سبق إلى نفس الإنسان أمر - وإن كان ضعيفاً عنده - ثم اطلع على ما يحتمل موافقة ذلك السابق ويحتمل خلافه فإنه يترجح في نفسه ما يوافق السابق، وقد يقوي ذلك في النفس جداً وإن كان ضعيفاً. وهكذا إذا كانت نفس الإنسان تهوى أمراً فاطلع على ما يحتمل ما يوافقه وما يخالفه فإن نفسه تميل إلى ما يوافق هواها، والعقل كثيراً ما يحتاج عند النظر في المحتملات والمتعارضات إلى استفتاء النفس لمعرفة الراجح عندها، وربما يشتبه على الإنسان ما تقضي به نفسه بما يقضي به عقله، فالنفس بمنزلة المحامي عندما تميل إليه، ثم قد تكون هي الشاهد وهي الحاكم. والعالم إذا سخط على صاحبه فإنما يكون سخطه لأمر ينكره فيسبق إلى النفس ذاك الإنكار وتهوى ما يناسبه ثم تتبع ما يشاكله وتميل عند الاحتمال والتعارض إلى ما يوافقه، فلا يؤمن أن يقوي عند العالم جرح من هو ساخط عليه لأمر لولا السخط لعلم أنه لا يُوجب الجرح وعلة الحديث متثبتون ولكنهم غير معصومين عن الخطأ وأهل العلم يمثلون لجرح الساخط بكلام النسائي في أحمد بن صالح، ولما ذكر ابن الصلاح ذلك في المقدمة عقبه بقوله: «قلت: النسائي إمام حجة في الجرح والتعديل، وإذا نسب مثله إلى مثل هذا كان وجهه أن عين السخط تبدي مساوئ. لها في الباطن مخارج صحيحة تعمى عنها بحجاب السخط لا أن ذلك يقع من مثله تعمداً لقدح يعلم بطلانه» .)) انتهى
التنبيه الثاني : مما صرح به الشيخ يوسف حفظه الله في هذه الحادثة التي وقعت له وهي خير إن شاء الله له ولإخوانه سواء كانوا المشايخ أو غيرهم ألا وهي سلمة صدره لمشايخنا في الجزائر وسعيه حفظه الله لتعاون معهم في الدعوة إلى الله فيشكر على هذا ، وهذا الذي نأمله من مشايخنا حفظهم الله جميعا أن يكونوا يدا واحدة في الدعوة إلى الله ويكون بينهم الإرتباط والمودة والمحبة والإجتماع والألفة والأخوة الإيمانية وحذر حذر من نقلة الأخبار من هنا وهناك ولا ندري عن حقيقتها وخاصة ما كان الأمر متعلق بين المشايخ وناقل لها ما أراد إلا الفتنة وعلى أقل شيء إذا أحسن فيه الظن نجده متسرع متهور ينقل كل ماسمعه والمصيبة قد يسجل كل ما يسمعه والشيخ قد لا يكون مطلعا على هذا التسجيل وغير عارف بأن المتكلم معه يسجل وزد على ذلك ينشره في الملأ ففي هذه الحالة إرتكب جريمتان جريمة أنه لم يستأذننه في التسجيل وثانية أنه نشره عن غير علمه لأنه ليس كل ما يقال ويسمع ينشر وخاصة ماكان حكمه في الرجال لأن العالم قد يخرج كلامه مخرج الذم بدون قصد الحكم ولكن السامع لا يفقه هذا الفقه
قال العلامة المعلمي رحمه الله في ( التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل 1/ 53 ـ 54)
(( كلام العالم في غيره على وجهين:
الأول ما يخرج الذم بدون قصد الحكم، وفي «صحيح مسلم» وغيره من حديث أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر وإني قد اتخذت عندك عهداً لم تخلفنيه، فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة» وفي رواية «فأي المسلمين آذيته شتمته لعنته جلته فاجعلها له صلاة ... » .
وفيه نحوه من حديث عائشة ومن حديث جابر، وجاء في هذا الباب عن غير هؤلاء، وحديث أبي هريرة في صحيح البخاري مختصراً. ولم يكن صلى الله عليه وآله ومسلم سبابا ولا شتاماً ولا لعاناً ولا كان الغضب يخرجه عن الحق، وإنما كان كما نعته ربه عز وجل بقوله {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} وقوله تعالى {وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} وقوله عز وجل {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} وإنما كان يرى من بعض الناس ما يضرهم في دينهم أو يخل بالمصلحة العمة أو مصلحة صاحبه نفسه فيكره صلى الله عليه وسلم ذلك وينكره فيقول «ما له تربت يمينه» ونحو ذلك مما يكون المقصود به إظهار كراهية ما وقع من المدعو عليه وشده الإنكار لذلك وكأنه والله أعلم أطلق على ذلك سباً وشتما على سبيل التجوز بجامع الإيذاء فأما اللعن فلعله وقع الدعاء به نادراً عند شدة الإنكار، ومن الحكمة في ذلك إعلام الناس أن ما يقع منه صلى الله عليه وآله وسلم عند الإنكار كثيرا ما يكون على وجه إظهار الإنكار والتأديب لا على وجه الحكم في مجموع الأمرين حكمة أخرى وهي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد علم من طباع أكثر الناس أن أحدهم إذا غضب جرى على لسانه من السب والشتم واللعن والطعن ما لو سئل عنه بعد سكون غضبه لقال: لم أقصد ذلك ولكن سبقني لساني، أو لم أقصد حقيقته ولكني غضبت فأراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن ينبه أمته على هذا الأصل ليستقر في أذهانهم فلا يحملوا ما يصدر عن الناس من ذلك حال الغضب على ظاهره جزماً.
وكان حذيفة ربما يذكر بعض ما اتفق من كلمات النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند غضبه فأنكر سلمان الفارسي ذلك على حذيفة رضي الله عنهما وذكر هذا الحديث، وسئل بعض الصحابة وهو أبو الطفيل عامر بن واثلة عن شيء من ذلك فأراد أن يخبر وكانت امرأته تسمع فذكرته بهذا الحديث فكف. فكذلك ينبغي لأهل العلم أن لا ينقلوا كلمات العلماء عند الغضب وأن يراعوا فيما نقل منها هذا الأصل. بل قد يقال لو فرض أن العالم قصد عند غضبه الحكم لكان ينبغي أن لا يعتد بذلك حكماً ففي (الصحيحين) وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لا يقضين حكم بين أثنين وهو غضبان» لفظ البخاري، والحكم في العلماء والرواة يحتاج إلى نظر وتدبر وتثبت أشد مما يحتاج إليه الحكم في كثير من الخصومات فقد تكون الخصومة في عشرة دراهم فلا يخشى من الحكم فيها عند الغضب إلا تفويت عشرة دراهم فأما الحكم على العالم والراوي فيخشى منه تفويت علم كثير وأحاديث كثيرة ولو لم يكن إلا حديثاً واحداً لكان عظيماً.
ومما يخرج مخرج الذم لا مخرج الحكم ما يقصد به الموعظة والنصحية، وذلك كأن يبلغ العالم عن صاحبة ما يكرهه له فيذمه في وجهه أو بحضرة من يبلغه، رجاء أن يكف عما كرهه له وربما يأتي بعبارة ليست بكذب ولكنها خشنة موحشة يقصد الإبلاغ في النصحية ككلمات الثوري في الحسن بن صالح بن حي، وربما يكون الأمر الذي أنكره أمراً لا بأس به بل قد يكون خيراً ولكن يخشى أن يجر إلى ما يكره كالدخول على السلطان وولاية أموال اليتامى وولاية القضاء والإكثار من الفتوى، وقد يكون أمراً مذموما وصاحبه معذورا ولكن الناصح يحب لصاحبه أن يعاود النظر أو يحتال أو يخفي ذاك الأمر، وقد يكون المقصود نصيحة الناس لئلا يقعوا في ذلك الأمر إذ قد يكون لمن وقع منه أولاً عذر ولكن يخشى أن يتبعه الناس فيه غير معذورين ومن هذا كلمات التنفير التي تقدمت الإشارة إليها في الفصل الثاني.
وقد يتسمح العالم فيما يحكيه على غير جهة الحكم فيستند إلى ما لو أراد الحكم لم يستند إليه كحكاية منقطعة وخبر من لا يعد خبره حجة، وقرينة لا تكفي لبناء الحكم ونحو ذلك. وقد جاء عن إياس بن معاوية التابعي المشهور بالعقل والذكاء والفضل أنه قال «لا تنظر إلى عمل العالم ولكن سله يصدقك» وكلام العالم إذا لم يكن بقصد الرواية أو الفتوى أو الحكم داخل في جملة عمله الذي ينبغي أن لا ينظر إليه، وليس معنى ذلك أنه قد يعمل ما ينافي العدالة، ولكن قد يكون له عذر خفي وقد يترخص فيما لا ينافي العدالة، وقد لا يتحفظ ويتثبت كما يتحفظ ويثبت في الرواية والفتوى والحكم.
هذا والعارف المتثبت المتحري للحق لا يخفى عليه إن شاء الله تعالى ما حقه أن يعد من هذا الضرب مما حقه أن يعد من الضرب الآتي، وأن ما كان من هذا الضرب فحقه أن لا يعتد به على المتكلم فيه ولا على المتكلم. والله الموفق.)) انتهى
وفي الأخير إتحف إخواننا بنصيحة غالية نفيسة تنفعنا إن شاء الله في مثل هذه القضايا والأحداث للشيخ الفاضل المفضال الدكتور عبدالله البخاري حفظه الله ووفقه حيث قال في ( وجوب الإجتماع والإئتلاف ونبذ الفرقة والاختلاف )
(( إن المرء يتقي الله في أقواله وأفعاله سيسأل يوم القيامة عما نطق وفعل (( ستكتب شهادتهم ويسألون )) فأعد ، أعد لهذا السؤال جوابا ينجيك لا تقول قال فلان : هاه ، هاه لا أدري هذا ليس بحجة انتبه ، سمعت الناس يقولون قولا فقلته ما ينفع خاصة في ظلمك لإخوانك انتبه فتكاتفوا وتآلفوا على الحق وبالحق وتكون بينكم الشفقة والمودة والرحمة .
نعم في الحفاظ على هذا الجسد المبارك وهذه الدعوة المباركة لا تمزقوها بأيدكم، وانتبه من الهماز المشاء بالنميم يأتي إلى الأستاذ فلان ويظهر له المحبة والتعظيم ولكن يعلم أن هذا الاستاذ سماع أذنه كالبوق لكل من يأتي وهو لا يقف على هذا، بل يبني بعد سماعه هذا أحكاما : جاءني ، نقل إلي ثقة هكذا كما قلنا أولا.
وقلت بعض الأخوة لا يرضى أن يكون صدوقا يهم ، يريد الثقة غير الثقة ما يمكن ،السلف يوجد عندهم صدوق، ضعيف ، صدوق يغلط وصدوق يهم، أما الآن خلاص كلنا ثقة ثقة ثقة طبقة واحدة ما فيه طبقتين، درجة واحدة في الجرح و درجة واحدة في التعديل ...
بس على من ؟؟!!
على أخيك الذي هو منك وفيك ومعك قلبا و قالبا زمنا ودهرا هو معك والله ما يجوز هذا ، مايجوز.
ياأخي عشرة هذه يعني عندنا هنا يقولون العامة أنا بيني وبينك عيش وملح، أي أكلنا في إناء واحد سوية في إناء واحد، هذا يسمى عيش وملح كناية عن ماذا ؟ إطعام بعضنا بعضا، وأكلنا سوية في إناء واحد، ما تنتهي هذه المحبة و الصداقة التي كانت لله وفي الله هكذا لا حرمة لها، فيجب أن نتعامل و أن نكون على قدر المسؤولية و أن نتقي الله في أنفسنا يا إخوة، ولا تكون بوقا لهذا الهماز المشاء بالنميم.
مرة جاء شاب هكذا، تعرف المتملقين كثير، المتملقون كثير الذين يندسون في صفوف السلفيين وهم ليسوا منهم و لكنه مريض عنده شهوة النقل والكلام قالوا قلنا، كتبوا كتبنا، يريد أن يتقرب ويتزلف إلى فلان وإذا ما وجه ظهر الكذب، وربما يقول يا شيخ سامحني أنا ما أقصد، أنا ما أردت، ما ينفع حينها الندامة وقد أفسد العباد و البلاد.
جاء رجل إلى شيخنا الشيخ ربيع حفظه الله، قال يا شيخ: فلان يقول أيضا، ينقل عن سلمان أو سفر أحد من هؤلاء الحزبية، يعني يقول فيك كذا و كذا، تعرفون ماذا قال الشيخ ؟ هم متحزبة، الكلام منقول عن رجل مخالف للسنة قال الشيخ :أنظر هذا أدب تحتاجونه و نحتاجه جميعا،
ما يصيركم طلابكم الصغار هنا وهناك مملكة، مدينة:اليمن، الحجاز، الأردن، أي مكان يسيرون الناس .
قال الشيخ:أنت الشيطان لم يجد من يرسل إلي إلا أنت لتنقل هذا الكلام، كأن الشيطان استعمله، شوف الجواب هذا، عرفتم ما معنى الجواب ؟ فهمتموه، الشيخ يقول لما نقل الولد هذا الكلام التفت إليه الشيخ :أنت الآن الشيطان، لم يجد في الدنيا أحدا يرسله إلي إلا أنت، تنقل هذا الكلام، أنا سألتك؟ : قطع لسانه، أليس الشيخ بهذا الجواب قطع لسانه وغلق الباب وأدب السامعين.
شيخنا الشيخ محمد أمان الجامي الإمام العلم رحمه الله، كذلك في درس مرة، وجاء طالب، قال عندي شيء .
قال: ماذا؟
قال: فلان يقول كذا وكذا، ينقل أيضا عن سفر وسلمان أو ما أدرى عن هؤلاء.
قال : آش .
هكذا قاله، اسكت قال له: أنا سألتك، أجب؟
قال إن سألتك تكلم، لاتبلغونا أي شيىء عن هؤلاء،
ما أريد أن أسمع وأزيد، إني سامحت الجميع لوجه الله تعالى، خلوه يتكلم في عرضي ماأريد أن أسمع، وأنا مسامح لوجه الله، هذه تربية أو ليست تربية هذه؟ يوجد في بعض البلدان و الأماكن هذه ؟؟؟
ما يوجد إلا عندهم نزر يسير، لأن العلم ليس فقط كلام، إنما هو سمة و هدى و تعلم وتعليم و تأديب.
ابن سيرين الإمام العلم الثقة رحمه الله يقول (كانوا يتعلمون الأدب والهدي كما يتعلمون العلم).
جاء في ترجمة أحمد رحمه الله، يحضر في مجلسه خمسة آلاف، الذين يكتبون العلم عن أحمد خمسة مائة والبقية ينظرون الى هدية وسمته ويتأدبون بأدابه.
أنظر إلى آثار أحمد إلى يومنا، هذا الخير الذي كنا فيه في باب الاعتقاد السنة لله أولا ثم لرسوله صلى الله عليه وسلم، الفضل أن علم الناس الخير، ثم ثبات الإمام أحمد في مسألة خلق القران، هذه الفتنة ما كانت قبل أحمد ما تكلم فيها أحد، ماكانت توجد ثم وجدت، فتصدى لها الإمام أحمد وتعذب في الله، علم تعليم وشفقة وبيان وتأديب و مراعاة المصالح والمفاسد وغير ذلك، فاحرصوا يا إخوان، اتقوا الله في أنفسكم، خافوا الله، دعوا حظوظ النفس، اتركوا نزعات الشيطان، استعيذوا بالله من الشيطان الرجيم لتكون قلوبكم صافية نقية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو عند مسلم (( إن الله يحب العبد التقي النقي الخفي )).
أما هكذا يبقى واحد أنت قلت وأنا قلت ولم .. بالفتحة و الهمزة والضمة إيش هذا، كل عام نأتي نسمع مشاكل جديدة، ما لكم والذين خارج بلدكم . إيش لكم شغل في المشاكل التي خارج بلدكم، أنتم عندكم مشاكلكم .
أسركم وبلدكم وبيئتكم فيها مشاكل لو اشتغلتم بها تكفيكم تصحيحا، كم الذين يعبدون القبور عندكم و يتقربون إلى الأولياء الصالحين ويعبدون الأحجار والأشجار، الشرك صباحا و مساء، في كثير من القرى العقود والتمائم وغير ذلك، لو اشتغلت بتصحيح اعتقاد الناس والله ما تجد كلاما من هنا و هناك لزيد وعمرو و خالد.
اشتغل أولا بتصحيح نفسك و عقيدتك، تعلم السنة الحقيقية من أهلها، ما يأتيك فلان من الناس من هنا وهناك ويكتب لك رسالة ويوصيك لابد أن تنشر بين الناس، والله اعلم هي حق أم باطل، ولو قرأ من قرأ وأذن من أذن كل من جاءك من أي مكان تقرأ أنت خلاص كل واحد، لو إنسان كان في بيت الله الحرام أطهر بقعة على الأرض و يدرس في بيت الله الحرام هل معنى كل من درس في بيت الله الحرام خلاص يقبل كلامه، العلماء الموجودين يدرسون من زمن معروف أي الناس كانوا يقصدون الحرمين أو غير الحرمين، هذا في الحرمين فكيف بغير الحرمين، انتبهوا بارك الله فيكم، اشتغلوا بأنفسكم، لا تشغلوا أنفسكم إن اشتغلتم بهذه الأمور شغلتم، أنا أتكلم انتبه وأزيد و أعيد حتى لا يبنى على كلامي قصور و علاني، أتكلم بين الأخوة السلفيين، فيه عبارة أفصح قولوا حتى أقول ؟؟
أهل السنة السلفيين، أهل السلفية المحضة، ما أقول واضحة هذا ما ينفع هذا الاستخدام ليس سلفيا واضح، غير واضح هذا ما هو صحيح، محض، هذا هو الصحيح، صاحب ولاء لهذه العقيدة و لهذا المنهج النبوي السليم يوجد أفصح من هذا التعبير؟
ما أظن يوجد أفصح من هذا التعبير كونوا على قلب رجل واحد اتقوا الله في أنفسكم، والله إن بعض المشاكل التي استمعت إليها سواء في هذه السنة أو في السنة الماضية لا تستحق أن تذكر، عيب، عيب أن تخرج من الناس، والله يدل على سخف وقلة عقل، ما أقول قلة الدين، يدل على السخف وقلة العقل و قلة الإدراك، ما أقول كل، بعض المشاكل التي استمعت إليها من خلال سنتين هاتين تبحث تريد شيء، ما فيه شيء، ظنون حظوظ النفس، درس عندي ثم تركني و ذهب إلى فلان، إيش هذا ؟استعباد هذا؟ هذه عبودية جديدة.
العلماء كانوا يجلسون يطلبون عند هذا ويطلبون عند هذا ، الرحلة في طلب العلم لأي شيء كانت، عيب هذا الكلام ، عيب غلط من يفعل هذا، ويظن هذا الظن، لا يستحق أن يعلم الناس، ينبغي هو أن يتعلم ما الذي يجوز له و ما الذي لا يجوز .
يا إخوان سمعتم وصية شيخنا إليكم، شيخنا الشيخ ربيع قبل أيام، و الله إن هذا الرجل حريص عليكم أكثر من حرصكم على أنفسكم و مشفق على دعوتكم أكتر من إشفاقكم أنتم عليها لو كنتم تعقلون، كلمة الشيخ قبل أيام واضحة جلية في التآخي و التآزر وفي نبذ الفرقة و الاختلاف والتواد والتحاب. )) انتهى
وتمة وقفتنا نسأل الله أن تكون لوجهه خالصة والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

ابوهالة عبدالحكيم الجزائري
19-Jul-2011, 12:30 PM
بارك الله فيك اخي ابو انس على هذه الوقفة الرحيمة مع شيخنا الفاضل ابو بكر يوسف العويسي حفظه الله و رعاه و جزى الله الشيخ ابو عمر اسامة العتيبي على هذه الكلمة المنصفة و حفظ الله جميع مشايخ هذه الدعوة المباركة ونسال الله ان يجمع شملنا و يوحد صفنا انه ولي ذلك و القادر عليه

أبو عبد المحسن زهير التلمساني
19-Jul-2011, 12:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى،
وبعد: قال الله تعالى:
{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ }إبراهيم27
سلمت يمينك أخي أبا أنس وجزاك الله الجزاء الحسن
إن شاء الله ما حدث خير وما يزيدنا إلا إلتفافا بشيخنا الوالد أبي بكر ونصرتا له على الحق، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة فكم أذي في الله وفي الدعوة إلى التوحيد فما كان منه بأبي وأمي وأهلي هو إلا الصبر والإحتساب لله عز وجل فنصره الله نصرا عزيزا.
بارك الله لنا في مشايخنا الأفاضل وأخص بالذكر الشيخ الفاضل أسامة حفظه الله
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

أبو علي خالد عزوز
31-Jul-2013, 03:16 PM
​جزاكم الله خيرا .

أبو ياسر إسماعيل بن علي
02-Aug-2013, 04:04 AM
وفقكم الله وبارك فيكم

أبو خالد الوليد خالد الصبحي
04-Aug-2013, 12:44 AM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

أبو أنس بشير بن سلة الأثري
29-Sep-2013, 02:45 AM
بارك الله فيكم يا أيها الأخوة الفضلاء ، ونشكركم على مروركم

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
29-Sep-2013, 02:08 PM
سلمت يمينك أخي أبا أنس وجزاك الله خيرا

أبو عبد المصور مصطفى الجزائري
23-Nov-2014, 11:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للفائدة