المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب آراء الصوفية في أركان الإيمان للشيخ سعد بن ناصر الشثري



أبو أنس محمد لعناصري
21-Jul-2011, 04:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقدمة الكتاب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فإن من أشهر الفرق، فرقة الصوفية، ومن هنا فإنه يحسن دراسة فكر هذه الطائفة ومعتقداتها على ضوء الكتاب والسنة، ومن هنا كان هذا الحديث عن (آراء الصوفية في أركان الإيمان)، وقبل أن ندخل في هذا الموضوع أحب أن أتحدث عن مسألتين هامتين أولاهما: هل الصوفية لها وجود اليوم؟ أو أنها قد اندثرت ولم يعد لها وجود؟ والمسألة الثانية: ما منشأ التصوف؟ وما هي أبرز معالم منهج المتصوفة؟

والجواب أن هناك فرقاً عديدة اليوم تنتسب للتصوف وتدعو إليه، مثل فرقة الشاذلية في مصر وسوريا وليبيا والسودان والمغرب، وفرقة التيجانية في المغرب والسنغال ونيجيريا والسودان، بل إن بعض الباحثين يرى أن عدد التيجانيين في نيجيريا وحدها يزيد عن عشرة ملايين نسمة، ومن فرق الصوفية الطريقة الختمية في السودان، وفرقة البريلوية في الهند وباكستان وبنجلاديش وسريلانكا، ومن تلك الفرق النقشبندية والمولوية والقادرية والرفاعية والكتانية، والأحمدية الإدريسية، وهناك جماعات أخرى تأثرت بالصوفية وأخذت بعض معتقداتها مثل الديوبندية في شبه القارة الهندية، والنورسية في تركيا، وغير ذلك من الطوائف والفرق، فظهر بذلك أن دراسة هذا الموضوع ليس إحياء لما اندثر بل هو دراسة لواقعنا المعاصر.
وأول مبدأ الصوفية كان قائماً على الزهد والتفرغ للعبادة وترك مظاهر الترف التي انتشرت في المجتمع الإسلامي، ولبس الصوف الخشن دلالة على ذلك، مما جعلهم يحرصون على العمل والعبادة ويبتعدون عن العلم مما أنتج سهولة دخول المعتقدات المختلفة عندهم بسبب عدم وجود علم يحميهم من ذلك.
وبالنسبة لتاريخ التصوف فقد وجدت مبادئه في عصر الصحابة، فأنكر الصحابة رضوان الله عليهم هذه المظاهر، فقد أنكر عمر على من يتفرغ للعبادة ويترك التكسب لنفسه ولعياله، وأنكر ابن مسعود على من يجتمعون في المسجد فيذكرون الله ذكراً جماعياً في الكوفة، وأنكر على من اتخذ دوراً للعبادة في بعض الجبال، فبدأت مظاهر التصوف ببدع صغيرة ثم مع مرور الزمن تطور ذلك فحدثت لديهم أمور عظام مخالفة للشريعة، والصوفية طوائف مختلفة، وفرق متعددة، يقع بينهم الاختلاف والشقاق، وبينهم منافسات، ويتحدث بعضهم بالقدح في بعضهم الآخر، وليسوا على مستوى واحد في التصوف والابتداع، وعندما أتكلم عن شيء من آراء الصوفية في أبواب الإيمان ليس معناه أن هذا الرأي موجود لدى جميعهم، وكذلك فإنه في عصرنا الحاضر وبعد انتشار وسائل الاتصال والمواصلات وجدت أن الكثير من المتصوفة بدأوا يتخلون عن بعض الأفكار الصوفية السابقة، لما رأوا الأدلة صريحة في رد بعض معتقداتهم وبدعهم، وليس مرادي بهذا الحديث القدح المجرد في الأشخاص، وإنما أقصد التقرب لله عز وجل بمقارنة بعض اعتقادات المتصوفة بالقرآن والسنة رغبة في النصيحة وأملاً في النجاة لي ولهم يوم لقاء رب العالمين، وسأقسم حديثي عن هذا الموضوع بحسب أركان الإيمان، كما ورد في الصحيح بيان هذه الأركان لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره)، أخرجه مسلم.

لتحميل الكتاب بصيغة وورد
من هنا بارك الله فيكم (http://www.alshathri.net/index.cfm?do=cms.conBook&contentid=2630&categoryid=634)